تفاصيل الخبر

المعالج الفيزيائي جاك غيا: المريض الذي يجـري عمليـة تغيـيـر الــورك او يتعـــرض لحالـة الكسور فلا بـد من اخضاعـه للعــلاج الـفـيـزيـائـــي لـئــــلا تُصـــــاب الـعـضـــلات بـالـضـعــــف!

14/06/2019
المعالج الفيزيائي جاك غيا: المريض الذي يجـري عمليـة تغيـيـر الــورك او يتعـــرض لحالـة الكسور فلا بـد من اخضاعـه للعــلاج الـفـيـزيـائـــي لـئــــلا تُصـــــاب الـعـضـــلات بـالـضـعــــف!

المعالج الفيزيائي جاك غيا: المريض الذي يجـري عمليـة تغيـيـر الــورك او يتعـــرض لحالـة الكسور فلا بـد من اخضاعـه للعــلاج الـفـيـزيـائـــي لـئــــلا تُصـــــاب الـعـضـــلات بـالـضـعــــف!

 

بقلم وردية بطرس

العلاج الفيزيائي هو أحد طرق الرعاية الطبية العلاجية التي يتم تقديمها للأفراد الذين يتعرضون لاصابات معينة وتؤثر على حركة أجسامهم، حيث يتم محاولة اعادة الحركة الى طبيعتها، وتحفيز القدرة الوظيفية لأعضاء الجسم على العمل. العلاج الفيزيائي يرتكز على استعمال وسائل تهدف الى احداث تفاعلات معينة في الجسم مؤثرة بذلك على وظيفة العضو او الأعضاء، وان تفاعل الجسم وتكيفه مع وسائل العلاج الفيزيائي يختلفان من شخص الى آخر.

المعالج الفيزيائي جاك غيا

وأهمية العلاج الفيزيائي

فكيف يساعد العلاج الفيزيائي المريض؟ وبأي الحالات يستوجب اخضاع المريض للعلاج الفيزيائي؟ وهل يختلف الأمر بين شخص وآخر من حيث العمر؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على المسؤول عن قسم العلاج الفيزيائي واعادة التأهيل في <مستشفى بلفو> المعالج الفيزيائي جاك غيا ونسأله:

ــ بأي حالة يحتاج المريض للعلاج الفيزيائي؟

- عندما يخضع المريض للعملية الجراحية تكون نسبة نجاحها 50 بالمئة، والـ50 بالمئة المتبقية تكون بالعلاج الفيزيائي خصوصاً بجراحة المفاصل والعظم والأوتار والعضلات، وحتى اذا كان الشخص مصاباً بالسرطان فإنه يحتاج للعلاج الفيزيائي لأنه تحدث أورام لمفوية وغيرها. وبحالات أخرى اذا اردنا التحدث عن أوجاع مثل فقرات الظهر فيكون العلاج الفيزيائي مهماً وذلك من ناحيتين: اول ناحية عندما يشعر المريض بالوجع ولكن لا تكون هناك التهابات، لأنه اذا كانت هناك التهابات فممكن ان يزيد الوجع... وبالمبدأ يقوم الطبيب المعالج بتوجيه المريض الى العلاج الفيزيائي، ولكن المفروض قبل ان يطلب منه ذلك ان يخضع المريض للتشخيص الكامل، وبهذا التشخيص نقوم بكل شيء اذ ننظر بالتاريخ العائلي لدى المريض مثلاً ربما يكون الشخص قد تعرض منذ صغره لحادث سير او لديه مشاكل نفسية او مشاكل عائلية او وجع ظهر مزمن. ولا يغيب عن البال تأثير التشنجات في هذه الحالة اذ ان 80 بالمئة من الحالات تكون تشنجات.

