تفاصيل الخبر

المايسترو جان - ماري رياشي: أغـنـيـــــة ”أنــــا رايـــــــح ع دبــــــي“ صـرخــــــة كـــــل شــــــاب لـبـنـانـــــي الــــى كــــل مـســـــؤول!  

09/09/2016
المايسترو جان - ماري رياشي: أغـنـيـــــة ”أنــــا رايـــــــح ع دبــــــي“ صـرخــــــة  كـــــل شــــــاب لـبـنـانـــــي الــــى كــــل مـســـــؤول!   

المايسترو جان - ماري رياشي: أغـنـيـــــة ”أنــــا رايـــــــح ع دبــــــي“ صـرخــــــة كـــــل شــــــاب لـبـنـانـــــي الــــى كــــل مـســـــؤول!  

بقلم عبير انطون

5H1)-,'F-E'1J-1J'4J-E9-'D'EJ1--'D(J1-_H-EHF'CH----1 <بالعكس> مرتــــــين وثلاثــــاً...! لا تظنـــــــوا ان المؤلــــــــف والمـــــــــوزع الموسيقي جان ماري رياشي يدعو شباب لبنان الى تركه، وهو، اي البلد في <أدق مراحله> كما كان ولا يزال وسيبقى منذ اربعين عاما واكثر. ويخطئ التقدير طبعاً من يتوهم ان هذا الشاب الموهوب الذي استقطب اكبر الأسماء الفنية من مشارق الارض الى مغاربها وصولاً الى النجمين العالميين <خوليو ايغليزياس> و<جون ليجند> اللذين غنيا من توزيعه المجدد، يريد لهذا البلد ان يُقطع رأسه بفقدان ادمغته التي بالبعض مما تبقى منها يستمر. إلا ان المايسترو المفقود في قيادة سفينة الوطن وتوزيع ألحان النشاز بين سياسيي هذا البلد من هنا وهناك، وعزف آلات الدمار المتنقلة امنياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً جعلته يطلق الصرخة.. صرخة هي لسان حال كل شاب لبناني بات أمله مع أهله تأمين بطاقة السفر مع وثيقة الولادة. ففي لبنان المخاض العسير في تحمل كل ما لا يمت الى مفهوم الوطن بشيء، والولادة في بقعة اخرى تثمر وتخضر وترتقي بفضل ما لا يقدمه الوطن الاصيل.

فالى متى، وهل تتبدل الحال؟ <انا رايح ع دبي> الاغنية التي كتبها الشاعر نزار فرنسيس في البوم <بالعكس 2> تنطلق من تجربة خاصة لرياشي ومن تجربة حياة لأخوات له يعشن في الامارة. الاغنية <الضاربة> جداً حالياً كانت مدار نقاشنا إضافة الى اسئلة عديدة غيرها توجهنا بها الى جان - ماري المبدع الخلوق صاحب واحدة من اجمل الاغنيات العربية على الاطلاق والتي ادتها اصالة بعنوان <يسمحولي الكل>. فكان لقاء <الافكار> وبدأنا بالسؤال:

ــ هل وصلك شكر من دبي على الترويج لها قبلة للشباب الطموح والذي يفتش عن البحبوحة وراحة البال في الوقت عينه؟

 - لا يمكنكم أخذ الامور بهذا المنحى على الاطلاق، والاغنية ليست ترويجا لبلد او اساءة لآخر، فلا تجريح ولا تحيّز. اخترنا دبي لانها تشهد موجة هجرة واسعة، من قبل الشباب اللبناني بشكل خاص حيث العمل وراحة البال، وحيث الغربة والوحدة ايضاً. ليس الهدف الترويج بقدر ما هو الإضاءة على التسهيلات التي تقدمها هذه الامارة والتي يفتقدها اللبناني لدى حكومة بلده التي تعرقل اموره بدل ان تسهلها. فاذا أردنا ان نطور ونوسع اعمالنا نجد العرقلة في المرصاد.. في <الكليب> المصور المرافق للأغنية عبرت عن شكوى اللبناني البعيد عن وطنه ايضا، فيفتح براده الذي ليس فيه سوى قطعة جبنة، لا جمعة ولا عائلة ولا أصدقاء. <انا رايح ع دبي> ليست اغنية بقدر ما هي رسالة لواقع فعلي مرير في الوطن بانتظار تبدّل الحال.

