تفاصيل الخبر

المـمـثـلـــة أنجــــو ريحــــان: نجـــاح مسلسل ”انـتـــي مـيــــن“ أثبت الحاجة الملحة الى نصوص وممثلين يشبهون الناس!

14/06/2019
المـمـثـلـــة أنجــــو ريحــــان: نجـــاح مسلسل ”انـتـــي مـيــــن“ أثبت الحاجة الملحة الى نصوص وممثلين يشبهون الناس!

المـمـثـلـــة أنجــــو ريحــــان: نجـــاح مسلسل ”انـتـــي مـيــــن“ أثبت الحاجة الملحة الى نصوص وممثلين يشبهون الناس!

 

بقلم عبير انطون

كالريحان بثت انجو عطرها على مسلسل <انتي مين> في رمضان المبارك والجميع صفق لنجمة <ما في متلو> التي طالما زرعت البسمة على الوجوه. منعطف مهم في حياتها المهنية شكله دور <غادة> في المسلسل خاصة في المشاهد الدرامية الجديدة على جمهورها منها، انما أيضا، وفي مقام اول مسرحيتاها <اسمي جوليا> و<مجدرة حمرا> مع يحيى جابر والذي معه، تستعد حاليا للثالثة.

بين التراجيديا والكوميديا أرجحتنا أنجو بأداء جميل فكان لقاؤنا بها ممتعا، استعرضنا فيه اسباب توقف <ما في متلو> بعد محطات من النجاح، فضلا عن جديدها المسرحي، معرّجين على مهارة الرقص التي تنميها في دروس تتبعها، فهل من مشروع في مجاله؟

وسألنا انجو اولا:

ــ انت الآن في استراحة ما بين العملين اللذين تزاولينهما. نعرف انك تمثلين لكن ماذا عن عملك الآخر؟

- فعلا، لقد انهيت حصتي في المدرسة وأنا متوجهة الى التمارين على المسرحية الجديدة.

ــ أية مادة تدرّسين؟

- مادة الرسم، وفي مناسبات مدرسية معينة احضِر الطلاب لأعمال مسرحية. انا خريجة دار المعلمين في الرسم، ومن بعد ذلك تخصصت في المسرح.

ــ هذا الجانب ليس معروفا عنك...

- لا بالعكس. نسبة معينة تعرف انني موظفة في الدولة واعلم منذ 18 سنة تقريبا.

ــ بمــــا انـــك تعلمــــين الرســـــم، هــــل ترسمــــين اللوحــــــات او تفكريــن بمعرض ما؟

- في الواقع لا افكر بذلك.في بيتي كله، هناك لوحة واحدة بريشتي. هي ليست هوايتي الاولى. شغفي هو التمثيل..المسرح.

ــ هل كنت على معرفة سابقة بكارين رزق الله قبل اشتراكك معها بمسلسل <انتي مين>؟ وكيف رشحت لدور <غادة>؟

- لم اكن اعرفها شخصيا بشكل وطيد. صودف ان سلمنا على بعضنا البعض في احدى المناسبات، وهي المرة الأولى التي نعمل فيها مع بعض وتسري الكيمياء الجميلة بيننا.

ــ هل وافقت على الدور بناء على نجاح المسلسلات التي قدمتها كارين سابقا، ام ان الدور في المسلسل الجديد هو الذي شدك اليه؟

- للسببين معا خاصة بعدما توقف <ما في متلو>. لقد عنّ على بالي ان أدخل في الدراما والمسلسلات، وان اعود الى التلفزيون. كانت لي عدة تجارب سابقا، ولكنني الآن بت متفرغة اكثر للمسلسلات. ما كنت اعرف من اين ادخل، خاصة مع مسلسلات رمضان المبارك، ولما كلمتني كارين ابديت موافقة مبدئية لانني اعرف كتابتها الجميلة، وانا احبها ككاتبة وكممثلة، فضلا عن فريق الممثلين معها الذين احترمهم واحب عملهم، لكنني لم اكن متوقعة باننا سنؤدي بهذا التفاعل وان تنحو علاقتنا صعودا لهذه الدرجة. توقعت اطلالتنا بعمل جميل، لكن ليس الى حد ان نتلذّذ ونستمتع ونحن نمثل معا بهذا القدر.

