تفاصيل الخبر

المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية تواكب الحراك الشعبي في لبنان لحظة بلحظة!

21/11/2019
المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية تواكب الحراك الشعبي في لبنان لحظة بلحظة!

المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية تواكب الحراك الشعبي في لبنان لحظة بلحظة!

 

بقلم وردية بطرس

 

تواكب المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول (اكتوبر) اذ تخصص ضمن نشرات أخبارها مساحة للبث المباشر واعداد التقارير الصحفية عن انتفاضة اللبنانيين بسبب الفساد والهدر والمطالبة بمحاسبة المسؤولين الفاسدين. ويجمع المراسلون الأجانب في لبنان من خلال تغطيتهم لهذا الحراك، والذين سبق ان قاموا بتغطية تظاهرات عديدة شهدها لبنان، على ان المشهد اليوم مختلف اذ للمرة الأولى توحّد اللبنانيون للمطالبة بحقوقهم ومحاربة الفساد.

<الأفكار> تحدثت في هذا الصدد مع كل من مراسل شبكة <سي ان ان> في بيروت <بن ويدمان>، ومراسلة قناة <العربية> الاعلامية اللبنانية ريما مكتبي، ومراسل قناة <فرانس 24> الاعلامي اللبناني شربل عبود.

 

مراسل شبكة <سي ان ان> <بن ويدمان> وتغطية الحراك الشعبي في لبنان!

 

ونبدأ مع مراسل شبكة <سي ان ان> <بن ويدمان> الذي بدأ حياته المهنية في الشبكة في العام 1994 فيقول:

- كمراسل شبكة <سي ان ان> في بيروت كنت اتحدث دائماً مع الناس، ولمست ان حالة الاحباط والغضب لديهم عالية، اذ يعملون بكد لتأمين لقمة العيش في وقت عصيب بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي، وبالتالي كان لدي شعور بأن هناك أمراً ما سيحدث، ففي 17 تشرين الأول (اكتوبر) مساءً عندما خرج الناس الى الشوارع عرفت انها الشرارة لاحباط اكبر، لهذا لم أتفاجأ من حدوث ذلك، فمن الواضح انه عندما تحدث مثل هذه الأمور فقط يكون التوقيت غير متوقع، لكن الأرض كانت خصبة جداً لحدوث ذلك، لذلك لم أشعر بالدهشة لأنني أعرف مدى معاناة اللبنانيين في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.

ــ وهل أدركت منذ اليوم الأول انها ثورة وليست مجرد مظاهرات؟

- علمت بذلك منذ اليوم الأول، اذ ان مكتبي يقع في ساحة رياض الصلح، اذ في كل اسبوع كنت ارى مظاهرات، اذ نعلم بأن لبنان بلد حر والناس يتظاهرون بحرية، ولكن اليوم ما تشهده البلاد ليست مظاهرات بل ثورة. وبعد مرور اسابيع على انطلاق الثورة لا يزال الناس يتمتعون بالكثير من الطاقة اذ لا يشعرون بالتعب ولا يفقدون حماسهم واندفاعهم، ولا أعتقد ان هذا سينتهي في وقت قريب، بل سيستغرق الأمر بعض الوقت.

ويتابع:

- لبنان هذا البلد الذي يقع في الشرق الأوسط والذي اعمل فيه منذ سنوات طويلة، اعلم انه يتمتع بمستوى عال جداً من التعليم، لذلك عندما اتحدث مع أشخاص الاحظ انهم مدركون تماماً للوضع في البلد وللمشكلة الاقتصادية وغيرها، فلدى اللبنانيين اطلاع كبير عما يواجهه لبنان، وهم يدركون جيداً ماذا يدور في الشأن السياسي، وأيضاً لديهم دراية بما يتعلق بالزعماء والأحزاب السياسية وبماذا يفكرون وما يفعلونه. انني معجب بالشعب اللبناني الذي يدرك دائماً ماذا يحدث من حوله، اذ انه شعب مثقف ويطلع على كل الأمور، كما انه شعب حيوي ومحب للحياة، اذ عشت في لبنان بين عامي 1974 و1975 ولمست مدى حب اللبنانيين للحياة ولا يزالون، كما انهم يتمتعون بوعي كبير وفهم للأحداث التي تجري من حولهم، أما الآن فما يحدث انهم اتحدوا للمطالبة بحقوقهم.