عتاب من مسؤول

 

ــ عرفنا ان مسؤولاً سياسياً عتب عليك مع اطلاقك وتصويرك لهذه الأغنية، لماذا برأيك؟ هل آلمته الجملة التي كتبتها في بداية الكليب برسوم <الغرافيكس> الجميل بالابيض والاسود المنفذ في صربيا حيث تقول: <حضرات المسؤولين الكرام، تحية وبعد، بفضل جهودكم.. أنا رايح ع دبي>؟

- نعم وصلني العتب وعبّر لي أحد المسؤولين عنه ولن ادخل في الاسماء. الا ان المسؤولين مسؤولون فعلياً عن الوضع المزري الذي وصلنا اليه، والاغنية رسالة لهم. هناك من انزعج فيما هنأني كثيرون على نقلي لوجع الشاب اللبناني بهذه الطريقة الراقية. فانا لم اصور لبنان بشكل يسيئ اليه على الاطلاق، فلا تكلمنا عن النفايات التي تأكل شوارعنا وحياتنا، ولا عن التلوث أو غيرها، لا بل آثرنا الكثير من الايجابيات وأشرنا الى طقسه الجميل وطبيعته الحلوة ولمة العائلة والاصحاب التي يتميز بها. مع اشارة الى بعض السلبيات في طريقة المعيشة كالانترنت البطيء والبنى التحتية غير المجهزة الخ.

 ــ اديت الاغنية بصوتك.. هل هي بداية خطوة في اتجاه الغناء؟

- لا، الا انني لم اقتنع بها الا بصوتي فهي تتطلب احساساً معيناً اوصله من خلال غنائي وكأنني أؤديها عبر الهاتف، وقد تطلب هذا الغناء على موسيقى <الجاز> مزيجاً من الحسرة والدعابة والحزن والحنين والغربة. والغناء بصوتي لن يكون الا في هذا الاطار.

 

Untitled-attachment-00088-----3<اوعا خيك>..

 

ــ كنت العراب الموسيقي في توزيع أغنية المصالحة المسيحية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فيما كان عراباها السياسيان قريبك ملحم الرياشي رئيس جهاز الاعلام والتواصل في <القوات> والنائب ابراهيم كنعان، هل اخذت هذه الاغنية التي أدّاها زين العمر من قلبه حقها برأيك؟

- لا للاسف، وربما يعود الامر الى سوء الادارة في تسويقها فهي ليست وليدة شركة انتاج لتروّج لها بالشكل الكافي والحرفي المطلوب. وقد جاء كل شيء فيها بمنتهى العفوية وكان اصدار الاغنية من دون تخطيط كافٍ. للصراحة كنت متوقعاً ان تحظى بانتشار اوسع وتفاعل أكبر الا ان الرسالة منها وصلت، وهذا هو المهم.

ــ هل من تناقض بين الاغنيتين <اوعا خيك> و<انا رايح ع دبي> بمعنى ان الاولى تدعو الى لقاء الاخوة لبناء البلد والتمسك به، فيما الثانية تتناول استياء الشباب اللبناني من وضعه المزري وصولاً الى الكفر بوطنه والخروج منه؟

- أبداً.. لكل اغنية ظرفها ورسالتها. <اوعا خيك> كانت وليدة حدث معين، فيما الثانية مختلفة يقول فيها الشاب لزوجته <يا مرتي انطريني.. يا خوفي اني ما ارجع شي نهار>.. يريد العودة الا انها غير محسومة اذ ان شيئاً قد لا يتغير. <الشباب مش ماشي حالو>.. لو تعرفون كم من سيرة مهنية تردني للعمل يرضى فيها الشاب او الصبية بما هو اقل بكثير من تخصصهما وكفاءتهما. في صرختنا لا ندعو الناس الى الهجرة، لا بل نصور مساوئها. ففي كل جمعة بين الشباب اللبنانيين يكون الحديث عن لبنان والذكريات فيه.

ــ هل تأثر عملك خلال هذا الصيف وانت تستثمر في مجالين مختلفين الانتاج الفني الموسيقي وفي مجال المطاعم؟

- وضعي افضل من غيري، والامر ليس شخصياً علماً انني أخشى من عدم القدرة على المحافظة على ما بنيته. انها صرخة عامة، فنحن بحاجة الى أمان واستقرار وتسهيلات حتى تكون أعمالنا على قدر الامال التي عقدناها يوم اسسناها. املك ستوديو مجهزاً بافضل التقنيات وهو من اكبر الاستديوهات في الشرق الاوسط، يقصده الفنانون من مختلف ارجاء المنطقة، ومن الجيد ان تكون الاجواء كلها مهيأة لاستمرار العمل وزيادة الانتاج ودوران العجلة الاقتصادية بين مختلف القطاعات. لا يكفي الطقس الجميل والطبيعة الخلابة والتي نمعن في تشويهها، فالبلد بحاجة الى فرص العمل والاستثمار. بكل تأكيد ترك قرار حظر سفر الخليجيين الى لبنان تأثيراً على مختلف المرافق ونحن بلد الفرص الضائعة للأسف. لم نستطع ان نستفيد من الاوضاع الصعبة في البلدان من حولنا وحتى تلك البعيدة التي عرفت اهتزازات امنية كبيرة. فلبنان مؤهل بشرياً إذ في كل بناية، في كل زاوية وعند كل شارع، هناك مبدع وفي كافة المجالات.

