تفاصيل الخبر

المقص الجغرافي يتحرك باتجاه مشروع ”سوريا المفيدة“!  

09/09/2016
المقص الجغرافي يتحرك باتجاه مشروع ”سوريا المفيدة“!   

المقص الجغرافي يتحرك باتجاه مشروع ”سوريا المفيدة“!  

بقلم علي الحسيني

اسيرين-من-حزب-الله-بيد-المعارضة-السورية

يُمكن تسمية المرحلة التي تمر بها سوريا هذه الفترة، بمرحلة التسلّم والتسليم بين النظام السوري والفصائل المسلحة خصوصاً في ريفي حمص ودمشق العاصمة التي يبدو انها ذاهبة باتجاه منح او تحقيق النظام وحلفائه، لخارطة <سوريا المفيدة> التي سبق للرئيس السوري بشار الأسد ان طرحها منذ أقل من سنتين وخلال اكثر من مناسبة.

داريا اول الغيث

 

بخطوات متسارعة يقوم النظام السوري بتفريغ مناطق في محيط العاصمة دمشق وحمص ايضاً من المقاتلين والسكان معاً، الامر الذي ما تضعه أكثر من جهة دولية في خانة السعي للوصول الى <سوريا المفيدة> التي بدأت وسائل إعلام النظام بالترويج لها منذ أكثر من عام، إثر المعارك والهزائم التي كانت تلقتها قواته قبل ان يستعيد زمام المبادرة في اكثر من منطقة وبلدة بفعل ضغط وقوة حزب الله والحرس الثوري الايراني. وفي المقابل تحاول المعارضة المسلحة افشال مشروع النظام من خلال التوغل أكثر في وسط سوريا، في وقت تؤكد فيه المعارضة السياسية السورية في الخارج، ان الأمم المتحدة والدول الكبرى في العالم لم تفعل شيئاً لإنهاء التهجير القسري في البلاد، خصوصاً وان النظام كان افرغ الاسبوع الماضي مدينة داريا جنوب غرب دمشق من سكانها بشكل كامل، اثر اتفاق وقّعه مع فصائل معارضة مسلحة دافعت عن المدينة طيلة أربع سنوات من الحصار تكبّدت خلالها قوات حلفائها خسائر فادحة، كما تكبدت هي خسائر اكبر واعظم. لكن الفصائل هذه وجدت نفسها مؤخراً مضطرة إلى توقيع اتفاق قضى بخروج المقاتلين وعائلاتهم إلى الشمال السوري، وتوزيع عدة آلاف من المدنيين في مناطق حول العاصمة دمشق. وجاء ذلك في ظل أنباء عن نية النظام عدم السماح لأهالي المدينة بالعودة إليها مرة أخرى، وذلك في ظل معلومات تتحدث عن نية ايران وضع يدها على المدينة.

 

هل تلحق معضمية الشام بداريا؟

  

تشير معلومات من مدينة معضمية الشام غرب العاصمة، أن المنطقة تسير هي ايضاً نحو توقيع اتفاق شبيه باتفاق داريا، يقضي بخروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم منها، مقابل تسلم النظام للمدينة وذلك بعد ان هدد النظام بتدمير المدينة وإبادة أهلها في حال عدم الموافقة على الاتفاق. وبموازاة الحديث عن معضمية الشام، تتواصل مفاوضات مماثلة بين أهالي حي الوعر في مدينة حمص لتسليم آخر معقل للمعارضة في المدينة التي تصبح في حال توقيع الاتفاق، كلها تحت سيطرة النظام الذي سبق له توقيع اتفاق مع مقاتلي المعارضة في الأحياء القديمة للمدينة منتصف عام 2014 قضى بخروجهم إلى شمال سوريا بعد حصار استمر لاكثر من عامين.

