تفاصيل الخبر

الممثلة القديرة ورد الخال: لما قدمنا ”ثورة الفلاحين“ تساءلنا: أين الناس؟ فإذ بـ 17 تشرين يجيب..

21/11/2019
الممثلة القديرة ورد الخال: لما قدمنا ”ثورة الفلاحين“ تساءلنا: أين الناس؟ فإذ بـ 17 تشرين يجيب..

الممثلة القديرة ورد الخال: لما قدمنا ”ثورة الفلاحين“ تساءلنا: أين الناس؟ فإذ بـ 17 تشرين يجيب..

 

بقلم عبير انطون

 

من لبنان وساحاته الى سوريا والسعودية كان حديثنا مع الممثلة ورد الخال، التي تتوهج دراميا في أكثر من مسلسل مقبل بينها عمل سعودي، فتكون بذلك اولى مقتحمات الدراما الخليجية لبنانيا عبر مسلسل <ضرب الرمل>.

بجرأتها المعهودة تحدثت ورد لـ<الأفكار> حول لبنان المنتفض من شماله الى جنوبه، هي التي عرفت طعم الثورة، وإن عليها، في دور المرأة الاقطاعية التي ينتفض الموجوعون في <ثورة الفلاحين> على عائلتها جرّاء الظلم اللاحق بهم. كذلك، أطلعتنا ورد على أسباب سعادتها بمسلسلها الجديد <عشيق أمي>، كما وأيضا على التجربة التي وصفتها بـ<الدسمة> في مسلسل <دارين> مع النجم السوري عباس النوري.

فماذا عن جميع هذه الأدوار؟ ما المميّز فيها؟ وبغير الشاشات، ما رأيها بما يجري في الساحات اليوم؟

الأجوبة حصدناها منها انطلاقا من السؤال:

ــ منذ فترة تابعك اللبنانيون مع كوكبة من الممثلين في مسلسل <ثورة الفلاحين> والتمرد على الظلم والاقطاع. هل اعادك ما يجري في الساحات اليوم الى ذلك المسلسل وهل من خيوط تشابه ما بين المسلسل وما يجري حاليا؟

- لما قدمنا <ثورة الفلاحين> لم يكن الوضع أفضل مما هو عليه اليوم. كنا ننتظر مع عرض المسلسل أن يحدث هزةً ما في الجمهور، فلا تقتصر على الهزّة الفنية فقط، وهذه أحدثها المسلسل الجميل. ولو تعودون بالذاكرة الى الاعلان الترويجي الاول لـ<ثورة الفلاحين> عبر الـ<ال بي سي آي> تجدونه على علاقة وثيقة بما يجري اليوم، وكان حينها ايضا على وقع أغنية الثورة للفنانة ماجدة الرومي. لكن الناس لم تحرّك ساكنا حينها، ولم تنتفض، ولم تثر على الغلاء والكهرباء والماء والدواء والاستشفاء، ولا أخفي بأننا تعجبنا وتساءلنا في أنفسنا: ما بال الناس؟ لماذا لا تتمرّد ولا تثور على وضعها الصعب، على هضم حقوقها المعنوية وقضم حقوقها المادية والمعيشية كما ثار الفلاحون في المسلسل بوجه الاقطاع قبلا، مع كل ما يمثله هذا الاقطاع؟ ربما لم نكن حينها جاهزين بعد. اليوم تغير الرأي العام، تبدّل الامر عما كان عليه قبل 17 تشرين.

ــ علَقتِ كاتبة على صفحتك عبر <تويتر>: <الثورة كمان فن متل ما الفن هو ثورة>. كيف تكون الثورة فنا برأيك؟

- الا ترون معي أن الثورة فن؟ هي فن التلاقي والنبض الواحد واليد الواحدة، وتجدون الكلّ مجتمعين على القلب والنفس ذاته لوطن أفضل. كذلك فقد نمّت هذه عن إبداع كبير في نواحيها المختلفة من دون ان تكون ثورة دموية تشبه بعض الثورات العنيفة والدامية من حولنا. ثورتنا جميلة وراقية وتعمل على الوصول الى اهدافها بشكل سلمي وحضاري.

ــ كنت بين المتظاهرات في الساحات. هل لمست الصدق في ما يتم السعي اليه، ام هناك <أجندات> خارجية او داخلية تحرك برأيك؟

- الناس حقيقيون، وغير ذلك ليس سوى تشييع وبدع بلا معنى، وبات معروفا الهدف من ورائها. كما انه سياسيا، هناك طبعا من لا تناسبهم الثورة، خاصة وانها كبيرة ولا عودة بعدها الى الوراء، وقد اختلفت الرؤية للامور. هي ثورة على الواقع المتجذر فسادا وهدرا ومحسوبيات، وقد هزت الناس في الصميم لاننا نقلب صفحة على تاريخ لم يتحفنا بغير الحروب والمشاكل.

