تفاصيل الخبر

المفاوضات مستمرة مع موسكو لتزويد الجيش بعتاد روسي من ضمنه صواريخ ”كورنيت“ ودبابات ومدافع وهليكوبتر!

22/07/2016
المفاوضات مستمرة مع موسكو لتزويد الجيش بعتاد روسي  من ضمنه صواريخ ”كورنيت“ ودبابات ومدافع وهليكوبتر!

المفاوضات مستمرة مع موسكو لتزويد الجيش بعتاد روسي من ضمنه صواريخ ”كورنيت“ ودبابات ومدافع وهليكوبتر!

سمير-مقبللم تشأ المصادر العسكرية المطلعة التعليق على ما أعلنه السفير اللبناني لدى روسيا شوقي بو نصّار عن مفاوضات تجري مع موسكو لإنجاز صفقة أسلحة روسية للجيش اللبناني من ضمنها طلب منظومات <كورنيت> الصاروخية ودبابات من طراز <ت - 72> ومدافع وذخيرة مناسبة لها، مكتفية بإبلاغ <الأفكار> أن مثل هذه المسائل تبقى في إطار البحث والتفاوض بعيداً عن الإعلام الى أن يتم الاتفاق عليها نهائياً وتسلك الطرق القانونية المعتمدة. وفيما <استغربت> المصادر توقيت التصريحات التي أدلى بها السفير بو نصار الى وكالة <نوفوستي> الروسية وأسبابها، أشارت الى أن من حق لبنان كدولة سيدة مستقلة، أن يعمل على تعزيز قواه المسلحة بالعتاد اللازم لتمكينها من القيام بواجباتها في حماية الأمن والاستقرار والحدود، خصوصاً في الظروف الراهنة التي تمر بها الدول المجاورة للبنان ومحاولة التنظيمات الإرهابية التمدد في اتجاه الداخل اللبناني. إلا أن هذه المصادر اعتبرت أن الحديث عن الحاجات العسكرية للجيش من مسؤولية الجهات المختصة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش لأنها تتضمن تفاصيل تقنية وتسميات عسكرية ومواصفات يحددها الخبراء في الجيش والقوى المسلحة الأخرى، إضافة الى أن البحث في أسعار هذه الأسلحة وإمكانية خفضها أو الحصول على امتيازات محددة في تمويلها، يعتبر مهمة دقيقة، ويتولاها عادة مختصون ولا يكشف النقاب عنها بالتفاهم بين البلدين المعنيين.

تجدد المفاوضات مع موسكو

وفي المعلومات المتوافرة لـ<الأفكار> أن المفاوضات بين الجانبين اللبناني والروسي ليست حديثة العهد، بل هي تعود لسنوات خلت تنشط حيناً وتتراجع أحياناً، بهدف الحصول على معدات يحتاجها الجيش، وكان من المفترض أن يتم تمويلها جزئياً من الهبة السعودية بقيمة مليار دولار التي قدمها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرئيس سعد الحريري قبل أسابيع من وفاته، والتي جُمدت هي الأخرى مع هبة الـ3 مليارات دولار، بعدما كان الجانب اللبناني قد أطلق التفاوض مع الجانب الروسي، فتقرر المضي في البحث مع المسؤولين الروس على أن تكون كمية من العتاد الروسي الذي سيتم الاتفاق عليه، بمنزلة هبة روسية للجيش، والقسم الباقي يدفع لبنان ثمنه في وقت لاحق.

وخلال الزيارات التي قام بها مسؤولون لبنانيون لموسكو بينهم وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، تم الاتفاق على أن يتولى خبراء من البلدين متابعة التفاصيل العسكرية لتحديد نوعية العتاد المطلوب الذي يناسب لبنان، ومن بينه دبابات <ت 72> التي سبق للجيش اللبناني أن حصل على مثيلات لها من الميليشيات اللبنانية بعد حلّها ومن الأردن، وتم ترميمها مؤخراً كي تبقى على جهوزية للعمل الميداني. وأضاف لبنان الى لائحة العتاد الذي يتم التفاوض في شأنه صواريخ <كورنيت> المضادة للدروع والتي أثبتت الأحداث فعاليتها في المواجهات مع الإرهابيين، كذلك طلب لبنان ذخيرة للمدافع الروسية الصنع التي تدخل ضمن الترسانة العسكرية اللبنانية. وقد استغرقت عملية التفاوض وقتاً لأن لبنان طلب تخفيضات على ثمن العتاد الذي سيدفعه، فوعد الجانب الروسي بدراسة الطلب مع اتجاه للتجاوب مع الرغبة اللبنانية.

من <الميغ> الى الهليكوبتر...

معلوم أن التعاون العسكري الروسي - اللبناني لا يزال خجولاً قياساً الى التعاون القائم بين الجيش وكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وكانت موسكو قد عرضت قبل تسع سنوات على وزير الدفاع آنذاك الياس المر تقديم هبة من 10 طائرات <ميغ 29> وتدريب الطيارين اللبنانيين عليها، إلا أن المراجع العسكرية اعتبرت حينذاك أن الجيش لا يحتاج لمثل هذه الطائرات التي تتطلب مجالاً جوياً أكبر من المجال الجوي اللبناني، فتم الاتفاق مع الروس على استبدال طائرات <الميغ> بطائرات هليكوبتر <ام 42> التي تنقل العسكريين ويمكن تزويدها بصواريخ جو - أرض، إضافة الى استكمال ترميم الدبابات وتقديم دبابات أخرى مع مدافع مناسبة. إلا أن عثرات واجهت إتمام الهبة الروسية قيل ان بعضها افتعل بعد ضغوط أميركية مورست على الجانب اللبناني لعدم المضي في قبول الهبة، وهو ما أقرّ به الوزير المر وفق وثائق <ويكيليكس> التي نُشرت قبل مدة.

ولم يعرف ما إذا كان مصير المفاوضات الحالية مع الجانب الروسي سيكون مماثلاً لمصير الهبات التي كان وعد الروس بتقديمها للبنان، علماً أنه سبق للجانب اللبناني أن أبلغ الجانب الروسي التريث في تسييل الهبة على رغم أن ضباطاً لبنانيين أرسلوا في مهمات تدريب على طائرات الهليكوبتر الروسية بعدما تابعوا دروساً في اللغة الروسية لتسهيل مهمتهم. كذلك سبق أن أعلن السفير الروسي في بيروت <الكسندر زاسبكين> أن بلاده جاهزة لتأمين العتاد المطلوب عندما يبدي الجانب اللبناني استعداده لاستقبال هذا العتاد، وهو ما أكده أيضاً الوزير مقبل في أكثر من مناسبة. وتوقعت مصادر معنية أن توضع الهبة الروسية على نار حامية مجدداً وأن تصريح السفير بو نصار أتى ليحرّك الموضوع مجدداً، لاسيما وأن موسكو راغبة في الدخول على خط مساعدة الجيش في مواجهاته مع التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية اللبنانية - السورية.