تفاصيل الخبر

المدير العام السابق للطيران المدني الدكتور حمدي شوق: يجب استعمال ”مطار القليعات“ للشحن ولنقل الركاب معاً!

22/03/2019
المدير العام السابق للطيران المدني الدكتور حمدي شوق: يجب استعمال ”مطار القليعات“ للشحن ولنقل الركاب معاً!

المدير العام السابق للطيران المدني الدكتور حمدي شوق: يجب استعمال ”مطار القليعات“ للشحن ولنقل الركاب معاً!

بقلم طوني بشارة

 

مطار الرئيس الشهيد رينيه معـــوض أو <مطـــار القليعــــــات> كما كان يعرف سابقا، هو مطار مدني - عسكري، يقع في شمال لبنان بالقرب من بلدة القليعات ويبعد عن الحدود اللبنانية - السورية حوالى 6 كيلومترات.

في العام 1941 أنشأ الحلفاء <مطار القليعات> العسكري على الشاطئ الشمالي في لبنان إبان الحرب العالمية الثانية، وفي العام 1960، كان <مطار القليعات> مطارا صغيرا تابعا لشركة <IPC> النفطية، وكانت تستخدمه لأغراض مدنية في حركة نقل المهندسين والموظفين والعمال ما بين لبنان والدول العربية.

في العام 1966، أصبح المطار المذكور تحت إشراف الجيش اللبناني، الذي قام بتوسعته وتطوير قدراته التكنولوجية، ليصبح في ما بعد احدى القواعد الجوية الأكثر حداثة في المنطقة آنذاك.

ووفقا لإتفاق تم بين الدولة اللبنانية والدولة الفرنسية، تم تزويد القوات الجوية اللبنانية بعدد من طائرات <الميراج>، كما أرسلت الدولة اللبنانية عددا من الطيارين والفنيين لمتابعة تدريباتهم في فرنسا. وفي بداية العام 1968 أنهى أفراد البعثة اللبنانية دراستهم وتدريباتهم وعادوا إلى لبنان والتحقوا بقاعدة <القليعات> في أبريل/ نيسان من العام نفسه بعدما قامت القيادة بنقل عدد من الطائرات والطواقم من قاعدة رياق إلى قاعدة <القليعات>.

 

<القليعات> ابان الحرب الاهلية!

خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، تم تجميد عمل المطار المذكور، ووضعت الطائرات في المخازن. وفي العام 1989، اجتمع من تبقى من أفراد البرلمان اللبناني في <مطار القليعات> وانتخبوا رينيه معوض رئيسا للجمهورية اللبنانية. وبعد اغتياله تم تغيير اسم المطار من <مطار القليعات> إلى مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض.

قصف المطار ومن ثم التطوير!

 

في الحرب التي اندلعت في العام 2006، تعرّض المطار للقصف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، ما أدى إلى أضرار في بنيته، وقد قام الجيش اللبناني بإعادة إصلاح الأعطال وترميمه.

في العام 2010، أعلن مدير <هيئة الطيران المدني> في لبنان أن سلطات <مطار رفيق الحريري الدولي> في بيروت، قررت إنشاء مبانٍ خدماتية لها في <مطار القليعات> في الشمال بهدف تجهيزه لاستقبال البضائع وتصديرها، وكذلك بهدف تسهيل تنقل الأفراد من الشمال إلى بيروت.

في العام 2012، قررت الحكومة اللبنانية استعادة المطار من القوات الجوية، كما قررت توسعته ليشمل منطقة حرة بمساحة 500 متر مربع، بالإضافة إلى تجهيزه لاستقبال الأفراد والبضائع، وشملت القرارات ربط المطار بطرابلس والشمال بسكك حديدية، ولكن كل هذه القرارات لم توضع بعد موضع التنفيذ وما زال المطار شبه معطل...

