تفاصيل الخبر

المقدمة والممثلة المميّزة ساشا دحدوح :ظلمت نفسي أحياناً..وتعلّمت أن أقول لا!

15/07/2020
المقدمة والممثلة المميّزة ساشا دحدوح :ظلمت نفسي أحياناً..وتعلّمت أن أقول لا!

المقدمة والممثلة المميّزة ساشا دحدوح :ظلمت نفسي أحياناً..وتعلّمت أن أقول لا!

بقلم عبير أنطون

[caption id="attachment_79492" align="alignleft" width="188"] المقدمة والممثلة المميزة ساشا دحدوح.. ماذا عن الغد ومفاجآته ؟[/caption]

 ليست وحدها البصمة التي تركتها مؤخراً في مسلسلي "العودة" و"اولاد آدم"ومن قبلهما شخصية "نادين" في مسلسل "بيروت سيتي" ما جعلنا نتوجه الى المقدمة والممثلة الآتية من عالم الجمال ساشا دحدوح ، بل الصرخة التي اطلقتها مؤخراً من برنامج "صباح اليوم" عبر "تلفزيون الجديد" الذي تتناوب على تقديمه مع  ماغي عون ، نسرين ظواهرة ، ميلاد حدشيتي، مارييت يونس ، ساشا دحدوح ، جوزيف حويك و كارين سلامة ، وكان لها وقعها في نفوس الكثيرين، إذ عبّرت ساشا، وبالفم الملآن عن المها لما آلت اليه الامور في هذا الوطن وعن خوفها من الغد من خلال قولها، وبشفافية تامة: "خائفة أن أستيقظ غداً وأكتشف أنني غير قادرة على إعالة بناتي... تقولون شعب لبنان العظيم. وماذا بقي من لبنان كي يكون كذلك" ؟

 فمن تفاعل مع ساشا في "صرخة الوجع" هذه وهي حال الكثيرين اليوم ؟ هل تفكر بالسفر بعيداً عن البلد الذي بقيت متمسكة به ؟  أين لمستها الخاصة في البرنامج، ماذا تقول عن صديقتها دانييلا رحمة، واين اليوم عالم الازياء والعروض الذي دخلت مجاله ونجحت فيه ؟

في  لقاء "الأفكار" مع ساشا الحلوة والصريحة الى أبعد الحدود كان سؤالنا الأول:

* تركت صرختك اثرها في نفوس الكثيرين .هل تعمّدتها ام اتت عفوية، وعقب حدث ما؟

ـ في الواقع، لما انتشرت صور البرادات الفارغة لعائلات ليس لديها كسرة خبز، تأثرت جداً وهي بثت قبل ليلة من برنامجنا الصباحي وتضايقت جداً. أنا عادة في البرنامج أحرص على  مدّ المشاهدين بجرعة من التفاؤل صباحاً ، فأتناول موضوعاً جميلاً ، كحفل موسيقي او أمر  مميز كغلاف مجلة "فوغ" العربية للسيدة ماجدة الرومي وغيره ، لأن كيل الناس طفح "نقاً" ونحيباً وقلقاً، من دون أن أدّعي أنني أحث على التفكير بإيجابية، إذ بات هذا صعباً في هذه الظروف. لكن لما رأيت الصور ، لم يكن بامكاني الا أن اعلق عليها إذ لا يمكن أن تمر وكأن شيئا لم يكن. فالوضع صعب على الجميع، ليس فقط الناس التي تحت خط الفقر او الذين فقدوا اعمالهم ووظائفهم . حتى نحن الذين نزاول عملنا لا نعرف ما الذي يمكن أن يحلّ بنا في وضع مماثل وفي ظل الضغوطات التي تمارس علينا . قلت إنه من واجبي الحديث عنها  خاصة وأنه في "الجديد"  لدي مساحة واسعة من حرية تطرقي الى ما أريد، وهم ّالمحطة الناس أولاً. صراحة، بعد هذه الصور، تملّكني خوف حقيقي من "بكرا" وماذا يخبئ؟. عندي  قلق الا أجد في ثلاجتي طعاماً لاولادي، فقلت لازم نعلي الصوت .. وهذا دورنا اساساً في الإعلام! .

