تفاصيل الخبر

المعهــد ناشط منذ انشائه فـي العــام 1952 واستمر حتى خلال فترة الحـرب...!

14/12/2018
المعهــد ناشط منذ انشائه فـي العــام 1952 واستمر حتى خلال فترة الحـرب...!

المعهــد ناشط منذ انشائه فـي العــام 1952 واستمر حتى خلال فترة الحـرب...!

 

 

بقلم وردية بطرس

 

تـنشـــــط المعـاهــــــد الثقافـيــــــة الايطالية والتي يبلغ عددها 90 معهداً في المدن الرئيسية في القارات الخمس، وهي تشكل نقطة التقاء مثالية للحوار بين المفكرين والفنانــــين والعاملــين في المجــال الثقافي، وكذلك بالنسبة للمواطنين الايطاليين والأجانب الذي يرغبون في اقامة علاقة مع ايطاليا. وتعمل المعاهد الثقافية الايطالية ليس فقط لابراز صورة ايطاليا وانما كمصدر مفيد للمعلومات عن ايطاليا، وأيضاً هي القوة الدافعة وراء المبادرات والتعاون الثقافي. ويمثل المعهد أيضاً نقطة مرجعية أساسية للمجتمع الايطالي في الخارج، وهو يشهد اقبالاً كبيراً على الثقافة الايطالية في جميع أنحاء العالم. ومن خلال دعم العمل الذي تقوم به السفارات والقنصليات الايطالية، تعمل المعاهد الثقافية على تعزيز صورة ايطاليا كمركز للانتاج والمحافظة ونشر الثقافة من العصر الكلاسيكي حتى يومنا هذا، والى جانب ذلك تقوم بتنظيم الفعاليات الثقافية في مختلف المجالات (الفنون، والموسيقى، والسينما، والمسرح، والرقص، والأزياء، والتصميم والتصوير الفوتوغرافي، والأدب، والنشر)، ويقدم <المعهد الثقافي الايطالي> في بيروت الخدمات الآتية: دورات في اللغة الايطالية والحضارة في جميع الفروع حيث يدرّس فيها المعلمون المؤهلون، بالإضافة الى دورتين سنوياً (CILS, PLIDA & DITALS exams) في فرع الحمرا للحصول على درجة معرفة اللغة الايطالية كلغة أجنبية، كما ان المعهد ينظم العديد من النشاطات الثقافية والفنية والتي تستقطب اللبنانيين نظراً لحبهم واهتمامهم بالثقافة الايطالية.

 

مديرة <المعهد الثقافي الايطالي> الدكتورة

<مونيكا زيكا> ونشأة المعهد في لبنان!

<الأفكار> زارت مديرة <المعهد الثقافي الايطالي> الدكتورة <مونيكا زيكا> داخل مكتبها في السفارة الايطالية في بعبدا، وكان لنا حديث مطول عن نشأة المعهد ونشاطاته.

وسألناها بداية عن الهدف من تأسيس المعهد فقالت:

- الهدف من انشاء المعهد في لبنان هو شبيه بالهدف الذي على أساسه أُنشئ المعهد في دول العالم الا وهو: نشر وتحسين اللغة الايطالية والثقافة الايطالية، وأيضاً تحسين التعاون بين ايطاليا والبلد الذي يستضيف <المعهد الثقافي الايطالي>. وقد ظل المعهد منذ تأسيسه في العام  1952 لغاية اليوم ناشطاً، ولم يغلق أبوابه حتى خلال سنوات الحرب الأهلية في لبنان. وكان البروفيسور <مارتينو ماريو مورينو> (1952- 1956) أول مدير لـ<المعهد الثقافي الايطالي>، وهو مستشرق وخبير في الثقافة المحلية، اذ قام بترجمة القرآن فذاع صيته كوسيط ثقافي في لبنان، وبعد خمسين سنة قررت الحكومة الايطالية احترام انجازاته من خلال تسمية المعهد باسم <مارتينو ماريو مورينو> - <المعهد الثقافي الايطالي>. أما المدراء الذين ترأسوا <المعهد الثقافي الايطالي> فهم: البروفيسور <بيناسا>، البروفيسور <دي انجيلو>، البروفيسور <اوستاشيو بورسيا>، البروفيسور <نيكولا فيرماني>، البروفيسور <جورجيو غويريني>، البروفيسور <اوستاشيو بورسيا>، البروفيسور <جيرلاندو بوتي>، البروفيسور <نيكولا فيرماني>، البروفيسور <اينيو ترويلي>، البروفيسور <واندا غريللو>، البروفيسور <اتيليو دي كاسبيريس>، والدكتور <ادواردو كرسافولي>.

