تفاصيل الخبر

اللبــناني يدخــل مرحلـــة الفقــر الـمدقــع وزهـــاء 350 ألـــف مواطن يعيش الواحد منهم بأقل من دولارين في اليوم!

14/07/2017
اللبــناني يدخــل مرحلـــة الفقــر الـمدقــع وزهـــاء 350 ألـــف  مواطن يعيش الواحد منهم بأقل من دولارين في اليوم!

اللبــناني يدخــل مرحلـــة الفقــر الـمدقــع وزهـــاء 350 ألـــف مواطن يعيش الواحد منهم بأقل من دولارين في اليوم!

 

بقلم طوني بشارة

2--A

دخل المواطن اللبناني مرحلة الفقر المدقع للأسف نتيجة لتراكمات امنية واقتصادية عديدة، وبحسب مؤشر نوعية الحياة المعيشية (كيو، أل، آي) فإن هناك أكثر من 30 بالمئة من اللبنانيين غير قادرين على تأمين حاجاتهم الأساسية، بالإضافة الى أن المؤشر نفسه يظهر تباينات مناطقية بارزة، فهل سيتمكن لبنان بمكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من القضاء على هذه الظاهرة؟ علماً إن من خصائص الفقر في لبنان وجود تفاوت مناطقي بارز، والذي نتج وزاد بفعل الحرب الأهلية التي امتدت منذ العام 1975 وحتى العام 1989، وأدت الى شلل تام في الحياة العامة وجميع مفاصلها الاقتصادية والتنموية، وقد تنبهت حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري المتعاقبة لضرورة إيلاء هذا الموضوع الشأن الذي يستحقه، فكان أن كرست في جميع بياناتها الوزارية <مبدأ الانماء المتوازن بين المناطق> لردم الفجوة الاجتماعية بينها، وقد أسست العديد من الصناديق الاجتماعية والاقتصادية لهذا الغرض، ولكن بالرغم من وجود هذه الجمعيات، ما زال زهاء 350 ألف مواطن في لبنان يعيش الواحد منهم بأقل من دولارين في اليوم مما يعني وجود 350 ألف مواطن لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الأساسية، وهذا العدد يزداد بسبب الظروف المالية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها محيطنا الإقليمي، والأهم ان هذه الفئة من المجتمع اللبناني هي التي تتحمل الجزء الاكبر من عبء اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون نازح يعيشون في المناطق الاكثر فقرا في لبنان.

تقديرات البنك الدولي..

 

وفي تقديرات أشار إليها البنك الدولي بوضوح أن هناك 40 بالمئة من اللبنانيين هم تحت خط الفقر، ويتوقع ان ينحدر حوالى 170 ألف مواطن لبناني لما دون خط الفقر محذراً من تفاقم الأزمة المعيشية في لبنان..

ومع تراكم الازمات المعيشية وتقاعس الدولة وتهرّب القطاع الخاص وخجل المبادرات الفردية بات الفقر هاجساً لا بد من مواجهته قبل فوات الاوان.

إزاء ذلك ســــــعى <بنــــــك الغــــــــذاء اللبــــــناني> الــــــــــى توقيـــع اتفاقيــــــة مـــــع وزارة الشــــــؤون الاجتماعية من اجل الحد من هذه الظاهرة، فما هو دور <بنك الغذاء اللبناني>؟ وما هي سبل التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية؟

سنو واهداف <بنك الغذاء اللبناني>

رئيس جمعية <بنك الغذاء اللبناني> كمال سنو نوه بأن <بنك الغذاء اللبناني> هو جمعية خيرية تسعى إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين في لبنان من خلال الحدّ من هدر الطعام، علماً أن نحو 28.6 بالمئة من اللبنانيين يعانون من الفقر و20.6 بالمئة منهم لا يتجاوز دخلهم اليومي الدولارين، وتهدف هذه الجمعية إلى مكافحة الجوع وهدر الطعام في لبنان، وهي عضو في <شبكة بنوك الطعام الإقليمية> في دبي، ويقول:

- <تأسست هذه الجمعية عام 2012 من قبل عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، وتسعى إلى مساعدة اللبنانيين المحتاجين بغض النظر عن انتمائهم الديني أو ولائهم السياسي.