* هل صحيح ما كتب أنكم في "صباح اليوم" لا تتقاضون كمقدمين ومقدمات أجراً مقابل عملكم، وتقومون به للظهور وعدم الغياب عن الشاشة؟

[caption id="attachment_79494" align="alignleft" width="167"] كوني قوية..[/caption]

ـ ليس صحيحاً على الاطلاق، وللاسف تداول هذا الخبر في أكثر من موقع مع اقاويل وشائعات. هذه جميعها اعتبرها تفاصيل. لنسلّم جدلاً بأن الأمر صحيح . اتقاضى او لا ، ما الذي يمكن أن يستفيد منه الصحافي الذي كتب الخبر او أن ينفع ذلك المشاهد ؟ نحن نقوم بواجبنا. المردود المادي ليس من شأن احد .

* ربما هي اشارة الى "سوء الوضع" الاعلامي ككل  خاصة وان كل من يقدم البرنامج له مسيرته في هذه المهنة. الا يمكن اخذها من هذا الباب؟

ـ دورنا كاعلاميين أن نقدم ما نفيد من خلاله المشاهد، وأن نستفيد من جهتنا، اين الخطب؟ ولم التطرق الى الأمور الأخرى؟ تبقى الماديات أمراً ثانوياً .نمارس دورنا بشكل صحيح وليس لتعبئة الهواء .هذا ما يجب أن نُسأل عنه.

* هل شجعك التفاعل الذي عرفته المقدمة بالغوص أكثر في الامور الاجتماعية – الانسانية ؟

ـ كما سبق وذكرت ، لم يكن الأمر مخططاً له . ما اشعر به سأقوله ، وبتلقائية ، ولما اتقصد ذلك سيكون الامر مصطنعاً . في حلقة الخميس البارحة ، وتعرفون أننا نحضر المقدمة والخطوط العريضة، نظرت الى الكاميرا ، وقلت للمشاهدين : "ليس  لدي ما أقوله لكم. ما عندي شي أحكيه.. غير أن اتمنى لكم الخير".

* وهذا ما قاله الاعلامي جورج غانم في برنامج "صار الوقت" أيضاً: "ما بقا في شي نقولو للناس"..

ـ تماماً.. مجتمعنا متعب والناس منهارة ومخدّرة..لربما أضحت الـ"كوفيد 19" امراً سهلاً امام ما نمر به كوطن. الضغط الذي نعيشه ستظهر له تداعيات وخيمة جداً لاحقاً في عقلنا وتفكيرنا والأهم في  نظرتنا الى الحياة. لم يصل اللبناني بحياته الى هذه المرحلة . أنا لم أعش الحرب ، اذ ولدت في العام 1986 الا أن والدي عايشاها وأخبراني أنه في عزها  لم يصل اللبناني الى مرحلة العوز . شعب  تعبان وجوعان ومشرد، نعم البعض ما عاد لهم سقف يأويهم. وهذا من ناحية اخرى يعلّمنا نحن أن نقدّر النعم في حياتنا.

* هل تفكرين بالسفر وسبق أن عملت خارج لبنان، او بالهجرة مثلاً كما يفكر الكثيرون ؟

ـ نعم ، وأقولها بكل صدق. في السابق ما كان ذلك وارداً عندي حتى لا نترك وطننا ونتمسك بأرضنا . حالياً ، افكر بالأمر جدياً. عندي عائلة، والأم عادة تحمل همّ رسم مستقبل جيد لأولادها، والأهم توفيرالأمان لهم من كل نواحيه. حتى اللحظة  ما زال لدي نفس، ولكن الفكرة واردة جداً كما الكثيرين ."ما في شي مأمّن".. والحكومة تتفرج، لا بل هي غائبة عن الوعي. ثلاث حالات انتحار حصلت الأسبوع الماضي ، ولم يرف جفن لأي مسؤول."استحليت" شي سياسي يستنكر انسانياً وليس لغاية سياسية.

* وحده تفاعل مع مقدمتك الوزير السابق زياد بارود ، صحيح؟

  ـ صحيح ..نعم.

