مثقفة بامتياز ومجتهدة بتخطيط، ومتحملة مسؤولية مجتمعها قبل موهبتها التي تحملها بخفة وتنقلها من مكان الى آخر، غير مغادرة الصف الأول .. هكذا حافظت هند صبري على مكانتها في السينما والتلفزيون وفي الشارع العربي أيضاً ... في الوقت نفسه، حدثتنا عن أحدث نشاطاتها وما يشغلها هذه الأيام في ظل عدم نيتها للمنافسة في رمضان المقبل .. تحكي الكثير في السطور الآتية:
ــ لماذا ستغيبين عن موسم رمضان المقبل؟
- لأن لدي انشغالات أخرى في حياتي الخاصة وأسرتي لها حق علي، وأنا مؤمنة أنني لا أستطيع أن أقدم عملاً بدون أن أكون مرتاحة نفسياً لتقديمه، وبالرغم من الإغراءات المادية التي عرضت علي، لا استطيع أن اعمل إلا بتأنٍ، حتى أقدم أعمالاً تضيف جديداً إلى رصيدي الفني.
ــ هل انتِ مع خلق موسم درامي بعيداً عن موسم رمضان؟
- هناك العديد من المسلسلات تظلم في عرضها في موسم رمضان وأنا أفضل أن تكون هناك مسلسلات طوال العام مثل السينما والتي كانت تعتمد على موسمين أو ثلاثة مواسم. أصبحت الأفلام موجودة طوال العام، والدراما الآن أصبحت تسير على الخطوات نفسها من خلال عدد من المسلسلات التي تكون خارج سباق رمضان.
ــ ماذا عن استعدادك لتصوير فيلم <تونسي> قريباً؟
- أستعد هذه الفترة للعودة مجدداً إلى السينما التونسية بعد غيابي عنها لفترة دامت سبع سنوات رغم أن الظروف السياسية في مصر وتونس كانت متشابهة، والآن أستعد لدخول فيلم تونسي خلال الفترة المقبلة بعنوان <زهرة حلب> للمخرج رضا الباهي.
فيلم عن جهاد النكاح
ــ ماذا عن تفاصيل دورك فيه؟
- أجسد شخصية صحافية في سوريا، وأقوم بتغطية الموضوعات المتعلقة بالنساء وخصوصاً من يتعرضن للاستغلال والعنف الجنسي تحت شعار الدين، ويناقش الفيلم قضية جهاد النكاح.
ــ فيلم <الجزيرة> الجزء الثاني حقق نجاحاً كبيراً، فما هي معايير النجاح بالنسبة لك؟
- معايير النجاح تكتمل عندما يكون السيناريو جيداً والمخرج جيداً ولديه فكر مختلف وجديد في التصوير، ولكن يظل الخوف داخلنا كفنانين حتى يكتمل العمل ويعرض وينجح ، وأنا كنت متحمسة لفيلم <الجزيرة> الجزء الثاني وخصوصاً انه مختلف عن الجزء الأول في كل شيء، فهو يعطيك إحساساً انك تشاهد فيلماً مختلفاً عن الجزء الأول، كما انه يوضح مصير أبطال الفيلم .
ــ ماذا عن علاقتك بأحمد السقا، وما سر نجاحك معه؟
- السقا من أقرب أصدقائي وأحب العمل معه، وهناك <كيمياء> جمعت بيننا في فيلم <إبراهيم الأبيض> الذي حقق نجاحاً، وكذلك في فيلم <الجزيرة> الجزء الأول، وأيضاً الراحل خالد صالح فهو من أكثر الممثلين موهبة، وأفخر بالتمثيل أمامه، فالممثل الموهوب يضيف للممثل الذي أمامه.
