تفاصيل الخبر

الخطر "الداعشي" ينطلق مجدداً من الشمال والتمدد التركي يزعج قيادات ويريح أخرى!

14/10/2020
الخطر "الداعشي" ينطلق مجدداً من الشمال  والتمدد التركي يزعج قيادات ويريح أخرى!

الخطر "الداعشي" ينطلق مجدداً من الشمال والتمدد التركي يزعج قيادات ويريح أخرى!

[caption id="attachment_81971" align="alignleft" width="188"] الارهابي يفجر نفسه في العامرية بعد محاصرة الجيش له[/caption]

 منذ عام وبضعة اشهر لم يعد لبنان يسمع بوجود خلايا ارهابية زرعت في عدد من المناطق اللبنانية بعد نجاح عملية " فجر الجرود" التي " طهرت" الجرود اللبنانية البقاعية من الوجود الارهابي، الا انه وبعد جريمة بلدة كفتون في قضاء الكورة، التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان برصاص مجموعة ارهابية، قادت المطاردات التي اجرتها القوى العسكرية والامنية الى اكتشاف مجموعات " داعشية" موزعة على عدد من المناطق الشمالية كانت من ابرزها مجموعة وادي خالد التي طاردت القوى الامنية افرادها وتمكنت من القضاء عليهم بعد اشتباكات زادت عن عشر ساعات واستخدمت فيها انواع الاسلحة كافة وانتهاء بتحقيق القوى الامنية انجازا امنيا مهما.

 ويقول مصدر امني رفيع ان القوى العسكرية تابعت فلول شبكة كفتون ورصدتها الى ان وقعت المواجهة وتزامنت مع حملات اعتقال طاولت مشتبه بهم ادلوا بمعلومات ساهمت في جلاء الموقف ومنها ان الاهداف التي كانت في مرمى الارهابيين كانت تبدأ من الشمال لتصل الى وسط بيروت، مع اثارة الشغب في اماكن متفرقة، وخصوصا افتعال اشتباكات طائفية تؤدي الى اندلاع فتنة سنية- شيعية. ويضيف المصدر انه بعد تفكيك المجموعة الاخيرة والشبكة المرتبطة بها، باتت الصورة اكثر وضوحا لدى الاجهزة الامنية، وان الجهد الحالي ينصب على ملاحقة تحركات بعض " الذئاب " المنفردة، وكذلك تتبع حركة الاتصالات لعدد من افراد مجموعة وادي خالد. بيد ان الاخطر في خلية " داعش" يكمن في ان العشرات من جنسيات عربية مختلفة بايعوا التنظيم الارهابي وباتوا في عداد العناصر الخطرة على لبنان من بوابة الشمال.

اما عن اهداف مجموعة وادي خالد، فيلفت المصدر الامني الى انها متنوعة تبدأ من العمليات الانغماسية وتنتهي بمهاجمة مراكز للجيش اللبناني، وان احد افراد المجموعة حاول اقتحام ثكنة عرمان، الا ان عناصر الجيش تمكنوا من قتله بعد مهاجمة نقطة الحرس في الثكنة.

واما عن التشغيل والتمويل الخارجيين فيؤكد المصدر ان افراد المجموعة عمدوا الى سرقة عدد من المحال والشركات لتغطية نفقات العمليات الارهابية، وان بعضهم كانوا في السجن ولكن اطلق سراحهم بعد انقضاء فترة عقوبتهم ومن ثم عادوا الى مزاولة نشاطهم  الارهابي!.

ويختم المصدر مؤكدا ان الاجهزة الامنية في اعلى درجات المتابعة للخلايا الداعشية، وان الرصد احيانا يكون لـــ 24 ساعة متواصلة.

 وما لم يقله المصدر الامني، اشارت اليه تقارير وردت الى مراجع امنية واخرى سياسية عن وجود خلايا لا تزال نائمة تغلغل افرادها في قرى عكارية عدة وفي ضواحي طرابلس، وان وجهات اقليمية تنشط على الساحة الشمالية وتعمل على تجنيد شبان لاحياء " داعش" وتجهيزها لاعمال امنية. واتضح من خلال مصادرة كميات من الاسلحة والذخائر والعبوات والاحزمة الناسفة، وجود تمويل خارجي لدفع اثمان هذه الاسلحة والذخائر ومنها صواريخ " لو" وقذائف ار بي جي، ما يعني ان الجهوزية تامة لعمليات ارهابية في مناطق لبنانية عدة.