[caption id="attachment_79495" align="alignleft" width="188"] وجعي ..وجع الناس.[/caption]

* أنت ام لابنتين توأم . هل هما واعيتان لما يجري؟

ـ هما الآن بعمر الخمس سنوات ويشاهدانني كل خميس في البرنامج . لما عدت من الحلقة  ركضت إحداهن صوبي وحضنتني بشدة . لم تسألني لماذا تأثرت وقد بدت الغصة عليّ انما سألتني: "ليش هالعيلة ما عندن ياكلو؟ رح نكون مثلهم؟"

قصص نجاح ..

* أعربت مرة عن رغبتك بتقديم برنامج لوجوه عرفت النجاح في مسيرتها .هل يمكن أن ينفذ قريباً؟

ـ ربما مع هدوء الأحوال والظروف. أنا لا احب اللقاءات السطحية او العادية .احب أن اتعرف على مشوار حياة  إنسان  ناجح بكل ما مر به من نجاحات واخفاقات، فأركز على الناحية الانسانية وجانب الاجتهاد بشكل خاص، ما يعطي دفعاً ويشكل نموذجاً.. إذ "ينكسر" احدهم مئة مرة قبل أن يحقق النجاح .

* أين "اللمعة الجديدة" في "صباح اليوم" وكيف تعملين حتى تتميز حلقاتك؟

ـ الجميل في البرنامج أنه لسبعة ايام في الأسبوع ، ويتولى كل من الزملاء  تقديم حلقته    باسلوبه الخاص وبطريقته مع الضيوف الذين يختارهم. في برنامجنا "شوي من كل شي" كما أننا نستضيف أسماء لامعة ومعروفة في مجالها . اما الفقرة الأعز عليّ فهي التي تحمل عنوان "هن" ، وفيها  ليس ضرورياً أن تكون السيدة معروفة، انما لها بصمتها في خدمة المجتمع ، من خلال مبادرات فردية او خاصة . وكم هو جميل في هذا الوضع بالذات، ان نسمع بأشخاص يساعدون غيرهم. في حلقاتي احاول أن  اضيف الـ"تاتش " الفنية في نهاية الحلقة فأتواصل مع الفنانين، علماً أن الأعمال الفنية متوقفة في هذه الفترة ، الا أنهم يشاركون لتغيير الـ"مود" والجو" كمثل ناجي الاسطا ، منال ملاط، رلى قادري ..

*بماذا تعدين المشاهدين للحلقات المقبلة ؟

ـ نشتغل على  حلقة خارج الاستوديو ايضاً ، على غرار الحلقة مع النائبة بولا يعقوبيان التي قصدناها . هي سيدة " فظيعة" وتحمل هماً انسانياً ووطنياً كبيراً  وزرنا حملة "دفا " ونخطط الآن لحلقة تكون "خاصة " ايضاً مع ضيف مميز ما زلنا بطور التواصل معه.

"سينغل مام"..

[caption id="attachment_79493" align="alignleft" width="167"] عيني على الدور الأفضل ..[/caption]

*نخوض معك الآن عالم التمثيل الذي دخلته من باب "بيروت سيتي" كيف رشحت للدور؟

ـ التمثيل كان في بالي من زمان ، وعرض عليّ اكثر من سيناريو الا أنها ركزت بغالبيتها على الشكل وليس المضمون فرفضتها لأن هدفي يتعدى الظهور على "اساس الشكل الجميل" فقط ، وهي الطريقة عينها التي انظر بها الى عملي في الاعلام ، فلا اكون مجرد صورة حلوة ولولا أنني اثبتت العكس لما كنت استمررت. انتظرت دوراً يوافق نظرتي ويضيف لي وللمشاهدين. وصودف أنني اعرف المخرج سيرج اوريان من زمان وكنت صورت معه اكثر من اعلان فطلبني الى لقاء واطلعني على "ديمو" لاربع صبايا ، واخبرني عن الشخصيات طالباً مني أن اختار إحداها فوقع اختياري على "نادين" لأنها تشبهني في  نمط حياتها. فهي "ام عزباء" لديها ابنة ، "معجوقة" بعملها ، وتعمل على تخطي الصعوبات التي تواجهها كسيدة. حضّرت للدور جيداً. صحيح أنني معتادة على الكاميرا الا أن الثقة في الوقوف امامها كممثلة لم تكن ثابتة وقتها ، فاشتغلت كثيراً مع المخرج  على الاداء، وحتى نبرة الصوت، وأذكر أنني أعدت مشهداً واحداً سبع مرات ..استفدت جداً من تلك التجربة وبعدها كرّت السبحة مع العودة" و"اولاد آدم".."

