تفاصيل الخبر

المحامي الدولي الدكتور شبلي الملاط بكل شفافية: الحراك الشعبي هو انتفاضة عفوية نتيجة تراكم الأخطاء ولا يرتبط بمخطط خارجي!

01/11/2019
المحامي الدولي الدكتور شبلي الملاط بكل شفافية: الحراك الشعبي هو انتفاضة عفوية نتيجة  تراكم الأخطاء ولا يرتبط بمخطط خارجي!

المحامي الدولي الدكتور شبلي الملاط بكل شفافية: الحراك الشعبي هو انتفاضة عفوية نتيجة تراكم الأخطاء ولا يرتبط بمخطط خارجي!

 

بقلم حسين حمية

أثيرت ضجة حول المحامي الدولي الدكتور شبلي الملاط المؤيد للحراك الشعبي ووجهت إليه اتهامات حول جنوحه نحو التطبيع مع اسرائيل من خلال رده على وسائل التواصل على وزيرة خارجية العدو السابقة <تسيبي ليفني>، ليتبين ان هذا الرد حصل منذ سنة تقريباً عندما قالت <ليفني> لرئيس وزراء العدو <بنيامين نتانياهو> خلال قضية أنفاق حزب الله انها لا تريد حرباً مع لبنان وان موضوع الأنفاق أثاره <نتانياهو> للتغطية على مشاكله، فكان رد الملاط بأن لبنان أيضاً لا يريد الحرب شاكراً <ليفني> ورئيس القائمة العربية أيمن عودة على موقفهما من رفض الحرب.

<الأفكار> التقت الدكتور الملاط داخل مكتبه قرب المتحف وحاورته حول كل ما يجري وإن رفض الحديث عن التغريدة بخصوص الأنفاق لأنها حصلت منذ سنة واستحضرها البعض اليوم لاستهدافه بسبب تأييده للحراك، لكن الحوار تطرق الى كل شؤون الوضع الداخلي السياسي والمالي وما إذا كان هناك دور للخارج في الحراك بدءاً من السؤال:

ــ كيف قرأت ما حدث من احتجاجات خلال الأيام الماضية وهل هي انتفاضة عفوية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية أم ان هناك مخططاً لإدخال لبنان في الفوضى كما الحال في بلدان أخرى؟

- لدي شغف في مسيرة الثورات لاسيما الثورة الفرنسية منذ كنت شاباً وهي أعظم الثورات في العصر الحديث. وسبق ان ورد حديث مشابه عن مؤامرة وراءها ربطوها بالماسونية وحملوها مسؤولية قيام الثورة، ولكن التأريخ الدقيق لا يمكنه أن يربط الثورة الفرنسية بمخطط لأن الثورة لها طابعها الفجائي والعام الواسع ومسارها الخاص بها. وعندنا نزعة بأن نفكر بأن الأمور الكبيرة التي تحدث هي نتيجة تخطيط ما، وهناك من خطط لها، مثلاً على ان مؤتمر يالطا الذي قسم العالم الى معسكرين كان مخططاً له بإتفاق واضح وصريح بين <ونستون تشرشل> و<جوزيف ستالين> و<فرانكلين روزفلت> ولكن الثورة شيء آخر عفوي وتلقائي وجارف. ومن الممكن أن يتم توجيهها فيما بعد، والثورة في لبنان اليوم هي حديث الساعة لدى أميركا وإيران والسعودية وغيرها لأن كل طرف ينتظر كيف ستتجه هذه الثورة سواء معه أو ضده، لكن لا يعني ذلك مؤامرة او خطة. نعم في كل ثورة كبرى ترقب عالمي، لأن الثورة بطبيعتها عظيمة لجهة أعداد الناس الحاملين رايتها، لكن لا ينزل المواطن الى الشارع إذا لم يكن مقهوراً لدرجة كبيرة حتى لو حلل له ذلك الروح القدس.

