تفاصيل الخبر

المخرج رمال بو يونس: اتهام التلفزيونات بالتمويل الخارجي عار عن الصحة وكل الأطراف تبث عبر محطاتها!  

08/11/2019
المخرج رمال بو يونس: اتهام التلفزيونات بالتمويل الخارجي عار عن الصحة وكل الأطراف تبث عبر محطاتها!   

المخرج رمال بو يونس: اتهام التلفزيونات بالتمويل الخارجي عار عن الصحة وكل الأطراف تبث عبر محطاتها!  

بقلم طوني بشارة

 

طوال فترة الاحداث الأخيرة <حرائق لمدة ثلاثة أيام، وانتفاضة لاسقاط الفاسدين في النظام لمدة 14 يوماً> والمحطات الاذاعية في لبنان تتولى مهمة التغطية المباشرة لمدة لا تقل عن 18 ساعة يوميا، مما دفع البعض الى اتهام أصحاب التلفزيونات بتلقي الدعم والتمويل من الخارج مما يؤدي بطبيعة الحال وفقا لمطلقي الاشاعات الى تبعية هذه المحطات لاصحاب رؤوس الأموال الذين يتولون مهمة التمويل.

فما صحة هذه الادعاءات؟ وهل فعلا هناك تمويل خارجي للمحطات؟ وكيف تتم الية النقل المباشر؟

 

المخرج رمال بو يونس يفنّد الملاحظات!

أسئلة عديدة للإجابة عنها زارت <الأفكار> المخرج رمال بو يونس حاورته وجاءت بالتحقيق الاتي:

ــ بداية حدثنا عن حياتك العملية والعلمية؟

- حزت دبلوماً في العلوم السمعية والبصرية والإخراج التلفزيوني والمسرحي عام ٢٠٠٥ من أكاديمية العلوم السينمائية والمسرحية ــ بيروت. اثناء دراستي عملت لدى العديد من الإذاعات اللبنانية ومنها إذاعة لبنان الحر، صوت الموسيقى منذ سنة ٢٠٠٠ لغاية ٢٠٠٥ ومن ثم كمساعد مخرج في مجموعة روتانا للصوتيات والمرئيات منذ ٢٠٠٤ لغاية ٢٠٠٦.

ــ هذا على صعيد الإذاعة، ماذا عن مجال الإخراج التلفزيوني؟

- عملت مخرجاً لتلفزيون الساعة المصري بين الـ٢٠٠٦ والـ٢٠٠٧ ومن ثم إنتقلت الى المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي) كمخرج في قسم الأخبار وفي برنامج كلام الناس مع الإعلامي مرسيل غانم من ٢٠٠٧ الى ٢٠١٠ بالإضافة كمخرج فري لانس مع شركة استديو فيجين لبنان.

سنة ٢٠١٠ إنضممت الى مجموعة أم بي سي في قطاع الموسيقى والإذاعات بين دبي والسعودية لمدة سنتين، ومن ثم عملت كمخرج أخبار وبرامج سياسية في تلفزيون أورينت ــ دبي أيضا لمدة سنتين، وبعدها عملت لدى شركة جيميناي كمخرج ومدير فني ونفّذت العديد من البرامج لدبي تي في، أم بي سي أكشن، قناة الإمارات ــ أبوظبي تلفزيون الشارقة، تلفزيون وار ــ كردستان، قناة الظفرة ــ أبوظبي.

وتابع بو يونس قائلا:

- قبل عودتي الى بيروت عملت لدى تلفزيون إمارة الفجيرة كمخرج ومدير فني في مجلس الإدارة وساعدت في إنشاء وتطوير المحطة من ناحية البرامج والمحتوى. سنة ٢٠١٨ عدت الى بيروت وعملت كـ<فري لانس> وقمت بإخراج <السجادة الحمراء> لـ<مهرجان بياف الدولي> عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩، برنامج الإعلامي جيم لتلفزيون الجديد في شهر رمضان، وحفلة العشاء السنوي لنقابة الفنانين المحترفين. وحالياً انا بصدد تأسيس شركة خدماتية تعمل في مجال البراندنغ، الويبسايت والسوشيل ميديا.

تقنيات البث والعقود المبرمة!

ــ وفقا لخبرتك العملية والعلمية حدثنا عن تقنيات البث المباشر...

- إن البث المباشر في لبنان معتمد منذ بداية التلفزيون وكان يتم من ضمن الاستيديو الخاص بالتلفزيون، كذلك الامر بالنسبة للنقل الخارجي الذي تطور مع التطور الحاصل عالميا، وهنا لا بد من الإشارة الى انه لكي يتمكن التلفزيون من البث يجب حجز كمية ميغا معينة وهذا يتم من خلال قمر نيل سات او عرب سات في مصر، او من قبل شركات خدماتية تمتلك حصة او كمية وفيرة من المساحات الفضائية (ميغابايت).

