تفاصيل الخبر

اللـبـنـانـــــــــــــي يـحـمــــــــــــــل عـصـــــــــــــا الـهـجـــــــــــرة الـــــى الـمـجـهــــــــــــــــول!  

21/08/2015
اللـبـنـانـــــــــــــي يـحـمــــــــــــــل عـصـــــــــــــا  الـهـجـــــــــــرة الـــــى الـمـجـهــــــــــــــــول!   

اللـبـنـانـــــــــــــي يـحـمــــــــــــــل عـصـــــــــــــا الـهـجـــــــــــرة الـــــى الـمـجـهــــــــــــــــول!  

بقلم طوني بشارة

القاضي-رمزي-نهرا3 شعار حمله اللبنانيون على مر السنين، فالهجرة مأساة مزمنة يتعامل معها اللبنانيون منذ وُجدوا، الأمر الذي جعل لبنان يحتل حالياً أعلى نسبة مهاجرين في العالم ، إذ تشير دراسة المنظمة العالمية للهجرة إلى أن لبنان يشكل البلد الأول في العالم من حيث كثافة الهجرة مقارنة بعدد سكانه.

وبسبب الهجرة، بات اللبنانيون ينتشرون اليوم على مساحة الكرة الأرضية، يكملون حياتهم بعيداً عن مساحة 10452كم مربع ولا تربطهم بالبلد الأم إلاّ زيارات <خاطفة> أو علاقات مع الأقارب، ومن يفكر منهم في العودة يعود وفي داخله صراع العودة - البقاء، ويبرر المغتربون اللبنانيون هجرتهم بأنهم يبحثون عن وطن يؤمن لهم فرص العيش والأمان ومصدر رزق لهم ولأولادهم.

واللافت أن عدد اللبنانيين المقيمين في البرازيل يفوق الستة ملايين شخص، ويصل العـــــدد في كل مـــــن أميركا الشماليــــــة وباقي بلدان أميركا الجنوبية الى ستة ملايين مهاجر، بينمـــــا تتقــــــاسم كل من أوروبا وأفريقيا والبلدان العربيـــــة وخاصة الخليج نصف مليون مهاجر.

مهاجرون تركوا لبنان منذ عقود ، البعض منهم لم يتكبد حتى عناء شرح معالمه لأولاده وأحفاده ، مما دفع فرع الشبيبة لدى الجامعة اللبنانية للثقافة في العالم ممثلاً برئيسته السيدة نسرين اسبر الى تنظيم زيارة لمئتي شاب وصبية من مغتربين لبنانيين لبلدهم الام تتراوح اعمارهم بين 20 و30 سنة ، وينتمون الى 20 بلداً في العالم، والاغلبية لدى اميركا اللاتينية. زيارة تمت بدعم رئيسي ومباشر من قبل تجمع رجال الاعمال ووزارة السياحة ، اما الزيارة لطرابلس التي حملت معنى السلام، فتمت بالتشاور بين المجلس الاقتصادي للجامعة وغرفة التجارة والزراعة في طرابلس والشمال، زيارة استمرت عشرة ايام ، برنامجها حمل اسم <LEBolution>.

للإطلاع على الغاية منها وأهمية برنامجها، قابلت <الافكار> رئيسة فرع الشبيبة نسرين اسبر والداعم الاساسي للزيارة الدكتور فؤاد زمكحل ورئيس فرع الاقتصاد للجامعة أنطوان منسى والمنسق الاساسي لزيارة مدينة السلام (طرابلس ) الاستاذ توفيق دبوسي ومحافظ الشمال رمزي نهرا حاورتهم وجاءت بالتحقيق الآتي:

نسرين اسبر رئيسة فرع الشبيبة للجامعة تقول: بفضل مجلس الشباب للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وبدعم من تجمع رجال الأعمال اللبنانيين برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل نحن هنا اليوم برفقة 200 شاب وفتاة من الجالية اللبنانية القادمة من 20 دولة مختلفة من جميع القارات وخاصة أمريكا اللاتينية، والغرض الرئيسي من هذا الحدث هو قضاء 10 أيام في وطننا الأم الذي لم يكن معظم هؤلاء الشباب يعرفونه لغاية الآن.

