تفاصيل الخبر

المغني والممثل فادي اندراوس: سأطلق قريبـاً أغنـيـة و”كلـيــب“ وخطــاً خاصـــاً فــي الأزيــــاء تحــت عـنـــوان ”مـحــــارب“ انـطـلاقـــــاً مـــن تـجـربـتـــي...!

17/01/2019
المغني والممثل فادي اندراوس: سأطلق قريبـاً أغنـيـة و”كلـيــب“ وخطــاً خاصـــاً فــي الأزيــــاء  تحــت عـنـــوان ”مـحــــارب“ انـطـلاقـــــاً مـــن تـجـربـتـــي...!

المغني والممثل فادي اندراوس: سأطلق قريبـاً أغنـيـة و”كلـيــب“ وخطــاً خاصـــاً فــي الأزيــــاء تحــت عـنـــوان ”مـحــــارب“ انـطـلاقـــــاً مـــن تـجـربـتـــي...!

بقلم عبير انطون

لم يمر يوما مرور الكرام على الشاشة او في اذهان من تابع الشاب الواسع العينين، البهي الطلعة والشجي الصوت في برنامج <ستار اكاديمي>... اختفاؤه، بما للكلمة من معنى، اثار التساؤلات من حوله، أما عودته فكانت في <كليب> مؤثر جدا يروي فيه تجربة صحية صعبة خضع لها واودى اليها قرار خاطئ، وصولا الى عملية <قلب مفتوح>! عملية علقته ما بين الموت والحياة، على خط دقيق فاصل، فيه فادي ما قبل وفادي ما بعد التجربة المرة...

هو اليوم بأحسن حال، مع جرعات فلسفية غير مصطنعة مده بها الاختبار المؤلم. ينشط على اكثر من جبهة فنية وكأنه يريد تعويض ما فات، وشرب كأس الحياة حتى آخره ولكن جرعة جرعة، لحظة بلحظة...

فماذا يقول فادي اندراوس في هذا اللقاء الخاص لـ<الافكار> معه؟ بماذا باح وماذا اخبر؟ هل هو مستعد لحمل السلاح؟ للغناء لقائد او لزعيم؟ ما جديده واية مفاجاة يخبئ؟

 في الحوار الممتع معه سألناه أولاً:

ــ لما أعلمك طبيبك بالعملية، ما هي اول فكرة خطرت ببالك وصورة اي شخص حضرت في ذهنك؟

- أول ما عرفت شعرت بالحزن أكيد، ولم تمر بخاطري صورة اي شخص. كنت حيذاك بحاجة الى صفاء ذهني كامل.

ــ كيف عشت المرحلة؟ هل كنت شجاعا فيها أم عرفت لحظات ضعف وجبن، وهل تخطيتها لأنك كنت واقعياً ام مستسلماً ام مؤمناً؟

- عشت المرحلة وكأن ليس بانتظاري اية عملية قلب. استمررت بالرياضة التي كنت معتادا على القيام بها، من ارتياد النادي الرياضي الى ممارسة كرة السلة والتزلج وكرة المضرب، الا انني كنت اراقب نبضات قلبي حتى لا تتجاوز المئة، ذلك أن الشريان الابهر تضخم وكان من المفروض ألا ترتفع دقات قلبي الى ما فوق هذا المعدل. تخطيت الأزمة لأنني واقعي بالتأكيد، ولكن بدرجة أولى لأنني مؤمن.

ــ هل كان للفن او للموسيقى مكان في خلال تلك الفترة فشكّل نوعا من العلاج ايضا، وما الذي كنت تعزفه او تغنيه؟

- كان للفنون المختلفة مكان، وللموسيقى الحيّز الاكبر. وأنا في عز المرحلة الصعبة كنت اتخيل مشاهد <الفيديو> الذي اتخذت القرار بتصويره لاحقا بعد خضوعي للعملية لتحذير الشباب من مخاطر تناول <بروتينات بناء العضلات> عشوائيا. استمررت مؤمنا بقدرتي على التغلب على الموت ورحت اتصوّر مشاهد <الفيديو> في رأسي. حتى الطريق التي صورته عليها هي عينها التي كنت امارس فيها الرياضة قبل العملية. بالتأكيد كان للموسيقى مطرحها، تُغير لي مزاجي، تنقله من مكان

الى آخر، تسمو به الى عالم أعيش فيه قصصا حلوة اريدها ان تتحقق في حياتي.