وتابع بو يونس قائلا:

- يوجد نوعان من تقنيات البث: SD وتعتمده NEW TV- OTV وتلفزيون لبنان وHD وتعتمده MTV-LBC- NBN والميادين. الفرق بين التقنيتين هو بقياس الصورة وبالتالي بالتقنية المتطورة بالتصوير وبنوعية البث، فقياس صورة SD (720,576)، بينما قياس صورة HD (1920,1080).

ــ أشرت الى ضرورة حجز كمية من الميغا من اجل البث المباشر، فكم تتراوح هذه الكمية لدى محطات التلفزة في لبنان؟ وما هي تكلفتها؟

- بالنسبة للبث المباشر العادي كانت الكمية سابقا تتراوح بين 3 و4 ميغا، ولكن مع تقنية HD توصلنا الى كمية بث تتراوح ما بين 4 و5 ميغا وتصل الى 12 ميغا، وهذا من اجل تحسين نوعية الصورة وكلما حجزنا كمية ميغا أكثر كلما زادت قوة البث وتحسّنت نوعية الصورة وخاصة اذا كانت المعدات HD والتلفزيون مجهزاً بهذه المعدات. ويتراوح سعر كمية 3 الى 4 ميغا سنويا على نيل سات ما بين 250 و300 الف دولار أميركي، وهذا طبعا بالنسبة للبث اليومي العادي برامج ومسلسلات، اما سعر 4 الى 5 ميغا فيتراوح ما بين 300 و 350 الف دولار أميركي سنويا، وتجدر الإشارة أنه كلما تم حجز كمية ميغابايت أكثر وكانت المحطّة تبث سيستم الـHD حصلنا على نوعية صورة أفضل وقريبة نوعا ما من المحطات العالمية التي وصلت اليوم الى k6.

ــ تقنيا كيف تتم عملية البث المباشر وكم هو عدد الأشخاص المطلوب للقيام بهذه المهمة؟

- عملية البث تتم اما عن طريق سيارة للبث الخارجي مجهزة بمكنات بث وتلقي تسمى SNG وهذه المعدات مزودة بصحن لاقط يرسل بإشارة Contributionعلى القمر الذي يسمى (خدمة وسطية) بمعنى انه الوسيط بين القمر الأساسي المخصص لبث التلفزيون والمشاهد. كما وتتم هذه العملية عن طريق تقنية الـ4G التي تعتمد على ماكينة تستخدم كارت انترنت يتم تشريجه، وهي مكونة من ثلاثة خطوط ALFA وثلاثة خطوط MTC وهذه التقنية شبيهة بتقنية الـSNG ولكن نطاق تغطيتها يحدد على حسب نطاق البث لشركتي الاتصالات في لبنان وبالتالي تكلفتها اقل من تكلفة تقنية الـSNG.

ــ ما الفرق بين SNG والـ4G وكم عدد الأشخاص المطلوب في كلا التقنيتين؟

- 4G يستعمل لتغطية البث المباشر والاحداث اليومية ولا يستخدم في الأماكن التي لا يوجد تغطية انترنت بها، اما الـSNG فيعتمد على نقل التصوير الخارجي كالأخبار والبرامج التي تعتمد على أكثر من كاميرا وهو لا يتأثر بالإنترنت لانه يستخدم البث الفضائي عبر الأقمار الإصطناعية. وبالنسبة لعدد الأشخاص فبتقنية الـ4G نحتاج الى ثلاثة اشخاص (المصور ــ مساعد المصور ــ والمذيعة) اما بتقنية الـSNG فنحتاج الى خمسة اشخاص وهم (مهندس الارسال ــ مساعد مهندس الارسال ــ المصور ــ مساعد المصور ــ المذيعة).

ــ في سياق حديثك المحت الى عقد إضافي غير العقد العادي يتم توقيعه من قبل المحطة مع القيمين على الأقمار من اجل تغطية او نقل الاحداث مثل التظاهرات ــ الحرائق ــ الخ...، حدثنا عن هذا العقد؟

- في لبنان والعالم العربي معظم المحطات تمتلك TRANS PONDER أي مساحة يتم حيازتها عن طريق توقيع عقد مع القمر لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، والقمر المخصص للبث المباشر مختلف كليا عن القمر الذي من خلاله يختار المشاهد المحطة التي يريد، وهنا لا بد من التنويه بأن معظم المحطات في لبنان تمتلك مساحة بقيمة 5 او 4 ميغا بحسب قوة البث التي تمتلكها أساسا، وهذه المساحة بموجب العقد تكون للبث المباشر بسعر سنوي على القمر الرخيص حوالى 60 الف دولار،

اما على القمر الغالي فيتراوح السعر ما بين الـ80 الفاً والـ100 الف بالسنة.

