تفاصيل الخبر

المــدرب الأميركي ”مــارك بيتمـــان“: مهمتنـا هـي تــدريب الجمعيات لمعرفة أفضل الطرق المناسبة لجمع التبرعات!

07/12/2018
المــدرب الأميركي ”مــارك بيتمـــان“: مهمتنـا هـي تــدريب  الجمعيات لمعرفة أفضل الطرق المناسبة لجمع التبرعات!

المــدرب الأميركي ”مــارك بيتمـــان“: مهمتنـا هـي تــدريب الجمعيات لمعرفة أفضل الطرق المناسبة لجمع التبرعات!

 

بقلم وردية بطرس

 

<فن السؤال عن المال> هو عنوان ورشة العمل التي أدارها مدرب القيادة الدولي والمدرب لجمع التبرعات الأميركي <مارك بيتمان> وهو مؤلف ناشر متخصص في مساعدة أعضاء مجلس الادارة والموظفين غير الربحيين في قيادة فرق العمل لديهم مع المزيد من الفعالية وبضغط أقل في طلب المال، وهو يزور لبنان للمرة الأولى تلبية لدعوة المركز الأكاديمي <QUEST EDUCATION> الذي ترأسه السيدة لارا حنا دبس. لقد أراد <مارك بيتمان> من خلال هذه الورشة التي نظمها المركز الأكاديمي <كويست اديوكيشن> أن يدعم المركز في مثل هذه النشاطات، وقد استضاف بنك عودة هذه الورشة كجزء من برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال التزامه بحماية ودعم مصالح المجتمع، تزويد الجمعيات التي لا تبغي الربح والمشاركة في هذه الورشة بـإرشادات الخبراء والحلول التي تحتاجها من أجل جمع المزيد من المال من المناسبات الخاصة، والمنح، ورسائل جمع التبرعات والتمويل الجماعي، وأيضاً تحويل أعضاء مجلس ادارة الجمعيات الى نجوم مهمين لجمع التبرعات، والحصول على المزيد من المتطوعين، وجذب المزيد من المتبرعين، والحفاظ على العلاقات مع الجهات المانحة.

وبحسب المركز الأكاديمي <كويست اديوكيشن> فان هناك العديد من الجمعيات غير الحكومية في لبنان، والناس أنفسهم يتبرعون سواء كانوا مؤسسات أو أشخاصاً او شركات او مصارف. ويرى مركز <كويست> ان الجمعيات غير الحكومية تزداد في لبنان والمال يقلّ، اذ لا يتوزع المال على هذه الجمعيات بالطريقة المطلوبة، لهذا دعت خبيراً من الخارج في مجال تدريب القيادة الدولي لجمع التبرعات السيد <مارك بيتمان> المعروف عالمياً لكي يقدّم خبرته في هذا المجال لتلك الجمعيات، وكانت فرصة جيدة ان يدير السيد <مارك بيتمان> ورشة عمل قيّمة شارك فيها حوالى 37 جمعية غير حكومية، وتلك الجمعيات هي متنوعة فمنها من يهتم بالمدارس والجامعات، وهناك جمعيات لأمراض السرطان والأطفال والقلب والعجزة الى ما هنالك... فكان الهدف من اقامة هذه الورشة مساعدة الجمعيات غير الحكومية لمعرفة الطرق لجمع التبرعات، ولمن تتوجه تلك الجمعيات لطلب المال وما شابه، وكيف تحضّر كل جمعية كتاباً للشركة او الشخص، وكيف تأتي بالمال والطريقة التي تطلب فيها الجمعية غير الحكومية المال، وان يُعطى لكل جمعية غير ربحية حجمها لأنه اذا كانت الجمعية تساعد الأطفال المصابين بالسرطان فيختلف الأمر في هذه الحالة عن الجمعية التي تهتم بالأولاد الذين يحتاجون للتعليم، اذ يختلف الأمر من ناحية الكلفة فمثلاً اذا كانت الجمعية تريد ان تحقق أحلام الطفل وتحتاج للكثير من المال فيحتاج الأمر لطلب مساعدة الشركات لتقديم الهدايا الى ما هنالك، ولكن اذا كانت الجمعية معنية بمعالجة السرطان فهي بحاجة لدعم مادي كبير، وبالتالي كل جمعية يجب ان تعرف حجم حاجتها للمال، ولكن عليها ليس طلب المال فقط بل يجب ان يكون هناك تواصل مع الأشخاص المتبرعين اذ للأسف تنشأ جمعيات في لبنان تعمل على الصعيد الشخصي.

خبرة <مارك بيتمان> في جمع التبرعات!