ــ مع القلب المفتوح هل خرج منه كثيرون؟ وبالمقابل هل دخله جدد؟ وهل هو مشغول حالياً؟

- لا لم يخرج منه كثيرون ولا دخله جدد، لأنني فضّلت ان اجتاز المرحلة لوحدي، ذلك لانني لا اهوى مشاركة احزاني مع الناس بعكس مشاركة الافراح والامور الحلوة، كما انني ارفض نظرة <الشفقة> من عيون الناس، او نظرة انني <مريض> او <حرام عندي عملية>. اتقبل فكرة انني انسان ضعيف او مريض، لذلك كنت بعالمي الخاص.

 ــ النضج الانساني وبخاصة الذي يولّده الألم ينعكس في اداء الفنان والممثل. هل كان ذلك مساهما في ادائك الممتع في مسلسل <حبيبي اللدود>؟

- النضج الانساني والفكري الذي يولده الالم ينعكس في كل شيء لأن كل ما في الحياة تناقضات لا نفهم الجانب الاول منها إن لم نعش الجانب الآخر. لن اعرف قيمة المعطف الا عندما أعرف الشعور بالبرد. هذا الامر ساعدني في تركيب شخصية <مجدي> والحزن الذي أحسسته في اعماقي ساعد في بناء هذه الشخصية المعقدة. فالانسان منا، مهما بلغ من قوّة، لا بد وان يعرف يوما شعور الحزن والخوف والزعل... لا بأس في الزعل، لكن يجب التعامل معه بحكمة. قد يقوم من يعيشه بسجن نفسه في غرفة، فينزوي فيها، ولا ضير في ذلك حتى يخرج منها كل ما يقلقه ويؤجج الثورة والتمرد في داخله، لكن حذار ان يفرش الانسان هذه الغرفة وينزوي فيها فلا يخرج منها أبدا وتبدأ الدوامة. لا ضير ان يستكين فيها لفترة شرط ان يقوم من جديد يحزم امتعته ويخرج منها الى النور، الى الحياة والامل.

ــ طبعا هناك فادي ما قبل وفادي ما بعد العملية. ما أبرز ما تغير فيك نفسيا او حتى في عاداتك اليومية؟

- بتّ اعطي قيمة أكبر لعيش اللحظة، اللحظة بذاتها، والتمتع بشكل اكبر بما هو بسيط جدا، لتفاصيل اساسية او ثانوية لا يعرف أحدنا قيمتها لانه حاصل عليها وعندما يخسرها يدرك ذلك. صرت اعطي قيمة اكثر للوقت، للافكار. لهو عظيم فعلا الى اي مدى يمكن لأفكارك أن ترسم لك حياتك، وأدعو كل انسان منا ان يكون هو المخرج لشريط حياته، فيختار اللقطات الحلوة التي يتصورها والتي يريد ان تكون موجودة في مشواره، ويبعد عنه امورا تافهة تنغّص عيشه لانه بكل بساطة لا طعم لها، ولا يريد لها أصلا ان تكون.

ــ شاركت الشباب تجربتك عبر <فيديو> تحذرهم فيه من مخاطر هذه الحبوب والعقاقير على الصحة. هل تعتقد انه أتى بثمار ايجابية لهم، وهل تواصل احدهم معك يطلب توجيهات معينة؟

- وصلني كم كبير من الرسائل، خاصة من أشخاص واجهوا المشكلة عينها وفقدوا الامل بالحياة، او من آخرين لديهم مشاكل من نوع آخر. وفرحت بهذه الرسائل <فرحا عظيما> لأنني شعرت بأهمية ما شاركته. بالنهاية عند كل واحد منا حرب يخوضها. شعرت بسعادة بالغة من خلال مدّهم بدفعة معنوية ليكملوا السير في طريق حياتهم حتى انني شعرت بأنني ربما مررت بالتجربة حتى أساعد غيري في مرحلة صعبة من حياته. أشعر برضى داخلي لأنني أثرت بطريقة ايجابية ولو بحياة شخص واحد فقط من هؤلاء.

