تفاصيل الخبر

”المباني الخضراء“ صديقة للبيئة وتقلل من نسبة التلوث و”الـمــــدارس الـخـضـــــراء“ بـــــاتـت ضـــــــرورة مـــــع زيـــــادة نـسـبــــــة الـتـلـــــــوث فــي لـبــــــــنـان!

15/04/2017
”المباني الخضراء“ صديقة للبيئة وتقلل من نسبة التلوث و”الـمــــدارس الـخـضـــــراء“ بـــــاتـت ضـــــــرورة مـــــع  زيـــــادة نـسـبــــــة الـتـلـــــــوث فــي لـبــــــــنـان!

”المباني الخضراء“ صديقة للبيئة وتقلل من نسبة التلوث و”الـمــــدارس الـخـضـــــراء“ بـــــاتـت ضـــــــرورة مـــــع زيـــــادة نـسـبــــــة الـتـلـــــــوث فــي لـبــــــــنـان!

بقلم وردية بطرس

المباني-الخضراء----2 قبل ثلاثين عاماً لم يكن كل من سمع بـ<المباني الخضراء> ليفكر بأكثر من مجرد طلاء خارجي جديد او ربما صيحة تصميم معمارية، اما اليوم فقد أصبح مفهوم <المباني الخضراء او المستدامة> الموضوع الرئيسي للنقاش والحوار والتطوير، وغزا ذلك المصطلح صفحات الصحف اليومية في أنحاء العالم، فسواء في الصين او استراليا او الشرق الأوسط او أوروبا او أميركا، ستسمعون في اي من مؤتمرات البناء والانشاء العالمية او المحلية صدى التقنيات الحديثة لتطوير المباني البيئية. ان مصطلح <المباني الخضراء> هو الاسم الشائع لتعريف <المباني المستدامة> من حيث ممارسة تصميم وانشاء وتشغيل وصيانة وتجديد وهدم هياكل مبانٍ بطريقة تراعي البيئة وكفاءة المصادر وتحدّ من التأثيرات السلبية وتنظر بعين الاعتبار لراحة شاغليها وصحتهم. اذاً <المباني الخضراء> او المعروفة أيضاً باسم <البناء الأخضر> او <البناء المستدام> تشير الى استخدام عملية تكون مسؤولة بيئياً عن كفاءة استخدام الموارد في جميع أنحاء دورة حياة المبنى: من تحديد المواقع للتصميم، الى البناء والتشغيل والصيانة والترميم والهدم، وهذا يتطلب تعاوناً وثيقاً بين فريق التصميم، المهندسين المعماريين، والعاملين في جميع مراحل المشروع. وعلى الرغم من ان التكنولوجيا الجديدة تتطور باستمرار لاستكمال الممارسات الحالية في خلق هياكل أكثر اخضراراً، يبقى الهدف المشترك هو ان يتم تصميم <المباني الخضراء> للحد من الآثار السلبية الشاملة للبيئة المبنية على حساب صحة الانسان والبيئة الطبيعية، وذلك من خلال ترشيد استخدام الطاقة والمياه وغيرها من الموارد ومن خلال حماية صحة السكان وتحسين انتاجية الموظفين والحد من النفايات والتلوث والتدهور البيئي. وتعتبر <المباني الخضراء> منظومة متكاملة من الاجراءات والحلول التي تطبق على مرافق المبنى او المشروع العقاري، فتقلل من مصروف الطاقة والهدر وتحولها الى عناصر مفيدة للبيئة وللمبنى ولساكنيه... وفي كثير من دول العالم تم إقرار هذا النظام بأنه نظام أساسي لإنشاء اي مبنى جديد او مشروع عقاري جديد. وعلى سبيل المثال امارة دبي قامت بايقاف اي تصريح لمبنى لا يطبق هذا النظام. ومسألة <المباني الخضراء> ليست جديدة في العالم وان كانت كذلك في العالم العربي ودول الخليج، لدرجة ان معظم المدن الأميركية مثل <بوسطن> و<سياتل> و<نيويورك> و<شيكاغو> أضحت مجبرة على الحصول على موافقة مسبقة قبل بناء أية مبان متعددة الأدوار، وذلك عبر الإلتزام بمواصفات تمس أكثر من 70 عنصراً ومادة بناء تبدأ من أنظمة التخلص من النفايات او تخفيضها، الى عمر المبنى وجودة المواد، الى نوع الزجاج العازل ومواد العزل، والتأكد من مجاري الهواء والتوصيلات، وتقديم منتجات اضاءة لا تبعث على رفع الحرارة مثل <السبوت لايت> للحصول على جو داخلي مريح وبأقل استهلاك ممكن للطاقة. فإلى اي مدى أصبحت <المباني الخضراء> ضرورة للحفاظ على البيئة؟ وماذا عــــن <المدارس الخضراء>؟ وغيرها من الأسئلة حملتها <الأفكار> الى السيد <جيلــــبير تيغــــــو> المديـــــر التنفيـــــــذي لـ <e-EcoSolutions> المتخصص بالاستشارات في البناء البيئي، ونسأله أولاً عن أهمية <المباني الخضراء> فيقول: - <المباني الخضراء> وتسمى أيضاً <المباني العالية الأداء> او <المباني المستدامة> تبدو مثل المباني القياسية وقد بنيت لتلبية المعايير الجديدة التي تجعل منها: حسنة المظهر، فاخرة وعصرية، وهي تحد من المشاكل الصحية في الأماكن المغلقة، إضافة الى أنها اكثر أماناً وأكثر انتاجية للسكان، وهي صديقة للبيئة مع أقل تلوث ونفايات، كما انها ليست مكلفة. ونحن نعمل في هذا المجال بشكل وثيق ومستقل مع العديد من العقاريين والبنائين وأصحاب ومديري المرافق والمهندسين المعماريين والمهندسين ومصممي الديكور الداخلي والمقاولين ومديري البناء والمقرضين والمسؤولين الحكوميين. وفي <المباني الخضراء> لا يوجد نهج <مقاس واحد يناسب الجميع>، ولكل مشروع مجموعة خاصة من <البارامترات> الحاسمة. ولدينا فريق استشاري متكامل من ذوي الخبرة الذين يقترحون الحلول بعد التحقيق في الاحتياجات الحقيقية لكل عميل لتحديد أنسب نظام لمشروعه. والاستدامة الحقيقية تدور حول ثلاثة جوانب رئيسية: الاقتصاد (الربح)، والبيئة (الكوكب)، والمسؤولية الاجتماعية (الناس)، وبناء على ذلك فإن اي مبنى حقيقي مستدام ينبغي ان ينتج أثراً اقتصادياً ايجابياً طويل الأجل، وان يستخدم ممارسات بيئية مستدامة، وان يكون مسؤولاً اجتماعياً عن طريق تحسين الحياة التي يتفاعل معها المبنى.

