تفاصيل الخبر

الممثلة كارمن لبس: سأترشح للانتخابات النيابية المبكرة إن حصلت!

15/11/2019
الممثلة كارمن لبس: سأترشح للانتخابات النيابية المبكرة إن حصلت!

الممثلة كارمن لبس: سأترشح للانتخابات النيابية المبكرة إن حصلت!

بقلم عبير انطون

على الشاشات رأيناها تحمل العلم اللبناني وتنزل الى الساحات الهاتفة بالكرامة والحقوق. لقاؤنا معها حمل جناحين: الاول وطني، سألناها فيه عن أسباب مشاركتها ونيتها خوض الانتخابات المبكرة ان حصلت، والثاني فني حول دورها الجميل في مسلسل <بالقلب> التي كانت الـ<ال بي سي آي> باشرت بعرضه. فهل ستترشح كارمن لبس للانتخابات؟ والى اي مدى املها كبير بخواتيم مرجوة؟ بأية رسالة توجهت الى فخامة الرئيس، وفنيا ما كان رأيها بـ<عروس بيروت> المتابَع اليوم على شاشاتنا؟

في أجوبة كارمن الشفافة كل التفاصيل وسألناها بدايةً:

ــ نقترب اليوم من حوالى الشهر على الحراك والمظاهرات لاستعادة الحقوق. اين نحن اليوم؟

- لا أستطيع ان احدد اين نحن، لكن مع المماطلة في تشكيل حكومة انتقالية لست اعرف على ماذا تراهن السلطة... هل على خروج الناس من الساحات؟ هذا مشين بحق أهل السلطة ومجلس النواب. كان على الاستشارات ان تبدأ فور استقالة الحكومة، وهذا ما دفع بالناس الى التظاهر يوميا حتى في أيام الآحاد والعطل والى اقفال الطرقات. لست أدري ان كانت هناك خطة مخفيّة لجعل الناس تتنافر بين بعضها البعض، وهذا بشع جدا. كلهم يصرّحون بوجوب الاصلاحات ومكافحة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة... جميعنا اذاً في خندق واحد؟ فمن كان ينهب؟ وان كنتم جميعكم تطرحون الاصلاحات لماذا التأخير في تشكيل الحكومة؟ في الامر قطبة مخفيّة بحق هذا الشعب المتدفّق في مظاهرات سلمية نُعتت للاسف بأوصاف معيبة للمشاركين فيها باعراضهم وسلوكهم.. <حشيشية ودعارة> وما الى هنالك.

ــ البعض تحدث عن التمويل الخفي للمظاهرات وأصابع خارجية تحرّك. ما رأيك؟

- كلهم يتمولون من الخارج <وكل عمرو لبنان هيك>... وهنا أقول على افتراض سلّمنا جدلا بأنّ هناك فعلا تمويلا او خطة اميركية لضرب الاقتصاد في البلد، كيف استعددتم لمواجهة ما يحاك؟ تتحدثون عن خطة مدروسة في موضوع الدولار والبنزين والحرائق وغيرها، لماذا لم تتداركوا منذ البداية فتقطعون الطريق عليها وتعالجوها قبل أن تثور الناس؟ إن سمعت عن دخول سارق الى بيتك هل تشرعين له الباب ام تستدركين بخطة محكمة لعدم وصوله الى سور البيت حتى؟ ان كانت المؤامرة حقيقية فالخطأ خطأكم.

ــ هل تعتقدين أننا سنصل الى خواتيم لا تخيّب الآمال، فتلبّي صوت الناس التي تحتجّ لكرامتها أولا؟

- مهما كانت الحكومة التي ستتسلم زمام الأمور سيكون هناك صعوبات.. بالنهاية مجلس النواب مشكل من الاحزاب الموجودة في السلطة منذ سنوات. الاساس يبقى في تحقيق المطالب من استعادة الاموال المنهوبة واستقلالية القضاء حتى تبدأ محاكمة الفاسدين فعليا. اذا بقي القضاء مسيسا وتابعا فسنبقى نراوح مكاننا، والأهم حصول الانتخابات المبكرة التي تجعل وجوها من الحراك، نظيفة الكف، تدخل المجلس النيابي، وهنا يكون الحراك قد عمل بشكل صحيح ومنظّم. يجب ان نبدأ بالتحضير منذ اليوم للانتخابات، وهذا ما سيظهر ان كان الحراك سلك الطريق الصحيح. كثيرون يعتبرون ان الحراك لم يفعل شيئا وانه فشل. لا لم نفشل، وقد قمنا بحركة لو حققت واحداً بالمئة من المطالب التي نطمح إليها نكون انطلقنا بمسار مختلف عن الذي نعيشه بعد سنوات من الحرب. وتغيير المسار لا يتم بغضون ساعات او أيام، وهو يتطلب نفسا طويلا. رويدا رويدا تبدأين بقلب النظام فيصبح نظاما مدنيا فعلياً وعادلاً كما نتمنّاه.