ــ لماذا لم تعلن عن حالتك وأسباب غيابك، وقد اعتقدت الناس انك تركت الفن وكنت تعتبره حياتك فاستغربت ما حصل؟

- لانني كما سبق وذكرت لا اتقبل فكرة الضعف او الفشل. لم ارد ان اسمع كلمة <حرام> فادي عنده عملية قلب إلخ... اترك حزني لي وحدي. أشخــــاص معــــدودون عرفـــــوا بموضـــــوع العمليـــــة وأشكرهم على الحب الذي احاطوني بـــه والدعــــم الـــذي لقيته منهم. اعلنت في الوقت المناسب بعدما انتهيت من تصوير <الفيديــــو> الــــذي كنت طــــوال الفــــترة الصعبــــة أرسمه في مخيلتي، وذلك بعدما حاربت الموت ونجحت.

ــ وقد الهمتك صفة <المحارب> من أجل الحياة مشروعا جديدا. ماذا عنه؟

- أعمل على اطلاق <فاشن لاين> وهي مجموعة تصاميم جميلة خاصة بي تحت عنوان: <محارب او فايتر> انطلاقا من تجربتي الصعبة وسيتم الاطلاق مع اصدار <الفيديو الكليب> الجديد لأغنيتي المقبلة.

 

 احمل السلاح... اذا؟!

ــ انت الآن بأيد امينة مع <Music Is My Life>. ما هي الاستراتيجية التي ستتبع مع فريق عملك؟

 - بالاتفاق مع الفريق وادارته، سنعاود التركيز على اسمي كمغنٍ وهو هدفي الاول، وهو الموقع الذي انطلقت منه واحبته الناس وعرفتني به منذ برنامج <ستار اكاديمي>، مع معاودة للنشاط الفني من حفلات ومهرجانات، ويجري العمل حاليا على التحضير لمجموعة أغنيات جديدة والتفتيش عن الجميل منها في اروقة الشعراء والملحنين والموزعين، كما أخضع بشكل منتظم لدروس في تاريخ الموسيقى ولتدريبات مكثفة في الصوت والالقاء و<الفوكاليز> والتجويد. الى هذا الجانب، اعمل على جانب فادي الممثل نظراً للأدوار العديدة المعروضة علي، وانا سعيد بقراءة تعليقات المستمعين والنقاد والمحترفين والإشادة بموهبتي كممثل وايصال الشخصيات التي العبها بحرفية عالية.

ــ في إحصاءات ثقافية للعام 2018 تبين ان العديد من المسلسلات والافلام والمعارض الفنية اللبنانية عادت لأيام الحرب ومواضيعها. هل تعتقد بأنّ خطرها ما زال جاثما في لبنان اليوم؟

- ليست المسلسلات والافلام التي تخص الحرب مناطة فقط بلبنان والوطن العربي اليوم. هناك افلام اوروبية واميركية تتناولها ايضا، كما تتناول بشكل كبير قصص المافيا وتجار المخدرات واكثر من مسلسل اليوم يتمحور حول هذا الموضوع، وكل ذلك مستمد من البيئة التي تنبثق عنها الدراما او السينما، وما يعرفه هذا المجتمع ويعاني منه. وفي لبنان لطالما شكلت الاحزاب والصراعات السياسية والحرب محورا اساسيا في تاريخ هذا البلد، ونتائجها كما شبحها لا تزال موجودة فلا بد من ان نجسد ونمثل ما عشناه ونعيشه. لن يصور في لبنان فيلم عن <الكاوبوي> مثلا. الحرب والاحزاب تيمة موجودة بامتياز. أما بالنسبة لخطر الحرب فإنه لم يزل، والدليل الأكبر هو ما نسمعه ونشاهده في نشرات الأخبار.

ــ في اي ظرف يمكن لفادي ان يحمل السلاح ويقاتل؟

- أحمل السلاح في حال كان القتال الذي اشارك به مفيدا للبلد وليس لزعيم فيها. قتال يدافع عن وجود الوطن ويفيد أهله، كل اهله وليس فئة منهم، واتصور ان هذا الامر مستحيل لأننا <نتخانق> ونقتل بعضنا البعض ولا زلنا كذلك، وما زلنا مستمرين للأسف. صانعو السلام يجب ان يكونوا اكثر عددا في هذا العالم وليس صناع الحروب والمشاركين فيها.

ــ هل انت مستعد للغناء لزعيم او لقائد ما وبأية شروط؟

- لست أعرف. إذا عرض عليّ الامر حينذاك سأفكر لمن اغنّي ولماذا أغني.

