تفاصيل الخبر

القراءة الالكترونية مع نادين نجم صاحبة صفحة "قراءات ولقاءات": أختار روائع الأدب والشعر وأشاركها مع المستمعين كل أسبوع !

29/07/2020
القراءة الالكترونية مع نادين نجم صاحبة صفحة "قراءات ولقاءات": أختار روائع الأدب والشعر وأشاركها مع المستمعين كل أسبوع !

القراءة الالكترونية مع نادين نجم صاحبة صفحة "قراءات ولقاءات": أختار روائع الأدب والشعر وأشاركها مع المستمعين كل أسبوع !

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_79877" align="alignleft" width="182"] نادين مع الفنان غسان صليبا في أوبريت "عنتر وعبلة"[/caption]

 قد يكون حتّى لـ"الكوفيد 19" الذي أرهق الدنيا وأزهق الأرواح وجه إيجابي، منه ما تجلى في  العودة الى القراءة والكتب في الوطن العربي، وفي لبنان المشكو منه بشكل خاص من الابتعاد عن القراءة، حتى إن البعض اعتبرها فترة ذهبية للعودة الى "خير جليس" مع الحجر الذي فرضه الفيروس . وإذا ما كان التوجه الى المكتبات صعباً او غير متاح، فإن الكثير من هذه الكتب يمكن شراؤها "اونلاين"، واكثر من ذلك فإن العديد من الشركات والمكتبات والمواقع  من حول العالم ، وبينها شركة "اماوزن" - أكبر متجر كتب إلكتروني في العالم - ومكتبة الكونغرس الاميركي، وموقع "هارفرد بيزنس ريفيو"، ومكتبة الاسكندرية في مصر وغيرها العديد، اتاحت لزوارها الدخول مجاناً الى مواقع حددتها لبعض الكتب، كما وكان للاطفال حصتهم ايضاً في قراءة قصصهم المفضلة. وبغير القراءة نشطت ايضاً القراءة الالكترونية التشاركية للقصص والشعر والروايات من قبل بعض المثقفين والمثقفات أنفسهم عبر صفحات خاصة بهم مع فتحهم باب النقاش حولها أحياناً. في هذا المجال نشطت مؤخراً صفحة نادين نجم "قراءات ولقاءات" وبات الموعد الأسبوعي معها، موعداً ينتظره الكثيرون.  

 فمن هي نادين، ولم اختارت القراءة للجمهورعبر الصفحة الخاصة بها ؟ كيف تختار كتّابها ومواضيعها ؟ ولماذا تميزت قراءاتها حول جبران وإيليا ابو ماضي عن غيرها ؟

 مع نادين كان حوار "الأفكار" وحديث حول الأوبرا التي اختارتها اختصاصاً، وصولاً الى "الرغيف" و"الصبي الأعرج" لتوفيق يوسف عواد و"أكابر" ميخائيل نعيمة ، وسألناها اولاً :

- ما الذي أتى بك الى عالم القراءة والقصص من عالم الاوبرا ؟

 لقد تخصصت في مجالين: الاول ميدان الموسيقى اذ حزت ماجستيراً في العلوم الموسيقية من جامعة الروح القدس- الكسليك ، والثاني اللغة الايطالية والترجمة وانا اعلّمها . كمترجمة اقرأ في مختلف اللغات، ومنذ طفولتي وأنا  أهوى المطالعة، ذلك انها اساسية في بيتنا الثقافي حيث الموسيقى والقراءة والفن  كلها مترابطة بعضها ببعض. دّرست اللغة الإيطالية في اكثر من مدرسة، إلا أنني اليوم لا اعطي إلا دروساً خصوصية للمهتمّين فعلياً، فضلاً عن الترجمات التي أقوم بها . لقد تخصصت في جامعة "سيينا – إيطاليا" للأجانب، وفي مدرسة "ادولينغوا سان سيفيرينو" في إيطاليا.

- هل كانت الاوبرا من أخذتك الى اللغة الايطالية ؟

 نعم . فنحن في الجامعة ندرس اللغتين الالمانية والايطالية حتى نتمكن من فهم الأوبرا، وأنا اكملت باللغة الايطالية وحزت ديبلوماً فيها.

- كيف قررت خوض تجربة القراءة عن بعد للشعر وللأدب العربي ؟

 مع اجتياح الـ"كورونا" لعالمنا بشكل مفاجئ وتغييرها ليومياتنا، رحت اتساءل ما الذي يمكن فعله ويكون مفيداً في مثل هذه الأوقات، وفي نقاش لي مع صديقة، سألتني لم لا اقرأ عبر صفحة خاصة بي للمهتمين. هكذا ولدت الفكرة، وفتحت صفحة "قراءات ولقاءات مع نادين نجم"، ورحت اختار في كل اسبوع تيمة معينة، وانتقي قراءات تناسبها.