وأضافت:

- كان مقر <المعهد الثقافي الايطالي>  في الحمرا، ولكن في العام 2005 انتقلت ادارة <المعهد الثقافي الايطالي> من الحمرا الى مقر السفارة الايطالية في بعبدا، ولكن لا يزال المعهد في الحمرا يستقبل الطلاب لتعلّم اللغة الايطالية، وتوجد فيه المكتبة، وأحياناً تُقام فيه محاضرات للطلاب، وان كل الأنشطة هي مفتوحة لكل شخص يهتم بالثقافة الايطالية، اذاً كان الهدف من تأسيس المعهد الحفاظ على التعاون والا يغلق المعهد أبوابه حتى خلال فترة الحرب، ولدى المعهد فرع في صور اذ لدينا دورات لتعليم اللغة الايطالية في صور، وطبعاً في الجنوب هناك <اليونيفيل> حيث تُدرّس اللغة الايطالية، وأيضاً الطلاب الذين يودون متابعة دراستهم في ايطاليا يتعلمون الايطالية، وهذا مهم بالنسبة لـ<المعهد الثقافي الايطالي> وللسفارة الايطالية، لأن المعهد هو داخل السفارة وينتمي للسفارة، وأيضاً هما يعملان معاً من أجل الحفاظ على الحضور في جنوب البلاد.

 

نشاطات <المعهد الثقافي الايطالي>!

 

ــ ما هي أبرز النشاطات التي قام بها <المعهد الثقافي الايطالي> على مدى السنوات الماضية وحتى اليوم؟

- لم يركّز المعهد على نشاط واحد او اثنين في مجال الثقافة، بل حاولنا ان نعطي نظرة شمولية عن اي جانب في الثقافة الايطالية، وطبعاً كان التعاون مع المؤسسات المحلية قائماً. وبهذه الحالة يروّج المعهد لكل ما يتعلق بالثقافة والفنون: السينما، والأفلام الوثائقية، والموسيقى (الجاز او الفلكلور) ولكل أنواع الفنون من رسم ونحت، وفيديو، وأدب، وترجمة، كما ان وزارة الخارجية الايطالية تقوم بالتسويق او تركز كل سنة على موضوع معين وتخصص يوماً  او اسبوعاً للموضوع الذي تروّج له... مثلاً هناك اهتمام بالتصميم الايطالي اذ أقيم  <يوم التصميم الايطالي>، وهناك تركيز على اللغة اذ لدينا <اسبوع اللغة الايطالية> الذي يُقام في الاسبوع الثالث من شهر تشرين الأول (اكتوبر)، كما يُقام <اسبوع المطبخ الايطالي> في الاسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر).

واستطردت قائلة:

- هناك تركيز على السينما الايطالية في شهر أيار (مايو)، وهناك مناسبات عديدة يتم احياؤها من قبل وزارة الخارجية، ومثلاً في لبنان أُقيم هذا العام للمرة الأولى (European Theatre Festival) في <مسرح المدينة> منذ بداية شهر تشرين الأول (اكتوبر) لنهاية الشهر بالتعاون مع العديد من البلدان الأوروبية ولبنان كان جزءاً منها، وكانت مناسبة جيدة لابراز صورة السينما الايطالية. واذا أردنا التحدث عن حدث معين فأول ما أذكره هنا هو برنامج مميز أطلقه وزير الخارجية هذا العام وهو برنامج خاص لبلد غير اوروبي في حوض المتوسط يُدعى (Italia, Culture, Mediterraneo) او <ايطاليا والثقافة وحوض المتوسط>، اذ نظم هذا البرنامج معارض مهمة عن حوض المتوسط خلال شهر أيلول (سبتمبر)، وشارك فيه فنانون من <متحف ماكسي> من روما وذلك بالتعاون مع <متحف سرسق في لبنان>، ثم كان <يوم التصميم الايطالي> بعنوان <Giving Industrial Materials a New Spirit> الذي قدمه <جاكوبو فوجيني>، ومعرض للمجوهرات الفضية لمصممين ايطاليين.