واللافت انه منذ نهاية 2017 ومطار بيروت يعاني من مشاكل لوجستية عديدة، ومشاكل بالصيانة، ناهيك عن توقف العديد من الرحلات اما بسبب طيور النورس في محيط المطار، او بسبب تعطل نظام الانترنت الموصول باجهزة المطار، مما ادى الى نقمة شعبية ترافقت مع مطالبات سياسية وشعبية بضرورة ايجاد مطار مكمل او بديل لمطار بيروت، فتوجهت الانظار نحو <مطار القليعات>، ولكن ثمة تساؤلات ما اذا كان <مطار القليعات> يعتبر مطاراً بديلاً لمطار بيروت؟ على اعتبار ان موقعه يُعدُّ جغرافياً أهم من مطار بيروت، إذ لم تنشأ في محيطه الأبنية المعرقلة لحركة الطيران، كما أن وجوده في أرض ساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس و7 كلم عن الحدود السورية، وارتباطه بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية، وعدم تعرضه للعواصف والتقلبات المناخيّة، كل ذلك يُمكن الطائرات من الهبوط والإقلاع من دون موجّه وأي عائق، لأنّه مجهز برادار (G.G.A) الذي يسمح بالهبوط في أسوأ الأحوال الجوية، وهو يملك أيضاً مدرجاً يبلغ عرضه 60 متراً وطوله 3200 متر يمكن تطويره إلى 4000 متر، وله أيضاً مدرج ثانٍ تتوافر فيه قطع غيار وأجهزة اتصال ورادار أبنية ومستودعات وقود وهنغارات صيانة.

وللإطلاع أكثر على واقــع <مطار القليعات> لوجستياً ومواصفاته وإمكانية تحويله الى مطار مدني والمعوقات الممكن مواجهتها والجدوى الاقتصادية شمالياً ولبنانياً، طرحت الافكار جملة اسئلة واستيضاحات على الخبير العالمي في ادارة المطارات المدير العام السابق للطيران المدني في لبنان الدكتور حمدي شوق، فقال:

- لدى الحديث عن مطار الرئيس رينيه معوض (القليعات) لا بد من الحديث عن قطاع الطيران والنقل الجوي في لبنان بشكل عام لانه عبارة عن حلقة متكاملة مع الواقع الاقتصادي، فهذا المطار يشكل جزءاً اساسياً من واقع الطيران في لبنان الذي يضم ثلاثة مطارات هي: مطار الرئيس رفيق الحريري في بيروت، مشروع <مطار القليعات> ومطار رياق، ولكل منها بعده العملي وانعكاساته على لبنان ودوره، والمطارات الثلاثة مدنية بحسب قرارات مجلس الوزراء «تضم قواعد عسكرية»، وهي تشكل مردوداً كبيراً للبنان وتؤمن تشغيل عمالة كبيرة، لذا فالنظر اليها يكون من زاوية الانماء.

 

ضرورة وجود مطار بديل!

 

ــ هل تعتقد انه من الضروري وجود بديل لمطار بيروت؟

- ان مطار بيروت اصبح محدوداً جغرافيا، فالعمران وصل حدوده ولم يعد بالامكان وضع رؤية جديدة للمنطقة الحرة ومنطقة الشحن فيه، لذلك فان <مطار القليعات> يستطيع خدمة عدة اهداف منها:

- وجود مطار بديل، فعلى سبيل المثال، اذا حصل ما يشبه ما حصل مؤخراً من مشاكل ومن ضمنها عندما اعاق الضباب حركة مطار بيروت فيجب ان يكون لدينا مطار بديل، وبدل ان تنزل الطائرات في مطارات الدول المجاورة، لكانت نزلت فيه.

وأضاف:

- ومن متطلبات منظمات الطيران المدني الدولية ان يكون في اية دولة مطار بديل لاسباب تتعلق بالسلامة، سواء لجهة ما يتعلق بالمدارج وسلامتها ونظامها او للنواحي الامنية التي يمكن ان تؤثر على عمل المطار اذا كان وحيداً.

وتابع شوق قائلا:

- <مطار القليعات> وضعت خطة، في البداية، ليكون مخصصاً لشحن البضائع بالدرجة الاولى وليخدم دول شمال افريقيا والعراق وايران وغيرها، وليس من اجل خدمة ركاب الشمال فحسب، فهذا المطار يخدم المنطقة السورية القريبة من شمال لبنان نظراً لبعدها عن مطار دمشق، ولأن أقرب مطار سوري اليها هو مطار حلب الدولي، لكن <مطار القليعات> اقرب الى تلك المناطق.