عقل مدبر للحراك

ــ وهل ينزل الآلاف من دون عقل مدبر وبعفوية في نظام طائفي مثل لبنان تحكمه مجموعة من الطوائف ورغم ذلك نزل الناس؟

- هذه إشارة اضافية بأن قهر الناس هو من جعلهم ينزلون وان الأمر لم يكن مخططاً له، فالشخص الجالس في غرفته في طرابلس لم يتلق أمراً من أحد لينزل الى الشارع، وإذا كان هناك تخطيط فهذا معناه وجود سلسلة أوامر، غير موجودة. لا يمكن القول إن نزول هذا الشخص الى الشارع نتيجة أمر من البيت الأبيض أو من قاسم سليماني أو أي شخص في لبنان. فالأمور تراكمت منذ زمن بدءاً من انزعاج الناس من الجنوح نحو إيران وإدخال البلد في منطقة  نفوذها، خاصة بعدما حصل منذ ثلاثة أشهر حول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل واتخاذهما الموقف المؤيد لإيران أو حتى الجنوح الاقرب الى حاكم سوريا، فهذا الأمر استفز عدداً كبيراً من الناس، ناهيك عن حديث جبران باسيل الفظ والمتهور دائماً، وقسم آخر يتعلق بالحرائق التي خلقت جواً جعل الناس تختنق إضافة الى أشياء أخرى لاسيما الانهيار المالي الذي كان واضحاً للناس في أن الليرة التي يعتمدون عليها في معاشاتهم وتعويضاتهم مهددة بفقدان نصف قيمتها في غضون أيام.

 

الليرة واحتمال الانهيار!

ــ على سيرة الانهيار المالي فحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حذر من الانهيار إذا لم يتم الوصول الى حل سياسي عاجل. فكيف قرأت ذلك؟

- رياض سلامة كان يجب عليه أن يفاتح اللبنانيين بالحقيقة قبل ذلك بكثير، وأنا منذ شهر أحسست ضميرياً بضرورة <بوست> تحدثت على <الفايسبوك> في غياب حديث مسؤول من الحكومة ورطانة احاديث الحاكم ان الليرة بألف خير، ناصحاً الناس بإستدراك الانهيار المالي المحتم، مقترحاً أن يودعوا أموالهم بالدولار الأميركي بدل الليرة لأنها الحلقة الضعيفة وبخاصة أن الفوائد على الليرة وصلت الى أكثرمن 15 بالمئة.

ــ كيف تقيم أداءه المالي؟

- لا أعرفه جيداً بل تناولت العشاء معه مرة في واشنطن منذ 15 سنة مع أصدقاء مشتركين، وهو اكيد رجل مميز في بعض ادائه السابق مثلاً في تجنب لبنان الانهيار العالمي في 2008، لكن لا يمنع انني اضطررت الى انتقاده علنياً لسببين: الأول بقاؤه في السلطة بهذا الشكل، فهذه قمة الفساد أن يبقى في الحاكمية منذ العام 1992. لا يجوز البقاء في أي حكم منصب في نظام الديموقراطيات أكثر من عشر سنوات، فليذهب المسؤول العام ويأتي غيره، وهذا الموقف السليم حتى اذا ابدع.

ــ يقال هنا ان تثبيت سعر صرف الليرة مرتبط بشخصه والفضل يعود له. بماذا ترد هنا؟

- الانتقاد العلني الثاني حول الهندسة المالية السنة الفائتة، والتي تزيد الدين على لبنان 5 مليارات دولار ولا أحد يسأل، إضافة الى سبب ثالث وهو ان مصرف لبنان مؤسسة عامة كما هي رئاسة الجمهورية ولا بد من تسليمها يوماً ما، وإذا قيل انه لا يوجد من يؤتمن على الحاكمية من بين 5 ملايين لبناني وان الليرة مربوطة بشخصه فهذا فشل ذريع،لأنه اخفق في تشجيع البديل عنه لكن للأسف الكل يفكر هكذا <انا او لا احد>.

ــ على سيرة الكل هل من العدل رفع شعار <كلن يعني كلن>؟

- أنا مع هذا الشعار وعلى كل الطاقم السياسي الذهاب الى البيت لكي يريح البلد منه، فكل من حصل على منصب منذ العام 1990 حتى اليوم لا بد أن يرتاح ويريح العباد منه سواء كان نائباً أو وزيراً أو مديراً أو رئيساً للجمهورية اوالمجلس اوالحكومة.

