تفاصيل الخبر

القبــــول بالاقتراحـــــات يعنـــــي إخــــــلاء المبنى فــــي ســـــجن روميـــــــه!

07/11/2014
القبــــول بالاقتراحـــــات يعنـــــي إخــــــلاء المبنى  فــــي ســـــجن روميـــــــه!

القبــــول بالاقتراحـــــات يعنـــــي إخــــــلاء المبنى فــــي ســـــجن روميـــــــه!

الحلم-بعودتهم-الى-اهاليهم عاد الموفد القطري احمد الخطيب العامل على حل قضية المخطوفين العسكريين المعتقلين لدى <جبهة النصرة> وتنظيم <داعش> من جرود عرسال نهاية الاسبوع الفائت متسلماً ثلاثة مقترحات من <جبهة النصرة> لاطلاق سراح العسكريين وذلك بعد ان قام بتسليم المساعدات الانسانية للاجئين السوريين في عرسال الأمر الذي ترك ارتياحاً لدى اهالي المخطوفين الذين وضعوا الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية.

مقترحات <جبهة النصرة>

لم يحمل الموفد القطري معه من جرود عرسال اي مطالب تتعلق بتنظيم <داعش> لانهاء ملف المخطوفين انما اقتصرت لقاءاته هناك مع ممثلين عن <جبهة النصرة> التي تحتجز قسماً من العسكريين، وقد ارسل هؤلاء مجموعة <اقتراحات> الى الحكومة اللبنانية تتضمن الآتي: إطلاق عشرة <اخوة> من سجون النظام اللبناني مقابل كل محتجز وسبعة من سجون النظام اللبناني مع ثلاثين <اختا> من سجون النظام السوري مقابل كل محتجز وخمسة <اخوة> من سجون النظام اللبناني مع خمسين <أختا> من سجون النظام السوري مقابل كل محتجز.

وقد اقترحت <جبهة النصرة> ان تتم عملية تسليم <الاخوات> في تركيا أو قطر حصراً وان يتم تسليم <الاخوة> السوريين واللبنانيين من سجون النظام اللبناني في جرود عرسال أو بحسب طلب <الأخ> نفسه. اما <الأخوة> من الجنسيات الاخرى فيتم تسليمهم على الحدود السورية - التركية أو بحسب طلب <الأخ> على ان يتم توثيق كل ذلك عبر وسائل الإعلام.

الوزير-قزي

المستغرب في اقتراحات <جبهة النصرة> انها استهلت بيانها بتأكيد إدخال المساعدات الى عرسال الأمر الذي اعتبرته بعض المصادر المطلعة على عملية سير المفاوضات بين الدولة اللبنانية والجهات الخاطفة انه كسر للسرية التي كان يجب ان تبقى قائمة بين الجهات المتفاوضة خصوصاً وأن اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف قد وافقت على إدخال المساعدات الى عرسال رغم ان هذا الأمر يُحسب عليها لكنه جاء في إطار بادرة حسن النية لاعادة فتح خطوط التواصل والتفاوض مع الجهات الخاطفة. وتعليقاً على طلب <جبهة النصرة> اطلاق سراح عشرة موقوفين من السجون اللبنانية مقابل كل عسكري محتجز لديها أوضحت المصادر الآتي: صحيح ان النصرة لم تطلب اسماء محددة الا انه وبعملية حسابية بسيطة يتبين ان وراء هذا المطلب إخلاء سبيل كل الموقوفين الاسلاميين لدى الدولة اللبنانية اذ ان العسكريين المخطوفين هم أكثر من ثلاثين واذا تمت مبادلة كل واحد منهم بعشرة من الموقوفين يُقفل <المبنى ب> في سجن رومية.

