ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الثلاثاء في قصر اليمامة بمدينة الرياض جلسة مجلس الوزراء الاولى في بعد اعادة هيكلة مجلس الوزراء، حيث توجه في مستهل الجلسة بالشكر إلى الله تعالى، على ما أسبغ على هذه البلاد من نعمٍ ظاهرة وباطنة، ومن الأمن والاستقرار والنماء، وما حملته الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1440 - 1441  من بشائر الخير، واستمرار دعم النمو الاقتصادي بما يحقق الاستدامة والاستقرار المالي، وذلك ضمن أهداف <رؤية المملكة 2030>، والعزم على المضي قدماً في طريق الإصلاح الاقتصادي، مجدداً توجيهه للوزراء والمسؤولين بسرعة تنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج ومشروعات، انطلاقاً من اهتمامه بمواصلة العمل نحو تحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة وفي المجالات كافة.

وأكد الملك سلمان أن صدور عدد من الأوامر الملكية التي شملت إعادة تشكيل مجلس الوزراء وإعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، وتعيين عدد من الوزراء والمسؤولين يأتي انطلاقاً من الحرص على استمرار مسيرة التنمية والتطوير التي دأبت عليها هذه البلاد، وبما يحقق التطلعات في أداء أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه، وبما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، معرباً عن ترحيبه بالوزراء الجدد، وتمنياته بالتوفيق والسداد للمسؤولين الذين شملتهم الأوامر الملكية في مهامهم الجديدة، وعن الشكر والتقدير للوزراء والمسؤولين السابقين على ما بذلوه من جهود مباركة.

كما أطلع الملك سلمان المجلس على فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والرئيس الأفغاني أشرف غني أحمد، ونتائج لقائه الرئيس الباكستاني عارف الرحمن علوي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وما جرى خلالها من استعراض للعلاقات الوثيقة، وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

وقد استعرض مجلس الوزراء، جملة من التقارير حول مستجدات الأحداث وتطوراتها على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تطرق إلى ما ورد في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن الذي عقد بالرياض بدعوة من المملكة العربية السعودية، وما خرج به اللقاء من اتفاق على أهمية إنشاء كيان يضم الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن للتنسيق والتعاون بينها ودراسة السبل الكفيلة بتحقيق ذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية والأمنية.

وعقب الجلسة، أوضح تركي الشبانة وزير الإعلام، أن مجلس الوزراء ثمن ما أكده الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بشأن الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية في الاقتصاد الوطني بأنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الرؤية الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية ورفع كفاءة الإدارة المالية العامة، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص والعمل على تحسين مستويات المعيشة للمواطنين.

وقدر المجلس عالياً الأمر الملكي، وبناءً على ما عرضه ولي العهد، باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة الشهري للمواطنين من الموظفين المدنيين والعسكريين، وللمعاش التقاعدي وللمخصص الشهري لمستفيدي الضمان الاجتماعي، واستمرار زيادة مكافأة الطلاب والطالبات من المواطنين لمدة عام مالي واحد ما يجسد حرص خادم الحرمين الشريفين على تلمس احتياجات المواطنين والمواطنات، معبراً عن الرعاية الملكية التي حظي بها حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثالثة والثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني تحت عنوان <وفاء وولاء>، حيث يسترجع فيه الجميع الماضي العريق ووحدة الوطن كياناً وإنساناً، منوهاً بالمضامين التي اشتملتها كلمة خادم الحرمين الشريفين خلال المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وما تم التأكيد عليه بأن السعودية قامت على منهج الوسطية والاعتدال، وتشرُف بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.

 وكان الأمراء والوزراء وأعضاء مجلس الشورى الجدد، الذين صدرت أوامر ملكية أخيراً بتعيينهم في مناصبهم الجديدة قد أدوا القسم أمام الملك سلمان، واستمعوا إلى توجيهاته، فيما حضر أداء القسم، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء.