تفاصيل الخبر

اللبنانيون استقالوا من مسؤولياتهم وضيّعوا الكثير من الفرص التي أُعطيت لهم!

02/10/2015
اللبنانيون استقالوا من مسؤولياتهم  وضيّعوا الكثير من الفرص التي أُعطيت لهم!

اللبنانيون استقالوا من مسؤولياتهم وضيّعوا الكثير من الفرص التي أُعطيت لهم!

SAM_6712 تتواصل جلسات الحوار الوطني على أمل أن تثمر خيراً وتتوّج بنتائج إيجابية توقف التعطيل الحاصل في المؤسسات بدءاً من رئاسة الجمهورية التي تعاني الفراغ منذ أكثر من سنة، ولم تنفع الجلسة رقم 29 التي عقدت يوم الأربعاء الماضي في إنتاج رئيس جديد للجمهورية، فيما يعول على جلسة الحوار الرابعة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل في أن تضيق نطاق الخلاف بين أركان الحوار حول البنود السبعة التي تناقشها. فماذا يقول العارفون ببواطن الامور ويواكبون جلسات الحوار؟

<الأفكار> استضافت في مكاتبها عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق نائب بيروت غازي العريضي المشارك في جلسات الحوار الى جانب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وحاورته في هذا الملف، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي بكل تجلياته بدءاً من السؤال:

ــ من المؤكد أنك واكبت اجتماعات الأمم المتحدة السبعين واطلعت على خطابي كل من الرئيسين الأميركي <باراك أوباما> والروسي <فلاديمير بوتين> وغيرهما من رؤساء العالم. بماذا خرجت بقراءة سياسية لما جرى هناك؟

- قبل الأمم المتحدة واجتماعاتها، كانت الأمور واضحة. ففي نيويورك جرى تظهير الصورة فقط، لكن الأمور كانت واضحة بين موسكو وواشنطن. فالغرور الأميركي والادعاء الأميركي والصلف الأميركي والمكابرة الأميركية والازدراء الأميركي للشعوب والأمم والدول، كل ذلك نرى نتائجه في دول المنطقة، ولذلك أقول دائماً إن السياسة الأميركية هي سياسة تجريبية تخريبية، بمعنى أنها تجرّب وتفشل فتنتقل الى خيار آخر وهكذا دواليك، الحروب ومسرحها في النهاية ليسا في واشنطن أو أي ولاية أميركية، بل هما في دولنا وعلى أرضنا، ونحن لسوء تقديرنا ولسوء تدبيرنا وقصر النظر في القراءة والاتكال على أن الأميركيين والغرب حلفاء وما إلى ذلك، كل هذا جعلنا نصل الى ما وصلنا إليه.

وأضاف:

- أبدأ بذلك لأقول ماذا يوجد بين موسكو واشنطن، وأؤكد أن ما بينهما ليس سورياً بالتأكيد رغم أن سوريا هي المسرح الآن، لكن في قراءة الموقف لا بد من الذهاب الى أوكرانيا والى البوابات المحيطة بروسيا والتي جاءت أميركا تنشر فيها الصواريخ والقواعد العسكرية لتهديد الأمن الروسي غير آبهة وغير مهتمة بالموقف الروسي، وتعتبر أنها سيطرت على العالم وبإمكانها أن تفعل ما تشاء. وحصل ما حصل في اوكرانيا وقام الروسي بردة فعل وفرضت على روسيا عقوبات وتعاملت معها تحت الألم، لكن الأمور تطورت بشكل جعلت المانيا وفرنسا تطالبان بإعادة النظر بالعقوبات ضد موسكو، حتى ان الموقف الفرنسي وصل الى رفع العقوبات، لأن موقف موسكو تحسن كما قال الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند>، لكن أميركا رفضت وذهبت لوضع منصات صواريخ في بولندا، ثم في جورجيا، وهذا ما اعتبرته موسكو تهديداً لأمنها من الداخل.

واستطرد قائلاً:

- أما في سوريا وقبل خروج وزيرة خارجية أميركيا <هيلاري كلينتون> من الحكم، فقد حصل اتفاق في عهدها على عقد مؤتمر <جنيف1> عام 2012، لكن حصل خلاف بينها وبين وزير خارجية روسيا <سيرغي لافروف> على تفسير <جنيف1 > بمعنى أن <كلينتون> أصرّت على أن <جنيف1> يعني رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وبدء العملية السياسية، لكن <لافروف> اعتبر أن العملية السياسية تبدأ بوجود الأسد ولاحقاً يرون ماذا يحصل، وخرجت <كلينتون> من الوزارة وجاء <جون كيري> مكانها وكان اتفاق بين <كيري> و<لافروف> على معادلة هي المعادلة الديبلوماسية الأهم في بداية هذا القرن وتتلخص بالقول ان بدء العملية السياسية ليس مشروطاً بتنحي الأسد كما قالت واشنطن، فيما موسكو قالت إن انتهاء العملية السياسية ليس مربوطاً ببقاء الأسد، أي عندما نتفق يخرج الأسد، لكن واشنطن أدارت ظهرها للاتفاق وظهرت قضية <داعش> فأعلنت واشنطن فوراً تشكيل تحالف دولي لمقاتلته، وقالت إيران إنها مستعدة لقتال <داعش> في عز التفاوض الأميركي الإيراني بشأن النووي، لكن واشنطن رفضت مشاركة إيران، وأكدت موسكو انها ضد التطرف الإسلامي أساساً، وخاضت معارك قاسية ضده في القوقاز وأفغانستان وأبدت استعدادها لقتال <داعش>، لكن حسب واشنطن ممنوع لموسكو ان تقاتل <داعش>. فكيف ذلك؟! هي لا تريد مشاركة موسكو في مواجهة الإرهاب وتريدها في مجلس الأمن، ولا تريد مشاركة موسكو في توفير الحل للوضع السوري وتريدها في مجلس الأمن، ولا تريد مشاركة إيران رغم التفاهم معها، حتى ان الاميركيين أكدوا للإيرانيين طوال فترة التفاوض معهم التزامهم بعدم مس الأسد، وقد فعلوا ذلك، لكن عند تراكم الأمور وفي لحظة مؤاتية بعد الاتفاق النووي وعند استمرار اللعبة الأميركية وإدارة الظهر الأميركية، جاء الرئيس <بوتين> وقال: <نحن هنا لاسيما بعد الفضيحة الكبرى الثانية للأميركيين في العراق بعد الفضيحة الأولى عندما دمروا العراق تحت عنوان <أسلحة الدمار الشامل> وكانت كذبة كبيرة، وكانت الكذبة الثانية عند تدريب عناصر سورية وعراقية من المعارضة المعتدلة، لكن لم يبقَ منهم سوى أربعة حسب اعتراف الأميركيين لأن السوريين رفضوا التوقيع على التزامات وعقود انتمائهم الى القوى العسكرية لمقاتلة <داعش> فقط، وقالوا إنهم يريدون قتال النظام أيضاً، وعندما تسلموا السلاح من الأميركيين سلموه للقوى التي تقاتل النظام لأنهم يعتبرون أن النظام هو عدوهم، فوصلنا الى ما وصلنا إليه، ولذلك ما جرى في نيويورك هو تظهير لهذا المشهد. واليوم انتقلنا الى مشهد آخر هو أن أميركا تعترف بأزمتها ومأزقها وناشدت إيران وروسيا لإيجاد الحل في سوريا، وهي لم تقم بأي حل، لا بالإقدام ولا بالإحجام ولا بالتودد ولا بالتردد، وبالتالي فالأمور ذاهبة نحو مواجهات مفتوحة.

 

المشهد اللبناني

ــ أمام هذا المشهد، أين لبنان وسط كل ما يحصل؟

- لبنان يدمّر نفسه، ونحن نفتقد الى العقل الجماعي في لبنان، وبالتالي الى الفعل الجماعي.. فقد أتيحت للبنان فرصة منذ بداية الحدث السوري لضمان الاستقرار فيه، وأعطيت له فرص اقتصادية ومالية من خلال قروض عديدة، لكن نسأل: ماذا فعلنا؟! نمنا على حرير...