وفي السياق نفسه تبرز مجموعة من الاسئلة أبرزها: هل في مقدور الحكومة اللبنانية تنفيذ هذه المطالب؟ وهل يقبل اهالي العسكريين المخطوفين إخلاء سراح أشخاص ضرجت أياديهم بدماء لبنانيين؟ ولو وافق لبنان على الاقتراحات فمن يفاوض السوريين؟ واخيراً كيف سيكون رد حزب الله اذا وافقت خلية <ادارة الازمة> على عملية التفاوض خصوصاً وان هناك مجموعة بارزة من المعتقلين متورطة بمقتل العديد من ابناء البيئة المحسوبة على الحزب سواء في الضاحية الجنوبية أو في البقاع؟

الحكومة في وضع لا تحسد عليه

مجلس-الوزراء.

أما في ما خص الوضع الحكومي يبدو ان الحكومة اللبنانية تتقلب على نارين: نار الخاطفين الذين حددوا دفتر شروطهم وهم يلوحون بذبح عسكريين اذا تعثرت المفاوضات أو في حال قوبلت طلباتهم بالرفض، ونار الاهالي الذين ينتظرون من مجلس الوزراء موقفاً حاسماً وايجابياً لا لبس فيه ولا تأخير، ونار دمشق التي تريد من لبنان اتصالاً رسمياً بحكومتها للتعاون في تنفيذ بعض المطالب والتي أدخل فيها الخاطفون أعداداً من السجينات في سوريا. لكن في المعلومات الحكومة لم تعطِ حتى <اللحظة> موافقة لا مبدئية ولا غير مبدئية على المطالب ولم تبلغ الخاطفين بأي جواب خصوصاً وانها تعتبر أن ما حصل هو خطوة ناقصة بانتظار مطالب <داعش> التي بدورها تحتجز عسكريين لديها، ولا يمكن أن يكتمل التفاوض الا مع الجهتين.

من سيفاوض النظام السوري؟

بدورها رأت مصادر وزارية في الحكومة ان مطالب <جبهة النصرة> ليست واضحة بل هي عامة وفضفاضة ومفتوحة على مطالب اخرى قد تؤخر عملية التفاوض ومن ثم الافراج عن المساجين وان الحكومة اللبنانية ستنظر في الأمر من ضمن مبدئين أساسيين: الحفاظ على حياة العسكريين المخطوفين والحفاظ على السيادة اللبنانية، مؤكدة ان <هيئة علماء المسلمين> لن يكون لها مكان في عملية التفاوض وأن ما تقوم به حالياً يبقى في اطار المبادرة الفردية ولا تدخل في اطار تفويض الدولة اللبنانية للتحدث أو المفاوضة باسمها مع الخاطفين. واعتبرت المصادر نفسها انه اذا كان خيار اطلاق سراح موقوفين من سجن روميه متعذراً حتى اللحظة نظراً لعدم وجود اجماع لبناني عليه، فإن الخيار الثاني المتعلق بالإفراج عن موقوفين في السجون السورية يملك حظوظاً أكبر ولكنه يتطلب من الحكومة اما الطلب من مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم التواصل مباشرة مع الجانب السوري في هذه القضية تحديداً، أو الطلب بصورة غير رسمية من حزب الله من خلال امينه العام السيد حسن نصرالله التدخل لحل القضية.

محمد المشنوق: للتفاوض قواعد وعدة عمل

يبدو ان عملية التفاوض لن تكون سهلة بل ستتخللها مصاعب جمة خصوصاً وان <داعش> لم يعلن حتى الساعة عن مطالبه رغم المعلومات التي تحدثت عن ان مطالبه لا تختلف عن تلك التي طالبت بها <جبهة النصرة>. وفي معلومات خاصة ان الاول قد يعمد الى ادراج بند أساسي يتعلق بالمال للافراج عن المختطفين لديه، وهنا يبرز كلام مهم لوزير البيئة محمد المشنوق الذي شدد على ضرورة معالجة هذه المواضيع كافة ضمن الاقنية الخاصة لأن اي انجراف لنا الى حيث يريد الخاطفون هو أمر مسيء. لكن رغم الضباب الذي يلف القضية برمتها ما زلت أعتقد ان هناك مجموعة من الايجابيات يمكن الركون اليها مثل استمرار لغة التفاوض والابتعاد عن لغة التهديد بقتل المخطوفين. فالحل يكون عن طريق الدولة من خلال  الخلية المعنية بادارة الازمة، لافتاً الى ان مبدأ التفاوض له قواعده وعدة الشغل للوصول الى المستوى المطلوب، ولغاية اللحظة لم يعرض أي أمر على مجلس الوزراء ولذلك لا يجب تحميل القضية اكثر من الحديث عن عملية تفاوض.

