تفاصيل الخبر

القمة العربية والوزير باسيل وسلاح حزب الله!

17/03/2017
القمة العربية والوزير باسيل وسلاح حزب الله!

القمة العربية والوزير باسيل وسلاح حزب الله!

بقلم وليد عوض

BASSIL-1

رجل يراهن على صيف العام 2023، حيث يكون والد زوجته الرئيس ميشال عون قد أمضى ست سنوات في السلطة، وصار عمره 89 سنة. صحيح ان المستشار الألماني <كونراد اديناور> قد حكم ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو بهذه السن، وان الرئيس الفرنسي <شارل ديغول> استقال من رئاسة فرنسا وهو في العقد الثامن، إلا ان ما ينطبق على أوروبا، لا يمكن أن ينطبق على لبنان، وما من رئيس جمهورية استمر في السلطة بعد التوغل في العقد الثامن.

والرجل الذي يراهن على صيف 2023 هو وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي أطلق ظهر الأحد الماضي صيحة المؤتمر الثاني للتيار وجعل الشعار هو <لن نفرّط في متر مربع واحد من مساحة الـ10452 كيلو متراً التي هي مساحة لبنان>.

التيار الوطني الحر، بالتعاون مع حلفائه تيار <المستقبل> وتيار <القوات اللبنانية> يملكون أكثرية المقاعد البرلمانية، أي يملكون القرار اللبناني في ملمات الشرق الأوسط وعواصف المنطقة، ولم يجدِ السد المعارض لانفتاح الرئيس ميشال عون على سوريا، بعدما كان في عام 1990، وهو أسير الموقف في القصر الجمهوري قد هدر رأس الرئيس السوري حافظ الأسد، حلاً لهذا المفترق السياسي. وهذا المفترق السياسي بينه وبين حلفائه، مثلما المفترق بالنسبة لسلاح حزب الله الذي يقاتل في سوريا، وهو شريك في السلطة، يجعل اللبنانيين أسرى موقف صعب: فريق يناضل بالسياسة، وفريق يناضل بالسياسة والسلاح، وهي حركة خارج كل انصاف.

وفي هذا السياق لا يمكن فصل كلمات الرئيس ميشال عون عن كلمات رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مجمع <البيال> يوم الأحد الماضي. وعلى القمة العربية عند ساحل البحر الميت بعد أيام أن تكون الفرصة لتوضيح أخير لموقف الرئيس ميشال عون. فالمملكة السعودية راعية السلام في لبنان لا ترى حلاً سياسياً انتقالياً لسوريا بوجود الرئيس بشار الأسد. وتركيا التي تشارك في زعامة المنطقة تستبعد كل حل خارج تأييد المملكة السعودية، فيما الخليفة الجديد الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> يرفض رحيل الأسد في الحل الانتقالي السياسي.

إن قرار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة <أنطونيو غوتيريس> هو الذي سيحدد موقف لبنان الرسمي في مشاكل المنطقة وهذا ما لا يتفق مع تقرير الأمين العام <غوتيريس> مئة بالمئة، لأنه يرى ان ادارة حزب الله ومجموعات أخرى مقررات عسكرية تؤثر في التزام لبنان بالقرارين 1559 و1701. ومع ذلك لم يلمس الرئيس عون من الموفدين الدوليين <روبرت كوركر> رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، والجنرال <جوزف فوتيل> وهو يستقبلهما في قصر بعبدا أي انزعاج من كلامه عن سلاح حزب الله.

أي ان هناك فرصاً بالجملة أمام الرئيس ميشال عون كإنجاز الموازنة وقانون الانتخابات وتحريك عجلة الدولة، والعودة الى خطته الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار عامي 2008 و2009 وما تتضمنه من خطوط عريضة تحتاج الى البحث في التفاصيل. وموقف الرئيس عون في قمة ساحل البحر الميت، بعد تشاوره مع السلطات الخليجية هو الذي سيحدد موقف لبنان النهائي من سلاح حزب الله، وعدم الرضاء على فريق من اللبنانيين يحارب بالكلمات وفريق يحارب بالكلمات و.. السلاح.