وما يحصل في هذه المناطق، يضعه مراقبون في سياق سعي النظام الى تحقيق مشروع <سوريته> اي <سوريا المفيدة> التي تتضمن جنوب سوريا ووسطها وساحلها، متخليا بذلك عن شمال البلاد وشرقها الذي خرج عملياً عن نطاق سيطرة قواته وحلفائه. بينما تسيطر المعارضة على محافظة ادلب ومناطق في حلب واريافها، اضافة الى ريف حماه الشمالي، في حين تسيطر مليشيات كردية على مناطق شاسعة في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد وفي شمال الرقة وشمال حلب. بينما يسيطر تنظيم <داعش> على كامل محافظة الرقة وأغلب محافظة دير الزور وريف حلب الشرقي. وبدورها تحاول المعارضة السورية المسلحة افشال مخططات النظام، اذ بدأت هجوماً واسعاً منذ أيام على وسط البلاد، فسيطرت على مدن وبلدات هامة شمال مدينة حماه، وهي تسعى الى توسيع نطاق هجومها ليشمل لاحقاً مدينة حماه. لكن محللين سياسيين يشككون في قدرة المعارضة على السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية كونها خط الدفاع عن مدينة حمص التي يؤكد مطلعون أنها ستكون عاصمة اقليم علوي في حال فشل النظام بالاحتفاظ بدمشق.

المسلحون-ينسحبون-من-داريا

المعارضة السياسية في غيبوبة

 

تبدو المعارضة اليوم عاجزة عن القيام بأي فعل مجد ازاء مشروع <سوريا المفيدة> الرامي الى فرض أكبر عملية نزوح سكاني بالقوة لصالح تشكيل دويلة تحفظ مصالح روسيا وإيران، وتثبت حكم بشار الأسد في السلطة، وقد اكتفت هذه المعارضة بإرسال رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة <بان كي مون> صاحب القلق الدائم تجاه ما يحدث في سوريا والمنطقة. كما أظهرت وثائق ومعطيات أن المنظمة الدولية غارقة في <الفضائح، وهو ما كشفت عنه صحيفة <غارديان> البريطانية، متحدثة عن أن منظمة الأمم المتحدة عبر وكالاتها المتعددة العاملة في سوريا، منحت عشرات ملايين الدولارات لأشخاص ومنظمات مرتبطين برأس النظام بشار الأسد، كما اظهرت صوراً لسيارات تابعة للامم المتحدة وقد وضعت عليها اكاليل من الزهور خلال احتفال بعرس يعود الى مسؤول كبير في النظام السوري، وقد تداول عدد كبير من النشطاء هذه الصور، ووضعوها في عهدة المنظمة.

 

.. والامم المتحدة مُتهمة

بدوره وجه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، في الأسبوع الماضي رسالة جديدة الى وزراء خارجية مجموعة العمل لدعم سوريا، طالب فيها بحماية المدنيين في حي الوعر، وضمان حقهم في البقاء ومنع تكرار سيناريو مدينة داريا التي هُجر سكانها. وقال العبدة في رسالته، وفق الائتلاف، إن ما حصل في داريا يمثل وصمة عار في تاريخ المنظومة الدولية، والقانون الدولي بالسماح لنظام مارق بالاستمرار في ممارسات التهجير القسري، لافتاً الى أن تكرار هذا السيناريو اليوم غير مستبعد، ومن شأنه أن يجهض الجهود الدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية.

اما المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض حجاب، فقد حذر من استخدام منظمة الأمم المتحدة غطاء لخدمة اجندات مشبوهة يتم من خلالها إجراء عمليات تغيير ديموغرافي وتهجير قسري في سوريا. وقال حجاب، في رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي، ان معاناة الشعب السوري تزداد يوماً بعد يوم، لتصبح اكبر مأساة يشهدها العالم المتحضر، وهو يقف مكتوف اليدين، من دون أن يحرك ساكنا لوضع حد لهذه المأساة، والتي هي بلا شك وصمة عار على جبين المجتمع الدولي. وأشار إلى أن حلب تشكل حلقة واحدة من حلقات المأساة السورية، كما أن تطور الأحداث فيها اخذ منحى خطيراً يتم من خلاله تغيير ديمغرافي وتهجير قسري، وأبدي خشيتي من أن تغرق الأمم المتحدة في تبعاته القانونية والأخلاقية، ولذلك انبه إلى أن الأمر ذاته ينسحب على الوعر في حمص وداريا ومضايا في ريف دمشق وجميع المناطق في سورية.