ــ هل تخشين ان لا تبلغ أهدافها؟

- لقد مرت بقطوعات عديدة نجت منها. الان بدأ العمل! حاولوا في البداية ليّ ذراعها ولم يستطيعوا. كانت الناس بالساحات ولم تتعب، والشغل على الارض بدأ اليوم، وما عادت المرحلة للتلويح بالعلم فقط انما بدأ التصويب الصحيح على الخطأ، على مكامن الفساد، مع الجرأة الاستثنائية في تسمية الامور باسمائها وعلى مختلف الصعد.

ــ هل بات الأمل بلبنان أكبر عندك؟

- مؤكد، عندي امل أكبر. وإن لم يكن ذلك في ايامنا فاقله نكون وضعنا أسساً لتغيير الوضع القائم للاجيال المقبلة. لقد زرعنا والجيل الجديد يسير بالمهمة بشكل جيد جدا لانه يبني مستقبل لبنان الحديث وليس لبنان الذي نعرفه والذي لطالما عانينا منه منذ أيام الاهل والأجداد. الجيل الجديد أكثر جرأة وتعبيرا لان العصر تغير، والتكنولوجيا والانفتاح يساعدانه على عدم التقوقع. طلاب المدارس والجامعات هم قوة على الارض ويمكنهم الضغط عبر امور عديدة. والى هذا الجيل الجديد كانت الساحات تفيض ايضا بالكبار والصغار، وأكثر ما لفتني كان حضور اصحاب الحالات الجسدية الصعبة.. كان هذا مدهشا فعلا.

 ــ توقف البعض عند التغريدة التي أطلقها شقيقك يوسف الخال كاتبا: <أنا ضد انو الثورة تكون سلمية أنا ضد إذا أكلت كف ما تردّو بكفّين>... لينهي بضرورة خلق الثورة لنظام سياسي بديل بفكر جديد علمي وعلماني، ماذا قصد بعدم ايمانه بـ<ثورة سلميّة>؟

- هذا ما يجب ان يسأل يوسف عنه شخصيا لكنني اعتقد ان تغريدته هذه كتبها في المرحلة الاولى للحراك قبل ان يتوجهوا الى المرافق والمرفأ ويتظاهروا امامها. حينها، أي في التجمعات الأولى، كانت الامور تقتصر على الغناء والهتافات والحضور. بدأ الجدّ منذ ايام امام بيوت المسؤولين ومصرف لبنان وشركة الكهرباء وقصور العدل. بالطبع لا ينادي يوسف بالعنف والمدفع او بالسلاح، انما يقصد العنف بالاداء وضرورة المطالبة باستعادة الحقوق بشراسة، بمعنى ان يكون هذا فعالا وبخطوات اجرائية ملموسة، وبتفكير واع وعلمي وسليم.

 

العقم.. والاعضاء!

 

ــ ننتقل من الساحة الى الشاشة. جديدك اليوم هي عشرية <دارين> مع النجم السوري عباس النوري. ماذا عن الدور وعرفنا أنك استمتعت بالعمل مع هذا النجم الكبير؟

- التجربة كانت حلوة جدا، والدور انسانياً وعميقاً. صحيح انها فترة وجيزة (عشر حلقات) الا انها <ملآنة> دسمة من نواحيها المختلفة، وهي تتناول موضوع العقم والأمومة ووهب الاعضاء ضمن قصة كتبها عثمان جحى واخرجها علي علي من انتاج <غولدن لاين>، وتدور حول طبيب يتخذ خطوة جريئة عندما يقرّر التبرع بقلب ابنته التي تقضي في حادث سيارة إلى ابنته الثانية بالتبني كونها تعاني من مشاكل قلبية.

ــ وماذا عن مسلسل <عشيق أمي> المنوي عرضه على شاشة <الجديد>؟

- التصوير متوقف حاليا في المسلسل بانتظار انجلاء الاوضاع، وهو يقع في ثلاثين حلقة مع الفنان خالد القيش، من كتابة رازي وردي، وإخراج كنان اسكندراني، وفي انتاج لـ<مروى غروب>، وألعب في المسلسل دوراً جديدا أطل من خلاله بطريقة إيجابية وفيه حب وعشق وأنا سعيدة جداً به. هو أيضا دور جميل وايجابي وقد اشتقت الى هذه النوعية من الشخصيات بعد ان لعبت ادوارا سوداء وقاسية كمثل <مارغو> في مسلسل <أسود> فكنت الأمّ القاسية والمتحجّرة القلب والخائنة والأنانية التي لا يهمها سوى إرضاء نفسها. قبله ايضا في <ثورة الفلاحين> كنت شخصية غريبة الطباع وصعبة. في <عشيق أمي> العب دور امرأة تعاني جدا في تربية عائلتها وتعيش قصة حب حلوة ولو انها تشعر بتأنيب في الضمير.. انا سعيدة بالعودة الى هذا اللون الذي احبني به الجمهور في <عشق النساء>.

