أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" إدانة بلاده للرسوم المسيئة للنبي محمد، والهجمات الإرهابية في أوروبا على حد سواء، مشدداً على "ضرورة التصدي لأشكال التطرف والإرهاب كافة، مشيراً الى إدانة السعودية واستنكارها الشديد للعمليات الإرهابية التي تم ارتكابها مؤخراً في فرنسا والنمسا، مؤكداً على موقف السعودية الذي يدين بقوة الرسوم المسيئة للرسول، وأن تكون حرية التعبير قيمة أخلاقية، تنشر الاحترام والتعايش بين الشعوب، لا أداة لإشاعة الكراهية والصدام الثقافي والحضاري، مؤكداً على أهمية تعزيز التقارب بين أتباع الأديان والحضارات، ونشر قيم التسامح والاعتدال، ونبذ أشكال الممارسات كافة التي تولد الكراهية والعنف والتطرف.
كما ترأس الملك سلمان يوم الثلاثاء الماضي جلسة مجلس الوزراء عبر الاتصال المرئي، وأطلع المجلس على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، وما جرى خلاله من الاتفاق على ضرورة التصدي لجميع أشكال التطرف والإرهاب.
وجدد مجلس الوزراء إدانة السعودية واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي وقع في منطقة الرضوانية في العاصمة العراقية بغداد، وأدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، وتأكيدها رفض هذه الأعمال الإرهابية والحرص على أمن العراق وسلامة أراضيه واستقراره وازدهاره، بما يصب في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.
كما ابدى إدانته واستنكاره لإطلاق الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران طائرات دون طيار (مفخخة)، تجاه المملكة واستهدافها الأعيان المدنية والمدنيين بطريقة ممنهجة ومتعمدة.
وثمن المجلس توجيه الملك بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإيوائية العاجلة للمتضررين من الأشقاء في تركيا جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجه مؤخراً، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، انطلاقاً من حرصه على الوقوف إلى جانب الشعب التركي، والتخفيف من آثار الزلزال الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة بالوقوف مع المنكوبين في شتى بقاع الأرض، وفي مختلف الأزمات والمحن.
ونوّه المجلس بما جاء في البيان المشترك عقب الاجتماع المرئي لولي العهد، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من تأكيد عزم البلدين الشقيقين على تعزيز العلاقات بينهما في المجالات كافة، ولاسيما مجالات الطاقة وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف في المجال النفطي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) و(أوبك بلس)، والالتزام الكامل بالقرارات التي تم الاتفاق عليها كافة، واعتماد نتائج أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي في دورته الرابعة في ما توصلت إليه اللجان المنبثقة منه، والاتفاق على خطة العمل المشتركة، والسعي لبدء تطبيق بنود اتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى بشكل ثنائي بين البلدين، وتشكيل مجلس الأعمال المشترك بينهما، بالإضافة إلى استمرار التعاون في مواجهة خطر التطرف والإرهاب.
وأوضح وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي أن المجلس عد إطلاق السعودية خلال الاجتماع المشترك لوزراء الثقافة في دول مجموعة العشرين مبادرة "تعزيز التعاون لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في منطقة البحر الأحمر والخليج العربي"، وتأسيسها مركزاً عالمياً في إطار المبادرة، للإشراف على مشروعات إدارة وترميم ورعاية التراث الثقافي المغمور بالمياه وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية، أنه يأتي استشعاراً منها لمسؤوليتها في حماية كل أشكال التراث، واستمراراً لجهودها الواسعة النطاق في الحفاظ على تراثها ودعمه، والاستثمار في الاقتصاد الثقافي للإسهام في تحسين الحياة.