قدمت العديد من الأدوار التي وصفها بعض النقاد بالمعقدة والصعبة، ولم تكتف بالوقوف في مكان واحد، لتخوض على مدار سنوات من العمل الفني عددا من التجارب التي جعلتها صاحبة مكانة مميزة بين أبناء جيلها.. إنها الفنانة دنيا عبد العزيز التي بدأت مشوارها الفني منذ أن كانت طفلة عندما كانت تعيش في الكويت، وفي إحدى زيارات الممثلة دلال عبد العزيز لوالدتها، عرضت عليها القيام بأداء دور في فيلم <صراع الزوجات> للمخرجة نعمات رشدي وكانت حينئذ طفلة في العاشرة من العمر، وعندما جاءت العائلة إلى القاهرة قامت دنيا بأداء تمثيلي رائع لطفلة في سنها سرعان ما التقط هذه الموهبة ممدوح الليثي وعرض على دنيا أداء دور في فيلم <أحوال شخصية> للمخرج شفيق شامية، ثم <الجراج> حيث قامت بأداء دور ابنة نجلاء فتحي باقتدار وحصلت على جائزة الأداء، ثم قررت الالتحاق بالمعهد العالي للسينما - قسم الاخراج. وتعددت الأدوار، وقد انتهت حاليا من تصوير الجزء الثاني من مسلسل <الأب الروحي> لتبدأ في مسلسل <قيد عائلي> الذي كان يحمل اسم (البيت الأبيض)، إلا إنه وقبل بدء التصوير تقرر تغيير الاسم ليصبح (قيد عائلي) وذلك لتشابه الاسم مع اسم المسلسل اللبناني.
وحوارنا مع دنيا بدأناه بسؤالها:
ــ ماذا عن دورك في مسلسل <قيد عائلي>؟
- هو دور جديد اقدمه لأول مرة، وفيه نسبة شر لكنه مبرر، وهذا هو الجديد.
ــ حدثينا أكثر عن المسلسل الجديد!
- هو مسلسل قائم على البطولات الجماعية، وتدور قصته في إطار تشويقي اجتماعي مليء بالأحداث المثيرة، وهو من مسلسلات الـ45 حلقة، ويشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين، وعلى رأسهم ميرفت أمين وعزت العلايلي وبوسي وصلاح عبد الله وسيمون وميريهان حسين وريم البارودي ومنة فضالي وأميرة هاني إضافة الى عدد كبير من الفنانين الشباب، وهو من تأليف محمد رجاء وإخراج تامر حمزة.
ــ وكيف جاءت ردود الفعل على دورك في مسلسل <الاب الروحي>؟
- ردود الفعل كانت قوية جداً لأن شخصية الفتاة الملثمة المتنكرة في شكل رجل أصابتني بالقلق، وكنت اسأل نفسي: هل سيصدقني الناس أم لا؟ ولكن الدور لاقى نجاحا كبيرا، لكن في الحلقات الجديدة سيكون هناك اختلاف في الشخصية <الغلبانة> والطيبة والمقهورة والتي تتعرض للاغتصاب، إذ انها في الجزء ثاني تتمرد وتأخذ حقها وبعدها تنشأ قصة حب بينها وبين موسي الجلاد.
ــ هل ستشاركين في بقية الأجزاء أم سينتهي دورك في الجزء الثاني؟
- دوري لم ينته في الجزء الثاني وما زال موجوداً ولكنني لا أعرف مصيره في الأجزاء المقبلة.
ــ ذكّرت بأنك تختارين أعمالك على أساس اعجابك بالدور، فما هي معايير اختياراتك للأدوار؟
- أن تكون له قيمة مؤثرة وسط الأحداث والشخصيات ولو قررت حذف الدور فستشعر بتأثيره، لأن الدور لو كان كبيرا ولم يكن له معنى ولم تشعر بتأثيره فلن أقدمه لأنه لن يكون له لزوم، فأنا دائما أحب الدور الذي يكون له محور كبير ضمن العمل ولا بد أن يؤثر في الناس والاحداث بجانب ضرورة أن يكون العمل كله قوياً.
ــ هل تكتفين بالاعتماد على نفسك في اختيار الأدوار التي تقدمينها أم تأخذين رأي أحد المقربين في أعمالك؟
- لا أخفي عليك أن أمي عندها إحساس قوي جدا في القراءة، وفي الفن بشكل عام، وهي مرجع مهم بالنسبة لي في كل عمل أقوم به.
ــ بدأت المشاركة في الأعمال الفنية مؤخرا ولكن أين اختفيت طوال السنوات الماضية؟
ــ قبل مسلسل <حواري بوخارست> قدمت مسلسل <احنا الطلبة> في 2011، وبعد ذلك قامت الثورة وأصبح مثلي مثل أي مواطن مصري جلس في البيت يشاهد ما يحدث، وكنت مهمومة بالأحداث أكثر من كوني ممثلة، وقد أصبت بحالة من الاكتئاب وفقدت التركيز، وجاءتني أعمال لم تكن بالمستوى الذي يشجعني على قبولها، حتى جاء مسلسل <حواري بوخارست> وبعدها مسرحية <رئيس جمهورية نفسه> ثم <ونوس> و<الأسطــــورة> و<رحيم> التي قدمتها، وأنا لا أحتاج للحضور الــــدائم فأنــــا أمثــــل منــــــذ كـــــان عمـــري 10 سنوات وفكــــرة الانتشار لا احتاجها.