وأضافت:

- بالنسبة للمطبخ الايطالي فقد حاولنا ان نلقي الضوء على الجانب الثقافي في هذا الخصوص، اذ منذ سنتين أتى البروفيسور <باولو فابري> وتحدث عن <بيلوغرينو توزي> وهو روماني كتب اول كتاب طبخ ايطالي في القرن التاسع عشر، وهو أشهر كتاب وصفات ايطالية التي تطبخ بالطريقة القديمة، اذ ان مفهوم الكتاب عن الطبخ  في القرن التاسع عشر كان مختلفاً عما هو عليه اليوم، اذ في ذلك الوقت كان معنياً للعائلات لان المطاعم لم تكن كما هي اليوم حيث كانت الأكلات الايطالية تطبخ في البيوت، وتحدث البروفيسور <فابري> عن الحياة والعمل وكيف كتب اذ اراد توحيد ايطاليا فوجد ان المشاركة بالطبخ ستكون طريقة جيدة. وأيضاً بالنسبة للموسيقى فلقد أقام <المعهد الثقافي الايطالي> منذ سنتين احتفالاً موسيقياً للجاز بعنوان <Middle Eastern Dialogues> شارك فيه عازفون ايطاليون وعازف مصري.

ــ وماذا يحضّر <المعهد الثقافي الايطالي> من نشاطات؟

- نحن نعمل مع المهرجانات التي تُقام في بيروت، على سبيل المثال <Beirut Chants Festival> او <مهرجان بيروت ترنّم> الذي ينطلق في اول كانون الأول (ديسمبر) اذ سيبدأ باحتفال <غونو> مع مغنيين ايطاليين. وأيضاً في 4 كانون الأول (ديسمبر) سيكون هناك احتفال ايطالي آخر مع عازفة الكمان الايطالية <فرانشيسكا ديغو>. ويسعدنا ان ندعم ذلك، وطبعاً سنشارك في <مهرجان الأفلام> في كانون الأول (ديسمبر) في <مهرجان البستان الدولي> في بيت مري وفي شهر شباط (فبراير) وآذار (مارس) اذ لدينا تعاون مع <مهرجان البستان>، وستكون هناك مشاركة في <مهرجانات بعلبك> الصيف المقبل، اذ تجدر الاشارة الى انه الصيف الماضي أحيت <مهرجانات بعلبك الدولية> ذكرى المؤلف الموسيقي الايطالي <جواكينو روسيني> في احتفال مبهر حيث قدمت تحية الى المؤلف الايطالي في ذكرى مرور 150 عاماً على وفاته، وبالتالي سندعم هذه المهرجانات الصيف المقبل ايضا.

 وعن دورات الطبخ تقول:

- بالنسبة للمطبخ الايطالي فنسعى لتنظيم دورات للطبخ مع بداية العام المقبل، وهذه المرة نسعى ليس لتنظيم دورات الطبخ المبنية على وصفات للمطاعم، ولكن البعض يسألنا ما اذا كانت هناك دورات الطبخ المبنية على وصفات التي بامكان اي شخص اعدادها في المنزل، وبالتالي نحاول ان نقدم دورات طبخ عن كيفية الطبخ في مطابخ الناس والعائلات التي تود ان تطهو مأكولات ايطالية، وهذا سيكون مختلفاً وأكثر بساطة عن الطبخ في المطاعم، وأيضاً سيظهر للناس كيف يطبخ الايطاليون في منازلهم في ايطاليا وما شابه... وبالتالي ليس درساً للطبخ بل نسعى كي يلتقي الناس ويتشاركوا أسرار الطبخ وما شابه، وبالتالي نفكر بهذه الفكرة ونخطط لتقديم هذه الدروس مع شخص سيأتي من ايطاليا.

 

اتفاقيات التعاون مع المدارس والجامعات!