ــ حتى الجمهور شعر بهذه الكيمياء بين فريق المسلسل وميّزه على الرغم من اعمال عديدة تزامنت معه في ظل انتاجات اكثر ضخامة. هل تميّز برأيك لانه لبناني ينقل مسائلنا بواقعية وعمق ومن دون فلسفة؟

- هي هذه العوامل مجتمعة، اضف الى ذلك النص الجيد، وله اهمية قصوى. فمهما كان الممثل رائعا ومُجيدا في ادائه، بالنهاية فانك تنتظرين ما سينطق به، كذلك فإن <الكاست> (اختيار الممثلين) والاخراج مهمان ايضا. هي سلسلة متكاملة وهذه المرة لم تنقصها اية حلقة.

 وتضيف أنجو:

- ما حدث انه تم ترسيخ صورة البطلة بتلك التي تملك مواصفات معينة، وهذا غير صحيح على الاطلاق. البطلة هي من تختار للدور وليس العكس.. كارين قلبت المقياس، <برافو عليها>، وكأنها تقول بأنني استطيع ان أكون خارج المواصفات المرسومة، المواصفات الكمالية، وأنجح وهذا ما أثبتته. جاءت لتقول لا! هناك النوع الذي عودتمونا عليه، لكن هناك غيره أيضا، واعتقد بكل تواضع، انه وبعد انتهاء هذا الرمضان تحديدا، وبعد كمية ما اقرأه عبر <تويتر> بشكل خاص باتت الحاجة

ملحة اكثر الى نصوص وممثلين يشبهون نسبة كبيرة من الناس. ولما تتكلم الناس يجب ان يسمع لها..

ــ والخلفية الاكاديمية لكارين هل كان لها دورها برأيك، كتابة او تمثيلا وهي خريجة كلية الفنون؟

- لا شك بان اللقاء بالخريج الأكاديمي يكون أسهل. لكن بالمقابل، كلنا يجمع انه، وعلى مر التاريخ، هناك ممثلون وكُتاب تفوقوا بفضل موهبتهم من دون دخول كليات ومعاهد الفنون، واستمروا وتركوا بصمتهم بعد ان اشتغلوا على أنفسهم. انا مثلا احترم جدا عمل نادين نجيم، والمدى الذي عملت فيه على تطوير نفسها. شخصيا، وان كنت خريجة معهد، لم تنته تجربتي عند السنوات الاربع التي درستها في الجامعة. صحيح ان الأساتذة فيها اعطوني الكثير و<طلّعوني من حالي> حتى بت اعرف كيف اشتغل ما يعرف بـ<الكاراكتير> كيف أدخله، اركبه، ومن ثم كيف أخرج منه، لكنني أيضا استمر في العمل على نفسي، والتطوير بحاجة للدراسة، الا ان الاختلاط بالناس ومراقبتهم هي ورشة العمل الحقيقية، اي في هذه التجارب الحياتية التي تنقلينها عمن هم حولك وتأخذين منهم لتطوير مهنتك.

ــ شخصيا، هل لديك قلم جميل في الكتابة؟

- لقد اكتسبت من خلال ورشات العمل مع يحيى جابر اكان على الصعيد النفسي او المهني، بضع مهارات ومفاتيح حول كيفية الكتابة. لكنني لا اعتقد ان باستطاعتي أن أقوم بها بمفردي. ربما مع يحيى استطيع ان اعطي بعض الأفكار. إلا أنني أفضِل أن أصب جام طاقتي على <كاراكتير> العبه اكثر ما اكتب نصا بذاته. ترونني <أجوهر> من داخلي لما اتكلم عن هذه التجارب المسرحية التي اعتز بها.

 هـويـتـنـــــــــــا !