الكتاب الاول كان "شجرة الدفلى" للأديبة إميلي نصرالله، القصة التي يختلج بين سطورها مجتمع القرية بكلّ ما فيه من تناقضات وما يعصف به من تحوّلات.. بعدها اخترت الاديب العالمي جبران خليل جبران وعلاقته بالارمن خلال مقال قرأته في هذا الصدد وترجمته من الايطالية الى العربية عن العلاقة بينهما، حيث يبرز موقفه المناهض للمجازر الارمنية، كما ويتضمّن المقال مواقف جبران ايضاً حول المجاعة في لبنان، وما قام به حتى يقف الى جانب شعبه من خلال مساعدات مادية ومعنوية. كذلك كانت لي وقفات وقراءات لكل من ايليا ابو ماضي، ميخائيل نعيمة، سعيد عقل، ومؤخراً جبور الدويهي مع كتابه الجميل  "شريد المنازل"، وقد بدأت أنحو صوب الكتّاب اللبنانيين وهم على قيد الحياة.

 بالمناسبة، لما اخترت القراءة من كتاب الاديب جبور الدويهي، أرسلت له دعوة لمواكبة الصفحة يوم اقرأ عنه فيها، فأشار الى ذلك عبر وسائل التواصل الخاصة به ، وكانت هذه لفتة حلوة منه .

- هل قراءاتك جميعها باللغة العربية ؟

 باللغة العربية بشكل رئيسي. قرأت مرة بالانكليزية وأخرى بالايطالية . لا اخفي عليكم انه في وقت الحجر القاسي الذي فرض مع بداية الجائحة كان عدد المتابعين أكبر، اليوم فتح البلد وما عادت الناس تقبع امام شاشة هاتفها او حاسوبها. لكنني سعيدة بالتفاعل الذي القاه، ليس من لبنان وحسب، بل من بعض  الدول العربية  كمصر وسوريا، كما تفاجأت بالعديد من المغتربين اللبنانيين في اميركا، يطلبون مني الـ" لينك" ليقوموا بتحميل الكتب التي أقرأ منها ، وقد لاقت قصة "الصبي الأعرج" اهتماماً كبيراً من قبلهم، اذ ذكّرت الكثيرين بحسب ما علمت منهم بمدرستهم وبمعلميهم لما كانوا يقرأونها لهم، وأعادت صور بلداتهم وضيعهم لهم. من جهتي، أقوم بإرسال الـ "لينك" إن وجد بكل طيبة خاطر، خاصة وانهم في اميركا لا يجدون الكثير من هذه الكتب، وذلك لاهتمامي بالقراءة والثقافة وليس مقابل أي مردود مادي طبعاً .

[caption id="attachment_79878" align="alignleft" width="188"] نادين..ومتعة القراءة[/caption]

- على اي اساس تختارين الـ"تيمة" او الموضوع ؟

لقد بدأت أولاً بكتّاب المهجر مثل جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة وايليا ابو ماضي وهم معروفون جداً. هناك ايضاً امين الريحاني وعبد المسيح حداد الذي كان ايضاً من مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك، الا ان كتابة الأخيرَين فيها بعض الصعوبة وقد لا تكون بمتناول الجميع. لقد كانت لي حلقتان محورهما الحرية والثورة من وحي الاجواء التي عشناها، فقرأت قصائد في هذا المحور بينها قصيدة "اذا الشعب يوما أراد الحياة" التي كتبها  أبو القاسم الشابي" كما خصصت حلقة عن الحب مع أشعار نزار قباني واغاني الفنان العراقي كاظم الساهر، وها انا الآن اتجه الى الأقاصيص (القصص القصيرة). كذلك  قرأت من " الرغيف " لتوفيق يوسف عواد التي كتبها في العام 1939، والتي تكاد تكون الرواية العربية اليتيمة التي دارت أحداثها كلها حول الحرب العالمية الاولى التي انطلقت شرارتها عام 1914 وما خلّفته من آثار على لبنان .

- ماذا عن مدة كل حلقة، وهل من موعد ثابت لها ؟

  هي تقريبا نصف ساعة، وأحياناً "اشط" لخمسة واربعين، وذلك بحسب الموضوع ، اما الموعد فهو اسبوعي في التاسعة والربع مساء كل جمعة على صفحة

“Readings and meatings by Nadine Najem”.

 بالنهاية، هدفي الوحيد هو نشر الثقافة وملء وقتنا بما هو مفيد وممتع فنعرّف الناس والجيل الجديد على هؤلاء الكتاب العالميين، ولمن يعرفهم اقوم بإعادة تذكيره بهم.