وديناميكية <مارك بيتمان> تأخذه الى كل انحاء العالم اذ يتحدث الى الآلاف سنوياً خلال مناسبات دولية مثل القمة العالمية لجمع التبرعات في المكسيك، وتكوين الجمعيات لمؤتمر المهنيين لجمع التبرعات الدولية. ويعتقد <بيتمان> ان جمع التبرعات يتعلق بكل ما له علاقة بالقيادة، ويؤثر على كل جانب بدءاً من المهمة الى الرؤية الى الحوكمة الى الموارد البشرية والتسويق والعلاقات المجتمعية، ولهذا فهو شغوف لجعل الأمر سهلاً للجميع اي على اعضاء مجلس الادارة، والمتطوعين، والموظفين غير الربحيين في الحصول على تدريب لجمع التبرعات.

و<مارك بيتمان> هو مؤلف كتاب <اسأل دون خوف>! ومؤسس <The Concord Leadership Group & FundraisingCoach.com> المدرج من قبل < The Atlantic> كواحدة من 5 مدونات خيرية لجمع التبرعات، وهو المدير التنفيذي لـ<The Nonprofit Academy.com> وعضو الفريق الاستشاري في <Rogare> المؤسسة المرموقة لجمع التبرعات التي تُدعى < The Johnny Appleseed> كما انه متحدث ومدرب المهارات وخبير يطل على وسائل الاعلام مثل <رويترز> و<الجزيرة> و<مجلة ساكسس> و<شبكة أخبار فوكس>. ويحب <مارك بيتمان> ان يرى فرحة الجمعيات بجمع التبرعات لأنه يشارك الجمهور في جميع أنحاء العالم، واقتناعاً منه بأن جمع التبرعات هي رياضة متطرفة، فلقد جمع الملايين من الدولارات للتعليم والفنون والرعاية الصحية للمنظمات.

وفي ورشة العمل التي أدارها <بيتمان> لـ37 جمعية لبنانية غير حكومية أراد ما يلي: ان يكتشف الشخص الخوف من الطلب والحصول على الهدايا الكبيرة. شرح العملية خطوة بخطوة عن كيفية بناء علاقات حقيقية مع المانحين ومساعدتهم على تبني القضية بالطريقة التي يحافظ عليها والابقاء على الاتصال عاماً بعد عام. وتحديد أدوات البحث التي تم اختبارها لمساعدة الشخص في التخطيط لحملة جمع التبرعات الخاصة به والتعرف على الجهات المانحة. فضح أخطاء جمع الأموال الشائعة وكيفية تجنبها. المنح، البريد المباشر، العطاء عبر الانترنت والمناسبات الخاصة. وكيف يصبح الشخص ماهراً في تحديد السمات الشخصية وارسال كتاب او رسالة تتناسب مع شخصيته. وتقديم أسرار قوية لمساعدته للتعامل مع الاعتراضات. واعطاء رؤية حول كيفية توسيع شبكة الجهات المانحة. وشرح أهمية التعهد الدوري وكيفية النجاح في ذلك. وكيفية تصميم اقتراح رعاية الشركات السنوي. وكيفية تحديد الجهات المانحة ومقاربتها من مناطق جغرافية مختلفة.

 

<مارك بيتمان> والأدوات الرئيسية لطلب المال!

 

<الأفكار> التقت السيد <مارك بيتمان> وتحدثت اليه عن كيفية استخدام الجمعيات غير الربحية الأدوات او الطرق المناسبة لطلب المال، وعن تقييمه لأهمية اقامة ورشة من هذا النوع في لبنان ونسأله بداية:

ــ كيف يمكن للمنظمات او الجمعيات التي لا تبغي الربح ان تستفيد من المشاركة في ورشة عمل من هذا النوع؟

- أعتقد أولاً انه يجب ان نعرف الجهات المانحة سواء كانت مؤسسات أو أفراداً وان نكتشف نوع المانحين الذين نحاول التواصل معهم وليس بالضرورة ان يكون هناك تنافس مع الجميع. يجب الاشارة هنا الى ان معظم المنظمات غير الربحية او المنظمات غير الحكومية تواجه صعوبة بايجاد الأشخاص او المتبرعين بالمال سواء عبر الانترنت وغيرها، كما ان تلك الجمعيات تتحدث عن نفسها أكثر مما تتحدث عن الآخرين، لذلك من الضروري ان نعرف على من نطرح الموضوع او القضية للحصول على التبرعات، لأنه اذا لم تتوضح الصورة عن القضية المطروحة فلن تلقى اهتماماً من قبل المؤسسات او الأفراد.

الهدف من ورشة العمل التي نظمها

<كويست اديوكيشن>!