ــ تشغيل <مطار القليعات> يتطلب أموراً فنية عديدة فما هي هذه الامور؟

 - هناك امور فنية لا بد من توافرها لتشغيل <مطار القليعات>، وفي مقدمها: مَن سيدير المطار؟ ومن هي الهيئة التشريعية التي ستشرف على ادارته؟

لقد صدر القرار في هذا الشأن لكنه لم يطبق لغاية الآن رغم مرور عشر سنوات. وبحسب القوانين فان «هيئة الطيران المدني> هي التي تشّرع وتلزّم وتراقب، ولكن هذه الهيئة لم تنشأ فعلياً على الارض.

الامر الثاني يتعلق بحركة الطيران فوق لبنان، فـ<مطار القليعات> قريب من الحدود السورية (8 كلم)، لذلك لا بد من وجود حركة طيران في الاجواء السورية، وهذا يتطلب رسم خطوط دولية في الجو مرسومة على خرائط دولية معترف بها، وهذا الامر يتطلب ايضاً عقد اتفاقات مع سوريا.

وأوضح الدكتور شوق قائلاً:

- اننا نعاني من مشكلة ضعف ادارة مطار بيروت بسبب عدم التوظيف مما ادى الى نقص حاد في الجهاز البشري من جهة، وعدم تطبيق القانون منذ عشر سنوات حتى اليوم من جهة ثانية، مما ادى الى انحدار اداري رغم محافظتنا على السلامة العامة في المطار. ولان الجهاز البشري لا يمكن توزيعه بين بيروت والشمال فلا بد من تلزيم <مطار القليعات> للقطاع الخاص، وهذا الامر يحتاج الى تشريع قانوني وتنظيمي واشراف، وهذا الامر غير متوافر حالياً واذا لم يتم فمن الصعب السير بالعمل في مشروع تحويل <مطار القليعات> الى مطار مدني رغم اهميته وحتميته، لكن حتى الآن يتم التعاطي معه على اسس سياسية وليس فنية وعلمية.

نقل البضائع والركاب!

وعن البُنى الموجودة حالياً في المطار قال شوق:

- يوجد مدرج اتجاهه ممتاز جداً لكنه يحتاج الى تأهيل، فالممرات غير متوافرة، وفيه مبنى صغير كان يخدم الواقع قبل 30 سنة، لذلك يحتاج المطار الى تأهيل وابنية، ويفترض تلزيمه للقطاع الخاص كي يؤمن المطلوب لان الدولة لديها امران هما: الانماء والبشر، فاذا لم يكونا متوافرين كيف يتم السير بأي مشروع؟ من هنا ارى انه لا بد من ادخال القطاع الخاص على مبدأ الـ<P.P.P>، وفقاً لرؤيته الحديثة في قطاع الطيران، وهناك الكثير من شركات الطيران التي تفضل النزول في المطارات البديلة بدلاً من مطار العاصمة.

وأكد الدكتور شوق ان <مطار القليعات> مهيأ اكثر لنقل البضائع في الدرجة الاولى نظراً لوجود مساحة شاسعة قد تكون منطقة حرة تستخدم لاعادة التصنيع والتصدير، لكنه ايضاً قادر على خدمة الركاب، لان كلاً منهما له عالمه الخاص وشركاته، وهذا يحتاج الى تشريعات مناسبة تشجع على استقطاب شركات الطيران. لذلك يجب استعمال المطار للشحن ولنقل الركاب معاً، مما يسمح بادخال المال وتوفير فرص العمل بشكل واسع... مشروع المطار مهم جداً، لكن نتمنى ان لا يؤخد بالاساليب السياسية.

وفي ما يتعلق باتفاقية التعاون ما بين غرفة التجارة والدكتور شوق الهادفة الى اعداد دراسة حول تطوير <مطار القليعات> قال الدكتور شوق:

- مــــن دواعـــي سروري أن أقــــدم دراسة مشروع <مطار القليعات> الى لبنان من غرفة طرابلس من اجل تشجيع حركة الابداعات والمهارات والكفاءات في هذا القطاع، وبالتالي تغيير ثقافة الانسان اللبناني الساعي الى تغيير الواقع الاقتصادي نحو الاحسن والافضل.

وأنهى شوق حديثه قائلاً:

- نحن نرى ان للبنان دوراً اساسياً في عالمه العربي، وكذلك <مطار القليعات> هو محوري ايضا ضمن الخطة الاقتصادية الاستثمارية الانمائية التي اطلقتها غرفة طرابلس والتي نتمنى تحقيقها في اقرب وقت ممكن.