ويتابع:

- بالنسبة الي كمعالج فيزيائي في مستشفى بلفو فما ان يصل المريض الى مركز العلاج الفيزيائي نقوم بالتشخيص الكامل اذ نفحص كل العضلات والمفاصل وكل شيء. وبمجرد ان يتحدث المريض يرتاح فكيف الحال عندما نستمع لما يخبره عن الوجع الذي يشعر به ونساعده. الأهم من كل ذلك، نعيد التشخيص بنصف العلاج، من ثم نعيده بآخر العلاج، لأننا نضع هدفاً ويجب ان نصل اليه، يعني مثلاً اذا كان الوجع 8 على 10 في اليوم الأول من بدء العلاج يجب بعد خمس جلسات ان نصل الى الهدف ويكون 3 على 10 او 2 على 10، وفي يوم التقييم الأخير يجب ان أصل الى الهدف الذي اريده اي لا ألم او ألم خفيف، وبهذه الحالة أقوم بـ<Discharging Report> وأرسله الى طبيبه، وطبعاً يكون هناك تنسيق مسبق مع الطبيب، فكلما كان هناك تعاون بين الطبيب والمعالج الفيزيائي والمعالج النفسي الى ما هنالك نصل الى النتيجة المرجوة.

ضرورة اجراء العلاج الفيزيائي

في حالة تغيير المفاصل والكسور

ــ اي عمليات تتطلب اخضاع المريض للعلاج الفيزيائي بعد اجرائها بشكل ضروري؟

- بالاجمال كل العمليات في العضلات تتطلب اخضاع المريض للعلاج الفيزيائي، ولكن بالدرجة الأولى يكون العلاج الفيزيائي ضرورياً في حالة تغيير المفاصل بالاجمال، وأيضاً بحالة الكسور فمثلاً اذا حدثت كسور في الورك او المفصل واي نوع من الكسور يتطلب اخضاع المريض للعلاج الفيزيائي بعدما يقوم طبيبه بالتوجيه للقيام بذلك. ولكن برأيي كمعالج فيزيائي يجب التنبه لأمر وهو: مثلاً اذا أصيب الشخص بكسور في الكوع فمن الصعب ان يقوم بحركة فتح الكوع وتسكيره كما في السابق، اي لا يعود الكوع كما كان من قبل بدون الاخضاع للعلاج الفيزيائي وذلك بنسبة 90 او 95 بالمئة. ويجب ان يتم ذلك بتوجيه من الطبيب، والسبب انه أحياناً اذا كان الشخص قد خضع لأي عملية في الركبة ولكن حدث تقطيب للوتر يبقى هناك مرحلة من الزمن يُمنع عليه ان يخضع للعلاج الفيزيائي لمدة أسبوعين او ثلاثة أسابيع او اي مدة يحددها الطبيب حسب الطريقة التي قام بها، ولهذا نقول انه يجب ان يُوجه المريض من قبل طبيبه المعالج، لأن المعالج الفيزيائي لا يقدر ان يقول للمريض الذي خضع للعملية الجراحية عليك ان تبدأ بالعلاج الفيزيائي من تلقاء نفسه دون توجيه الطبيب بذلك. وهنا يلعب فريق العمل دوراً مهماً في هذا الخصوص، فعندما يكون فريق العمل جيداً ويكون هناك تعاون وتنسيق بين الاختصاصيين نصل الى النتائج المرجوة.

التكلس في المفاصل لدى المتقدمين في السن

 

ــ وهل يختلف الأمر بالنسبة لخضوع الشخص للعلاج الفيزيائي من حيث العمر وبين الرجل والمرأة؟

- طبعاً يختلف الأمر من حيث الأعمار، فعندما يكون الشخص صغيراً في السن تكون عضلاته قوية ولا تزال المفاصل والأوتار خالية من التكلس، ولكن عندما يتجاوز الانسان سن 50 او 55 هنا يبدأ التكلس في المفاصل، وربما تضعف العضلات خصوصاً اذا لم يكن الشخص رياضياً. أما بين الرجال والنساء فلا يختلف الأمر وحتى التمرين الذي نقوم به نقدر ان نقوم به حتى لو كان الشخص يبلغ مئة سنة، اذ يسألونني كمعالج فيزيائي عما اذا نقدر ان نمغض العضل لدى الانسان المتقدم في السن، نجيبهم طبعاً نقدر ان نقوم بذلك ولكن علينا ان نحترم الوجع، فعلى سبيل المثال اذا كان الشخص شاباً اقدر ان افتح عضلاته الى الحد الأقصى فلا مشكلة بذلك، ولكن المسن اذا تألم فلا أقدر ان أكمل لأن الوجع هو ردة فعل الجسم وكأنه منبّه يقول لنا علينا ان نتوقف عن القيام بالتمرين مثلاً. وهنا يجب التنبيه لأمر ان المسن عندما يخضع لعملية جراحية ويلازم الفراش ما يحدث ان العضلات تضعف بسرعة، اي هناك 24 ساعة او 48 ساعة علينا ان نصّر لليوم الأول من اجراء العملية ان يمشي على قدميه، لأنه كلما تأخر يحدث كسول، وأيضاً يُصاب الشخص بالخوف، وتضعف العضلات وبالتالي يتطلب اخضاعه للعلاج الفيزيائي بشكل سريع.

