تفاصيل الخبر

المهندسة الزراعية ميرنا شاهين: حوّلــت جبــل النفــايات الى حديقــة غــنّاء فـي مرياطـــة!  

22/01/2016
المهندسة الزراعية ميرنا شاهين: حوّلــت جبــل النفــايات الى حديقــة غــنّاء فـي مرياطـــة!   

المهندسة الزراعية ميرنا شاهين: حوّلــت جبــل النفــايات الى حديقــة غــنّاء فـي مرياطـــة!  

بقلم وردية بطرس

المهندسة-الزراعية-ميرنا-شاهين1  

حب الارض دفع ميرنا شاهين لدراسة الهندسة الزراعية وتنسيق الحدائق لتجمع بين معرفة قيمة تلك الثروات من جهة، والعمل على الحفاظ على الجمال الطبيعي من خلال زيادة الثروة الحرجية من جهة أخرى. وبحكم عمل المهندسة الزراعية الأستاذة ميرنا شاهين كناشطة في لجان وجمعيات عدة في مجال البيئة، فلقد كافحت لاقامة حدائق عامة في مناطق عدة لما لها من تأثير ايجابي كبير على أكثر من صعيد. وتعمل الاستاذة ميرنا شاهين من خلال الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب على نشر الوعي حول مخاطر تدهور البيئة في العالم وخصوصاً في لبنان، وتلقي المحاضرات بالتعاون مع البلديات لحث الناس على التحرك ولتغيير العادات التي تلحق الأذى بالبيئة وبالتالي بالانسان. بالاضافة الى ذلك فهي تعد نشرات شاملة زراعية ــ بيئية لتعمم المعلومات عل كل الفئات. ومن منجزات المهندسة الزراعية الاستاذة ميرنا شاهين تحويل أرض مهملة ومليئة بالنفايات ومخلّفات المنازل الى حديقة غنّاء في منطقة مرياطة في قضاء زغرتا. وهي تعمل بالتعاون مع بلدية بيروت على مشروع بيئي مميز من شأنه أن يكون اداة تغيير في العاصمة التي تختنق نتيجة ازدياد عوامل التلوث فيها. ولعاصمة الشمال حصة من مشاريعها البيئية والانمائية، وقد أعددت في هذا الصدد دراسة بيئية متكاملة للكورنيش البحري يُؤمل ان تصبح نموذجاً يُحتذى في العديد من المناطق. وهي ترغب في اقرار قوانين تفرض اقامة حدائق عامة وتلزم البلديات بالتشجير، لما في ذلك من منافع جمة في المحافظة على البيئة. كما أنها تطمح الى اقامة مشروع <تاكسي في البحر> وهو عبارة عن إنشاء مواصلات بحرية لربط مدن الساحل ببعضها البعض، ولتخفيف عناء المسافات والتلوث. إضافة إلى التركيز على التنمية الريفية عبر اقامة مشاريع عدة لتوظيف المواطنين واقامة مستشفيات وجامعات في المناطق البعيدة من أجل إيجاد توازن ديموغرافي.

المهندسة الزراعية الاستاذة ميرنا شاهين متخصصة في هندسة وتنسيق الحدائق ومستشارة بيئية من مواليد الخرنوب في الضنيه. وهي ناشطة بيئية في جمعيات عدة نذكر منها: لجنة البيئة في نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، وعضو في لجنة رعاية البيئة في لبنان، ورئيسة رعاية البيئة في لبنان، الاردن والعراق في <جمعية أندية الليونز الدولية> لعامي 2012 ــ 2013. وهي مستشارة ومحاضرة في الشؤون الزراعية والبيئية لعامي 2011 ــ 2012 في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال. ولها اصدارات شهرية تُعنى بشؤون زراعية وبيئية. وصاحبة مكتب هندسي لتنسيق الحدائق في الشمال وبيروت. وقد انتُخبت من بين النساء الرائدات في لبنان من أصل 132 سيدة. وهي ناشطة في المجتمع المدني اللبناني وخصوصاً في طرابلس والشمال. ومنسقة ومؤسسة <UNDP> للشؤون الانمائية والتنموية في الشمال. ولقد شاركت في العديد من اللقاءات التلفزيونية والاذاعية والصحافية اللبنانية والعربية. ولها العديد من الدراسات والمشاريع البيئية بالتعاون مع البلديات في لبنان ولا سيما في محافظة الشمال، ومنها برسا الكورة حيث أُقيمت اول حديقة لشهداء الجيش اللبناني. وأيضاً قامت بانشاء اول حديقة للبالونيا في مرياطة في قضاء زغرتا. وأعدت مشروعاً لميناء طرابلس الذي يُعتبر من اول المشاريع البيئية لرصيف الميناء. وقامت بتوزيع الاشجار المتنوعة التي لها منافع عدة على الصعيد البيئي والزراعي لمعظم بلديات لبنان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال. كما قدّمت محاضرات بيئية وزراعية عدة.