ــ البعض يتكلم عن تكلفة للدقيقة فهل من الممكن تفصيل ذلك؟

- هناك نوعان من التكلفة للبث المباشر وذلك بحسب تسعيرة الأقمار، فتكلفة الدقيقة على الأقمار الرخيصة تتراوح بين 2 و3 دولارات، اما التكلفة على الأقمار الغالية فتتراوح ما بين الـ3 والـ4 دولارات للدقيقة، وهنا تجدر الإشارة الى أن كلما أخذنا وقتاً أكثر كلما أصبحت التكلفة أرخص، شهرياً أرخص من يومياً وسنوياً أرخص من شهرياً. وكمخرج يعمل في مجال الميديا اجزم بأن تكلفة البث المباشر الذي شاهدناه من اجل تغطية الثوار لمدة 14 يوماً هي تكلفة لا توازي تكلفة حلقة واحدة من برنامج تلفزيوني ضخم يعتمد على الإنتاج الكامل Full production تصنعه الشاشات اللبنانية وبالأخص MTV كونها اليوم هي الرقم واحد في الإنتاج التلفزيوني في لبنان والمنطقة وأصبحت تنافس مجموعة أم بي سي.

 

فرضيات التمويل!

ــ هناك اتهام من بعض الجهات بأن التلفزيونات ممولة من الخارج للقيام بالبث المباشر، فما تعليقك على هذا الاتهام؟

- برأيي كمخرج وليس كصاحب محطة أؤكد بأن هذا الاتهام عار عن الصحة وبمثابة رمي الزيت على النار، وللأسف احد الفرقاء في البلد الذين يمتلكون محطات متلفزة يتهمون الأطراف الأخرى بأنها تتقاضى المال للقيام بالبث المباشر لمدة 15 ساعة باليوم، وهنا كمخرج وكمراقب للأوضاع أرى بأن من اتهم أيضا قام بالنقل المباشر وبالمدة نفسها، لذا من الممكن أيضا طرح السؤال نفسه عليهم وحتى اتهامهم بالتمويل من الخارج. وهنا وبعملية حسابية دقيقة الاحظ بأن ما قامت به اليوم المحطات اللبنانية من نقل مباشر ولمدة أسبوعين لا تتجاوز تكلفته الـ30 الف دولار أميركي، فكما ذكرنا أن عقود البث المباشر هي سنوية وسعرها معروف، والإعلاميون والتقنيون على الأرض هم موظّفون، فماذا بقي لدينا؟ بطاقات الإنترنت وتكلفة إنتاج النقل والمصروف اليومي؟ وهنا إسمح لي أن أسأل هؤلاء الفرقاء أصحاب المحطات الذين يوجهون أصابع الإتهام لباقي المحطات بأنه تم تمويلها لبث الثورة: أعزّائي من أين تحصلون على التمويل لتغطية الانتخابات النيابية؟ واليوم أنتم تملكون محطات معروفة لمن، فمن أين هو تمويلكم الشهري؟ علماً أن إعلاناتكم لا تغطي التكلفة المدفوعة لأن رايتنغ محطاتكم معروف.

ــ البعض اقتنع بالاتهام (اتهام التمويل) لكون الإعلانات كانت معدومة خلال البث المباشر، فما ردك على ذلك؟

- لا بد من الإشارة الى انه في الظروف القاهرة (حروب ــ مظاهرات ــ أحداث طبيعية...) وبموجب العقد هناك اتفاق على تأجيل بث او عرض المحتوى الإعلاني وذلك بحسب مدة الحادثة الطارئة، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم بث الإعلانات في تلك الفترة.

ــ كمتخصص وكخبير في مجال الإخراج وتجهيزات المحطات، أي محطة وطنية تمتلك التجهيزات الأفضل للبث المباشر، ومن كان السباق او بمعنى اخر أي محطة احتلت المرتبة الأولى للبث المباشر في الآونة الأخيرة؟

- في البداية كانت المنافسة بالتجهيزات ما بين المستقبل والمؤسسة الوطنية للارسال، ولكن اليوم محطة الـMTV مجهزة بأحدث التقنيات وأكثرها جودة وهي توازي محطات عالمية مثل الجزيرة ومجموعة MBC وأبو ظبي وbe IN SPORT. أما بالنسبة للمرتبة الأولى من حيث البث فبرأيي ان معظم المحطات غطت الاحداث بلبنان وبطريقة جيدة، ولكن الـMTV ــ وبسبب استراتيجيتها المعتمدة منذ فترة والتي ركزت على تأمين ما يفضله ويحبه المشاهد من برامج ومسلسلات وبسبب استقطــــــــــــــــــــــابها لعدد كبير من المشاهدين في لبنان والخارج ــ تمكنت من احتلال المرتبة الأولى على ارض الواقع خلال البث المباشر، وأود الذكر أنه لا يوجد تعاون حالياً بيني وبين هذه المحطة ولكن الحق يقال MTV اليوم تنافس مصر ودبي وقطر، وأنا كوني أعمل في مجال الميديا أفتخر بالإعلام اللبناني ومحطّاته وما صنعوه في الماضي ويقدّموه اليوم وأشكر أم تي في لأنها ما زالت تحافظ على المستوى الإعلامي الكبير وعلى مكانة لبنان إعلامياً في الخارج.