ــ وماذا يحدث للشخص اذا لم يخضع للعلاج الفيزيائي بعد اجراء العملية الجراحية؟

- بأغلبية الحالات ومن خلال خبرتي القصيرة على مدى عشر سنوات رأيت حالات لأشخاص كانوا قد خضعوا لعمليات جراحية ولكنهم لم يخضعوا للعلاج الفيزيائي فيواجهون المشاكل، مثلاً اذا كان الشخص قد خضع لعملية تغيير الورك عليه ان يخضع للعلاج الفيزيائي. وهنا يمكن القول انه ليس هناك توجيه بهذا الخصوص من قبل طبيبه المعالج، لأن المريض لا يعرف ذلك من تلقاء نفسه ما لم ينصحه طبيبه المعالج بذلك. وهنا أذكر مرة أخرى ان نجاح العملية بنسبة 50 بالمئة يكون بواسطة العلاج الفيزيائي وذلك بأكثرية العمليات، علماً أن هناك عمليات صغيرة لا تتطلب العلاج الفيزيائي مثلاً: اذا كان هناك غضروف صغير جداً في مفصل معين، وقام الطبيب بازالة الكيس، عندها يطلب الطبيب من المريض ان يحرك المفصل بطريقة معينة الى ما هنالك، وهنا يكون الطبيب قد نصح المريض بالطريقة الصحيحة ولا يكون المريض بحاجة للعلاج الفيزيائي. أما المريض الذي سبق ان خضع لعملية جراحية ولكنه لم يتلق العلاج الفيزيائي فتُصاب العضلات لديه بالضعف.

 

ضعف العضلات يؤدي الى التكلّس

ــ والى ماذا سيؤدي الأمر عندما تضعف العضلات؟

- هذه نقطة مهمة، ان العضل هو الموتور الذي يحرك المفصل، فمع مرور الوقت والتقدم في السن يؤدي ضعف العضل الى ضعف المفصل، وعندما يضعف المفصل يؤدي ذلك للاصابة بالتكلس او يحدث تآكل في الغضروف وبذلك لا تُحمى المفاصل من كل ذلك، ولهذا يجب اخضاع الشخص للعلاج الفيزيائي لتقوية العضلات لئلا يُصاب بضعف العضلات وبالتالي ضعف المفصل.

ــ وهل تعود العضلات كما كانت من قبل اذا خضع المريض للعلاج الفيزيائي؟ وكم يحتاج المريض من جلسات العلاج الفيزيائي؟

- لا شك هناك أشخاص يكون الشفاء لديهم ربما أكثر بطئاً من غيرهم، مثلاً بدل ان يحتاج الشخص لعشر جلسات قد يحتاج الى 15 او 20 جلسة وبالتالي يعتمد الأمر على الأشخاص أنفسهم، اذ كل فرد يكون الشفاء لديه اما بطيئاً واما سريعاً، ولكن بالاجمال نتقيد بالتوصيات العالمية بما يتعلق بالعلاج الفيزيائي لكي يستفيد الأشخاص من هذا العلاج وفق المعايير العلمية، اذ نصل الى نتائج جيدة جداً، وتكون نسبة الشفاء 90 و95 بالمئة، وهذا ما نعتمده في المركز داخل مستشفى بلفو لمساعدة الأشخاص قدر الامكان.

ــ كمعالجين فيزيائيين تتحدثون كثيراً عن تأثير التشنج على الآم الظهر والرقبة...