 وبذلك استطاعت المهندسة ميرنا شاهين ان تحقق نجاحات متميزة على الصعيد البيئي والزراعي في الشمال وعلى مساحة الوطن.

والاستاذة ميرنا شاهين اول من أقام مشروع زراعة السطوح الخضراء، وكان أولها مشروع عيون السيمان <Mzaar 2000>. وتجدر الاشارة الى ان زراعة السطوح تُعتبر من التكنولوجيا التي توفر مجموعة كبيرة من الفوائد الملموسة وغير الملموسة للمجتمعات المهتمة بتحسين وتعزيز بيئة جيدة. وللسطوح الخضراء فوائد عديدة، فهي تعمل على تنظيم حرارة المبنى، فتقوم بتدفئته خلال الشتاء وتبريده خلال الصيف، كما تساهم في تقليل مياه الامطار المتسربة من السطوح، ذلك لانها تعمل كاسفنجة ماصة للمياه وفي الوقت نفسه تستفيد النباتات من هذه المياه. كما تقوم السطوح الخضراء بتخفيف نسبة التلوث إذ أنّها تعمل كـ<فيلتر> لتنقية الهواء. ومن فوائد السطوح الخضراء قيامها بدور مهم في تقليل الضوضاء والتي تُعتبر من أولى مشاكل العصر الحديث خصوصاً في المدن. كما إن للسطوح الخضراء فوائد اقتصادية عديدة، فهي تزيد من عمر المباني حيث تعمل كعازل حراري بحجبها أشعة الشمس عن أسطح المباني.

كما ان فن تنسيق الحدائق من الفنون الجميلة التي مارسها الانسان منذ فجر التاريخ، علماً أنّ قدماء المصريين هم أول من عرف هذا الفن وقد برزوا فيه. وان فن تنسيق الحدائق أصبح في الفترة الأخيرة ذا أهمية خاصة لما له من فوائد متعددة من الناحية الجمالية والثقافية والصحية، ولدوره في تحسين الحالة النفسية لكثير من الناس حيث أصبحت الحياة مليئة بالمتاعب والعقبات والعمل المتواصل، إذ إن التمتع بالمناظر الجميلة والاهتمام بالنباتات وتنسيقها تلعب دوراً رئيسياً في رفع الضغط العصبي. كما ان الخضرة تحمي البيئة من التلوث وتقلّل من نسبة الرطوبة في الجو وتنقيه، كما أنها تساعد في التخفيف من الضوضاء وفي تعديل الحرارة، إضافةً إلى انها تؤدي وظائف تخطيطية حيث تعمل على تحديد المدن والمناطق السكنية وعلى الفصل بين المرافق المختلفة، إلى جانب تجميل وتنسيق الميادين وكذلك مناطق الراحة والمصحات. وما الحدائق الا رباط متين بين الانسان وبين ما يحيط به من عالم يعيش فيه، فلقد شعر الانسان منذ بدء الخليقة بحاجته الشديدة الى وجود مكان تهدأ فيه نفسه ويستريح فيه ويتمتع بالنظر الى جماله ويخفف عنه عناء ومشقات الحياة... وهذا المكان هو الحديقة. ويُعتبر فن تنسيق الحدائق من الفنون الجميلة التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب في الحديقة، الى جانب الذوق الرفيع والخيال الواسع لربط هذه العناصر جبل-النفا2يات-التي-حولته-المهندسة-الزراعية-ميرنا-شاهين-الى-حدلتعطي الشكل النهائي المرغوب فيه للحديقة.