الحذر بنقل الخبر لملايين المشاهدين في العالم

ــ كونك تقيم في لبنان وتعرف الكثير عن البلد فهل يسهل ذلك نقل ما يحدث في لبنان لملايين المشاهدين الذي يتابعون شبكة <سي ان ان> ام بالعكس؟

- ان المهمة صعبة لأن لبنان بلد صغير جداً ولديه مشاكل معقّدة، وبالتالي كوني مراسلاً لشبكة مثل <سي ان ان> التي يشاهدها ملايين الناس حول العالم، علي التأكد من ان الخبر لا يبدو معقّداً للغاية لكي يتمكن ملايين المشاهدين من فهم ما يحدث في لبنان، وبالتالي يجب ان اكون حذراً للغاية وانقل الخبر بشكل مبسط، لذا انها مهمة شاقة بجعل الناس خارج لبنان يفهمون ما يجري في البلد. بالنسبة لشبكة <سي ان ان> فنقوم باعداد التقارير المسجلة، والبث المباشر وفي البث المباشر لدينا دقيقتان او ثلاث دقائق للتحدث وشرح ما يحدث، وهذا يمنحني الفرصة لشرح بعض الجوانب الأكثر تعقيداً للوضع في لبنان.

ــ الى اي مدى تهتم شبكة <سي ان ان> بتغطية المظاهرات في لبنان؟

- ان شبكة <سي ان ان> مهتمة جداً بتغطية ما يحدث في لبنان، ولكن يوجد في العالم اليوم الكثير من الأحداث: مثلاً ما يجري في العراق، والتشيلي، واسبانيا، وبوليفيا وغيرها، وبالتالي هناك العديد من الأخبار المثيرة للاهتمام ولكن ليس هناك الوقت الكافي لتغطية كل شيء، لذلك تحاول المحطة قدر الامكان تغطية ما يحدث في العالم ولو بوقت قصير. على الصعيد الشخصي فانني اعمل مع <سي ان ان> منذ 26 سنة ولم أرَ هذا الكم من الأحداث التي تحدث اليوم في أماكن مختلفة في العالم. اذكر عندما بدأت العمل في هذه المحطة ان اكثر خبر كان يحظى باهتمام يدور حول العراق والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، بينما نرى اليوم أحداثاً عديدة تحصل في ليبيا، واليمن، ومصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، وبين اسرائيل وفلسطين، وايران.

مراسلة قناة <العربية> الاعلامية ريما مكتبي والموضوعية هي الأساس!

مديرة مكتب قناة <العربية> في لندن الاعلامية اللبنانية ريما مكتبي التي قامت بتغطية حروب في العديد من البلدان اثناء الربيع العربي، وكانت ريما قد صنفت ضمن قائمة أكثر 100 مراسل وصحافي مؤثرين في العالم في العام 2012 وفقاً لمنظمة العمل ضد العنف المسلح الدولية، وقد صودف ان الاعلامية ريما مكتبي كانت بزيارة للبنان لاجراء مقابلة مع ملكة السويد <سيلفيا> التي قدمت الى لبنان للمرة الأولى بهدف دعم نشاطات مؤسسة <مينتور> العربية، فانطلقت الثورة في 17 تشرين

الأول (اكتوبر) فباشرت التغطية وذلك على مدى عشرين يوماً ونسألها:

ــ لقد قمت بتغطية العديد من الأحداث والحروب في المنطقة وأيضاً الربيع العربي فما الذي اختلف بالنسبة اليك بتغطية الثورة في لبنان؟

- طبعاً يختلف الأمر كوني لبنانية، اولاً هناك خبرة في هذا الخصوص لأنني عشت كل الحرب اللبنانية وهناك المام بالشأن المحلي والأمور الخاصة بلبنان وفي الوقت نفسه ان الموضوع متعب عاطفياً لأنه بلدي، ثانياً الشعور المختلف هو الخطر الذي تشعرين به اذ انك تكونين مدركة أكثر لحيثيات الأمور على الأرض وتعرفين البلد وصراعاته الطائفية، وبالتالي بأي لحظة ممكن ان تنجرف الأمور باتجاه معين. وطبعاً هناك الضغط النفسي الذي اشعر به اثناء تغطيتي خصوصاً ان أهلي هنا اي لا أقوم بتغطية حدث في بلد آخر، اذ في الليل اعود الى بيت أهلي، ويبدي الجميع خوفهم علي، فهذا العامل لم يكن موجوداً عندما كنت أغطي الحرب في سوريا والعراق، فاضطررت ان اعيش هذا الشعور في لبنان لأن أهلي قريبون مني اي انني معنية بشكل شخصي، وفي الوقت نفسه هناك معركة الموضوعية فمن جهة عليك ان تكوني موضوعية ومن جهة ثانية انت معنية مباشرة بكل ما يحصل على الأرض.