- هذا صحيح، ولا ننسى أننا نعيش في منطقة متوترة وكل شيء من حولنا يؤدي للتوتر سواء من ناحية العمل والماديات والبيئة التي نعيش فيها، ونرى حالات تشنج لدى اللبنانيين بسبب كل هذه الأمور التي ذكرتها، وبالتالي هناك نسبة عالية من الأشخاص يعانون من التشنج وذلك بنسبة 80 بالمئة. ومن خلال معاينتنا للحالات نجد ان أغلبية حالات الام الظهر والرقبة ناتجة عن التوتر والضغط النفسي، ولكن الحمد لله لغاية الآن نرى نتائج جيدة بعد القيام بجلسات العلاج الفيزيائي، اذ كان يُطلب من اشخاص ان يخضعوا لعمليات جراحية ولكن ما ان خضعوا للعلاج الفيزيائي لم يعد هناك حاجة لاجرائها... بغض النظر عما تكلفه العمليات الجراحية فهناك شق انساني في هذا الخصوص، فمثلاً اذا أتى الي المريض وهو يشعر بألم في الظهر او الرقبة لا اقول له اذهب واخضع لعملية جراحية وهو لا يحتاج عليها، بل كل ما يحتاجه هو العلاج الفيزيائي لأن الضمير المهني وأخلاقيات المهنة تلزمنا ان نساعد المريض بالطريقة المثلى وليس بدفعه الى اجراء العملية الجراحية.

حماية العضلات

ــ وماذا عن الأشخاص الذين لا يعانون من أوجاع او مشاكل في العضلات فكيف يحمون العضلات؟

- حتى الأشخاص الذين لم يخضعوا لعملية جراحية أو ليسوا بحاجة للعلاج الفيزيائي فيمكنهم ان يستفيدوا من العلاج الفيزيائي للوقاية. وهذا أمر مهم ويتطلب القليل من التثقيف والتوعية لكي يدرك الشخص أهمية العلاج الفيزيائي، وطبعاً عندما نقول العلاج الفيزيائي للوقاية فلا نعني ان يذهب الشخص للمعالج الفيزيائي ليخضع لـ10 او 15 جلسة، فبمجرد ان يزور قسم العلاج الفيزيائي ويفهمه كيف يجلس مثلاً او كيف يقود او كيف ينام في السرير بالطريقة الصحيحة او كيف ينهض من السرير في الصباح، وكيف يجلس في المكتب، فهذه أهمية العلاج الفيزيائي للوقاية اذ ننصح الناس كيف يجلسون على مكاتبهم بالطريقة الصحيحة وكيف يجلسون في السيارة الى ما هنالك. وأيضاً يقوم المعالج الفيزيائي بتوجيه الأشخاص نحو الرياضة التي يحتاجون اليها، اذ بمجرد ان يفحصهم يدركون اي نوع من الرياضة التي يجب ان يزاولوها او يمتنعوا عن مزاولتها.

وختم المعالج غيا حديثه قائلاً:

- اذاً هذه هي الأمور أساسية في العلاج الفيزيائي، ونأمل ان نصل الى وقت تقوم المدارس بالتثقيف والتوعية حول ذلك، وأيضاً في المؤسسات والشركات لتوجيه الأشخاص كيف يجلسون في مكاتبهم بالطريقة الصحيحة وكيف يقودون الى ما هنالك، وبذلك نتفادى مشاكل عديدة في المستقبل... فعلياً بدأت اقوم بذلك في مستشفى بلفو، وما نقوم به مع بداية كل شهر عندما ينضم موظفون جدد الى المستشفى اننا نوجههم من حيث الجلوس بطريقة صحيحة في مكاتبهم، كما أشرح للممرضة كيف يجب ان تحمل، وأشرح للسكرتيرة التي تجلس على مكتبها لوقت طويل كيف يجب ان تجلس، وغير ذلك أقوم بجولة مرة في السنة على كل الأقسام وأحاول ان اصحح كل الشوائب مثلاً اذا وجدت موظفاً مكتبه عال جداً فأطلب تغيير المكتب. وما لمسته في مستشفى بلفو ان فريق العمل يعمل بشكل رائع ومتكامل وبذلك نحقق النتائج المرجوة، فمن خلال التعاون والتنسيق في ما بيننا كل ضمن اختصاصه استطعنا ان نحقق نتائج أفضل، لأنه مهما قدمنا للمريض يكون هناك خلل ما ولكن لبناء النجاح يجب ان نعمل ضمن فريق عمل وهذا ما نقوم به.