ــ هل وجدت انه مع فتح الطرقات همدت الهمة وكان البعض عارضوا فتحها؟

- شخصيا لست مع إقفال الطرقات، إنّما مع الإبقاء على وجودنا في الساحات. فإذا ضغطنا منذ اليوم عبر اقفال الطرقات، غدا ماذا نفعل، كيف نضغط؟ هل ندخل في مرحلة السلاح لا سمح الله، الأمر الذي لا يجب ابدا الوصول اليه... تحاول السلطة جعل الناس <تقرف> من التظاهر، وليس علينا ان ننجر الى هذا المكان. منذ اليوم الاول بعد سقوط الحكومة كنتُ مناهضةً لاقفال الطرقات وهناك من يعتاشون من يوميتهم. الضغط يجب ان يكون في المؤسسات والادارات والمصالح. المرفأ مثلا.

ــ متى اتخذت قرارك بالنزول للمشاركة؟

- نزلت في اليوم التالي لبدايتها، في 18 تشرين. شعرت بأن <في شي مش كل يوم عم شوفو>. من كل التحركات التي جرت سابقا، نزلت مرة واحدة في الـ2015 للاحتجاج على النفايات التي <طمّتنا>. لكن، لما شعرت يومها إلى أي مدى تنقسم الاراء ما بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح انسحبت. لم أقتنع. المرة هذه، الأمر مختلف، الناس نزلت من وجعها، وكلنا بتنا موجوعين. نزلنا لنقول <ما بقا فيكم تدعوسوا علينا لهذه الدرجة>. الناس كلها حملت العلم اللبناني. الشباب والصبايا، طلاب المدارس والجامعات بشكل خاص جعلوني اشعر بانه يجب ان اشارك، ومشاركة كل فرد تشكّل اضافة.

ــ هل لفتك الدور الذي لعبه الفنانون اللبنانيون؟

- كل شخص شارك لعب دورا. جعلنا المواطنين يشعرون بأن وجعنا وهمنا مشتركان. الفنان لا يعيش على الغيم. نحن أيضا تطالنا الضرائب، ونحن أيضا تتأخر مستحقاتنا حتى تُدفع لأن التلفزيونات <ما معها مصاري>، ونحن أيضــــــــــــــا تقلّصت أجورنا...

ــ بعض الفنانين اصدقاء للسياسيين وليس في الامر مشكلة. لكن، أن ينتقدوهم علنا فهذا بحسب عديدين كمثل المسرحيات او الاغنيات التي تدفع اليها السلطة بهدف التنفيس. هل ترين الأمر على هذا النحو؟

- الفنان بالنهاية من هذا المجتمع، وقد يُدعى الى أماكن يوجد فيها سياسيون ويلتقط معهم الصور ويتبادل الأحاديث. المهم لما ينزل هذا الفنان الى الحراك يكون فعلا مع الناس وصوتهم. شخصيا لا أدقق بالخلفيات او الدين او التوجهات السياسية.

 

<طبقوا الشعارات>..!

ــ توجّهت من ساحة الشهداء الى فخامة الرئيس بعبارة: طبق شعاراتك القديمة. هل ستسمح له الطبقة <المتجذرة> بذلك؟

- بعد <الطائف> ما عاد للرئيس صلاحيات كثيرة. المشكلة ليست مع الرئيس، لكن كان باستطاعته ان يضغط من خلال التيار العوني. ولست مع ان يرحل. الفساد معشش منذ أكثر من 30 سنة والاحزاب اللبنانية جميعها مسؤولة عن الأزمة الحالية، لكن اللوم ان الناس وضعت كل آمالها بانهم سيقومون بالاصلاح والتغيير، فانصبّ كل الغضب عليهم.

ــ إن جرت انتخابات نيابية مبكرة هل تنوين الترشح وكنت عقدت العزم على خوضها سابقا؟

- بالتأكيد.

ــ لكن الناخبين خذلوا المجتمع المدني في الدورة السابقة. هل الفرصة أكبر هذه المرة؟

- ضروري أن تكون اكبر. اذا اعادوا انتخاب الطبقة نفسها، انا لا <اهشل> من الوطن فحسب والبعض لامني على هذا التعبير، انما حينها امزق جواز سفري. يصير حينها أي جواز اهم من الجواز الذي احمـــــــــــــــله. عندها نكون <غنما> فعلا، وأنا من الاساس ألوم الناس ولا ألوم السلطة. نحن من أوصلهم الى هذه القوة لأن يلعبوا بنا كـ<الماريونيت>.