ــ ومن خلال تغطيتك على الأرض ماذا لمست عند المتظاهرين والمتظاهرات عندما كنت تتحدثين معهم؟

- هناك عوامل عديدة: العامل المعيشي والاقتصادي اذ تعب الناس فخرجوا الى الشوارع لرفع الصوت عالياً، اذاً هناك عفوية من قبل المواطنين بسبب الوضع المالي. وهناك العامل السياسي الذي يحرك بعض الجماعات التي هي محازبة، اذاً هناك ايضاً الطبقة السياسية حيث تدخل الأحزاب وتصفيات الحسابات بين الأحزاب والأطراف والأفراد، اذ كل سياسي يحاول تصفية حساباته مع سياسي آخر.

وتتابع:

- ما لمسته هذه المرة هو مختلف، أولاً هناك جيل جديد الذي لم يعش الحرب اللبنانية والذي فاجأ الجميع. ثانياً لا يقبل هذا الجيل بالمعادلة الطائفية، اذ نحن لا نزال بمكان ما نعرف حيثيات البلد والزعماء. بالنسبة الي مثلاً لست محازبة ولكنني أفهم حيثية معينة ولهذا اقوم بمراعاة الوضع. لكن هذا الجيل لا يقوم بالمثل، اذ ليس لديه كبير وليس محازباً كما فعل جيلنا ومن سبقنا. وبالتالي اما تتحقق مطالبهم او انهم غير معنيين بالتنازلات السياسية والمفاوضات، ولهذا عندما يقولون انه ليس هناك قائد في هذا الحراك، نتفّهم الأمر لأن الشباب على الأرض معنيون بمطالب معينة ولا يهمهم القيادة. ومن جهة ثانية هناك خطورة بأن هذا الجيل لا يدرك الحساسية الطائفية لأنه يرى امامه جماعات او أناساً أكبر منهم سناً عاشوا الحرب وهم مستعدون ان يعيدوا التجربة، لذا فلقد كان لافتاً بالنسبة الي ما رأيته على جسر الرينغ اذ كان هناك صبايا وشبان صغار في السن ولا يعرفون ماذا يعني الخندق الغميق، اذ لم يعيشوا الصراعات الطائفية، ولا يدركون انه ممكن بأي لحظة ان تنجرف الأمور الى حرب أهلية. وبالتالي هذا الأمر جيد ولكنه في الوقت نفسه خطير لأن الخبرة السياسية التي نملكها تقول لنا بمكان ما انه يجب ان ننتبه لحيثيات معينة وحسابات معينة.

أهمية التحليل السياسي وآراء الناس!

ــ نظراً لخبرتك كمراسلة، الى اي مدى يتوجب على المراسل توخي الحذر بنقل المعلومة بعد التأكد منها منعاً لاثارة الفتن والبلبلة بين الناس؟

- يجب ان يكون المراسل حريصاً كثيراً بموضوع نقل الخبر، ولا أعني هنا ان يتكتم المراسل على الخبر، ولكن عندما يكون الخبر بالاطار الأولي فان نشره قد يؤدي أحيانا الى حرب، مثلاً عندما نقول ان فريقاً ما مسلح وحاضر وينتظر لكي ينزل على الأرض ليحارب، فعندما ينشر المراسل مثل هذا الخبر حكماً يكون قد وضع بقية الأحزاب بالمرصاد لهم، علماً ان هذا الخبر ربما لا يقدم ولا يؤخر لأنه لم يحصل اشتباك بعد على الأرض. ومن جهة أخرى كنت مراسلة ولكن في الوقت نفسه كنت أدير التغطية مع باقي الزملاء في لبنان لمرحلة معينة وكانت لدينا حساسية عالية من الأخبار التي تعزز النزاعات الطائفية اذ كنا حذرين منها. ثانياً نحن في قناة <العربية> لم نكن مع فكرة الهواء المفتوح مع الناس ليلاً نهاراً، فالقناة تعتمد على التحليل السياسي وعلى الأخبار العاجلة.