ــ على اي أساس تختارين دورا ما بعد هذه المسيرة الطويلة؟

- أختار الشخصيات الدرامية الجديدة بالنسبة لي والتي تحمل تنوعا في مسيرتي بعيدا عن التكرار، كما وأبحث دائما عن إضافةٍ ما، محاولة تقديم وطرح أفكار جديدة وخلق حالات مختلفة تحمل ابتكارا مميّزا عن الشخصيات التي قدمتها سابقًا. صحيح ان الحالات الإنسانية متشابهة في كل المجتمعات، لكن كل شخص يعيشها بحسب ظروفه وفكره وثقافته ومجتمعه.

ــ لعبت العديد من الشخصيات وجسدت المرأة بحالاتها وظروفها المختلفة. هل تجدين ان هموم المرأة حاضرة بشكل كاف في مسلسلاتنا واعمالنا العربية واللبنانية؟

- نعم، هي حاضرة ومطلوب ان تحضر بعد. وأنا كممثلة أسعى من خلال اختياري لأدواري الى الاضاءة على مختلف قضاياها وعما ينصفها أيضا، فأبحث عن تلك التي تسلّط الضوء على قضاياها وهمومها بالشكل الوافي.

زوجة سعودي..!

 ــ المفاجأة هي مشاركتك في مسلسل خليجي يصور في السعودية، وبذلك تكونين الممثلة اللبنانية الاولى التي تدخل الدراما الخليجية. ماذا عنه؟

- المسلسل بعنوان <ضرب الرمل> من كتابة محمد المزيني وإخراج ماجد الربيعان، وكل فريق العمل سعودي وكذلك بطل المسلسل، وهو من إنتاج <ستديو 11 للإعلام المرئي والمسموع>. هي دراما جديدة ومعاصرة، ويسعى منتجوها الى جعلها <بان آراب> على غرار الأعمال العربية المشتركة، وقد ارادوا ان يطعّموا عملهم بخط لبناني، خصوصاً في ظل الانفتاح الدرامي عربياً. وأنا سعيدة جداً بتَعامُلي معهم، اذ عكس الكثير من الاحترام والتقدير والاحتراف، وأتمنى أن تكون ثمار هذه التجربة جيدة. المسلسل مودرن، وأعتبر مشاركتي فيه فرصة حلوة تمكّنني من دخول السوق السعودي. العب دور الزوجة للنجم الخليجي، وهو دور صعب فيه <لعب> معين لامرأة، لا يمكن نعتها بالمرأة القاسية بمعنى القساوة المتعارف عليه، انما هي صلبة جدا.

ــ هل ستتكلمين فيه باللهجة الخليجية؟

- لا بل سأتكلم فيه باللهجة اللبنانية لان فيه خطا لبنانيا كما ذكرت، بحيث اكون لبنانية متزوجة من رجل سعودي..

ــ هذه الاطلالة الخليجية مهمة، هل تضعينها في سياق ايجابيات الاعمال المشتركة التي تفتح الباب للممثل اللبناني، والذي يستحق ان يلمع اسمه عربيا؟

- طبعا، وأجد في هذا التعاون خطوة حضارية متقدمة ترتفع بالفن العربي ككل، فالفن يوحّد الشعوب ويرتقي بها ويتيح التواصل بين مختلف المجتمعات.

ــ هل سيكون <ضرب الرمل> سهل الفهم من قبل المشاهد اللبناني؟

- اللبنانيون سيفهمون علي حتما، علما بانني اعتقد بان المسلسل سيعرض في السعودية.

ــ ها نحن نقترب من الميلاد المجيد. هل من تحضير <غنائي> جديد بعد أغنية <بهالعيد>، التي سبق واطلقتها من كتابة والدتك الفنانة مها بيرقدار وألحان وتوزيع زوجك باسم رزق؟

- ليس هناك شيء من هذا القبيل حاليا، وقد كانت <بهالعيد> تجربة حلوة خضتها وهي تصلح لكل السنوات، على امل ان تكون <بهالعيد> هذه السنة كل الآمال مستجابة.