ــ والبديل في الحراك موجود؟

- لا بد من أن يأخذ التحرك مداه ليسمح بصعود قياديين وقياديات جدد، ومن المستحيل أن يحصل ذلك بطرفة عين.

ــ وما المطلوب اليوم طالما نفذ المطلب الأول للحراك وهو استقالة الحكومة؟

- يبقى الناس في الساحات حتى تنشأ حكومة مستقلين تشبههم، وبعدها يعود <كلن> يعني كل من تبوأ سلطة رسمية منذ العام 1990 الى بيته تباعاً. والمطلوب اليوم تشكيل حكومة تكنوقراط رغم انني لا أحب هذه الكلمة لأنها مسخفة، أي حكومة تضم أشخاصاً لا يدل عليهم بالاصبع، أكفاء وأهل اختصاص مع التمني أن يكون نصف الحكومة من النساء والنصف الآخر من الشباب كي يتمثل الشارع وطموحات هذه الثورة.

ــ من يشكلها؟

- للحديث تتمة فيما بعد، لكن عنصر الوقت اساسي. الحكومة الحالية تصرف اعمال.

ــ والأولوية التي يجب العمل عليها أو البرنامج الانقاذي؟

- الخوف على سعر الليرة عندما تفتح المصارف وما إذا كان الدولار سيرتفع بشكل جنوني وآنذاك ماذا يفعل الناس؟ فالموضوع الاقتصادي أولوية كي لا تنهار الليرة. وفي تقديري ان برنامج <سيدر> غير كاف وسبق أن تحدثت يوم الخميس الماضي مع السفير الفرنسي <برونو فوشيه>. وبالمناسبة لا أرى عيباً في الاجتماع مع أي سفير، وسبق أن التقيت السفير الإيراني يوم محاكمة رئيس وزراء اسرائيل الراحل <آرييل شارون> لمسؤوليته في مجزرة صبرا وشاتيلا بوصفي احد محامي ضحايا المجزرة، وعرض المساعدة لكنني أصررت على عدم تقديم اي اموال لعدم اضعاف الدعوى سياسياً، حتى ان الرئيس رفيق الحريري رحمه الله سألني بماذا يستطيع مساعدتي فطلبت أن يبقى السياسيون خارج إطار المحاكمة لعدم تسييس الموضوع لأن الهدف الحكم على اجرام <شارون> لأنه مطلب انساني فوق السياسة بأشواط.

ــ ماذا قال السفير <فوشيه>؟

- من الحديث كان فتح سيرة <سيدر> ووافقته ان نتائج المؤتمر يلزمها مدة سنتين وثلاث سنوات حتى تعطي النتائج المرجوة، واقتراحي كان ان الأولوية هي لمواجهة احتمال انهيار الليرة، وان المطلوب إعادة تشكيل <سيدر> بما يسمح بضخ الأموال الان كي لا تنهار الليرة لأن الموظف إذا فتحت البنوك وتدهور سعر الليرة سيخسر 80 بالمئة من معاشه، وبالتالي فهذا الأمر مرهون استدراكه بالثقة بالحكومة المقبلة على أن الثقة مشروطة بنظافة الكف والعلم (التكنوقراط اذا شئتم ) وفيها اهل علم واختصاص وأخلاق وشباب وطرف نسائي متقدم، على أن تبقى الحكومة الحالية في إطار تصريف الأعمال، ومن ثم تجري انتخابات جديدة وهذا أمر يلزمه وقت.

ــ وعلى أساس أي قانون؟

- الحكومة الجديدة هي من تحدد القانون على ضوء مطالب الناس باللاطائفية.

ــ سبق للرئيس نبيه بري أن اقترح جعل لبنان دائرة واحدة مع النسبية ودرسته اللجان المشتركة لكن الخيط الطائفي عاد للظهور مجدداً حتى ان التيار الحر والقوات تضامنا في اللجان ضد هذا الاقتراح. فما البديل؟

- لدينا اليوم مشكلة وهي عدم الثقة بالقيمين على السلطة، فلا يستطيع الرئيسان عون والحريري القيام بالاصلاح ولا يستطيع مجلس النواب والرئيس بري أيضاً القيام بذلك أيضاً لأن الثقة معدومة بهم.