 ويزيد جان - ماري قائلاً:

- أحافظ بجهد وتعب كبيرين على اعمالي واطمح الى توسيعها، ولا أطلب كما غيري سوى الاستقرار واقول اعطونا التسهيلات واتركوا الباقي علينا. نعرف انه من واجبنا ان نرفع اسم البلد عالياً، نحن المعروفين اينما ذهبنا بنجاحنا، ونفتخر مثلاً بان تطلب الـ<الفرانشيز> لافتتاح فرع لمطعمنا في الدول العربية، فهذه شهادة على نجاحنا.

 الآتي اعظم!

ــ ما جديدك الآن؟

- نحضر لإصدار اسطوانة <بالعكس 3> واخرى لـ<ذي فويس كيدز> تبصر النور آخر السنة، ونحضر لـ<الالبوم> الجديد للسيدة ماجدة الرومي، كما أطلقنا اغنية منفردة لحمزة فضلاوي بعنوان <اشتقت كتير> Untitled-attachment-00079-----2وهناك جديد ايضاً للفنان رامي عياش، كما أحضر <ألبوماً> لنداء شرارة الأردنية الفائزة ببرنامج <ذي فويس>، ومشاريع أخرى.

ــ هل تعتقد ان نجوم <ذي فويس كيدز> البرنامج الذي لاقى الاستحسان الكبير لمستوى المواهب التي شاركت فيه والذي كنت في صلبه واساساً في نجاحه، قد يصدمون اذا ما انحسرت عنهم الاضواء لسبب او لآخر؟

- الاولاد <فهمانين اللعبة> وانا غالباً ما أشدد عليهم انهم في مرحلة عمرية سوف يتغير معها الصوت ويجب ان يكونوا مستعدين لهذا الأمر، لذا فإن الاولوية يجب ان تبقى للدراسة. فقد يتوقفون لفترة عن الغناء والعودة اليه يجب ان تكون مسلحة بالعلم والثقافة وبتطوير الصوت والشخصية والاداء، ولا يمكن الاستهتار فهناك مواهب جديدة ستبرز في المواسم المقبلة وهذه هي سنّة الحياة وقد يعرفون رهجة اكبر.

ــ هل من مفاجأة جديدة في <بالعكس 3> كالتي تمت مع الفنان العالمي <خوليو ايغليزياس> في اغنية <je n’ai pas change> التي اعدت توزيعها و<شرّقتها> كثيراً وأعاد النجم العالمي الاسباني الاصل غناءها؟

- حسب الظروف. وقد كان لهذه التجربة الحلوة صعوباتها وتطلبت جهداً للاتصال بالفنان العالمي. الامر عينه بالنسبة الى <جون ليجند> في اغنية <all of me> الرابح لجوائز <الغرامي> و<الاوسكار> وبالنسبة لي لا يقل شأناً عنهما اشتراك عاصي الحلاني في اغنية <hello dolly> للراحل <لويس ارمسترونغ> فضلاً عن يارا وعبير نعمة وغيرهما في <ألبوم> <بالعكس 2>.

ــ لقد عبّر <خوليو> من خلال شركة <سوني> الموزعة للعمل عن إعجابه الشديد بها..

- بالتأكيد، فلو لم يعجب بها جداً ما كنت لأنال موافقته، ومع <ليجند> شاركت عزفاً في <مهرجان دبي للجاز>.

ــ الكلمة الأخيرة لك وانت نجم هذا الموسم في <انا رايح ع دبي>...

- في ختام <الفيديو كليب> المرافق للأغنية كتبت كلمة <يتبع..> ولهذه دلالاتها العديدة. فنحن لم نبدأ حملة لنوقفها في منتصفها وسنكمل وكأننا في عز المعركة، ففي عز المشاكل وتحت قصف حرب تموز/ يوليو ومع كل التفجيرات بقينا نعمل وننتج ابداعا وفنا ولن نتوقف حتى <يتغير الحال>...

ــ هل سيتخذ هذا الـ..<يتبع> منحى سلبياً ايضاً؟

- وكيف تتصورينه وانت تعيشين في لبنان؟ الفــــن هــــو مـــــرآة المجتمـــــع يــــعكس ما يجري فيــــه.. لــن نكـــذب ونجمل الامور فنقول ان كل شيء على خير ما يرام، علماً اننا نأمل ذلك بشدة. من يدري فقد تكون الاغنية المقبلة <انا راجع ع بيروت> او <مهاجر الى حيث لا عودة>.. كل شيء مرهــــــون بالظـــــروف فانتظــــــروا الآتـــي.. وقـــــد يكون اعظم!