ورش-عمل-للطلاب------3<المدارس الخضراء>

ــ لقد أخذتم على عاتقكم موضوع <المدارس الخضراء> فما أهمية هذا البرنامج؟ والى ماذا يهدف؟ - مهمتنا هي ضمان مدرسة خضراء لجميع طلاب هذا الجيل في لبنان. ان <المدارس الخضـــــراء> هـــــو برنـــــامج شهــــادات وضعتها <e- EcoSolutions> برعاية <وزارة الربية والتعليم العالي> وبدعم من <وزارة البيئة> و<التحالف العالمي للمدارس الخضراء> - فرع لبنان، ويهدف البرنامج الى مساعدة المدارس في لبنان على التطور لتصبح جزءاً من المجتمعات الخضراء المتنامية بشكل كبير، والى تمكين أجيال المستقبل من ان يصبحوا مواطنين مسؤولين يراعون البيئة. والمدارس الرسمية والخاصـــــة في لبنان مدعوة للمشاركة في برنامج شهادات <المدارس الخضراء> من أجل: تقييم، وتحسين، والاعلان عن مستوى الاستدامة في المدرسة. وتحصل كل مدرسة على نقاط خضراء استناداً الى لائحة مرجعية واضحة لحلول الاستدامة مقسمة الى 6 فئات: اعادة التدوير، المساحات الخضراء، الفعالية في استهلاك الطاقة، الفعالية في استهلاك المياه، الصحة والسلامة العامة، التعليم والابتكار المستدام. ــ وما هي الخطوات التي ستتخذونها؟ - ستقوم <e- EcoSolutions> بمراجعة الطلبات وستقدم جلسات استشارية بيئية للمدارس تقوم من خلالها بالتدقيق بالحلول البيئية المطابقة للمدرسة، وذلك بهدف اصدار شهادات <Green Schools> بالمستوى الذي وصلت اليه المدرسة وذلك استناداً الى الخطوات الرئيسية التالية: الخطوة الأولى: تقييمهم الذاتي ويشتمل هذا الأمر على تقييمهم لمشاريع الاستدامة والممارسات المرتبطة بها والتي يتم تطبيقها في مدرستهم، وذلك من أجل تحديد مستوى الشهادة التي تنطبق على المدرسة، ويتم القيام بذلك عبر اتمام اللائحة المرجعية التي ستصلهم عند تسجيل المدرسة من أجل تحديد النتيجة المحتملة للنقاط الخضراء (جي بي اس) التي يمكن ان تحصل عليها مدرستهم. الخطــــــوة الثانيــــــة: عمليــــة تدقيقنا الأولى إذ ما ان يرسلوا لائحتهم المرجعية ستزور <e- EcoSolutions> مدرستهم من أجل التدقيق في مشاريع الاستدامة لديهم، والتحقق من أهلية مدرستهم للشهادة، وتحديد مستوى الشهادة الأعلى الذي يمكنهم الحصول عليه، كما قد نوصي أيضاً بحلول أخرى للاستدامة استناداً الى عملية التدقيق التي أجريناها، وبهدف مساعدة مدرستهم على تحقيق مستوى أعلى للشهادة في حال رغبوا بذلك. وفي حال كانت الحلول المطبقة حالياً تضمن الحصول على العدد المطلوب للنقاط الخضراء لنيل شهادة معينة، ولا ترغب المدرسة في تطبيق المزيد من الحلول فسنعمد الى اصدار <شهادة المدارس الخضراء>> في هذه المرحلة. واستطرد قائلاً: - وفي الخطوة الثالثة تأتي عملية تدقيقنا الثانية، وذلك في حال تم تطبيق المزيد من الحلول البيئية فنقوم بإجراء عملية تدقيق ثانية وأخيرة بعد تطبيق هذه الحلول الجديدة، وبالتالي يتم اصدار <شهادة المدارس الخضراء>>. وبعد نيل <شهادة المدارس الخضراء>> تستطيع المدرسة السعي الى الحصول على مستوى شهادة أعلى كلما تم تطبيق المزيد من الحلول البيئية، وتبقى <شهادات المدارس الخضراء>> صالحة لمدة عامين، ويتم بعد ذلك اجراء عملية تدقيق ثانية للحفاظ على مستوى الشهادة نفسها او الارتقاء الى مستوى أعلى. وسيتم الاعلان عن <المدارس الخضراء> ومنحها الشهادات من خلال احتفال فريد من نوعه، وسيتم ترشيح <المدارس الخضراء> العشر الأولى للمشاركة في مسابقة <المدرسة الأكثر مراعاة للبيئة في العالم> التي ينظمها <مركز المدارس الخضراء>> ضمن <المجلس الأميركي للأبنية الخضراء>.