ــ نأينا بأنفسنا؟

- النأي بالنفس ضروري، لكن لم نكتفِ بذلك ولم نلتزم به واختلفنا على كل شيء حتى على مسألة النازحين ونمنا على حرير بأن هناك مظلة دولية فوق رأس لبنان وفوق رؤوس اللبنانيين، ولكن فجأة رأينا أن هذه المظلة تُصاب بثقوب ونحن نساهم في زيادة هذه الثقوب أكثر فأكثر، وبالتالي خسارة القروض وتفويت الفرص علينا من العروض والوصول الى حالة من الفوضى التي كنت أقول عنها ولا أزال إنها أخطر من الحرب.. فنحن استقلنا من تحمّل مسؤولياتنا، ونأينا بعقلنا جانباً وليس بفعلنا فقط، وذهبنا الى شهواتنا ومصالحنا وأحقادنا وحساباتنا الخاصة بقياس كل حدث أينما جرى هذا الحدث، وخصوصاً في سوريا، وعملنا على تركيبه على قياس مصالحه.

لبنان ليس على أي جدول!

ــ إدعاء وغرور لبناني نستطيع أن نسمّيه؟

- ادعاء ومكابرة وغرور... فالعبقرية اللبنانية  لا مكان لها في كل ما نشهده بكل أسف، ولذلك لا ننتظر شيئاً للبنان في الأمم المتحدة، خاصة عندما يكون العالم مشغولاً بهذا التطور الروسي الكبير... فسوريا للأسف غير موجودة وأصبحت ساحة والموضوع هو روسيا وهي مجلس الأمن لا بل هي أهم من إيران لأن القرار في مجلس الأمن بيدها، ثم إيران لأن هذا العام هو عام إيران من خلال الاتفاق الذي جرى معها ومن خلال تمددها، ثم في غياب العرب وفشل السياسة التركية، ثم ان اوروبا منشغلة بشكل مرعب في مسألة النازحين السوريين أو اللاجئين أو المهجرين، أو سمّهم ما شئت..  فأين لبنان في كل هذا؟! كانوا يقولون إن لبنان ليس على جدول الأولويات، لكنني أقول إن لبنان لم يعد على الجدول أساساً وليس في الأولويات.

الحوار ضرورة

ــ ماذا تستطيع طاولة الحوار الوطني أن تفعل إذاً؟

- طاولة الحوار ضرورية، لأن الحوار ضروري في الأيام العادية، فكم بالأحرى في مثل هذه الحالات؟! قد لا تنجح المرة الأولى والثانية والثالثة، لكن لا بد من الحوار.. فهذه الطاولة هي استفتاء لعقول الناس وحث لهمم الناس ووضعهم أمام مسؤولياتهم وخصوصاً أمام المشهد الأخير الذي نشاهده في الشارع لكن إذا لم يكن هناك حوار فماذا يعني؟! يعني قطيعة على قاعدة الاستسلام لمشيئة القدر والتطورات الإقليمية والدولية وقرار الآخرين، وبالتالي الفوضى في كل مكان وهي أخطر ما يمكن أن يعيشه اللبنانيون.

ــ يعني لا شبح لرئيس جمهورية جديد؟

- بالتأكيد لا.. فقد كانت هناك فرصة لبنانية لإنتاج رئيس للجمهورية، لكن الآن مع التطورات  التي حصلت، فالأمر تغير وهناك ميزان إقليمي دولي مختلف واهتمامات وانشغالات دولية اقليمية مختلفة، ولبنان ليس على الجدول.

ــ ألا يمكن للبنانيين أ ن يتخذوا قرارهم بأنفسهم؟

- كيف ذلك؟ فالنفايات فوق رؤوسنا وأمام كل بيت وبناية، ولا نفعل شيئاً... فنحن استقلنا من اتخاذ القرارات بكل ما للكلمة من معنى.

ــ هل يلزمنا إذاً <دوحة2> أو <عمان1> كما يروّج البعض؟

- من يقوم بذلك؟ فأصعب مرحلة هي التي نمر بها الآن... فقد مررنا بكل المراحل السابقة ودائماً كان هناك وجود جامعة عربية في بيروت، لكن الجامعة اليوم لم تعد موجودة اصلاً في أي دور، وكنا نرى سوريا في لبنان، فأين سوريا اليوم، هي بالكاد تكون في سوريا... كنا نرى المملكة العربية السعودية، ولكنها اليوم منشغلة بمشاكلها وهمومها وبحرب اليمن.. ومصر تحاول استعادة الدور ولملمة الوضع في جانب معيّن، وليبيا والعراق إلخ... كله مدمّر.

