تفاصيل الخبر

الكريب يصيب معظم الناس ولكن شدته تختلف بين شخص وآخر...  

27/12/2019
الكريب يصيب معظم الناس ولكن شدته تختلف بين شخص وآخر...   

الكريب يصيب معظم الناس ولكن شدته تختلف بين شخص وآخر...  

 

بقلم وردية بطرس

 

الدكتور رالف نعمة:تطول مدة الاصابة بالكريب لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وقد يستدعي الأمر الدخول الى المستشفى!

 

مع تغيير الطقس والاختلاف الواضح بين درجتي الحرارة النهارية والليلية يُصاب الكثيرون من الأشخاص بالكريب... والكريب هو عدوى فيروسية تهاجم الجهاز التنفسي لدى الانسان اي الأنف والحلق والرئتين. بالنسبة الى معظم الأشخاص فانهم يعانون من الانفلونزا لمدة لا تتجاوز الأسبوع او الأسبوعين، ثم يتعافون بعد ذلك بشكل كامل، لكنها في حالات أخرى قد تتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة تصل الى الموت أحياناً. وان الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاصابة بمضاعفات الانفلونزا هم: الأطفال الصغار الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات خصوصاً الأطفال دون سن 12 شهراً، والمتقدمون في السن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي، والمصابون بالسرطان، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو وأمراض القلب وأمراض الكلى وأمراض الكبد ومرض السكري.

 

الدكتور رالف نعمة والعوامل المسببة للكريب!

 

فكيف تختلف العوارض بين شخص وآخر عند الاصابة بالكريب، وكيف يحمي الانسان نفسه من الاصابة بالكريب؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والعناية الفائقة الدكتور رالف نعمة، وهو أستاذ محاضر في <LAU Medical Center> او المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق، ونسأله بأي أشهر يُصاب الانسان بالكريب بنسب عالية فيقول:

 - ابتداءً من شهر تشرين الأول (اوكتوبر) لغاية شهر شباط (فبراير) او حتى شهر آذار (مارس) يُصاب الناس بالكريب بشكل كبير، ولهذا السبب نرى الاصابة بالكريب خلال هذه الفترة من السنة بأعلى النسب. وعندما نتحدث عن الكريب والرشح فاننا نعني بذلك عائلة كبيرة من الفيروسات، اذ هناك عشرات الأنواع من الفيروسات التي تسبب الكريب، وواحد منها ينتشر كثيراً هو فيروس الانفلونزا الذي قد يؤدي في بعض الحالات الى كريب شديد، وعندها تصبح هناك ضرورة لادخال المصاب الى المستشفى او العناية، وأيضاً في بعض الحالات ممكن ان يؤدي الى حالة وفاة. أما عن سبب اصابة الناس بهذا الفيروس اكثر من غيره، فهناك أمور عديدة لها علاقة بالفيروس نفسه، ذلك ان هناك أنواعاً من الفيروسات شديدة أكثر من غيرها، ولهذا اذا التقط الشخص نوعاً معيناً من الفيروس يكون لديه خطر أكبر بان يُصاب بالتهابات.

 

أنواع الفيروسات!

وبالسؤال عن فحص أنواع الفيروسات يقول:

- على أرض الواقع لا نقوم دائماً بفحص كل أنواع الفيروسات، لأن هناك عشرات أنواع الفيروسات وبالتالي لا نقدر ان نقوم بفحصها كلها،  ولكن أكثر فيروسين نفحصهما هما انفلونزا <A> وانفلونزا <B>، وهناك فيروسات أخرى تُفحص ولكن هذان النوعان هما الأكثر شيوعاً خصوصاً انفلونزا <A> اذ انه يضم الأنواع التي تشكل خطراً والتي كنا نسمع عنها مثل <Swine Flu & Bird Flu> (او انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير) اي أنواع الأنفلونزا التي ممكن ان تشكل خطراً على صحة الانسان. الأمر الثاني الذي يجعل الرشح او الكريب شديداً على الشخص له علاقة بالشخص نفسه، اذ ان الأشخاص الأصغر سناً، والمرأة الحامل، والأشخاص المتقدمين في السن، وأيضاً الأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية، والأشخاص الذين لديهم مشاكل مزمنة في الرئة كمثل المصاب بالانسداد الرئوي المزمن بسبب التدخين والشخص المصاب بالربو والشخص المصاب بالسرطان، فكل هؤلاء الأشخاص معرضون اذا التقطوا الفيروس لان يكون الكريب شديداً عليهم أكثر من غيرهم.

 

بعض الحالات تستدعي الدخول الى المستشفى!