ــ كيف تختارين أدوارك اليوم؟
- اختياري للأدوار يقوم على عدة أسس: المؤلف والمخرج والأبطال المشاركين، وقبلهم السيناريو والشخصية التي يجب أن تكون مناسبة وتقدم جديداً في مسيرتي. أريد أن أختار الأدوار التي تدفعني للأمام. أما عن الرسائل السياسية، فهي تأتي بالصدفة، وكان المسلسل الأخير يعبر عما يشعر به المواطنون في الدول العربية جميعها. أما قبل ذلك فكانت الادوار تتمحور حول أمور اجتماعية، وإن كانت القضايا في النهاية تعتبر قضايا سياسية، فهي مشاكل يمر بها المواطنون وعلى الدولة إيجاد حل لها.
ــ ماذا عن المحظورات بالنسبة لك؟
- كل منا لديه محظوراته، وأهم محظوراتي هي الدور السيئ، أما الأدوار والشخصيات المكررة، فإنني أبتعد عنها ولا أحب أن تعرض علي من الأساس، كذلك الأفلام أو الأعمال التي لا تحترم الجمهور وتكون مكتوبة باستسهال، فأنا أيضاً لا أحترمها ولا أكمل قراءتها.
- الى أي مدى تأثرتِ برحيل سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة؟
- تأثرت جداً برحيلها وأنا من أشد المعجبين بها في التمثيل. فاتن حمامة صاحبة مدرسة في مجال التمثيل، فهي لم تقدم أي عمل إلا واقتنع الناس بأسلوبها. وقد رأيت فاتن حمامة مرة واحدة فقط منذ أكثر من 6 سنوات وبالصدفة وهي تتسوق في محل تجاري ولم أصدق نفسي وقتئذٍ، ووجدت حولها هالة من الخصوصية الشديدة لدرجة أنني خجلت من أن اسلم عليها من رهبتي، وظللت أنظر إليها في صمت.
سفيرة النوايا الحسنة لمكافحة الجوع
- أخبرينا عن مهامك كسفيرة النوايا الحسنة لبرنامج مكافحة الجوع؟
- سافرت الى سوريا في عام 2009 وزرت أماكن لاجئين عراقيين هناك، ثم سافرت بعد الثورة السورية الى الأردن وزرت لاجئين سوريين، كما سافرت الى رام الله ولبنان، وأعتقد أن أهمية زيارتي تكمن في اهتمام الإعلام بهذه المخيمات ودعمه لها، فدوري هو أن استغل اسمي وشهرتي في إلقاء الضوء على تلك المشكلات التي يمرون بها. أما على المستوى الشخصي فأنا أتضامن مع أناس فقدوا فجأة كل شيء، وتحولت حياتهم إلى <توهان> والشعور بعدم الهوية والأمان، وأغلبهم يريدون الكلام، وأنا أهتم بالاستماع لهم وأشعر أن زيارتي تمثل لهم شيئاً.
ــ شاركتِ مؤخراً في حملة جمع التبرعات للمساهمة في توفير الغذاء للأشخاص المحتاجين في الوطن العربي، فكيف جاءت الفكرة؟
- منذ أكثر من 4 أعوام ومنذ اندلاع الثورات في الوطن العربي، زادت نسبة الأشخاص المحتاجين إلى الغذاء خصوصاً في سوريا والعراق واليمن، وبدأنا نبحث عن حلول جديدة لجمع التبرعات ووجدت فكرة طريفة تساعدنا في ذلك، حيث تبرعت بـ<الجلابية> التي ارتديتها في فيلم <الجزيرة> الجزء الأول لأكثر شخص تبرع في الحملة، وتحديت الفنان أحمد السقا وعدد من أصدقائي الفنانين أن ينفذوا الفكرة نفسها لجمع تبرعات للأشخاص المحتاجين الى الطعام في الوطن العربي، والحمد لله لأن الحملة جمعت تبرعات كبيرة حتى الآن.
ــ لماذا يغيب النجوم العرب عن مثل هذه القضايا في حين يهتم بها النجوم العالميون؟
- بدأ جيلنا في هذه الخطوة، حيث بدأ عمرو واكد ومنة شلبي وخالد أبو النجا مع منظمات كبيرة مثل <اليونيسيف>، وأصبح هناك وعي الآن من الفنانين لإعطاء جزء من وقتهم وطاقتهم للعمل الاجتماعي والإنساني.