- بعد اختيار الموضوع والرواية، اية أجزاء تختارين منها ؟

الحلقات الست الاولى كانت للشعر ، فكنت اختار قصائد محددة ، اما في الروايات فأختار المقاطع الاساسية وأذكر الصفحة وأسباب اختيار المقطع دون غيره.

- هل يتطلب ذلك تحضيراً معيناً وتقنيات صوتية تجذب المستمع ؟

 بالتأكيد، واحاول ان اقدم الكاتب او الشاعر الذي اخترته من خلال سيرته واعماله واحضر معلوماتي جيداً حول الظروف التي احاطت بكتابته، واذا كانت هناك من معلومة غير معروفة بشكل كبير اذكرها عنه. اما من حيث القراءة، فإن قراءة الرواية اسهل من الشعر الذي يتطلب إلقاء معيناً، والتنوين والتحريك. وبالنسبة للصوت فإنني أحرص ان لا اصرخ او اخفض صوتي كثيراً خاصة وان التقنيات التي اقرأ من خلالها متواضعة جداً وتتم عبر هاتفي فلا ستوديو متخصصاً ولا ميكروفون. وفي الالقاء الذي يتطلب تغييرات في الصوت كحوار ما مثلاً فإنني اعيش الشخصية واتكلم بصوتها. اتقن هذه اللعبة، وقد ساعدني في ذلك التمثيل الذي درسته من خلال احد المحترفات فأحياناً اعرّض صوتي او ارفّعه بما يخدم وصول النص بالشكل الافضل لمتلقيه.

فورة ألم ..

- ما دامت علاقتك بالادب وثيقة. هل تفكرين بكتابة قصص من تأليفك ونشرها بهذه الطريقة ايضاً؟

انا فعلاً اقوم بذلك حالياً، الا انني انتهيت من تأليف كتاب شعر باللغة اللبنانية المحكية ، فيه الحب والثورة، وفيه الوطن والعدائية، ومختلف المشاعر الانسانية، وانا بانتظار انفراج الاوضاع للقيام بطباعته تحت عنوان " فورة ألم" وفي اللفظة  لعب على الحروف، اذ يمكن ان تكون "فورة قلم" ايضاً. بالنسبة للقصص فإن لدي العديد منها، واليوم مع الحجر فإنني اخط على الورق الكثير مما يمكن أن يشكل مادة جيدة لها .

 - ماذا عن الغناء الاوبرالي الذي درسته. هل تشاركينه المستمعين "اونلاين" ايضاً ؟

تبتسم نادين وتجيب :

 الأوبرا اتركها لمن هم أكثر موهبة مني، الا انني من حين الى آخر اشارك المستمعين بعض الأغاني في المناسبات كما في الميلاد المجيد مثلاً او التراتيل لسيدتنا مريم  في شهر ايار(مايو) الماضي.

- ما الحلقات التي نالت اعلى نسبة متابعة ؟

 العديد منها. أوّلها حول جبران والأرمن التي حدثتكم عنها وقرأتها في الرابع والعشرين من شهر نيسان (ابريل) الماضي مع ذكرى الإبادة الأرمنية، والثانية حلقة الحب واشعار نزار قباني، كما ان قراءة "الرغيف" ايضا كانت متابعتها مميزة ربما لانها اعادت الحنين الى الماضي والذكريات. كذلك فقد حاز فيديو "هدية العيد" القصيدة التي  كتبها ايليا ابو ماضي وغناها الفنان كاظم الغزالي "أي شيء في العيد اهدي اليك" نسبة متابعة عالية، وقد قدمتها في "فيديو خاص" مع ترجمتها الى اللغة الايطالية في تعاون مع صديق ايطالي مستشرق، وعرفت تفاعلاً كبيراً هنا وفي الخارج.

 - هل يمكنك تمييز الفئات العمرية لمتابعيك؟

نعم، وذلك من خلال الاشخاص الذين اعرفهم، ومن خلال صفحة  تدلني على الداخلين .انهم الـ"ميدل ايج" منتصف العمر في الاربعينات والخمسينات. هم اكثر اهتماماً من الأعمار الفتيّة. وبالمناسبة انا ارحب بكل وافد الى صفحتي واسلم عليه مع انضمامه الينا .

- هل تفكرين بتطوير الصفحة واستمرارها، ام ستنتهي مع عودة الحياة الى طبيعتها ؟

 آمل بتطويرها، واستخدام تقنيات اكثر حرفية في مجالها. وقريباً سأقوم بتسجيل فيديوهات قصيرة ما بين الثلاث والخمس دقائق، وقد ابدأ بقراءة روايات على سلسلة اذ ربما، ومع عودة الاشغال الى سابق عهدها لاحقاً، لا اتمكن من الالتزام بالموعد الأسبوعي الذي بتّ، كما كثيرين انتظره بشوق كبير!