ــ تلعب اليوم دورا في فيلم <شرعوا الحشيشة>، هل انت مع تشريعها حتى ولو لأغراض طبية؟

- هي أصلا مشرّعة لاغراض طبية. الصيدليات تسمى <دراغ ستور> لأن المواد الطبية والمخدرة تستخدم للعلاجات والادوية. بلدان كثيرة متحضرة شرّعتها وهناك دراسات عدة تشير الى ان نبتة الـ<كانيباس> (القنب الهندي) هي من ابرز النباتات التي تحارب مرض السرطان لأنها تقتل السكر في خلايا الجسم، لكن لها بكل تأكيد جوانب سيئة، وهذا الامر يجب ان يكون مدار دروس وابحاث جدية لاتخاذ قرار مماثل.

 ــ بالعودة الى الاغنية التي تناولت البروتينات وأزمتك الصحية الخطيرة، ماذا حل بها، هل سيتم اصدارها وهل تشعر بانها ليست خيرا عليك؟

- الاغنية بعنوان <طلعي مني> وبالعكس، تماما لا أشعر الا انها فأل خير علي، وانا اليوم بأتم الصحة. <ما خص الاغنية>... القرارات التي يأخذها الواحد منا هي التي تغير قدره احيانا، وعندما يستوعب الانسان ان الاخطاء التي يرتكبها في حياته تنبع منه وليس من وضع او سبب غيره، حينها يفهم الأمور بعمقها ويغيّرها صوب الأفضل. الاغنية رائعة، احبها جدا، وانا من اتخذ القرار الخطأ بتناول البروتينات واتحمل نتيجة القرار الذي اخترته ودفعت ثمنه.

ــ ونعرف انك تحضر لأغنية أخرى ايضا؟

- نعم، هي أغنية <عم نلتقي> من ألحان رواد رعد وكلمات نعمان الترس وتوزيع طوني أبي خليل، واتوقع لها صدىً طيبا واتمنى ان تنال اعجاب جمهوري الذي اشتقت اليه كثيراً.

ــ في مطلع العام، من تختار شخصية العام 2018 أكان لبنانيا او عالميا؟

- أختار قداسة البابا فرنسيس لأنني أستوحي جدا من <الكوتس> والافكار التي يكتبها عبر <تويتر> وهو شخصية مؤثرة جدا وفاعلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ينشر فكرة التسامح ويحرّض ايجابيا على تطبيق المبادئ الجامعة لكل الشعوب وليس فقط للمسيحيين، انطلاقا من الحقوق البسيطة للانسان والمحبة والرجاء والتلاقي. سبق وقلت بأن العالم بحاجة الى صناع سلام والبابا فرنسيس في طليعتهم.

<ديرتي جوبس>...!

ــ نختم دراميا الآن: ماذا عن المسلسلات القريبة التي ستعرض وماذا عن ادوارك فيها؟

- انتهينا مؤخرا من تصوير مسلسل <اختراق> من انتاج التلفزيون السعودي، كتابة نور الحجة، فكرة طلال السدر، وانتاج <الشركة الاعلامية الاولى>. المسلسل رائع بطولة طلال السدر، عبد المحسن النمر، ديما بياعة، ويوسف حداد، وألعب فيه دور <خافيير> الذي ينفذ ما يسمى بـ<الاعمال الوسخة>، وقد استمتعت بالعمل جدا تحت ادارة المخرج المبدع محمد لطفي. أما مسلسل <الحب الاسود> فهو من انتاج <غولدن لاين>، كتابة ناديا الأحمر، وبطولة الممثل الكبير سلوم حداد فضلا عن طوني عيسى، آن ماري سلامة، وروزي الخولي التي تلعب دور أمي، وألعب فيه شخصية <ورد> الابن المدلل لزعيم مافيوي، يعشق والده ويحاول ان يقلده في كل شيء بانتظار ان يحل يوم يستلم فيه الامبراطورية التي بناها، الا ان <الرياح لا تجري كما تشتهي السفن>... احداث المسلسل مشوّقة واتكلم فيه ما بين اللهجتين اللبنانية والسورية ذلك ان <ورد> أمه لبنانية ووالده سوري، اما الاخراج فللمبدع علي محيي الدين علي.

ــ ختاماً، اذكر لنا أمنيتين تود لو تتحققان في العام 2019...

- الصحة والنجاح... وهل يوجد أغلى منهما؟!