<الأفكار> أجرت مقابلة مع المهندسة الزراعية والناشطة الاستاذة ميرنا شاهين لنعرف أكثر عن اهتمامها بهذا المجال، وعن المشاريع البيئية التي حققتها وتسعى لتحقيقها، وعما اذا كانت تطمح للدخول الى المعترك السياسي، ونسألها:

ــ نود ان نتعرف اكثر على المهندسة الزراعية ميرنا شاهين؟ ولماذا اخترت هذا المجال؟ وماذا عن تخصصك في هندسة وتنسيق الحدائق؟

- ان اختياري لمجال الهندسة الزراعية هو نتيجة شغفي بالأرض التي نتعلم منها العطاء دون مقابل، كما أن اختياري للتخصص بتنسيق الحدائق في ايطاليا أتى من شغفي وعشقي للجمال والطبيعة، وإنّ دمجهما مع بعضهما البعض يُترجم حين أحوّل مساحة قاحلة الى لوحة فنية على الأرض. ان الله عز وجل أعطانا الطبيعة والمياه والأشجار والنبات، فأقل ما يكون ان نحافظ عليها وان نزيد منها، وهنا يأتي دوري كمهندسة زراعية ومتخصصة في هندسة الحدائق بزيادة المساحات الخضراء والمحافظة عليها وتجميل المنظر. لقد درست الهندسة في جامعة الروح القدس ــ الكسليك، وأكملت التخصص في ايطاليا بلد الجمال وحيث ثقافة الحضارة الخضراء والديكور، ومن بعدها سافرت الى بلدان عدة وعدت الى لبنان وأسست مكتب <Mira Verde> لتنسيق وهندسة الحدائق وللاستشارات الزراعية والبيئية. واستلمت منصب مستشارة في غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في الشمال حيث بدأت باصدار نشرات زراعية وبيئية متنوعة، كما قدّمت محاضرات بالتعاون مع البلديات على صعيد كل لبنان الشمالي هادفة الى الارشاد والوعي.

 

غاية هندسة وتنسيق الحدائق

ــ هل هناك اهتمام بقسم هندسة وتنسيق الحدائق في الجامعات في لبنان؟ وهل تحول هذا الاختصاص من مفهومه الضيق <جنينة حد البيت او ورا البيت> الى مفهوم اوسع اي الطبيعة والمجتمع والتخطيط المستدام؟

- ان الهدف من تنسيق الحدائق هو ليس فقط جمالي انما حاجة ضرورية لما له من منافع على النفسية والبيئة معاً. فالجلوس في أحضان الطبيعة يبعث شعوراً بالطمأنينة والراحة بعد نهار متعب من ضغوط الحياة التي يعيشها المواطن اللبناني، بالاضافة الى أهمية تنظيف الهواء، كما أنّ الطبيعة تُعتبر متنفساً للأطفال، وهو أمر يؤثر بشكل ايجابي جداً ويساعد في نمو جيل نشيط وحيوي وليس جيل <الالكترونيك>.

ــ كناشطة بيئية كيف تقيّمين أزمة النفايات في لبنان؟ وبرأيك كيف يمكن معالجتها؟

- بالنسبة لموضوع النفايات فالحلول عديدة وموجودة، وهي تتمثل في البدء بالفرز من المصدر اي من المنازل والمصانع والمدارس، وتقوم البلديات بوضع 3 مستوعبات بحسب نوع النفايات، ويتمّ إنشاء مصانع فرز وتدوير على صعيد كل المناطق اللبنانية... وهنا اسمحي لي بتوجيه كلمة عار لقرار يقضي بترحيل النفايات الى دول أخرى في وقت يجب تصدير صناعات ومزروعات وغيرها وليس النفايات!!!

ــ كنت رئيسة رعاية البيئة في لبنان، الاردن والعراق في <جمعية أندية الليونز الدولية> لعامي 2012 ــ 2013، فما هي الأعمال التي قمت بها خلال تلك الفترة؟ وكيف استفاد منها لبنان؟

- لقد قمت بتوزيع أنواع عدة ومتعددة من الأشجار على البلديات حسب المناطق للزيادة من المساحات الخضراء.

ــ كناشطة في المجتمع اللبناني خصوصاً في طرابلس والشمال، برأيك ما هي أبرز المشاكل التي يعاني منها الناس؟

- كناشطة في المجتمع المدني الشمالي نسعى دائماً الى ابراز الصورة الجميلة عن طرابلس التي هي فعلاً رمز للتعايش، لكنها توصف للأسف بعكس ذلك. لقد قمنا في مطلع الصيف الماضي بنشاط نهاري سياحي في جميع أسواق ومعالم طرابلس القديمة، ومررنا على الجوامع والكنائس في طرابلس، وإننا نسعى دائماً للتواصل لابراز أجمل ما فيها لانها تستحق كل اهتمام.