وتتابع اسبر : يسعى برنامجنا المسمى <LEBolution> إلى خلق تأثير كبير وإيجابي في لبنان، مع وجود وطاقة كل هؤلاء الشباب القادمين من الخارج، لذا قمنا بإنشاء جدول خاص بالتعاون مع كل من تجمع رجال الأعمال اللبنانيين ووزارة السياحة وسلطات أخرى التي تفهم تماماً روح هذه <الثورة> الإيجابية.

وتستطرد اسبر: في الواقع، هدفنا هو أن نتجاوز السياحة وأن نساهم جنباً إلى جنب مع هؤلاء الشباب لإقامة أنشطة ثقافية واجتماعية في لبنان خلال الفترات اللاحقة ، كما نود أن نساعدهم على العودة إلى بلدانهم منظمين كمجالس شباب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، فيمكنهم بالتالي أن يصبحوا في المستقبل السفراء الطبيعيين للتراث الثقافي اللبناني والهوية اللبنانية.

اما فؤاد زمكحل، فاعتبر انه من دواعي سروره لا بل يشرفه أن يرحب بالشباب المغترب في أرض آبائهم، ارض وطنهم الأم الذي يحرص عليهم ويفتخر بهم أينما وجدوا في جميع أنحاء العالم، فبات شائعاً ان أهم موارد لبنان الأغلى، والأقوى، والأكثر إنتاجية هي الجالية اللبنانية من المغتربين الموزعين عبر العالم أجمعه... .  هذا المجتمع الذي حفر بصماته وزرع العلم اللبناني في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، مجتمع تميّز ابناؤه ولمعوا في جميع المجالات الاقتصادية: المالية والصناعية والتجارية والسياحية والتكنولوجية والطبية، وعلى صعيد الخدمات. وأنا لا أعد المغتربين بأن تكون طبقتنا السياسية حكيمة وناضجة بما فيه الكفاية، لبناء قواعد لبنان الذي نحلم به كلنا: لبنان الدولة الديمقراطيـة القوية والمستقلة، التي أولويتها المطلقة هي المصلحة الوطنية، ولكن بحكم موقعي أضمن لهم وأعدهم بأن القطاع الخاص اللبناني سيواصل الكفاح روحاً وجسداً للحفاظ على اقتصادنا الذي سينمو في جميـــــع أنحـــــاء العالم بفضل دعمهم، كما وسيبقى مستقلاً عن أي توترات داخلية وسيثابر من اجل البقاء والاستمرار ضمن هذه البيئة غير المستقرة، مهما كانت انطوان-منسى-وتوفيق-دبوسي2المخاطر والصعوبات.

ويتابع زمكحل:

- لن أستخدم مع الشباب المغترب الكلام عن طريق الخطاب الخيالي البعيد عن الحقيقة والواقعية لأقول له بوجوب وقف الهجرة اللبنانية وإعادة المغتربين الى الوطن وهذا أمر مستحيل في الوقت الحاضر، لأن اقتصادنا صغير جداً للأسف، و لا ينمو بما فيه الكفاية لتأمين وخلق فرص عمل لجميع شبابنا، إنما أستطيع أن أقول بكل قناعة انه يجب الإعتماد والاستفــــــادة مـــن الهجرة الإنتاجية والفعالة التي كانت نتيجتهـــــــا سفــــــر شبابنـــــــا وإكتسابهــــــــم الخــــــبرة فيعــــــودون للاستثمار في لبنان. .. . هجرة بنّاءة يتم من خلالها جلب قسم كبير من الأموال والأرباح إلى الوطن... هجــــرة إيجابية حيث يحافظ المغتربون اللبنانيون على هويتهم، وجنسيتهم الأصلية، ويصبحون سفراء الاقتصاد اللبناني في جميع أنحاء العالم.

