أكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في منشور على "فايسبوك" يوم الثلاثاء الماصي، أن الحكومة تعمل بكل جهدها لتذليل التحديات وتلبية مطالب المواطنين واحتياجاتهم بعد موجة المواجهات التي جرت بين محتجين في العاصمة بغداد وبعض المدن في الوسط والجنوب احتجاجاً على اوضاع الكهرباء ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى، وقال إن القوات والأجهزة الأمنية ملزمة بحماية حركة التظاهر المطلبي من أي استهداف، أو محاولة لخلط الأوراق من أي جهة كانت، مشدداً على أنه لا تراجع عن تقوية مؤسسات الدولة، بل إن الحكومة تعمل على تقويتها. كما أوضح أن السلطات بصدد اتخاذ قرارات وطنية لتلبية مطالب أبناء الشعب العراقي.

 وأمر الكاظمي، بالتحقيق في مقتل المتظاهرين في بغداد، وتوجه بكلمة متلفزة إلى الشعب العراقي يوم الاثنين الماضي، فيما كان متظاهرون يحرقون الإطارات ويقطعون الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير في بغداد حيث وقعت المواجهات، وقال ان تظاهرات الشباب حق مشروع، وليس لدى القوات الأمنية الإذن بإطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه إخوتنا المتظاهرين، وكل رصاصة تستهدف شبابنا وشعبنا وهو ينادي بحقوقه، هي رصاصة موجهة إلى كرامتنا ومبادئنا، معتبراً أن بعض الأطراف (لم يسمها) تحاول "التصيّد بالماء العكر"، كاشفاً ان هذه الحكومة جاءت بعد بحر من الدماء، ولن تكون متسببة بدماء العراقيين مهما كان الثمن، مؤكداً ان لا حل سحرياً  لأزمة الكهرباء، وقال: كنت أتمنى لو كان في اليد حلّ سحري ولكن للأسف، سنوات طويلة من التخريب، والفساد، وسوء الإدارة لا حلّ لها في يوم وليلة، وليس من العدل والإنصاف أن نطلب من حكومة، عمرها الفعلي شهران، أن تدفع فاتورة النهب والسلب الذي ارتكبته جماعات وحكومات سابقة.

 وختم الكاظمي بالقول: انحيازي دائماً الى الشعب، أمس واليوم وغداً، ولن أنحاز الى غيره، ولن أنحاز الى من يحاول الابتزاز وأقول لهم لا تحاولوا خلط الأوراق ولا تتلاعبوا.

وتعيش العديد من محافظات العراق، احتجاجات مستمرة بسبب تردي خدمات الكهرباء بشكل كبير مع تزايد درجات الحرارة في فصل الصيف، فيما تستمر المطالبات بضرورة إيجاد حلول للمشكلة المتفاقمة منذ سنوات .وتصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي في بعض المرات الى 16 ساعة.

 وكانت بغداد ومدن عدة شهدت احتجاجات غاضبة سقط فيها قتيلان وعدد من الجرحى، على إثر أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

يشار إلى أنه في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 اندلعت في العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة استمرت أشهراً عدة قُتل فيها أكثر من 550 شخصاً، وأصيب نحو 30 ألفاً بجروح، إضافة إلى اغتيال وخطف عشرات الناشطين.