جيلبير-تيغو----1مدننا انعكاس لصحتنا

ــ حدثنا أكثر عن < Build it Green - Lebanon> - للسنة الثامنة على التوالي أقيم <المؤتمر السنوي للحلول المستدامة> <Build it Green - Lebanon> وحشد أكثر من 600 خبير من قطاعات العقارات، البناء، التعليم، المصارف والمنظمات غير الحكومية، الذين تداولوا الممارسات المبتكرة في مجالات البناء المستدام والبيئة الصحية، وشاركوا في مناظرات تحت اشراف الخبراء من أجل استنباط الحلول لكي نحظى بمدن أكثر مراعاة للصحة. وكانت <e- Eco Solutions> قد نظمت بالتعاون مع <Eco Consulting> النسخة الثامنة من مؤتمرها السنوي < Build it Green - Lebanon> للحلول المستدامة والذي حمل عنوان <مدننا انعكاس لصحتنا>. وكما جرت العادة كان المؤتمر حافلاً بالابتكارات، وقد أقيم وفق صيغة جديدة هذه السنة وقدّم للحاضرين مواضيع وحلولاً مبتكرة في مجال الاستدامة، ونأمل ان يكون قد ساعد المشاركين كافة على تنمية معرفتهم في المجالات التي تهمهم، وساهم في تعزيز النقاشات والمناظرات، وقد فتح المؤتمر الأبواب مجدداً أمام الفرص الآيلة الى تحقيق تعاون مثمر بين المنظمات التي تتشارك الأهداف والاهتمامات نفسها. ــ وما هي أبرز النقاط التي تمت مناقشتها؟ - أولاً أقيمت جلسة حول الشراكات بين القطاع الخاص والعام تحت عنوان <تخفيض تلوث الهواء هو مسؤولية مشتركة> وكان الهدف منها اقامة شراكات طويلة الأمد بين القطاع الخاص والعام من أجل دعم المبادرات العملية الآيلة الى تخفيض تلوث الهواء في مدننا. استعرضت الجلسة المبادرات التي يقوم بها القطاع العام من جهة، وتلك التي تقوم بها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص من جهة أخرى، وشاركت فيها <وزارة البيئة - المديرية العامة للتنظيم المدني>، <نقابة المهندسين>، <بلدية بيروت>، و<المركز اللبناني لحفظ الطاقة>، بالاضافة الى أساتذة جامعيين من <جامعة القديس يوسف>، و<مركز حماية الطبيعة> من <الجامعة الأميركية> في بيروت، <حزب الخضر>، جمعية <Cycling Circle, Green Mind> <كومبوست بلدي>، و<مكتب ابو سليمان للمحاماة>، وقد تولى هذه الجلسة البروفيسور سيمون موصللي، وتم التطرق الى تأليف لجنة عمل واعدة تهدف الى تخفيض تلوث الهواء في المدن اللبنانية. ثانياً: بالنسبة لورش العمل فلقد أقيمت 23 ورشة عمل مع خبراء في الأبنية الخضراء، الاستدامة والصحة (تم توزيع المواضيع الرائدة الـ 23 ضمن 3 فئات رئيسية: حلول لمدن أكثر صحة، تصميم المشاريع المستدامة، المواضيع المبتكرة او البارزة)، وقد شارك المندوبون الذين حضروا ورش العمل في التعلم، وتبادل الأفكار، ومراجعة واعداد حلول الاستدامة الملموسة مع الخبراء في هذه المواضيع، وسيتم نشر نتائج ورش العمل عبر الموقع الالكتروني. ثالثاً: اطلاق النسخة الثالثة من مسابقة <Eco - Quartier> في التصميم المستدام لطلاب الجامعات، التي ينظمها < Build it Green - Lebanon> بدعم من <مجلس لبنان للأبنية الخضراء>، وهي مسابقة موجهة لطلاب السنة الأخيرة في الهندسة المعمارية والتنظيم المدني في مختلف جامعات لبنان، إذ بعد التعاون مع <بلدية بيروت> في النسخة الثانية، تم الاعلان عن التعاون مع بلدية راسمسقا في شمال لبنان للنسخة الثالثة حيث اختير <الحي الأخضر في راسمسقا> كموضوع أساسي للمسابقة، وأعلن رئيس <بلدية راسمسقا> السيد سيمون نخول عن ذلك خلال مؤتمر، وسيكون شهر شباط (فبراير) 2018 المهلة النهائية للطلاب لارسال مشاريعهم حيث ستختار بلدية راسمسقا مشروعاً او أكثر للتنفيذ. ويتابع قائلاً: رابعاً: كما أقيمت جلسة حول موضوع <نحو مدارس أكثر صحة ومراعاة للبيئة> من أجل عرض المبادرات الحالية من 19 مؤسسة ومنظمة غير حكومية من أجل التوعية بشأن المدارس الأكثر استدامة وصحة في لبنان ومن أجل التوصل الى مناقشات تفاعلية حول الموضوع. استعرضت الجلسة النشاطات ضمن ما يمكن تسميته بـ«بازار الحلول> لتختار المدارس منها وتعتمدها، وقد ضمت الجلسة <وزارة التربية والتعليم العالي>، <برنامج الأمم المتحدة الانمائي>، <المركز التربوي للبحوث والانماء> في <وزارة التربية والتعليم العالي>، <اليونسكو>، <الميثاق العالمي للأمم المتحدة> - لبنان، <نستله ووترز>، <فرنسبنك>، <تينول باينتس>، <الموقع المخصص للبصمة الكربونية> من <بنك عودة>، <ايرث تكنولوجيز>، <برنامج شهادات المدارس الخضراء>، جمعية <أركنسيال>، <جمعية الثروة الحرجية والتنمية>، <مجلس لبنان للأبنية الخضراء>، <الجمعية اللبنانية للطاقة الشمسية>، <جمعية درب الجبل اللبناني> و<جمعية بيئتنا>. خامساً: توزيع الشهادات ضمن برنامج شهادات <المدارس الخضراء> للمدارس التي بلغت مستويات جديدة ضمن البرنامج او التي حسّنت مستوياتها الحالية. ان برنامج شهادات <المدارس الخضراء> هو برنامج يتم تطبيقه حالياً في لبنان وكان قد تم اطلاقه برعاية <وزارة التربية والتعليم العالي> وبدعم من <وزارة البيئة في لبنان>، والمهمة الرئيسية لهذا البرنامج هي وضع كافة طلاب لبنان في مدارس خضراء، وحتى يومنا هذا، يضم البرنامج أكثر من 132 مدرسة رسمية وخاصة. سادساً: عُقدت ورشة عمل تطبيقية حول <البستنة البيئية> في المدارس في المدن تقدمها <جمعية تراب للتربية البيئية>، وقد سنحت للحضور وللمشاركين من المدارس الفرصة للتشمير عن سواعدهم والانهماك في <البستنة البيئية>. سابعاً: أقيــــم معـــــرض الأبنيـــــة الخضراء وهو منصة التواصل السنوي التي تترافق مع مؤتمـــــر <Build it Green> والتي ينتظرهـــــا بفـــــارغ الصبر الكـــــــثيرون من الخبراء في هذا المجال.