 

ــ ماذا عن اتفاقيات التعاون بين <المعهد الثقافي الايطالي> والمدارس والجامعات بما يتعلق بتدريس اللغة الايطالية؟

- بشكل أساسي، هناك العديد من المدارس الخاصة تدرّس اللغة الايطالية اذ تدرك المدارس الخاصة أهمية اللغة الايطالية وهي لغة اختياريـــــة، فيمـــــا البرامـــــج الرسميــــة تهتـــــم بتـــــدريس اللغـــــة الايطاليـــــة منـــذ سنــــــوات، اذ أصبحت اللغــــة الايطاليــــة كلغـــــة أجنبيـــــة ثانيــــــة في المــــــدارس الرسميـــــة، وهناك مــــدارس تلتحــــق ببرنامــــج لتــــدريس اللغــــة الايطاليـــــة، وتُدرّس اللغـــــة الايطاليـــــة مــــن قبل اساتذة لبنانيين تخرجوا من جامعات ايطاليا، والآن نطلق تعاوناً مع جامعة <كا فوسكاري> في <فينيسيا> للطلاب الذين يريدون تعلّم اللغة في الجامعة اللبنانية، اذ هناك الآن اتفاقية تعاون بين الجامعة اللبنانية وجامعة <كا فوسكاري> في <فينيسيا>، اذ بإمكان بعض الطلاب اللبنانيين ان يذهبوا الى <فينيسيا> ويتابعوا فصلاً دراسياً واحداً، ثم يخضعون للامتحان ومن ثم يحصلون على الشهادة المعترف بها من قبل الجامعة اللبنانية، وبالتالي يأتي هؤلاء الطلاب اللبنانيين بخبرة من الجامعة الايطالية، ويصبح بامكانهم ان يكملـــــوا دراستهم في لبنان لأن هذا هو الهدف ان يذهب الطالب الى جامعات ايطاليا ثم يعود الى لبنان لاكمال الماجستير في لبنان والعمل هنا بعدما يكتسب خبرة باللغة الايطالية. والان سيبدأ المعهد في شباط (فبراير) 2019 بتقديم المنحة للطلاب اللبنانيين وهي منحة خاصة تُقدّم من <المعهد الثقافي الايطالي>، وهناك منح تُقدّم من الحكومة الايطالية وهي تُقدم سنوياً للطلاب الذين يريدون ان يدرسوا في ايطاليا، والمكاتب التي تقدم المعلومات لكل ما يلزم بما يتعلق بالمنحة هي فقط في السفارة الايطالية و<المعهد الثقافي الايطالي> وليس في اي مكان آخر، وكل سنة لدينا طلاب يأتون ويسألون للقيام بما يلزم للحصول على المنحة، كما لدينا اتفاقية تعاون مع العديد من الجامعات، وهناك تعاون بين الجامعات الايطالية والجامعات اللبنانية على سبيل المثال لقد أطلقت <جامعة الروح القدس - الكسليك> برنامجاً مشتركاً مع جامعة <أوربينو> في ايطاليا الا وهو برنامج <حفظ وترميم الملكية الثقافية والفن المقدس>، والدكتورة <سينزيا باسكولا> التي قامت بحفظ الأعمال الرئيسية للفنان <ليوناردو دافنشي> في <متحف اللوفر> ستأتي الى لبنان لتقدّم الدروس للطلاب الذين يدرسون <الحفظ والترميم> في <جامعة الروح القدس - الكسليك>.

 

اهتمام اللبنانيين بتعلم اللغة الايطالية!

ــ ما سبب اهتمام اللبنانيين بتعلم اللغة الايطالية برأيك؟

- اولاً ايطاليا تنتمي الى حوض المتوسط وبالتالي تربطنا علاقات تاريخية وثقافية مع لبنان، كما ان لبنان يتعاون مع ايطاليا في مختلف المجالات نظراً للاهتمام باللغة والثقافة الايطالية، اذ ان العديد من الطلاب اللبنانيين يرغبون بمتابعة دراستهم الجامعية في ايطاليا وبالتالي يتعلمون اللغة للالتحاق بالجامعات الايطالية، كما ان اللبنانيين يحبون المطبــخ الايطـــالي فتجديــن المطابـــخ الايطاليــــة منتشـــرة في لبـــنان، ناهيك عن الطلاب الذين يتعلمــون فــن الطبــخ الايطــالي وما شابــه، ولا ننسى الجـــانب الاقتصـــادي اذ هنــاك العديد من الشركات الايطالية التي تستثمر في لبنان مما يخلق فرص عمل ومما يعزز التواصل بين اللبنانيــين والايطاليــين. ويسعدنــا ان نـرى اللغــة الايطاليــة تُدرّس في المدارس في لبنان مما يتيـــح المجــــال للطـــلاب الذيـن يــودون متابعــة دراستهــم في ايطاليا، وبالتالي هناك أمــور عديــدة تجعــل اللبنـاني يهتــم باللغــة الايطالية، عدا عن اهتمامه بالثقافة والفن الايطالي.