رسالة الى طيران الشرق الأوسط

وينوه زمكحل : لقد قمت مع الشباب المغترب بزيارة رمزية لمقر مجلس النواب اللبناني في ساحة النجمة ، زيارة الغاية منها التركيز على ضرورة أن يشارك المغترب اللبناني في الحياة السياسية اللبنانية، والمطالبة بمنحهم حق التصويت لانتخاب ممثليهم فهو أمر بالغ الأهمية، وشرعي، وحق أساسي نحرص عليه جميعاً وسنتابع هذا النضال المحق سوياً.  من جهة أخرى، نحن نطلب من شركة طيران الشرق الأوسط MEA التي نجحت على العديد من الجبهات، تأمين رحلات مباشرة إلى أمريكا اللاتينية التي تضم أكبر جالية لبنانية في العالم، لتشجيع المغتربين هناك على زيارة لبنان بشكل منتظم وبتكلفة أقل من أجل تسهيل رحلتهم.  بالفعل، إذا قام 10 بالمئة من المغتربين اللبنانيين لدينا في العالم بزيارة لبنان فقط مرة واحدة في السنة... فسوف يستفيد اقتصادنا إلى حد كبير من هذا الانفتاح.

اما على الصعيد الاقتصادي فألمح زمكحل:

- نحن نحاول بناء علاقات متميزة وتحالفات مع رجال الاعمال اللبنانيين وتجمعات اللبنانيين المغتربين في جميع أنحاء العالم لأننا معاً نستطيع بناء التآزر الإنتاجي وشراكات بناءة لكي ننمو سوياً في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق، أنا أؤمن بقوة بأهمية إنشاء صندوق مالي مشترك يجمع المستثمرين اللبنانيين في جميع أنحاء العالم للاستثمار المشترك في مشاريع إنتاجية في لبنان أو في أي بلد وسوق آخر يتطور، فعلينا اختراق أسواق جديدة معاً، عبر مجموعة، كل واحد منا ضمن تخصصه في العديد من القطاعات لنكون أكثر كفاءة وإنتاجية.

وختم زمكحل حديثه:الشباب المغترب يمثل الجيل الجديد من المغتربين اللبنانيين ونحن نعتمد بشكل كبير عليه لإستعادة صورة هذا البلد العظيم. نحن نعتمد على شبابنا ليخبروا أصدقاءهم ومحيطهم عن تفاصيل رحلتهم الرائعة لوطنهم، ولكي يظهروا وجهاً مختلفاً عن بلادنا، و نأمل ان تكبر هذه المبادرة وأن تشجّع مبادرات مماثلة أخرى منتظمة... ما هو مؤكد أننا سوف نفلح كلنا حيث فشل جميع السياسيين، إذ سننجح في الاتحاد فيما بيننا وسنبذل الجهود من أجل هدف واحد ألا وهو الحفاظ على بلدنا الحبيب ومساعدته على تجاوز وتذليل كل الصعوبات!

جدار السلام في طرابلس

من جهته، الأستاذ أنطوان منسى الذي نسق زيارة الوفد لطرابلس مع غرفة التجارة والصناعة في الشمال أكد على أن السياحة جزء مهم من برنامج هذا اللقاء بما أن معظم الشباب لا يعرفون وطنهم الأم، واعتبر ، بالنسبة له كابن الشمال، ان زيارة طرابلس ورسالة السلام التي تحملها هذه الزيارة  هي من أهم النشاطات التي نظمها فرع الشبيبة بالتشاور والدعم المباشر من قبل غرفة التجارة والصناعة ، مركزاً على ان رسالة برلمان1السلام ستتجلى برسم <جدار من أجل السلام> بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة..

وعمد منسى الى شرح موجز لأهداف الزيارة والغاية منها وأنها تسعى الى إظهار الصورة الحقيقية الحضارية التي تمتاز بها مدينة طرابلس باعتبارها حاضنة لمكونات إجتماعية تتكامل في دورة حياة وطنية واحدة، وأنها بالتالي مدينة عريقة في التاريخ، وإذا كانت الظروف السابقة التي عاشتها المدينة قد حالت دون إتمام الزيارة المقررة في سنوات سابقة، فإن المرحلة الراهنة باتت مؤاتية لأن طرابلس كانت ولا تزال مثالاً لبنانياً للعيش الوطني الواحد.