رحيل الكل والرئيس!

ــ وهل من الجائز أن يطرح شعار رحيل رأس السلطة أي رئيس الجمهورية؟

- لن ينجح التغيير إذا لم يرحل رئيس الجمهورية، إما ان تكون ثورة لتغيير النظام وإما لا تعتبر ثورة، فطموح الثورة مشروع ونحن نقف مع الثورة ولا نريد تعداد سلسلة الأخطاء التي ارتكبها رئيس الجمهورية، وهي معروفة، كما تعداد سلسلة أخطاء الرئيس الحريري رغم انه عاطفياً أقرب الناس إلى معزتي من رئيس الجمهورية بكثير.

ــ ما أخطاء الرئيس الحريري طالما انه استقال ورفض استعمال القوة ضد المتظاهرين وما شابه؟

- هذا جيد، لكن الرئيس الحريري لا يستطيع أن يكون قائداً للاصلاح لأنه سبب في الانهيار.

ــ وكيف قرأت خطاب الرئيس عون؟

- نعود الى الموضوع ذاته.. فأين الثقة به؟

ــ لماذا لا يشكل الحراك قيادة؟

- لا يوجد قائد ولا يوجد عقل مدبر، فلا بد أن تعطى الفرصة للثورة لتخلق مؤسسات، والوقت عنصر اساسي، فلو افترضنا ان المتظاهرين جلسوا مع بعض وقالوا انهم يريدون اختيار عشرة أشخاص للوزارة، فهذا من المستحيل بإسبوع او إثنين او عشرة والأمر يلزمه وقت.

ــ وما سر دخول الجامعتين الأميركية واليسوعية على الخط وتأييد التظاهر حتى ان الدكتور فضلو خوري خطب في المتظاهرين ودعاهم للمزيد؟

- الدكتوران فضلو خوري وسليم دكاش يدعمان الشباب والتغيير وهذا أمر بديهي وجيد.

ــ وكيف قرأت تصريح رئيس وزراء العدو <بنيامين نتانياهو> ومراهنته على الحراك في لبنان والعراق وقوله ان هناك هزة أرضية تضرب المقاومة؟

- الثورة سيكون لها موقف مغاير للوضع في المنطقة كلها، وإذا كنا نتحدث عن موضوع فلسطين فأنا أقول منذ سنوات ان اسرائيل ليست دولة ديموقراطية لأن 20 بالمئة على الاقل من مواطنيها لا يتمثلون في السلطة التنفيذية، فيما ستة ملايين فلسطيني اخرين محكومون بحكومة اسرائيلية عنصرية تمثيلهم فيها تحت الصفر. وأهم خبر في تاريخ فلسطين القريب أن أيمن عودة رئيس الكتلة العربية وهي الثالثة في الكنيست الاسرائيلي ورجل بحجم <مارتن لوثركينغ> في حديثه اللاعنفي يقول للفائز في الانتخابات <بيني غانتس> عن رئيس الوزراء <بنيامين نتانياهو> نحن من أنزلناه من رئاسة الحكومة أي التصويت العربي أسقط <نتانياهو>، وأنا أقول لأيمن عودة <أنا معك>، ولـ<غانتس> أقول <ان دولتك لن تكون ديموقراطية إذا لم تضم 4 أو 5 وزراء عرب في وزارات جدية في الحكومة المقبلة على الاقل. نحن بحاجة الى تغيير جذري للنظام في اسرائيل.

ــ وماذا تقول للجمهور العربي المثقف الذي يدعو مداورة للتطبيع مع العدو؟

- أنا ضد التطبيع، ولكن محاججة الاطراف الاسرائيلية او الثناء على موقف مغاير اذا كان جيداً لا يعتبر تطبيعاً. ماذا اقول لـ«غانتس> اذا امتثل لمطالب ايمن عودة؟ شكراً ونريد المزيد؟