ــ هل سنشاهدك على الشاشة الصغيرة في رمضان المقبل؟
- ما زلت في طور القراءة، ولم يتم حسم أي مشاريع في موسم رمضان 2019، فكل ما يحدث هو مجرد عروض فقط ولا يوجد عمل واضح حتى الآن.
ــ وكيف تشاهدين موسم رمضان المقبل؟
- هناك أعمال كثيرة خارج موسم رمضان وتحقق مشاهدة، وهذا مفيد للفنان لان الجمهور وقتئذٍ يشاهد العمل بمزاج أكثر، فمثلا هناك مسلسل لم أشارك فيه وهو <نصيبي وقسمتك> ليس له علاقة برمضان ولكنه حقق نجاحاً كبيراً في الجزئين الأول والثاني، لذا أرى أن النجاح غير مرتبط برمضان فقط.
ــ تأخرت كثيراً عن حضورك في السينما، ما السبب؟
- السينما مثل المسرح والتلفزيون ودائما أنتظر ما يستفزني ويعجبني، فلو ذكرت لك كم الأعمال التي عرضت علي فستقول انني مجنونة لكوني رفضتها، ولكنها لم تكن لتضيف لي.
ــ وهل تسبب ذلك في تأخرك كثيراً؟
- طبعاً، فكري وطريقتي تسببا بتأخري ولكن هذا قدري، لأنني اعتدت وتربيت منذ أن كان عمري 10 سنوات على فكر وشكل معينين في العمل والتفكير والحياة.
النجومية والبطولة المطلقة!
ــ هل فكرت في التغيير؟
- لا أعرف، <من داخلي نفسي اغير لكنني لا أعرف كيف>.
ــ هل تشعرين أن هناك فنانات بدأن بعدك وتصدرن النجومية؟
- كثيرات جداً، لكنني لدي قناعة بأنني لن أعرف كيفية التغيير، ولو أردت تغيير تركيبة شخصيتي فسأكون في مكانة ثانية، إلا انني أعرف بأنني ممثلة جيدة، والدليل بأن لدي ثقة في نفسي منذ أن كنت صغيرة اكتسبتها من عملي مع نجلاء فتحي وعادل إمام ومحمود مرسي ونبيلة عبيد وكلهم رشحوني في أعمالهم، وهذا ما يقويني ويجعلني واثقة من نفسي.
ــ هل تؤمنين بوجود <شللية> في الوسط الفني؟
- طول الوقت موجودة ولكنني بعيدة تماما عن ذلك، فالفكرة عندي تكمن في الدور، والعمل ليس له علاقة بالعلاقات الانسانية، وأنا أبحث دائما عن العمل المختلف، ولن تجد لي عملا قدمته أكرر فيه نفسي مرة أخرى، ولهذا أسعى دائما لاختيار الأفضل، ولا يزال الكثير أمامي حتى أقدمه.
ــ هل هذا معناه أنك لا تبحثين عن البطولة المطلقة؟
- العمل والدور الجيد كل ما يشغلني، فهناك نجوم كبار قدموا تجارب بطولة مطلقة، ولكنها لم تحقق أي نجاح، فيما قد يكون هناك دور صغير يعشقه الناس ولا يمكن أن ينسوه أو يمحى من ذاكرتهم، فالمهم الدور والشخصية، وأنا مستعدة أن أقدم دورا صغيرا ولكن له تأثير في الأحداث على أن أقدم بطولة من <الجلدة للجلدة> ولا تترك أي تأثير، والفنان الناجح هو من يختار الأدوار التي تعلق في ذاكرة الجميع، ولو جاءتني بطولة فلن أتردد في تقديمها، ولكن الأهم بالنسبة لي أن يقول لي الجمهور في الشارع انني تميزت في دور معين <وانتي ممثلة شاطرة> وذلك أهم بكثير من الحصول على بطولة لا تحقق نجاحا كبيرا.
ــ ما هي أصعب الأدوار أو المشاهد التي قدمتها؟
- من أصعب المشاهد التي قدمتها خلال السنين الأخيرة في الدراما التلفزيونية مشهدي مع ياسر جلال في مسلسل <رحيم> حينما قام <بضربي بالقلم> لأنني لم أتوقع أبدا أن يكون بهذه القوة والقسوة، وقد احبه المشاهدون.
وأضافت:
ــ وما زلت أذكر مشهد اغتصابي في فيلم <المرأة والساطور> لاسيما أن والدتي كانت تنتظر في خارج <البلاتوه>، وأثناء تصوير المشهد صرخت بصوت عالٍ قائلة <الحقيني يا ماما> حتى امنع الشخص من اغتصابي داخل المشهد، ثم فوجئت بوالدتي تدخل إلى مكان التصوير، وقامت بضرب الناس، وقمنا بإعادة المشهد بسببها، وكان خوفها وقلقها علي ما دفعها لذلك.
ــ ماذا عن أخبار الحب والزواج في حياتك؟
- أنا شخصية واضحة جداً وحياتي كتاب مفتوح للبشر ودائما أجد أن الممثل من حق جمهوره أن يعرف كل شيء عنه إذا كان يحبه سواء مرض أو زواج بعيداً عن الخصوصية، لذلك لا يوجد في حياتي شيء لا يعرفه الجمهور، فدائما يقال بأنني متزوجة وهذا لن يحدث أن أتزوج دون ان أعلن لأنه ليس لدي شيء أخفيه ولأن الزواج اشهار.