* وعينك الآن على البطولة الاولى؟

ـ لا اريد أن أفهم بشكل خاطئ. كل انسان منا يطمح الى أن يكون بين الافضل ،علما أن  المعايير للدور الثانوي باتت مختلفة،  وفي بعض الحيان يتفوق الدور الثانوي على الأول ، وبات يعطى مساحة اوسع.

*هل من عروض تمثيلية جديدة ؟

ـ هناك كلام في الأمر..ما عدنا نؤكد شيئاً. مع تصويرنا لـ"اولاد آدم" تفشت الكورونا ...

* أنتما صديقتان دانييلا رحمة وانت، كما كنتما في المسلسل؟

ـ انا اعرف دانييلا من "بيروت سيتي" وصرنا صديقتين مقربتين .هناك من لا يؤمنون بالصداقة في الوسط التمثيلي او الفني . أنا اقول "ما خص" . كلنا في الحياة نخسر اشخاصاً ونكسب آخرين . أنا كسبت دانييلا، وهي شخص طيب ومحب، يفكّر بغيره قبل نفسه حتى، وهي أنسانة نظيفة قلباً وقالباً.

*هل الجو بين الممثلين مختلف عما هو بين المقدمين؟

ـ اكيد. لأن البرنامج مهما كانت فترته لا يتعدى الساعات ، فيما التمثيل ساعاته طويلة، وكنا نصور لاكثر من 12 ساعة احياناً، ما يولد جواً من الالفة، فيصير الفريق جزءاً من حياتك.

* تكلمت عن "نادين" في "بيروت سيتي" بأنها مثلك "ام عزباء" ما يعني أنك منفصلة عن زوجك. هل لهذا السبب تشعرين بأن المسؤولية كبيرة ؟

ـ المسؤولية كبيرة على عاتق الطرفين. فحتى لو ما عاد "عقد الزواج" قائماً بين الطرفين، أبقى أنا ام الولاد وهو والدهم، ونحن على تواصل دائم  وشراكة في تربية بنتينا كما أننا مقربون  بعيداً عن اية عداوة كما نرى في حالات طلاق عديدة للاسف . فالاولاد لا  ذنب لهم  بمشاكل الكبار.

 *والبنتان معك؟

ـ نعم.

* في مسلسل "اولاد آدم" كانت العبرة أننا كلنا "خطّاؤون" . شخصياً ، أين وجدت بأنك أخطأت بحق نفسك أو بحق غيرك حتى؟

ـ ربما في أنه تطلب الأمر وقتاً حتى اتعلم أن اقول لا .هل هذا خطأ ..لا اعرف؟ الا أنني ظلمت نفسي في مطارح معينة. لكن لا بأس الحياة تعلم ، وبتّ واعية وبالنضج الكافي لاعرف متى اقول :لا !

*فعلاً، قد يكون ذلك صعباً لسيدات كثيرات.

 ـ بكل تأكيد، خشية من حكم الناس ، او جرح الاخرين الخ..لكنني اقول لكل سيدة تعلمي أن تقولي لا ، والأهم أن تضعي نفسك اولاً ."حبي حالك" ، ليس لدرجة الانانية طبعاً، وبغير ذلك من  المستحيل أن  تري الحياة من حولك بعيني المرأة القوية.

* قبل أن نختم، أعود معك الى عالم الأزياء وكنت عارضة معروفة في مجاله وحتى قبل أن  تحصدي الألقاب الجمالية . هل تغير اليوم الإطار لعالم العروض والازياء مع وسائل التواصل وخاصة مع الـ"كوفيد 19 "حالياً ؟

ـ تغير جداً حتى يمكنني القول إنه اصبح في خبر كان . كل صبية حلوة قوامها ممشوق باتت اليوم تعمل بجهدها الخاص، وبدون الحاجة الى اية شركة، كما أن الأمر تغير من جانب المصممين ووكالات الازياء ايضاً.