وأضافت:

- لست هنا بموقع التنظير لوسائل الاعلام، ولكنني لست مع الهواء المفتوح على مدى أيام وأسابيع لكل الناس لأن هناك عناصر مدسوسة على الأرض، وهناك شتائم لا معنى لها ان نسمعها في وسائل الاعلام وهي لا تقدم ولا تؤخر سياسياً، بالتالي انني مع آراء الناس في الشارع ولكن ماذا عن حيثيات الخبر؟ وأين التحليل؟ وأين المعلومات؟ وأين الأخبار العاجلة؟ اذ لا يكفي ان يكون الهواء مفتوحاً للناس فهناك طبقة سياسية والتي هي جزء من هذا الصراع، وهناك خبراء، فاليوم مهما كان للصحافي خبرة فهو يحتاج لآراء الاختصاصيين، مثلاً بما يتعلق بالشق المالي والمصارف علينا كصحافيين ان نتصل باختصاصيين لكي نفهم الموضوع، فاليوم ان تداول مسألة المصارف وسحب الأموال في المحطات التلفزيونية يؤدي الى حالة هلع، وحالة الهلع المصرفية تساهم بالانهيار، فمن جهتنا علينا ان نهتم ببث تقارير تشرح للناس ماذا يعني الاحتياطي، ماذا يعني وضع مصرف لبنان، وما هي علاقة المصارف بالاقتصاد اللبناني، وبالتالي ارى ان نقل المعلومة وشرحها مهم لكي يدرك المواطن كل شيء.

 

ما يشهده لبنان ليس مجرد مظاهرات!

ــ هل توقعت بأن يشهد لبنان مثل هذا الحراك عندما نزلت الى الشارع في اليوم الأول للبدء بالتغطية؟

- زرت لبنان لاجراء مقابلة مع ملكة السويد <سيلفيا> ولكن تأخر عرضها بسبب الأوضاع في لبنان. بصراحة كانت لدي معلومات قبل شهرين انه بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي في لبنان من المتوقع ان يؤدي ذلك الى حراك في الشارع، وكان أحد المصادر السياسية قد أخبرنا بذلك اثناء لقائنا به في لبنان ولكنني لم أصدقه. ولكن عندما قصدت رياض الصلح ورأيت أعداداً كبيرة من المتظاهرين أبلغت ادارة قناة <العربية> في دبي وأبلغت المراسلين على الأرض انها أزمة طويلة، اذ أدركت ذلك لأن لدينا الخبرة، وأيضاً مدير مكتب <العربية> في باريس حسين قنيبر بدأ بالتغطية على الأرض، وبصورة سريعة أبلغت الزملاء ان من سهر كل الليل بالتغطية عليه ان ينام لأن هذا الأمر لن ينتهي بيوم وبيومين.

وعن كسر حاجز الخوف عند اللبنانيين تقول:

- انني فخورة بالشباب الذين جعلوا هذا الحراك سلمياً، ولكن كلما طالت الأزمة كلما كان هناك خطر بأن يتحول هذا الموضوع لأزمة أمنية، لذا اقول للشبان والشابات الذين يتحلون بالوعي ان يظلوا أعلى وأكبر من المناطقية والحزبية والطائفية وان يحافظوا على سلمية هذا الحراك ليصلوا الى مكان معين. وقد كان لافتاً كسر المحرمات، ولم يكن هناك خوف اذ ان عامل الخوف انكسر في العديد من المناطق اللبنانية سواء في البقاع او الجنوب او الشمال، اذ حان الوقت ان يسأل المواطن ويساءل زعيمه وطبقته السياسية عن مدى ادراكها لمشاكلهم على الأرض والتجاوب مع مطالب الشعب.

 

مراسل قناة <فرانس 24> الاعلامي اللبناني شربل عبود وعدم بث الشتائم وصور الضحايا خلال التغطية!

 

مراسل قناة <فرانس 24> الاعلامي شربل عبود قام بتغطية العديد من الأحداث في لبنان والخارج، ونسأله عما لمسه كمراسل لقناة فرنسية من جهة اثناء تغطية التظاهرات التي يشهدها لبنان فيقول:

- سبق ان قمت بتغطية مظاهرات شهدها لبنان بما فيها مظاهرات 14 آذار، ولكن من خلال تغطية الحراك الشعبي الذي انطلق في 17 تشرين الأول (اكتوبر) لمست مشهد الوحدة من مجمل الطوائف، فهذه الثورة وحدّت اللبنانيين وهي تبهر الناس بسلميتها وبأفكار المتظاهرين والمتظاهرات التي تنادي بلبنان أفضل. اما بالنسبة للتغطية كمراسل لمحطة فرنسية فان الأمر يختلف اذ علي ان اشرح عن المنطقة او الحدث لأن مشاهدي القناة من مختلف الشعوب والثقافات ولا يعرف جميعهم عن حيثيات الخبر، فعلى سبيل المثال اذا كنت اقوم بتغطية الحراك في طرابلس علي ان اشرح قليلاً أين تقع هذه المدينة وعدد سكانها والمشاكل التي تعاني منها لأنه ليس بالضرورة ان يعرف المشاهد العربي او الغربي عن تلك المدينة بالذات. اذاً الموضوعية الكاملة أمر اساسي وكذلك اعطاء المجال لكل الجهات لابداء آرائها وليس لجهة او رأي واحد. وتخصص قناة <فرانس 24> مساحة لنقل ما يحدث في لبنان ولكن الأهم يجب اعداد التقارير الصحفية وليس فقط من خلال الهواء المفتوح للناس على مدى ساعات.

ــ وهل بدأت بتغطية الحراك منذ اليوم الأول لانطلاقه؟

- منذ ان بدأ الحراك بدأت بتغطيته وكان واضحاً بأنه ليس حراكاً عادياً لأنه انطلق بسبب معاناة اللبنانيين خصوصاً انه جاء بعد حرائق الغابات التي الحقت ضرراً كبيراً بالثروة الحرجية بيومين، ولا ننسى قبل هذه الكارثة كانت هناك مشكلة البنزين والدولار وغيرها، وبالتالي عندما رأينا آلاف اللبنانيين يرفعون الصوت عالياً بدأنا بتحضير الاجراءات اللوجستية للقيام بتغطية شاملة من حيث البث المباشر واعداد التقارير الصحفية. لقد قمت باعداد تقارير عن المطالب المدنية التي ينادي بها الناس في هذه الثورة، وأيضاً عن مشاركة المرأة اللبنانية في الثورة، وأيضاً عن الفنون والمواهب التي رأيناها في الساحات ومنها الرسم الغرافيتي الذي جذب أنظار المشاهدين العرب والأجانب الذين أعجبوا بطريقة تعبير اللبنانيين عن المطالبة بحقوقهم الى ما هنالك. بالنسبة الي علي التأكد من المعلومة التي تصلني خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمشكلة أمنية او اعتقال لأن الحذر واجب.

ــ ومن خلال تغطية الحراك الشعبي ماذا لمست عند المتظاهرين؟

- هذه المرة شعرت بأن لدى المتظاهرين غضباً لأنه بالنسبة اليهم لم يعد الوضع مقبولاً على جميع الأصعدة، فهناك معاناة كبيرة وألم لهذا انتفضوا بهذا الشكل، وهم يؤمنون بأن مطالبهم ستتحقق لأنهم توحدوا جميعاً من أجل العيش بكرامة في بلدهم. الوجع كبير ولهذا انهم يستمرون بالمشاركة في هذا الحراك، وعلى الطبقة السياسية ان تستوعب ما يحدث وان تستمع للناس وان تسارع بتحقيق مطالبهم المحقة.

عدم تصوير جثث الضحايا خلال التغطية!

 

ــ هل هناك محاذير معينة تتقيدون بها في قناة <فرانس 24> خلال التغطية؟

- تحرص القناة على عدم تصوير جثث لأنها تلتزم خصوصية الناس اذ من غير المقبول تصوير الدماء والقتلى، اذ يجب احترام حرمة الموت واحترام مشاعر الناس وحزنهم على فقدان أحد افراد عائلتهم او اقاربهم وبالتالي لا تبث القناة اي مشاهد لضحايا وجثث، كما لا تقبل بالشتم على الهواء اذ تحرص دائماً على ضرورة التنبه لهذا الأمر لأن الهدف هو نقل الصورة وليس الشتائم.

ــ وماذا قدمت لك قناة <فرانس 24>؟

- لقد تعلمت في هذه القناة احترام الموضوعية اذ انها قناة تعتمد على الموضوعية وهذا أمر مهم جداً، كما انني اكتسبت الكثير عندما توجهــــــــــــــــــــت لجمهور ربما لا يعرف الكثير عن لبنان اذ يقتضي دوري ايضاً شرح بعض التفاصيل عن البلد خلال تغطية حدث ما، وطبعاً كل مراســــــــــــــــــل قبل ان يقوم بتغطية حدث ما في اي مدينة او مكان عليه ان يعرف جيداً عن تلك المدينة لكي ينقل الصورة بشكل أفضل وأوضح للمشاهدين أينما كانوا.