 

لكن.. هل كان ربيعاً عربياً؟

 

يقول الصحافي السوري عماد نداف، انه كان بإمكان القاطنين في المزة وعلى الطريق الجنوبي الذي يحيط بدمشق، وحتى أولئك المسافرين إلى القنيطرة، مشاهدة سحب الدخان التي خلفتها إجراءات الإخلاء التي قامت بها المجموعات المسلحة قبل أن تغادر مدينة داريا ظهيرة يوم السبت في السابع والعشرين من آب/ أغسطس الماضي. وتابع: هذا المشهد أعادني إلى عام 2011، ويومئذٍ، كان علي ان اعود من مقر القناة <الإخبارية السورية> الأساسي في دروشا بعد ظهيرة صاخبة من يوم جمعة حافل بالأخبار العاجلة عبر قناتي الجزيرة والعربية عن تظاهرات تقع في انحاء متفرقة من دمشق، كان برفقتي في السيارة صديق صحافي ينبغي أن أوصله إلى بيته في المعضمية المتصلة بداريا. يومذاك واجهنا حاجزاً للجيش السوري طلب منا الاتجاه في طريق آخر يجعل الطريق إلى دمشق بمسافة مضاعفة، وقال الجندي لنا: هناك قنص ولا نستطيع السماح بمرور المدنيين من هنا، عندها استدرنا حول دمشق من جهة صحنايا، وسط ازدحام صعب، وبعد نحو ساعة عدنا من جهة دمشق في سبيل الدخول إلى المعضمية. وقفنا على جسر مطار المزة، حيث كان ثمة حاجز آخر يمنع المدنيين من الذهاب باتجاه المعضمية للأسباب نفسها، وكانت سحب الدخان تتصاعد منها ومن داريا . نظرت في وجه الصحافي، وقلت له: هذه حرب يا رجل، هز رأسه موافقاً: نعم إنها حرب. اليوم وبعد مرور خمس سنوات ونصف السنة على تلك الأحداث، لم تعد داريا هي داريا، ولم تعد المعضمية هي المعضمية، ولم تعد سوريا هي سوريا، لكن الذي يقال انه لم تلد تلك التظاهرات ربيعاً أبدا بل كانت بداية لأحداث تتوالد لتشكل حرباً وحشية سقط فيها حتى الآن من القتلى والجرحى ما يعادل عدد سكان سوريا في مطلع القرن العشرين وهو ستمئة ألف إنسان.

من هم سكان داريا؟

 

داريا هي بوابة مدينة دمشق الجنوبية الغربية وتصنف بأنها اكبر مدن الغوطة الغربية حيث يحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام ومطار المزة العسكري، ومن الغرب جديدة عرطوز ومن الجنوب صحنايا وأشرفيتها، ومن الشرق حي كفر سوسة وحي المزة وحي القدم. كان يعيش فيها عام 2007 أكثر من 255 ألف نسمة منهم من يعمل في الزراعة أو الصناعة أو التجارة، أما طيفها السكاني، فهو من التنوع السكاني الدمشقي المعروف ففيها إسلام ومسيحيون أرثوذكس وروم الكاثوليك، وتبدو هذه المعطيات المثيرة أهم معطيات الحراك الذي جرى فيها، في كل الأبعاد التي يشتغل عليها المحللون الموالون والمعارضون على حد اهالي-داريا-يخلونها-بعد-حصار-اربع-سنواتسواء.

اليوم ها هي داريا تقفل أبواب الحرب التي مرت، وعندما تصغي إلى صمتها لا تسمع صوت بائعي العنب الديراني الجوالين، ولا تسمع صخب الحياة وضجيجها الذي كان يعتريها في سنوات ما قبل الحرب. اليوم اضحت داريا نموذجاً من نماذج المدن السورية التي أصابتها الفتنة، وعمها الخراب، فقد غادرها السكان الباقون والمجموعات المسلحة التي كانت فيها غادرت هي الاخرى إلى أمكنة أخرى بعدما تركت السلاح. بعد خروج المدنيين والمسلحين منها، لم تُصدق العين ان هذا الحشد من النسوة والأطفال والعجائز ظلوا في هذه المدينة التي شبعت حرباً ومعارك ودماراً.

 