وعن المشاريع التي تنفذها الجمعية وتعاونها مع جمعيات أخرى اجاب سنو:

- نعمل على تطوير برامج لتأمين الطعام ومكافحة الجوع وهدر الأطعمة في كل لبنان، كما نعمل على جمع المواد الغذائية الجافة والمعلبة والأطباق التي لم تُقدم للزبائن من الفنادق والمطاعم والمحال التجارية الكبرى بشكل صحي ونظيف، ونقوم بإعادة توزيعها على اللبنانيين المحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية العديدة التي نتعامل معها في كل أنحاء لبنان، كذلك نهتم بالتوعية للقضاء على مشكلة هدر الطعام، وبتدريب الأفراد لتمكينهم من إيجاد فرص عمل وهو أمر لا بد منه لمكافحة مشكلة الجوع على المدى البعيد، واننا نتعاون مع أكثر من ستين جمعية خيرية في كل أنحاء لبنان.

وتابع سنو:

- الجائع اللبناني يختلف عن أي جائع آخر في العالم، فاللبناني يأبى أن يمد يده لطلب المساعدة ولا يرتجف صوته مستغيثا، وللأسف أن 37.5 بالمئة من اللبنانيين يعيشون في أوحال الفقر و400 ألف منهم ما دون خط الفقر، فالجوع موجود في لبنان منذ سنوات عدة لكنه خافت صامت، وأضاف:

- في الأزقة القريبة من هنا والبعيدة كذلك يعيش جياع كثيرون، لكن بعضنا يتحاشى تلك الأزقة ويبتعد عنها... لكن هل الابتعاد عن البيوت الحزينة وجدرانها الكئيبة هو الحل؟.

وحذر سنو من أن الجياع لن يصبروا طويلا، شارحاً أن <بنك الغذاء> لا يشتري الطعام ولا يطبخه، فالطعام موجود والهدر موجود أيضا لكن السواعد تهيأت لنقل الطعام من مكان إلى آخر.

وفي ما يتعلق بمصادر الطعام قال سنو: مصادر الطعام والغذاء لا حدود لها، ومنها الأعراس وموائد الإحتفالات <events>، وتبرعات متواصلة من أفران كثيرة، وطعام مطبوخ جاهز ومخصص للتبرع به من قبل عدة ربات بيوت لبنانية، والفائض من المطاعم والفنادق، ومن الخضر والفاكهة عند المزارعين والمستوردين، والمعلبات على أنواعها قبل أن تنتهي صلاحيتها.

وأوضح سنو أن أهم قواعد <بنك الغذاء اللبناني> أنه يأخذ من كل المناطق ويوزع إلى الجميع في كل المناطق، وأشار إلى أن التوزيع يجري من خلال 70 جمعية لبنانية اختيرت بعناية من أصل 11 ألف جمعية في لبنان.

واستطرد سنو قائلاً:

-  إن عمل البنك لا يقتصر على توزيع الأطعمة، بل انه يتسلم كذلك ويوزع الأدوات المدرسية على أنواعها، وأواني المطبخ على أنواعها، وحليب الأطفال، وقطع الأثاث من الكراسي والطاولات وغيرها، والألعاب والدراجات الهوائية على أنواعها، ولوازم التنظيف والاستحمام على أنواعها، والألبسة غير المستعملة، والهدف من كل ذلك هو التخفيف من مصاريف المعيشة على اللبنانيين المحتاجين حتى يتمكنوا من شراء الطعام.