هل ما جرى يقصي ابو فاعور عن مهمة التفاوض؟

وفي خضم التعقيدات الحاصلة برزت الى واجهة المفاوضات بشأن الجنود الاسرى لدى <جبهة النصرة> و<داعش> معلومة تحدثت عن ان مطالب التنظيمين بمعتقلين في السجون السورية يقصي وزير الصحة وائل ابو فاعور نهائياً عن المفاوضات الجارية كون العلاقات بين الجهة التي يمثلها الوزير والنظام السوري مقطوعة، لا بل هناك ما يشبه العداوة في ما يتعلق بالوضع السوري القائم خصوصاً وان دخول ابو فاعور على خط المفاوضات المباشرة لم يكن من الدولة بل كان بطلب مباشر من اهالي المخطوفين الذين اصروا على توليه جزءاً من هذا الملف. وتبرز في الملف معطيات لبنانية جديدة تؤكد ان اللواء عباس سيكون لاعباً اساس

الوزير-محمد-المشنوق

ياً وربما وحيداً في هذا الملف الذي سيكون أكثر صعوبة وتعقيداً من ملف راهبات معلولا خصوصاً وان النظام السوري لن يكون بصدد تقديم هدايا مجانية لأي جهة وهو المعروف عنه انه لاعب بارع في مثل هذه القضايا.

الوزير قزي: المقايضة باتت ابتزازاً واخضاعاً

من جهته دعا وزير العمل سجعان قزي الى وجوب الانتظار لمعرفة جدية مطالب <جبهة النصرة> كونها ليست المرة الاولى التي ترسل الينا مطالب وتعود وتتراجع عنها. واعتبر ان المقايضة باتت ابتزازاً واخضاعاً للدولة واطلاق ارهابيين محكومين بالاعدام، ونحن لسنا ضد المقايضة من منطلق ايديولوجي شرط عدم المس بالقوانين. لاحظنا ان الفخ في هذه المطالب هو ربط الافراج عن العسكريين بالافراج عن مساجين في لبنان وفي سوريا. وعن الشكوى بعدم إعطاء وزارة العمل إجازات عمل للسوريين، شدد الوزير على ان الوجود السوري في لبنان لا يشكل فقط خطراً اقتصادياً أو مالياً أو تجارياً انما هو خطر على الكيان اللبناني في زمن سقوط الحدود، فهناك مليون ومئتا الف عامل سوري يدخلون الى السوق اللبناني وهذا خطر حقيقي. وعندما نفهم هذا البعد من الوجود السوري المكثف عندها يمكن فهم السياسة التي تتبعها وزارة العمل في حماية اليد العاملة اللبنانية وعدم إعطاء إجازات عمل بهدف تنظيم وضبط اليد العاملة الاجنبية، سورية كانت ام غير سورية.

كيف تلقى اهالي المخطوفين اقتراحات النصرة؟

من نافل القول ان <اقتراحات> النصرة التي أرسلتها مع الموفد القطري قد أعادت الامل الى قلوب أهالي العسكريين المخطوفين من خلال إمكانية عودة المفاوضات بين الحكومة اللبنانية والجهات الخاطفة. فعلى عكس حرارة الطقس الباردة توجد داخل الخيم قلوب مشتعلة على أبناء وازواج وأشقاء لهم في الاسر أكثر من ثلاثة شهور تفصلهم عنهم جرود برية لا حدود واضحة لها. وهم يتمسكون بالامل وبصباح مشرق يعيد اليهم بسمة اضلت طريقها الى ثغرهم منذ ذاك اليوم المشؤوم.