 

ــ وأي الحالات تستدعي ادخال الشخص الى المستشفى؟

- عندما يكون الفيروس قد سبب التهاباً شديداً في الجسم، وفي غالبية الاحيان يبدأ الالتهاب في الأنف فيسبب العطس وانسداد الأنف، من ثم قد يؤدي الى التهاب اما في مجرى الهواء او في الرئتين بحد ذاتهما وهو ما نسميه <Bronchitis> او <التهاب الشعب الهوائية>، وعندما يحدث الالتهاب بداخل مجرى الهواء او بالرئتين عندها يزيد الخطر لأن الالتهاب يتفاقم ويؤدي الى مرحلة يصبح فيها المصاب بحالة خطرة، اذ قد يحدث معه ضيق في التنفس او نقص في الأوكسجين اذا كان الالتهاب بالرئتين، وبهذه الحالة تصبح هناك ضرورة لادخال الشخص الى المستشفى، وذلك بحسب شدة الالتهاب اذ أحياناً يستوجب حتى ادخاله الى العناية.

ــ وكيف يختلف الأمر بين جسم وآخر عند الاصابة بالكريب؟

- تختلف الاجسام عند الاصابة بالكريب كما ذكرت في سياق الحديث، فالأشخاص الذين يُصابون بالكريب وتطول فترة اصابتهم به هم بأغلبية الاحيان الأشخاص المصابون بامراض مزمنة في الرئة، والأشخاص الذين لديهم الحساسية والربو، وأيضاً المصابون بالانسداد الرئوي المزمن، وأيضاً بالسرطان، اذ تكون المناعة لديهم ضعيفة فتطول فترة الكريب لديهم أكثر من غيرهم.

ــ هناك أشخاص لا يُصابون بالكريب الا ربما مرة واحدة خلال فصل الخريف والشتاء وحتى لو تواجدوا مع أشخاص مصابين بالكريب فلا يُصابون بالكريب...

- هناك أمر متعلق بجهاز المناعة، بمعنى انه ليس كلما التقى شخص بأشخاص مصابين بالكريب فانه سيلتقط العدوى، وحتى لو التقط العدوى ففي بعض الحالات تسيطر مناعة الجسم على الفيروس قبل ان يتكاثر كثيراً ويسبب التهابات شديدة، وخاصة اذا لم تكن لدى الشخص مشاكل في المناعة ولا مشاكل مزمنة في الرئة، وكما ذكرت انه اذا كانت لديه هذه المشاكل فيكون خطر الاصابة عليه أكثر من غيره.

ــ نظراً لتزايد نسبة التلوث في لبنان، فالى اي مدى يؤثر التلوث على مناعة الجسم؟

- عامل التلوث يقدر ان يؤثر على مناعة الرئة، لأنه عندما نتنفس في جو ملوث تدخل مواد يجب الا تدخل الى الرئتين، وان الأشخاص المصابين بالحساسية والربو وانسداد رئوي مزمن تتأثر الرئة لديهم، واذا ضعفت مناعة الرئة يصبح الشخص معرضاً لالتقاط الالتهابات أكثر.

ــ وكيف يؤثر الطقس في هذا الخصوص؟

- ان تغيير الطقس بحد ذاته يزيد الخطورة، وكلما كان الطقس بارداً كلما تتأثر مناعة الرئة ويزيد الخطر بان تنتقل العدوى من شخص لآخر.

ــ وهل تلاحظون في هذه الفترة من السنة ازدياد حالات الاصابة بالكريب؟

- طبعاً حالات الاصابة بالكريب تكون أكثر خلال هذين الشهرين من الحالات التي نراها في فصل الصيف، ولكن أكثر الحالات التي نراها اليوم هي ضمن المستويات الطبيعية التي تكون بكل سنة، ولغاية الآن لم تتبين حالات خطرة أوصلت الى ادخال الشخص الى المستشفى او العناية وبالتالي لا نزال ضمن المستويات الطبيعية.

ــ وهل يحمل المسافرون عادة الفيروس معهم عند الانتقال من بلد لآخر؟

- هذا الأمر مهم جداً لأن كل الأشخاص تكون أجسامهم قد جعلت المناعة قوية بناءً على أنواع الفيروسات التي هم معتادون ان يحتكوا بها، ولهذا عندما يأتي الأشخاص من بلد الى بلد يحملون معهم فيروسات لا تكون لدى الاشخاص الاخرين مناعة ضدها، وبالتالي هذا الأمر يزيد من انتقال العدوى بين الأشخاص، وهنا اتطرق الى موضوع لقاح الكريب فالوقاية هنا أهم من العلاج، اي ان الحل الأمثل هو ان يجنب الأشخاص أنفسهم الاصابة بالكريب، ولهذا تفيد التوصيات عالمياً  بأنه من الافضل لكل الأطفال ما فوق الستة أشهر ان يأخذوا كل سنة لقاح الانفلونزا في محاولة لتفادي الاصابة، ونشدد أكثر وأكثر على ذلك عند الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، والمرأة الحامل، والمتقدمين في السن، والأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة، اذ يجب ان يأخذوا لقاح الكريب كل سنة.