وتابع يقول:

- ومع كل الاحترام والتقدير لسلطنة عُمان ولكن هذا يأتي في ظرف سياسي.. فنحن كنا نرى وفوداً من دول العالم ومن أوروبا إلخ، لأن لبنان كان المسرح والقضية على مدى 15 عاماً، لكن لبنان اليوم لم يعد كذلك ولم يعد أولوية، وبالتالي لا بد من طرح السؤال: الى أين نذهب؟! إلا إذا سنحت لحظة إقليمية اتفق فيها الآخرون على أمور ما وهذه غير مؤاتية وظاهرة الآن ولا بد أن نتقبل الأمور في ظل ميزان قوى معين.

 

تسوية التعيينات الأمنية

ــ قضية التعيينات الأمنية تشغل اللبنانيين وسط انقسام حاد حولها. فهل يمكن إيجاد مخرج ما يكون المدخل لفك تعطيل عمل الحكومة والمجلس؟

- في كل الحالات فالبحث يجري عن تسوية سياسية. للأسف سواء لامست حدود الدستور والقانون أم لا. والمشكلة أن الذين يرفضون التسوية السياسية لا يقدمون البدائل لمشكلة حقيقية قائمة، شئنا أم لا، لكن لا نستطيع إنكار هذه القوى على الطاولة، وبالتالي نحاول قدر الإمكان استنباط أفكار واقتراحات للخروج من هذا المأزق لأنه إذا لم ننجح في حل هذه المشكلة فنحن ذاهبون الى مشكلة سياسية كبيرة ويكفي لبنان ما يعاني من مشاكل.. وهنا نبحث عن إعادة فتح مجلس النواب لكن السؤال هو: إذا لم تعمل الحكومة، فماذا يكون دور مجلس النواب حتى لو فُتحت أبوابه للتشريع؟!

 

الحراك والإرادة والإدارة

ــ كيف تنظر الى الحراك المدني لاسيما عنصر الشباب الذي يقوم بتظاهرات واعتصامات، ولو لم تكن نائباً أو وزيراً سابقاً، هل كنت انضممت إليهم؟

- أولاً، كل ما طالبوا به أنا فعلته في الوزارة، ولذلك فالسؤال لا يوجه إلي، وبالتالي ما يطالبون به صحيح وسبقتهم في مطالبهم عندما اتخذت قراراً بإخراج 950 شخصاً من وزارة الإعلام عندما كنت وزيراً للإعلام عام 2001، وسموا هؤلاء بالفائض ووفّرت على الدولة هذا الكم الهائل  من الموظفين بقرار واحد، في وقت وقف الجميع ضدي ولم يقف أحد معي رغم أن هذا القرار يصب في خانة محاربة الفساد... وإذا نزل المتظاهرون اليوم الى محلة <زيتونة باي> فأذكر هنا بأنني أول من آثرت هذا الموضوع يوم كنت في وزارة الأشغال وقامت القيامة ضدي من كل حدبٍ وصوب، ولم أجد أحداً من الحراك المدني يقف معي، أضف الى ذلك أن ملف مرفأ <الدالية> أنجز في عهدي وتم بناؤه وإبقاء الصيادين فيه، وهذا المشروع انا من قمت به بتكلفة 12 مليار ليرة، وبالتالي ما يطالب به المتظاهرون اليوم سبق أن فعلته أنا أيام كنت وزيراً، لكنني لم أسمع أصواتهم آنذاك، ولم أسمع صوت أي من القوى السياسية. وأكثر من ذلك، فاليوم تثار قضية الأملاك البحرية ويحكي عن 1100 مخالفة. وهنا أسأل: من أين أتوا بالرقم هذا؟ أنا الذي أصدرت الكتاب بهذا SAM_6713الخصوص وقمت بمسح المخالفات من شاطئ الناقورة جنوباً حتى شاطئ النهر الكبير شمالاً وحددت بالنتيجة المخالفات والغرامات بمليارات الليرات.

ــ لم تنفذ رغم كل ذلك!