ــ ما كان الهدف او الغرض من اقامة هذه الورشة للمنظمات غير الحكومية في لبنان؟

- تحدثت بالأمس الى أشخاص ووافقوني الرأي أيضاً بأن معظم المنظمات او الجمعيات غير الحكومية لا تبدأ من قبل أناس يفكرون بتأسيس منظمات بل لمحاولة اصلاح المشكلة، لذا فإن ما أفعله هو احضار بعض المنظمات التي لا تغلب على الهيكلية ولكن هيكلها الاستراتيجي يساعد في هذا الخصوص، ولا اعتقد ان اي جمعية غير حكومية تبدأ من شخص يريد ان يطلب المال، اذ ليس من الضروري ان يكون دافع الأشخاص الذين يؤسسون تلك الجمعيات انهم يريدون شيئاً آخر، ولكنهم يكتشفون انهم يستطيعون ان يقوموا بالأمر بشكل أفضل مع <السؤال> (اي طلب المال)، ولكن معظمهم لا يملك التقنية ولم يشركوا أنفسهم في المبيعات او التسويق حتى انهم لا يعرفون الطرق المناسبة، لذلك أقوم بتدريب تلك الجمعيات، وأرى ان المركز الأكاديمي <QUEST Education> يعمل على هذا النحو، ويسعدني ان ارى اهتمام جمعيات غير حكومية بالمشاركة في هذه الورشة والاستفادة منها.

ــ كمدرب كيف تقيّم مشاركة المنظمات او الجمعيات غير الحكومية التي شاركت في هذه الورشة والملاحظ ان الغالبية هن من النساء اللواتي بادرن الى انشاء هذه الجمعيات؟

- لقد أُعجبت بمدى استجابة السيدات لمجتمعهن، وبطريقة العمل والتنظيم بعناية لحل المشاكل داخل مجتمعهن، وهو أمر رائع في القيادة ومدهش أيضاً، اذ عندما يعمل الأشخاص سوياً لمساعدة الناس يكون الأمر رائعاً ويستحق كل التقدير، ولهذا اعتبر ان مشاركة هذه الجمعيات أمر جيد من جميع النواحي.

ــ لدينا العديد من الجمعيات غير الحكومية في لبنان، فبماذا تنصح هذه الجمعيات لاعادة النظر بطريقة العمل او الرؤية للحصول على المال؟

- يعتمد الأمر على السبب، ومن خلال البحث الذي قمت به في الولايات المتحدة الأميركية وجدنا ان معظم المنظمات او الجمعيات غير الحكومية الناشئة وحتى الموجودة  أيضاً لا تحقق أبداً لمعرفة ما تقوم به المنظمات غير الحكومية الأخرى في المحيط نفسه، اذ قد يكون من الممكن العثور على نقاط مماثلة ولكن ربما من الأفضل التعاون لذلك أشجعهم على التفكير بالأمر أولاً، وبالمال بشكل خاص وهذا يتطلب التواصل بشكل جيد، لذا كنت أحاول حثهم على الاندماج في محاولة لمساعدة الأشخاص على تعلم مهارات التواصل، وهو أمر لا يتوقعه الناس عندما يأتون لجمع التبرعات عادة، ولكن يغيب عن البال ان تلك المهارات تساعدهم في القيام بالمهمة لأن أكبر خطأ تقوم به المنظمات غير الحكومية أنها تتحدث عن نفسها بدلاً من ان تعمل بشكل صحيح وتحاول ان تظهر اهتمامها بالهدف الذي على أساسه نشأت تلك الجمعيات الى ما هنالك.

 

كتاب <اسأل دون خوف>!

ــ لقد ألفّت كتاباً بعنوان <Ask without Fear> او <اسأل دون خوف> فكيف يمكن للجمعيات غير الحكومية ان تسأل بدون خوف؟

- ان كتاب <اسأل دون خوف> يساعد الشخص على جمع التبرعات ويركز على المؤسسة والحوار الديناميكي، كما يتمحور حول المانحين في الاتجاهين. ان هذا الكتاب يمنح الشخص او الجمعية غير الربحية الأدوات اللازمة لرفع المال الجدي للقضية المفضلة لدى الجمعية... وهذا ما أحاول القيام به الا وهو مساعدة الناس على طرح السؤال بدون خوف، وان جزءاً من المسألة يكمن في معرفة القضية والسبب الذي دفع الجمعية او الأفراد لانشاء هذه الجمعية، ومعرفة لمن نوجّه السؤال عن التمويل.

ــ هل من كلمة أخيرة؟

-  أعتقد ان الطريقة التي تعمل بها المنظمات غير الحكومية في لبنان هي في الواقع من أجل جمع الأموال بشكل أفضل، وأرى ان هذه الجمعيات تعمل وتسعى بشكل خلاق لأنها تدرك ان عليها العمل لمساعدة الناس الذين هم بحاجة للمساعدة على جميع الأصعدة، وبالتالي عليها ان تدرك انها تقوم بعمل كبير، ولكن يجب ان تمتلك الأدوات الرئيسية للقيام بالأمر بالشكل الصحيح.