تحويل جبل نفايات إلى حديقة عامة

ــ قمت بالعديد من الدراسات والمشاريع البيئية بالتعاون مع البلديات في لبنان، فما هي أبرز تلك المشاريع؟

- لقد أنجزت مشاريع عدة بالتعاون مع البلديات حيث حولت مساحة 4000 متر كانت عبارة عن جبل من النفايات والأعشاب الضارة الى أول حديقة عامة تحمل اسم <Paulownia Garden>، كما أنني أقمت أول حديقة عامة تحمل اسم شهداء الجيش اللبناني في قضاء الكورة.

ــ هلا تحديثينا عن مشروعك لميناء طرابلس الذي يُعتبر اول المشاريع البيئية لرصيف الميناء؟

- بالنسبة لمشروع رصيف الميناء الذي أعددته فهو مشروع لتأهيل الرصيف وتحويله الى رصيف مشاة نموذجي وفق معايير ومقاييس عالمية وبيئية بامتياز، وهذا المشروع لم يبصر النور بعد.

 

حديقة-شهداء-الجيش-اللبناني-ا3لا للنيابة، ونعم لوزارة البيئة أو الزراعة!

ــ لقـــــد حققــــت الكثــــير كناشطـــــــة اجتماعيـــــــــة وفي مجال الهندســــة الزراعيـــــــــــة، هــــل تفكريــــــــن بالدخــــــول الى المـــــعـترك السيـــــــاسي او الـــــــترشــح للانـتـخـــــــــابات النيابيـــــــة؟

- بالنسبة للطموح السياسي بكل صراحة أقول: لمَ لا؟ أعتقد انه قد حان الوقت ان يأتي وزير ملم بالاختصاص الذي يمثله اي الشخص المناسب في المكان المناسب، اذ يكفي محسوبيات سياسية وطائفية، لماذا لا يُعطى الشباب والأجيال الصاعدة الفرصة لتحقيق ذلك؟ وبالنسبة لترشحي للنيابة فإنّه أمر غير وارد في الوقت الحالي، ولن أذكر الأسباب الآن.

ــ اذا تسلمــــــــت حقيبــــــة وزاريـــــــة كـــــــــوزارة الزراعـــــــة او البيئــــــة، فمــــــاذا ستفعـــــــلين؟ واي المشــــــاريع ستسعين لانجازها؟

- بالنسبة للوزارة فنعم أطمح اليها وأتمنى ان يتحقق ذلك. واذا عُينت وزيرة للبيئة، فمشاريعي متعددة وأتصور لا مجال لذكرها في هذه المقابلة، كما أنّ وزارة الزراعة تهمني أيضاً. ويكفي القول أنّنا نعيش في بلد حيث المياه تسيل في الطرقات سدى والشمس مشرقة على مدار 300 يوم في السنة، ورغم ذلك نحن ندفع فاتورة المياه والكهرباء مرتين!.

وتتابع:

- لقـــــد كــانت لي اطــــــلالات عـــــــدة مـــــن خــــــلال الاعــــــلام المحلـــــي والعـــــــربي المــــــــرئي والمسمـــــــوع للحــــــديث عـــــــن البيئـــــــة وسبــــــــل المحافظـــــــــة عليهـــــــــا وعـــــــن المشــــاريع التي يمكننا وضعها والحلول للمشاكل الموجودة. ويمكنني ان أذكر مشروعاً الآن من المشاريع التي اذا أصبحت وزيرة للبيئة أسعى الى تحقيقها، وهو مشروع الـ<Sea Taxi> اي التنقل عبر البحر من طرابلس الى بيروت للتخفيف من تلوث الهواء الناتج عن كثافة السيارات، وللتخفيف من اختناق المواطن اللبناني جراء زحمة السير.

ــ هل من خطط او مشاريع مستقبلية؟

- المشاريع متعددة، ولكنني الآن بصدد التحضير لتأسيس جمعية تهدف إلى المحافظة على البيئة وزيادة المساحات الخضراء في وطن الارز... ان طموح الانسان في تحقيق ذاته لا يقف عند حدود سواء كان رجلاً او امرأة، وعندما يؤمن الانسان بطاقته، وبالمثابرة والعلم والثقافة، فمن المؤكد برأيي الخاص، انه يستطيع تحقيق هدفه والوصول الى مبتغاه.