داريا تصمد بعنبها الديراني

الاسبوع الماضي، أقفلت داريا أبوابها بعدما أضافت شيئاً جديداً إلى تاريخها هو أنها تمردت على دمشق وعاشت حرباً ضروساً لأكثر من خمس سنوات، ثم خرجت وسط دخان يشبه دخان الأيام الأولى. كان ثمة امرأة سبعينية تبكي وهي تودع المكان الذي ولدت فيه وتسأل من حولها: أي حرب هي التي تجعلك تجمع أشياءك وتغادر تاريخك إلى الأبد؟ أي حرب تلك التي تجعلك تغادر المكان الذي ولدت فيه وعشت وبنيت فيه احلام عمرك ومستقبل اولادك؟ الجواب كان هو نفسه الذي يمكن أن يرد على سؤال آخر يقول: ما الذي يجعل الناس يبقون في بيوتهم تحت وطأة حرب لا ترحم؟ وما يوجع اكثر واكثر، كان المشهد المصور لدى خروج سكان داريا منها. بعض الصحافيين الاجانب سألوا عدداً من الخارجين من المدينة المنكوبة، ماذا تبقى من داريا؟ اجاب هؤلاء: تبقى العنب الديراني، وأصوات البائعين الجوالين القادمين منها وهم ينادون على العنب الديراني الذي قطف لتوه من كرومها.

 

سليم: مشروع موطئ قدم ايراني

بالتزامن مع كل هذه التحولات الميدانية، خرجت إلى العلن في الأيام الاخيرة، بعض المواقف الاميركية والروسية التي توحي بتطور التفاهم بين البلدين على حساب بعض الأفرقاء الاقليميين الذين لم يترددوا في التعبير عن امتعاضهم من استثنائهم من اللعبة الدولية وكذلك اهل البلد من نظام ومعارضة اللذين بدا وكأنهما مجرد اداة يتم تحريكهما عن بعد. وهنا يُستعاد السؤال الاهم، ماذا عن <سوريا المفيدة>؟

في هذا الصدد يُشير الباحث والناشط السياسي مدير جمعية <هيا بنا> لقمان محسن سليم في حديث مع <الافكار>، الى انه بطبيعة الحال، فان الانتكاسات العسكرية او فلنسمها باسمها العقارية والجغرافية سواءً التي تكبدها النظام او التي وافق بمعنى ما ضمنياً على تكبدها على غرار ما شهدناه سابقاً في تدمر، قد ساهمت وعجلت في بروز هذا السيناريو وفي وضعه ما يشبه موضع التنفيذ، وهنا أظن أن علينا أن نرى جيداً بأن الجغرافيا للأسف لا تنظر للحدود السيادية النظرية للدول، فما يجري مثلاً من تطهيرٍ مذهبيٍ وما جرى منذ عام 2013 على الحدود اللبنانية السورية ابتداءً من القصير إلى تل كلخ أو محاولة التطهير في الزبداني، كلها تصب في اتجاه مشروع <سوريا المفيدة> وبالتالي لا يمكن قراءة مشروع <سوريا المفيدة> الا كموطئ قدم إيراني في المنطقة. و<سوريا المفيدة> ربما تتحول إلى سوريا الكبرى المفيدة وهي سوريا تشمل لبنان وسوريا معاً وتبدأ شمالاً عند الاسكندرون وتنتهي جنوباً عند الناقورة وبالتالي تصبح اليد الإيرانية مطلقة للتفاوض سواء الودي وغير الودي شمالاً مع تركيا وجنوباً مع إسرائيل.

أضاف: لنكن واقعيين أن النظام السوري اليوم هو منظومة مصالح ومنظومة عصبيات بنيت خلال أكثر من ثلاثة عقود وبالتالي فعندما تغامر ايران وتغامر معها روسيا بالدفاع عن هذا النظام، فهما لا يغامران بالدفاع عن نظام، ولكنهما يدافعان عن منظومة متكاملة سعياً إلى بنائها، أما ماذا تربح إيران؟ أظن أن الأرباح الإيرانية بسيطة ومعقدة في آنٍ معاً. ايران قالت على لسان العديد من زعمائها ومن خبرائها العسكريين والمدنيين بأنها تريد شرفة على المتوسط، وهذا ما فعلته طوال العقود الماضية. وهي تريد أولاً شرفة على المتوسط، ثانياً هي تريد ما تعتبره حصتها الإمبراطورية من العالم العربي ولذلك يجب عدم الاستهانة بهذا الطموح ويجب عدم ربطه بمصير النظام السوري أو رئيسه.