وهنا اود ان اتوقف عند نقطة الا وهي:

- أحياناً تقول الأم انها اخضعت طفلها للقاح الكريب ولكن بعد شهر او شهرين عاوده الكريب، فكما ذكرت في بداية الحديث ان هناك عشرات الفيروسات، ولكن لغاية الآن ليس هناك لقاح يغطي كل الحالات، فشركات الأدوية التي تفبرك لقاح الكريب تقوم كل سنة بدراسة اكثر انواع الانفلونزا انتشاراً، وعلى أساسه تصنع اللقاح، ولكن اذا صودف ان الشخص التقط نوعاً ثانياً او نوعاً ليس انفلونزا ــ لأنه كما ذكرت هناك عشرات انواع الفيروسات او انفلونزا من غير عائلة ــ عندها يُصاب بالكريب. ولكن نحن كأطباء ننصح بأخذ لقاح الكريب وذلك لسببين: أولاً  لانه حتى ولو اصيب الشخص بالكريب فانه سيكون أخف وطأة عليه ومدته أقصر، اما الأمر الثاني فان اللقاح الذي يأخذه الأشخاص كما سبق وقلت يكون متوافقاً مع اكثر انواع الفيروسات انتشاراً، ولكن دائماً من سنة لسنة تبقى هناك أنواع  من الفيروسات الخطرة التي تشكل خطراً على حياة الانسان مثل انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير فيكون الشخص على الأقل محمياً من الأمور الخطيرة،

ــ عندما يتلقط الشخص الفيروس فماذا عليه ان يفعل لئلا يتفاقم وضعه؟

- عندما يُصاب الشخص بالكريب نطلب منه ان يلازم المنزل وان يقوم بالأمور التي تحميه وتمنعه من التدهور، اي ان يرتدي ملابس دافئة ويتواجد في مكان دافىء، واذا كانت حرارته مرتفعة فيجب ان يأخذ دواء لتخفيض الحرارة، وان يشرب السوائل لأن الحرارة تجعل الجسم يخسر السوائل، وان يتناول فيتامين <س> الذي يساعد على الوقاية ولكن أيضاً يقدر ان يساعد بتقصير مدة الكريب وشدة عوارضه. وبعد ذلك اذا كان هناك انسداد كبير في الأنف نقدر ان نعطي ادوية مساعدة لأن الكريب سيأخذ وقته، اي لا نعطي دواء موجهاً للفيروس فوراً الا بحال اذا رأينا خطورة، ولهذا نقول للأشخاص اذا كانت الحرارة مرتفعة جداً، وهناك انحطاط كبير في الجسم، وضيق في التنفس وألم في الصدر، عندها من المفروض ان يستشير الشخص طبيبه لكي يفحصه لكي يقرر عما اذا كانت حالته تستدعي فقط الارشادات التي ذكرتها او انها تستدعي ادخاله الى المستشفى او العلاج الموجه ضد الفيروس.

نصائح لتفادي الاصابة بالكريب!

 

ــ وهل من نصائح لتفادي الاصابة بالكريب؟

- الوقاية هي أهم من العلاج، فأهم وأول شيء يجب أخذ لقاح الكريب كل سنة اجمالاً في الشهر العاشر او الحادي عشر لتقوية مناعة الشخص، كما يجب ان يحاول الأشخاص قدر المستطاع الا يحتكوا لفترات طويلة مع أشخاص مصابين بالكريب، واذا حصل هذا الاحتكاك مع الشخص المصاب سواء اذا سلّم عليه باليد او استعمل أغراضه فدائماً يجب ان يغسل يديه بعد سلام اليد معه، وبذلك يخفف الشخص من خطر انتقال الفيروس اليه، وأيضاً لا بد من تناول الفيتامينات الطبيعية الموجودة في مثل البقدونس والليمون والكيوي بما يحسّن المناعة وكذلك هناك الأدوية التي تحتوي على فيتامين <س>.

ويختم الدكتور رالف حديثه قائلاً:

- اذاً الوقاية أهم ما في الأمر، وأيضاً يقدر الانسان ان يحمي نفسه من خلال لقاح الكريب، والامتناع عن التدخين والنرجيلة أيضاً، فالنرجيلة بما يتعلق بالفيروسات هي أخطر من الدخان، وبما يتعلق بالدخان فكما ذكرت انه يخفض مناعة الرئة ويسبب مشاكل في الجهاز التنفسي ويزيد خطر الالتهاب، ولكن النرجيلة خصوصاً التي يستعملها الناس في المطاعم والمقاهي فأود ان الفت النظر الى أمر مهم الا وهو صحيح ان للنرجيلة مخاطر كما الدخان ولكن أكثر من ذلك عندما يأخذ الشخص النرجيلة في المطعم ويأتي العامل هناك لينفخ في النرجيلة ليولعها فاذا كان مصاباً بالكريب وحتى لو استعمل المبسم ولكنه بمجرد انه نفخ فيها فينتقل الفيروس منه الى داخل النرجيلة، وكذلك الأشخاص الذين لا يدخنون ولكنهم يجلسون بقرب الأشخاص المدخنين فهم يتضررون أيضاً بحيث تصل نسبة الضرر الى 30 بالمئة، اي اذا كان الشخص قد دخن ثلاث سجائر فالشخص الذي يجلس معه حتى ولو لم يدخن فانه سيتضرر أيضاً وكأنه دخن سيجارة واحدة.