- صحيح، ولكن لماذا؟

ــ بسبب التدخلات السياسية؟

- يعطيك العافية.. فأنا لم أسمع أحداً يقف معي آنذاك والنقابات التي عشت معها في الشارع من الصيادين الى السوّاقين الى الكهرباء وما إلى ذلك، فقرار الفائض في الإعلام بني على أساسه قرار <الميدل إيست> عندما تم إخراج الفائض عبر دفع بدل مالي، وانظر اليوم كيف أن <الميدل إيست> ناجحة ومتقدمة، ناهيك عن الذين أخرجتهم من الوزارة بسبب الرشى ومطالبتي بالإنماء المتوازن.

ــ يعني  أنت مع الحراك؟

- إذا كنت وزيراً وفعلت ما قلته، فكيف لا أكون معهم وأنا مواطن؟ لكن اختلف معهم على مسألة محددة خاصة وأنني متمسك بنظرية تقول: الأرادة والإدارة، وبالتالي إرادتهم نبيلة وقوية، لكن الإدارة تطرح علامات استفهام. وطبعاً أنا لست أسير نظرية المؤامرة لأن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق السلطة السياسية اللبنانية التي لم تفعل شيئاً والتي لم تتجاوب مع كثير من الأمور على مدى عقود من الزمن، ولذلك نحن سبقنا الناس حتى في الشارع، بدليل أن أول شهيد للحركة الشبابية الطلابية في لبنان كان حسان أبو اسماعيل عام 1954 وأبو الانتفاضات العمالية والنقابية آنذاك كان كمال جنبلاط، ونحن بالتالي لم نسبق الناس في الشارع فقط، بل سبقناهم في المؤسسات أيضاً وفي الإدارة ومركز القرار. وأنا عندما اعتدي على الإعلام وأقفلت محطة الـ<أم. تي. في> كان السوري في البلد، وهو كان وراءها مع شركائه اللبنانيين، لكنني رفضت ذلك ووقفت مع حركة الإعلام.

خطة شهيّب للنفايات

ــ تبقى قضية النفايات. فهل ستنجح خطة زميلك الوزير أكرم شهيّب أم ستواجه كما نرى باعتراضات تقضي عليها؟

- الوزير شهيب قام بمشروع وهو منفتح على الجميع ويقول للناس انه إذا كان هناك مشروع أفضل، فهو جاهز لأن يتبناه، وهو دعا اهل الحراك لاجتماعات نقاش حول هذه المسألة بكل صدر رحب، ولم يصدر منه أي موقف سلبي ولم يقل إن هذه هي الخطة ونقطة على السطر.. لا بل دعا الجميع الى طاولة نقاش وحوار حول أفضل السبل لمعالجة الملف وإذا تم الاختلاف حول نقطة أو ما شابه، كما يحصل في كل مؤسسة من مؤسسات العالم، فلا يجوز وقف الحل بالكامل. فلا مشكلة في هذا الموضوع. وهنا أعود الى معادلة الإرادة والإدارة، فإذا أرادوا الحلول فلا بد أن يكونوا شركاء في إيجاد هذه الحلول.. فالإرادة جيدة لدى الحراك، لكن إذا كانت إدارتهم لهذا الملف خاطئة، فحتماً سيخسرون كأي إنسان أو كما يحصل في الحياة العادية، وبالتالي لا بد من الحوار والأخذ والعطاء. وهنا أسأل: إذا كان الهدف محاربة الفساد وإيجاد الحلول والدعوة لقيام الدولة، فهل يتم ذلك عبر تحطيم الأملاك العامة؟ فالمواطن سيدفع في النهاية فاتورة الأضرار ولا بد بالتالي من تقديم مشهد مختلف، ولذلك هناك الكثير من الأمور التي ذهب فيها شباب الحراك الى النهاية واختلط الحابل بالنابل وكانت دعوات لذهاب السلطة الشرعية الى البيوت، لكن من يفعّل قانون الانتخاب الذي يطالبون به وأليس مجلس النواب؟! فهناك واقع موجود على الأرض، ولا يمكن فرض كل شيء بالقوة.. فالشباب ليس لديهم الخبرة السياسية إذا صح التعبير والبعض منهم لديه عنفوان وانفعال وتهوّر، لكن لا بد لهم أن يتعلموا من التجارب ويهدأوا قليلاً.