وفي هذا السياق، دعت مرجعيات شمالية المرجعيات الدينية الى ان تضع يدها على كافة المساجد في الشمال وعلى جمعيات دينية لمنع تسرب الافكار المتطرفة التي تنشر التكفير وتحلل الارهاب سبيلا لنشر دعواتها التكفيرية في البلاد. ولفتت هذه المراجع الى ان بعض هذه الجمعيات يعمد الى جذب فتية وصغار السن لتنشئتهم تنشئة دينية متطرفة وتأسيسهم على النهج التكفيري ومن شأن ذلك تخريج اجيال من التكفيريين وهذا يزيد في شرخ المجتمع وتعميق الهوة في النسيج الاجتماعي الواحد ويؤدي الى انقسامات والتأسيس لحروب اهلية مدمرة. وترى المراجع انه من الضروري تدخل المرجعيات الدينية الرسمية سريعا للحد من انتشار التطرف والنهج التكفيري المشوه لحقيقة الاسلام قبل فوات الاوان والا البلاد ستقبل على مزيد من الارهاب التكفيري الذي يتسلل الى الداخل اللبناني وان قوى خارجية تمول وتدعم المشاريع الارهابية وتغرر بالشباب وتوظفهم في مشاريع خطيرة وتزج بهم في اتون حرب اهلية تبدأ ولا يعرف احد متى تنتهي.....

التمدد التركي شمالاً

 وفيما تنشط اجهزة الدولة في مطاردة للخلايا الارهابية النائمة والصاحية على حد سواء، تحدثت مصادر رسمية عن ان الحضور التركي في طرابلس والشمال آخذ في الاتساع بوتيرة مكثفة وباشكال عدة مستفيدا من خلو الساحة امامه بفعل ان الاستقالة الكاملة للدولة وضعف معظم القيادات المعنية وتراجعهم عن القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم. وتشير المصادر الرسمية الى ان الانهيار الاقتصادي والمالي الذي كان تأثيره على طرابلس والشمال اشد وطأة وايلاما سهّل " التسرب" التركي الى عمق تلك المنطقة المشطوبة من حسابات الدولة اللبنانية واولوياتها، لاسيما وان المواطنين المسحوقين سيتجاوبون تلقائيا وفطريا مع اي مساعدة يمكن ان تمنح لهم، بمعزل عن اي ابعاد قد تختزنها.

ووفق معلومات المصادر الرسمية فإن النفوذ التركي هو الاقوى حالياً على الساحة الشمالية،  وجمهور اسطنبول في طرابلس والجوار يكاد يصبح اكثر عددا وتأثيرا من جماهير معظم القوى والزعامات التي لطالما كانت تتنافس على استقطاب الفقراء لتوظيفهم في خدمة مشاريعها السياسية في مقابل بعض الفتات. وتبعا لتقديرات المصادر بات بامكان اسطنبول ان تنظم تظاهرة من 40 او 50 الف شخص، اذا ارادت. والارجح ان الانتخابات النيابية المقبلة ستفرز نوابا شماليين اصدقاء لتركيا ومدعومين من قبلها.

 ويشير تقرير امني الى ان الاتراك يعتمدون في تغلغلهم المدروس على ضخ كميات كبيرة من المساعدات في احياء شديدة البؤس والعوز. كذلك تستند اسطنبول في انتشارها المتدرج الى صلات وثيقة نسجتها مع عدد من الشخصيات والمجموعات الناشطة في المجتمع الاهلي، اضافة الى التعاون مع بعض الحلفاء السياسيين لها ومنهم النائب فيصل كرامي والوزير السابق اشرف ريفي والسيد بهاء الحريري شقيق الرئيس سعد الحريري، علما ان تيار " المستقبل" هو من الجهات الاكثر تضررا مما يحصل لاسيما على صعيد المعادلات الشمالية في ضوء تراجع امكانات " التيار الازرق" على القدرة المالية التي كانت له في السابق.

1_صورة جامعة  للارهابيين القتلى في وادي خالد  خلال المواجهة مع الجيش.