ــ من خلال نص على غرار <انتي مين> هل يمكننا بلوغ القنوات العربية وان يأخذ العمل مداه كما في لبنان؟

- اي عمل يشتغل بطريقة صحيحة ينجح اينما وجد. عندما تدخلين قلوب الناس في مكان ما فانك تدخلين الى كل القلوب. فكما اللهجة السورية ومن قبلها المصرية دخلت الى كل العالم العربي، باستطاعة اللهجة اللبنانية ان تأخذ مكانها أيضا. سابقا لم يكن من اضاءة كافية على اعمالنا، اليوم يسلط الضوء، لذلك علينا ان ننافس أنفسنا، ونحن بحاجة الى نصوص مميزة تساعدنا. المسلسل الذي ليس له هوية لن يصل. هذا الامر اساسي جدا واؤكد عليه من تجربتي المتواضعة. المسلسل بلا هوية يبقى

هجينا!

ــ ما الذي تقصدينه بالهوية؟

- نحن نمثل لنبرز واقعا معينا. كأنك تحملين الكاميرا وتصورين بها خارج شباكك، تركزين على بناية معينة، شارع معين، عند جارتك أو خالتك أو صاحب المحل في حيك. تنقلين الواقع وتعطين رأيك حوله وعينك هي عين الكاميرا. يجب أن تسمى الأمور باسمائها، والشخصيات بخلفياتها، من هو هذا الانسان؟ اين يسكن؟ ما عمله؟ الخ..هناك مسلسلات كثيرة جميلة، لكن لماذا تلمع كارين بكتابتها؟ لانها تشتغل الهوية اللبنانية مئة بالمئة. هذا موظف الدولة كذا وكذا... المسلسلات الاخرى تتابعينها لتطلعي على سير احداثها، لكن هل تقومين بتماه مع الشخصية التي تشاهدينها؟ مع نص كارين تقولين هذه تشبه ابنة خالتي، وهذه مثل جارتي.. ليس خطأ أن يكون هنالك نوع آخر، لكن الخطأ ان يبقى وحده. اجيبوني مثلا: كم هي نسبة الذين يسكنون القصور في لبنان؟ انت هل تعرفين احدا عنده قصر؟ <انا ما بعرف حدا عندو قصر!>... البيت الذي صورنا فيه عند منطقة <الجية> يشبه بيوتا كثيرة اعرفها، لاشخاص يشبهون أشخاصا حولنا.. نقولا دانيال، شربل زيادة في <انتي مين> الا يشبهان الكثير من الاشخاص الذين نعرفهم؟ يمكننا الانطلاق من خصوصيتنا، وهكذا يمكننا ان نصل وننجح و<نُدبلج> حتى!

 

<ما في متلو>..          

ــ برنامج <ما في متلو> وعلى الرغم من النجاح الذي عرفه والشهرة التي حققها لكم كفريق. الم يأخذ فرصا من دربكم برأيك؟

- <كل شي بوقتو>.. ربما أضاع علينا بعض التجارب، وربما كان هناك تقصير منا نحن كأشخاص، وربما لم تتقدم فعلاً الفرصة المطلوبة، علما انني احاول ان اقتنص الفرصة لما تأتي..

ــ هل من عودة إليه؟

- <صعبة>. في الفترة الاخيرة منه الكل صار يتململ. فكرنا كثيرا في ان نتوقف في اوج نجاحنا فيه. هذا من جهة، ومن جهة اخرى نحن كممثلين نريد ان نكتشف ما هو جديد فينا وان نجرب طاقاتنا في اعمال اخرى، وهو كان يأخذ من وقتنا. هناك مسلسلات كانت تتطلب وقتا طويلا للتصوير، فكنت اعتذر عنها لارتباطي بـ<ما في متلو>.

ــ هل تفرقتم عن زعل بين بعضكم البعض كما أشيع؟

- أبداً. ولو كانت هناك نية للاستمرار به لكان طوي اي سوء تفاهم. بدأنا نفكر منذ سنتين بعمل آخر <سيتكوم> او غيره. لمسنا بعض التكرار، وبما اننا اردنا ان نجرب ما هو مختلف كل في طريقه، اتخذنا القرار.