 

<دي مستورا> ومشروع التقسيم

 

وختم سليم: ربما المجتمع الدولي لا يرى خطراً حقيقياً في تقسيم سوريا وهنا بيت القصيد، علينا أن نفهم بأننا ما سميناه ذات حين الاتفاق النووي الأميركي الإيراني او الدولي الايراني، يتجاوز بكثير النووي وأن له ملاحق سواء كانت ملاحق افتراضية أو ملاحق حقيقية. اليوم على ما يبدو لا يرى المجتمع الدولي ضيراً حقيقياً بأن تتقسم سوريا أو فلنقل تتحول إلى مناطق نفوذ، المجتمع الدولي لا يرى ضيراً كذلك من الاعتراف لإيران في منطقة نفوذ ما، وأظن بأن ما سمعناه بالأمس القريب من كلام على لسان الرئيس الأميركي <باراك أوباما> من استعداده للعمل مع إيران ومع روسيا مستثنياً دول المنطقة في سبيل التوصل إلى حل في سوريا، خير دليل على

أن التقسيم اليوم هو تقسيم بالأمر الواقع وإذا نظرنا بدقة أكثر إلى المشاريع التي يأتي بها <دي مستورا> إلى المنطقة وتحديداً إلى سوريا، سنرى أن خلاصته هو محاولة تجميد خطوط تماس تكرس هذا التقسيم بالأمر الواقع.

الباحث-السياسي-لقمان-سليمحقيقة معضمية الشام

 

يؤكد اعلام النظام السوري قبول وجهاء معضمية الشام خروج كافة المسلحين منها نحو محافظة إدلب مع عوائلهم على غرار ما حدث في داريا وتسوية وضع من تبقى بشرط سيطرة النظام بشكل كامل على المدينة ودخول قوات النظام إليها. في هذا الصدد يوضح مسؤول المركز الإعلامي في معضمية الشام محمد نور انه لا صحة للأخبار التي تداولها اعلام النظام وإنما الذي حدث أن لجنة المفاوضات في المدينة اجتمعت مع العميد غسان بلال مدير مكتب الأمن في الفرقة الرابعة كبداية للوصول إلى قرار بشأن المعضمية. وأوضح نور أن الاتفاق نص على تسوية أوضاع المنشقين والمسلحين وتسليم السلاح وإنشاء قوة مشتركة من الثوار والنظام تحت مسمى الشرطة المحلية لحفظ الأمن في المدينة. واشار إلى أن الأشخاص الذين يرفضون البنود سيتم ترحيلهم إلى ادلب خصوصاً وان معضمية الشام يقطنها خمسة وأربعون ألف نسمة يعانون منذ نحو ثلاث سنوات من حصار خانق فرضه نظام الأسد عليهم.

 

اتفاق قد يُرضي حزب الله

بعد اتفاق داريا وما تبعه في عدة مناطق، برز على خط الازمة في سوريا، الدخول التركي الى الاراضي السورية تحت عملية درع الفرات، وبرزت في سياقه جملة تفاهمات سياسية بين الدول المعنية وخصوصاً تركيا وإيران وروسيا الأمر الذي حمل إضافات جديدة على هامش هذه الإتفاقات من بينها إعادة تعويم وتفعيل المفاوضات بين حركة فتح الشام وحزب الله بخصوص الأسرى، وأفيد في هذا السياق عن جولة جديدة وجدية من المفاوضات بين الطرفين برعاية تركية، وتحدثت معلومات عن اجتماعات عدة تعقد في تركيا بين مسؤولين أتراك ومسؤولين إيرانيين للبحث في كيفية إنجاز هذا الإتفاق، كما تحدثت عن مفاوضات غير مباشرة بين حزب الله وفتح الشام تصب ايضاً في هذا الإتجاه وتتضمن ايضاً جثتي الطيارين الروسيين اللذين اسقطت طائرتهما في ادلب وأربعة أسرى أحياء لحزب الله وعدداً من جثث مقاتلي الحزب الذين سقطوا في سوريا مقابل ذلك الإفراج عن مئات المعتقلين لدى الحزب وفي السجون السورية التابعة للنظام.

وفي وقت يجري الحديث فيه عن تحديد موعد لتنفيذ الصفقة، تقوم فتح الشام حالياً بإعداد لوائح بأسماء المعتقلين الذين تطالب بإطلاق سراحهم ومن بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء من سجون النظام، على أن يتم تسليمهم إلى الجهات المعنية تحضيراً لإطلاق سراحهم، وعلمت <الافكار> ان حزب الله تسلم ليل الاحد الماضي، جثثاً لعناصر كانوا قد سقطوا في سوريا منذ نحو شهر، لم يتمكن من سحبهم من ارض المعركة بفعل ضراوة الحرب. وقد تم دفن عدد منهم في قراهم، بانتظار معرفة هوية البعض بعد اجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.