اما توفيق دبوسي الداعم الأساسي لزيارة الشباب المغترب لطرابلس، فأشار الى ان فكرة الزيارة لمدينة السلام طرابلس تبلورت اثر لقاء جمعه مع عضو الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الأستاذ أنطوان منسى ابن الشمال وذلك اثناء زيارته للغرفة وحيث عرض منسى المهام الجديدة التي كلف بها من جانب الاتحاد العالمي اللبناني الثقافي لجهة تعزيز روابط لبنان ببلاد الاغتراب وبشكل خاص طرابلس التي يصر على اظهار صورتها الحضارية الجميلة التي تتسم بها وترويجها في ارجاء المعمورة، فمنسى ابن طرابلس تلك المدينة التي احتلت وأخذت حيزاً مهماً من شغفه ومحبته واهتماماته ، وابلغته بأننا دائماً الى جانبه نؤيد وندعم تطلعاته في ان تظهر الصورة العائدة لطرابلس بأبهى مشاهدها كما نريدها ونسعى معه جنباً الى جنب لتطوير وتحديث دورة حياة طرابلس الاقتصادية والاجتماعية.

 ويستطرد دبوسي: وهنا لا بد من التذكير بأن غرفة طرابلس قبل هذه الزيارة كانت السباقة في استقبال وفد اغترابي من الشباب اللبناني من الارجنتين ومختلف بلدان اميركا اللاتينية في السنة الماضية وكان ذلك في أحلك الظروف التي مرت على طرابلس.

ويضيف دبوسي: مع بداية شهر تموز/ يوليو، التقيت من جديد الأستاذ منسى وبحثت معه في الترتيبات المشتركة بين الغرفة والجامعة الثقافية لاستقبال 200 شاب وشابة من المغتربين اللبنانيين. <وأنا أكن  التقدير لزيارة وفد الشبيبة الآتي من بلدان الاغتراب وأفتخر بالتقدم والنجاحات التي يحققها اللبنانيون في دنيا الانتشار وهي مدعاة فخر واعتزاز لكل لبنان، واعتبر ان العمل على تشديد أواصر الانتماء والانشداد الى الوطن الام مساعٍ حميدة وخيرة تدفعنا نحن المسؤولين في الغرفة الى احتضان ورعاية هذه المناسبة من مختلف جوانبها سواء أكان من حيث الضيافة او الزيارة الميدانية للمدينة على مختلف مراكزها وفي طليعتهم قلعة طرابلس وكذلك الأسواق التاريخية والداخلية والمناطق العمرانية المستحدثة ليتعرف ضيوفنا والزوار الى مكنونات ومقومات بلدهم الذي يمتاز بالعراقة والاصالة.

وبالنسبة لأهمية او مدلول الرسم على الجدار الفاصل بين التبانة وجبل محسن أشار دبوسي:

- ان هذا الاجراء له مدلولات وطنية مهمة جداً، فالجذور اللبنانية المنتشرة في العالم مؤمنة بأن لبنان وطن الرسالة، وطن الآباء والاجداد ، وان هم جزء من هذا الوطن ويطمحون لأن يعيش أبناء لبنان بأمن وأمان، وعملهم هذا يؤكد ارتباطهم بمجتمعهم اللبناني.

بدوره رأى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ان الرسالة التي يحملها الشباب المغترب في نشر مفهوم السلام في المدينة، انما هي تعبر عن نبض وثقافة المدينة، وألمح نهرا الى كونه يفتخر بالشباب المغترب فهم جيل المستقبل الواعد وصورة لبنان التي يحملونها الى كل أصقاع العالم، واللبنانيون ينظرون اليهم نظرة أمل ومحبة، وأمل أن يكونوا صلة الوصل بين اللبناني الداخلي واللبناني المغترب، داعياً المسؤولين الى السعي الجدي من اجل مساعدة اللبنانيين المتجذرين من أصول لبنانية للحصول على الجنسية ليبقوا على تواصل مع ارض آبائهم وأجدادهم، مؤكداً ان مجلس النواب ومجلس الوزراء لديهما هذا التطلع ويعملان من أجل تحقيقه، متمنياً أن يبقى لبنان في ذهنهم وذهن أهاليهم.