ــ عرفنا انك تتابعين حصصا في الرقص، هل لا زلت فيها؟

- حاليا عدت للرياضة وبعد انتهاء المدرسة سأعود للرقص، نعم.

ــ لماذا اهتمامك به؟ أهو للياقة، ام لمشروع محدد ام أنه شكل آخر من التعاطي مع الجسد؟

- هي مهارات اكتسبها وأكثر ما تساعدني فيه هو المسرح تحديدا، فالمسرحيات كـ<اسمي جوليا> و<مجدرة حمرا> اقدمها بمفردي على الخشبة مدة ساعة ونصف الساعة، العب فيها أكثر من ست شخصيات مختلفة، والرقص يساعدني على الليونة وتطويع جسدي للتعبير بشكل افضل، كما أشتغل على صوتي ليس للغناء انما للتحكم به. المسرح يبقى شغفي الاول وعلى خشبته ينبض قلبي بشكل مغاير.

ــ هل صحيح انك تقدمين <اسمي جوليا> و<مجدرة حمرا> معا؟ كيف يمكنك ذلك والنصان مختلفان؟

- لو قدمتهما منذ انطلاقتهما مع بعض لكانت التجربة صعبة، لكن <اسمي جوليا> اشتغلتها طوال عام ونصف العام، ومع يحيى نشتغل جدا بالنص حتى تصير القصة كلها حاضرة في ذهني، فأخبرك عن <جوليا> كأنني اخبرك عن شخص اعرفه.. والامر سيان بالنسبة لـ<مجدرة حمرا>. القصتان مختلفتان تماما عن بعض والجديدة مختلفة عن هاتين الاثنتين. لا اضيع في ما بينهما لان كل واحدة منهما نالت حقها.

ــ ماذا عن المسرحية الجديدة؟

- نحضر لها. وكلما اشتغل واحدة اشعر بأنها اجمل من التي سبقتها. كل أدواري أضعها في كفة وعملي مع يحيى وكل هذه <الكاراكتيرات> في كفة أخرى. لقد <قوّى عصبي> على صعيد عال.

ــ والعنوان العريض للعمل الجديد؟

- هو أيضا عن النساء والرجال، وبشكل أكثر دقة يتناول المغالطات التي تحدث، وكل ما له علاقة بالموروثات التي نحملها.

ــ في النهاية ومع افول الشهر الكريم من تعتبرينها نجمة رمضان لهذا العام؟

- لا اعتقد بأن هناك نجماً او نجمة بقدر ما هنالك مشاهد يبدع فيها هذا الممثل أو ذاك.. كل الذين يعملون من قلبهم يشتغلون ويتطورون يستحقون التصفيق، ولنركز على مسلسلات بهويتنا كما سبق وأشرت.

ــ وافضل مشاهدك في <انتي مين> ما كان؟

- المشهد الذي اكون فيه مع زوجي في البيت حيث ابدع شربل (زيادة) ومن ثم افرط في الشرب فأسكر ويكون حينها المشهد مع القدير نقولا دانيال. امام هذا الممثل الرائع لا يمكنك الا ان تضاعفي الاحساس، هذا فضلا عن مشاهد كثيرة مع كارين، كنا لشدة ما نستمتع بالاداء فيها، ينتهي المشهد ونبقى مستمرتين.

ــ هل طرأت تعديلات على النص وانتم تصورونه؟

- لا. تم التصوير كله قبل رمضان وما كان قد بقي هي مشاهد الربط فقط.

ــ بالتأكيد سمعت اشادات كثيرة لدورك. لكن هل من رفع سماعة الهاتف واتصل بك للتهنئة؟

- عديدون، بينهم مثلا نادين نجيم وانا على صداقة معها اذ سبق واشتغلنا مع بعض في مسلسل <تشيللو> وأنا أحبها جدا، نادين جابر، نهلا واليكو داوود، كلوديا مرشيليان، سارة ابي كنعان وذلك بمختلف الوسائل اكان عبر الهاتف او التواصل الاجتماعي... الكلمة الحلوة كانت <مبروك النجاح> وكأن نجاح المسلسل امر <مبتوت> به ولا جدل حوله!