ــ هل ان الجيل الجديد أكثر وعيا من الذين سبقوا؟

- طبعا. أنظري الى الطلاب والشباب كيف يتكلمون.. بيكبّروا القلب.

ــ برأيك هل سترفد هذه الثورة المواضيع الدرامية في مكان ما؟

- قد يؤخذ فرع او منحى صغير منها من دون أن تشكل المحور. حتى مع الحرب اللبنانية لم نستطع ان نطرح موضوع الحرب بموضوعية او شفافية. ما يجري اليوم يمكن أن يطرح مثلا من خلال اربعة اشخاص لكل منهم وجهة نظر مختلفة، وهذا من الصعب ان يتمّ لانهم يختلفون قبل ان يشرعوا في التصوير حتى.

ــ ما يجري هل يدخل من ضمن ما يسمى تمردا كبيرا ام هو ثورة؟

- بالنسبة لي، الثورة كلمة كبيرة جدا. الثورات تقلب انظمة. نحن لا زلنا ضمن حراك، ضمن انتفاضة عارمة.

القلب.. والحمار!

ــ نعود الى الشاشة الان، ما هذا الدور الجميل لك في مسلسل <بالقلب> وقد أقنعت المشاهد حتى الصميم بحبك لـ<جريس> (غبريال يمين)، وكان المسلسل بدأ بثه على شاشة الـ<ال بي سي آي>؟

- حبيبي <غبريال> ما أجمل اداءه!.. بالنسبة لدور <فريال> الذي العبه فدائما ما اختار الدور المحوري في سياق القصة بعيدا عن مساحته، واؤمن بان مجموع النص والممثلين والانتاج والاخراج هي من تنجح بالعمل. كما أنني أحبّ نصوص طارق سويد لأنها حقيقية، فمن النادر أن تطرح مسلسلاتنا حالة سيدة أضحت مكسورة نتيجة الظروف

والمجتمع فلزمت بيتها، لكنّ قلبها بقي ينبض بالحب. والحب لا تنطفئ شعلته حتى بعمر المئة، وإن لم يكن لشخص معين فانه لقضية او لأمر ما. الادوار التي يعطونها للنساء عندنا تدور في الفلك نفسه. <دور فريال لعبتو من جوا> من الاعماق، وهو متعب لدرجة انك تتوجعين وانت تؤدينه. <قضيتها برا وجوا ما وقّف بكي. اخذته معي الى البيت.. عشت اكتئابا>.

ــ وماذا عن دور <وردة> في <رصيف الغرباء>؟

- الشخصية لسيدة أعمال رزقت بابنة، وهي محبة للحياة والناس. إنسانة قلبها حنون وقوية في الوقت عينه وتقف مع الحق. كما دخلت أيضا الجزء الثاني من مسلسل <ما فيي>، واشترك في اعمال لرمضان المقبل لم اوقع عليها بعد حتى اتحدث عنها.

ــ هل تتابعين <عروس بيروت>؟

- شاهدت عدة حلقات منه وهو جميل، وتشعرين باليد التركية في الانتاج والاخراج لكن مأخذي الوحيد هو التساؤل حول ضرورة تحويل <عروس اسطنبول> الى <عروس بيروت> في حين أننا نعيش فيضا من المواضيع اللبنانية التي يمكن ان نعالجها.

ــ لفت نظر المشاهدين مرافقتك للفنان مارك رعيدي لمسابقة برنامج <ذي فويس>. ما كان سببها؟

- انا مؤمنة بصوته <الفظيع> ونحن صديقان، كما انني صديقة لوالدته. موهبته دفعتني الى أن أكون معه وأشجعه لانه يستحق ذلك.

ــ نختم بالحمار الذي التقطت صورة لك الى جانبه و<الهمروجة> التي أحدثتها. لماذا تميّزينه عن سائر الحيوانات؟

- لقد سُئلت مرة: ايه اكثر حيوان يشبهك؟ اجبتهم: الحمار، فعلا اضحكهم جوابي، <وما كنت عم أمزح>. الحمار صبور اذ انه يمشي و<يندعك> وهو شغّيل وتعيب. انا ايضا اشتغلت وتعبت وبمجهودي الخاص وصلت، ولا فضل لاحد علي في مهنتي علما ان في هذا المجال يلزمك احيانا <بوش>، دعم او تسهيلات ما من منتج او شركة ما. لم أدخل في كل ذلك، واشتغلت بجهد كبير حتى وصلت وفرضت اسمي. كانت قوتي الوحيدة انني ممثلة جيدة، ولذلك تعاونت مع منتجين مختلفين. وبالعودة الى الحمار، فانه ينم عن <طيبة وسذاجة> لكنه <بس يتيس بيتيس> و<بيصير يلبّط حتى يحلّوا عن ظهره>، وأحيانا يبرمها: <عليَ.. وعلى اعدائي>! (تختم كارمن ضاحكة).