ــ ما هي الخطط والمشاريع المستقبلية للجمعية؟

- نسعى إلى زيادة النشاطات الحالية لتشمل عددا أكبر من الجمعيات في لبنان. وفي المستقبل، نسعى إلى فتح مكاتب في عدد من المناطق اللبنانية بهدف مكافحة الجوع على مستوى كافة المناطق، ونطمح إلى التعاون مع عدد أكبر من المطاعم والفنادق وشركات استيراد وتصدير السلع الغذائية والفاكهة والخضار، للحد من هدر الأطعمة على المستوى الوطني.

الهيبي ونشاط الوزارة

 

أما زاهي الهيبي مستشار وزير الشؤون الاجتماعية فكشف أن الوزارة تؤمن الدعم لأكثر من عشرة آلاف عائلة شهرياً من خلال البطاقة الغذائية، وأعلن أنهم في صدد <شراكة> مع مؤسسة <بنك الغذاء اللبناني> الخيرية، تتيح تفعيل وصول البنك إلى مصادر الغذاء والتمويل وإلى عدد أكبر من المستفيدين والمسعفين.

وأكمل الهيبي مشدداً على أن أهمية العمل الاجتماعي تكمن في العلاقة الترابطية بين مؤسسات الدولة من جهة وجمعيات المجتمع الأهلي والفاعليات الناشطة في المجتمع من جهة أخرى، ورأى الهيبي بأن لا الجمعيات تحل مكان الدولة ولا الدولة تستطيع أن تقوم بما يقوم به المجتمع الأهلي، فالطرفان شريكان في الوقوف إلى جانب الحلقات الضعيفة في المجتمع لتقويتها، لا بل السعي إلى إخراجها من الأوضاع الصعبة.

 

الهيبي و<بنك الغذاء اللبناني>

1---A

وتابع الهيبي: هذا ما قامت وتقوم به مؤسسة <بنك الغذاء اللبناني>، إذ نجحت في إقامة علاقات وشراكات مع أكثر من 70 جمعية ومؤسسة لا تبغي الربح كذلك مع عدد من مراكز وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك من خلال توزيع حصص غذائية يومية على هذه المؤسسات يتم جمعها من الفائض من الأطعمة من الفنادق والمطاعم والأعراس والاحتفالات، مؤكداً أن هذه الأطعمة تخضع لأفضل معايير الجودة وسلامة الغذاء والرقابة، وهنأ الهيبي القيمين على المؤسسة مشيدا بحسن إدارتهم وسهرهم على هذا العمل الجبار الذي يكاد يكون باللحم الحي أحياناً.

وبالنسبة للتعاون ما بين الوزارة و<بنك الغذاء اللبناني> قال الهيبي:

- بالنسبة لأفق التعاون المستقبلي بين وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة <بنك الغذاء اللبناني>، فقد بدأنا التحضير لشراكة تسعى إلى دعم المؤسسة من خلال تفعيل الوصول إلى مصادر الغذاء والتمويل كذلك الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين والمسعفين، بما يضمن الاستمرارية في العطاء وتأمين الأمن الغذائي للحلقات الضعيفة، وأعلن عن التحضير لمشروع مرسوم يعطي المؤسسة صفة المنفعة العامة لتمكينها من الاستمرار.

وإذ ذكر بأن نسبة الفقر في لبنان بحسب البنك الدولي بلغت 28 بالمئة، أما نسبة الفقر المدقع فبلغت 8 بالمئة، أكد الهيبي بأن وزارة الشؤون تقوم بعمل جبار من خلال البرنامج الوطني لدعم العائلات الأكثر فقرا وهي تؤمن الدعم لأكثر من عشرة آلاف عائلة شهريا من خلال البطاقة الغذائية بالتعاون مع <البنك الدولي> و<برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة>.

وختم الهيبي قائلا:

- إن وزارة الشؤون، وبتوجيهات من الوزير بيار بو عاصي، لن توفر جهدا في السعي إلى تأمين الأمن الاجتماعي والغذائي بالتعاون مع مؤسسات كـ<بنك الغذاء اللبناني> وغيرها، وذلك في سبيل حفظ الإنسان وكرامته ولقمة عيشه.