داخل خيمة عائلة البزال تبدو علامات التفاؤل الحذر نتيجة التجارب السابقة، وعلامات الشوق بادية على وجوههم لرؤية ابنهم علي الموضوع كأول اسم على لائحة الاعدامات لدى الجهة الخاطفة. تقول والدته: لم يعد هناك حجة للدولة، عليها تسليم الموقوفين لديها ومن ثم يصار الى اطلاق سراح اولادنا. الملعب في كرة الحكومة وأرواح ابنائنا بيد الوزراء فإن كانوا صادقين فلينهوا اليوم هذه القضية والا سيكونون مشاركين في قتل جميع المخطوفين. هم ينامون ملء جفونهم اما نحن فقد حرم علينا النوم والعيش منذ يوم اختطافهم. الحمدلله هناك بصيص امل في عودة اولادنا وعلى الدولة ان تقوم بما يتوجب عليها هذا اذا كانت فعلاً صادقة وتريد ان تنهي مأساتنا.

والد-ووالدة-المخطوف-علي-البزال

<سيعودون جميعهم> كلمة تفاؤل تخرج من فم شقيقة العسكري المخطوف جورج خوري (ماري خوري). لا معلومات محددة من جرود عرسال ولكن هناك اجواء ايجابية وكل ما نعرفه هو ما يحكى عبر شاشات الاعلام، لكن العبرة في النهاية هي بإطلاق العسكريين الذي يجب ان يتم وعلى الدولة ان تقبل بالمقايضة كي تحل المشكلة وتنتهي. ورغم هذا التفاؤل الا ان مكان الاعتصام في وسط بيروت سيبقى على ما هو عليه ولن يقوموا بأي تحرك بانتظار الاخبار هذا ما تؤكده ماري، فالاهل حالياً سيبقون في خيمهم ولن يقوموا بأي تحرك بانتظار معرفة ما يمكن ان يصدر من اخبار من جرود عرسال ونأمل ان ينجح الموفد القطري وتحل المشكلة ويعود العسكريون الى اهلهم.

بدوره يقول علي طالب شقيق العسكري المخطوف محمد طالب ان المعلومات التي تصل من جرود عرسال هي ايجابية ولكن الصورة ليست واضحة ولا يوجد اي تفاصيل عما يمكن ان يحصل بعد ايام. نحن كأهل نلتزم الاعتصام السلمي في ساحة رياض الصلح ونراقب ونتابع ما يجري ولن نقوم بأي تحرك تصعيدي لأننا نعطي فرصة للمفاوضات التي نأمل ان تنجح، وعلى ضوء نجاحها أو فشلها نقرر ما سيحصل. ودعا علي الحكومة الى ان تتجاوب بسرعة مع مطالب الخاطفين لأن هناك ضرورة لاطلاقهم في اسرع وقت من اجل المحافظة على سلامتهم، لافتاً الى انه لم يتم التواصل مع شقيقه محمد منذ خطفه ولا يوجد اي معلومات وتطمينات ونحن ننتظر لحظة اطلاقه واطلاق رفاقه العسكريين ونأمل ان تكون قريبة جداً.

تبدلت حياتهم حتى أصبحت مجرد لعبة بيد الخاطفين. تبدل ليلهم ونهارهم، ويتمنون لو ان عقارب الساعة تقف مكانها حتى لا يمر الوقت من دون نتيجة والا هناك رقاب تنتظرها السيوف. وحدها شاشات التلفزة تنقل اليهم الاخبار والمعلومات. يقلقهم الخبر العاجل فيتحضرون لسماعه. ينتظرون زيارة مسؤول لهم يطفئ نيران قلوبهم بخبر يفرحهم أو يبعث الامل في داخلهم. ينظرون من خلف الامطار الى برق السماء ورعدها وكأنهم في صلاة مشتركة، يرفعون اياديهم الى السماء. يتضرعون الى خالقهم بصوت واحد <ما إلنا غيرك... يا رب>.