تفاصيل الخبر

الكاتبة والناشطة الحقوقية ندى صالح عنيد من جمعية ”نساء رائدات“:لا بـــد مـــن تـطـبـيــــق ”الكوتـــــا“ النسائـيـــة فــي لبـــنان لإيـصــــال الـمـــــرأة الى مـنــــاصب الـقـــــرار!

15/07/2016
الكاتبة والناشطة الحقوقية ندى صالح عنيد من جمعية ”نساء رائدات“:لا بـــد مـــن تـطـبـيــــق ”الكوتـــــا“ النسائـيـــة فــي لبـــنان  لإيـصــــال الـمـــــرأة الى مـنــــاصب الـقـــــرار!

الكاتبة والناشطة الحقوقية ندى صالح عنيد من جمعية ”نساء رائدات“:لا بـــد مـــن تـطـبـيــــق ”الكوتـــــا“ النسائـيـــة فــي لبـــنان لإيـصــــال الـمـــــرأة الى مـنــــاصب الـقـــــرار!

 

بقلم وردية بطرس

   ن----2دى-صالح-عنيد-توقع-كتاب---سمير-جعجع-حياة-وتحديات

منذ أن أطلقت جمعية <نساء رائدات> مشروعها <تفعيل دور النساء في البلديات في العام 2013 - والذي يهدف الى بناء قدرات مرشحات لبنانيات واعدادهن للانتخابات البلدية وذلك من خلال تعزيز قدراتهن على رصد وتقييم احتياجات مناطقهن واقتراح حلول لها - وهي تعمل بكد لرصد النساء في مختلف المناطق اللبنانية وتدريب قسم كبير منهن على أعلى المستويات للأداء في العمل البلدي ولتحضير الحملات الانتخابية والظهور الاعلامي وفن الخطابة.

وجمعية <نساء رائدات> تهدف منذ انشائها لتعزيز مهارات النساء الرائدات، ولتعكس الصورة الحقيقية للمرأة اللبنانية في الاعلام من خلال حملات توعية شاملة ومتواصلة، الضغط على وسائل الاعلام للمساهمة في تغيير الرأي العام، نشر الوعي حول الحقوق القانونية للمرأة في لبنان، وفرض مشاركة المرأة في الحياة السياسية على قاعدة المساواة مع الرجل.

وتعتبر الكاتبة والناشطة الحقوقية السيدة ندى صالح عنيد وهي من مؤسسات جمعية <نساء رائدات> ان المرأة تشكل 56 بالمئة من الشعب اللبناني ولكنها تتمثل سياسياً بـ 1,3 بالمئة فقط في المجلس النيابي، وهي النسبة الأدنى في العالم. وتعتبر ان أبرز خطوات الجمعية الضغط على الأحزاب السياسية لاشراك عدد أكبر من النساء ترشيحاً ودعم المرأة المرشحة، وذلك من خلال تضافر جهود هيئات المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال.

فكيف تقيم الناشطة ندى صالح عنيد مشاركة المرأة اللبنانية في الانتخابات البلدية؟ وكيف تعمل الجمعية لايصال المرأة الى البرلمان والنقابات والأحزاب؟

<الافكار> التقت السيدة ندى صالح عنيد لتحدثنا أكثر عن الأنشطة التي تقوم بها الجمعية لتعزيز دور المرأة في العمل السياسي وعن ضرورة تطبيق <الكوتا> في لبنان لايصال المرأة الى مناصب القرار.

السيدة ندى عنيد تشرح بدايات تأسيس الجمعية

ونبدأ حوارنا بالسؤال الآتي:

Afkar-Sakafiya-2000000017ــ ما الذي دفعكن لتأسيس جمعية <نساء رائدات>؟

- في العام 2012 اسسنا انا والزميلة جويل بو فرحات والزميلة باولا مجدلاني جمعية <نساء رائدات> وذلك قبل موعد اجراء الانتخابات النيابية، وقد انطلقت الفكرة بسبب الواقع الذي نعيشه حيث اصدرنا كتاباً عن السيدات اللبنانيات الناجحات في مختلف الاختصاصات والمهن لتعريف الناس وتحديداً الاعلام بالسيدات الرائدات في مجال تخصصهن وما شابه، وقد لاحظنا وقتئذٍ انه ليس هناك سيدات يشاركن في مناقشات تلفزيونية، ولم نكن نرى سيدات يتحدثن في البرامج الحوارية السياسية عن قضايا الوطن.. اذ كنا نرى النساء يتحدثن غالباً عن العالم النسائي وكل ما هو متعلق بمجال الجمال وتربية الأولاد والديكور الى ما هنالك، أما في ما يتعلق بالسياسة والشأن العام فلم نكن نرى سيدات كضيفات في البرامج السياسية للتحدث عن الأمور السياسية والوطنية، مع العلم ان هناك سيدات لديهن خبرة في الحقل السياسي ولكن للأسف لم نكن نراهن على شاشات التلفزة، ولكن في ما بعد تحسن الوضع قليلاً اذ بدأنا نرى نساء يناقشن قضايا سياسية على شاشات التلفزة وطبعاً هذا ليس كافياً اذ حتى اليوم لا نرى نسبة كبيرة من السيدات في الأحزاب.

وتتابع السيدة ندى عنيد قائلة:

- في كل بلدان العالم هناك عائلات سياسية حيث تكون السياسة متجذرة في العائلة ولكن هذا لا يعني ان السياسة محكومة فقط بالأشخاص الذين ينشأون في بيت سياسي. للأسف في يومنا هذا السيدات اللبنانيات لسن منخرطات في العمل السياسي، ولهذا رسمنا استراتيجية معينة في جمعية <نساء رائدات> وأصبحنا نبحث عن برامج تدخل ضمن سياق استراتيجية الجمعية، وقمنا ببرامج مع الاعلام للانتخابات البلدية والنيابية، كذلك قدمنا دراسة حول <الكوتا> النسائية، وهدفنا الأساسي أن نبرهن انه بدون <الكوتا> لن نشهد تحسناً ملموساً ولا نقلة نوعية بتعاطي النساء في الحياة السياسية، فهذه فرصة لا تُفوت بأن يتم اقرار قانون انتخابي جديد يتضمن سلة التسويات التي يتحدثون عنها بما فيها <الكوتا> النسائية، فلا بد من إقرار <الكوتا> النسائية.

 

مطلب <الكوتا> النسائية

ــ الكل يطالب بـ<الكوتا> النسائية ولكن من سيطبقها؟

- عملنا مع كل النواب للضغط عليهم، كما اننا نفسر لهم ما هي <الكوتا> ونرسل لهم الدراسات الى ما هنالك، وجميعهم يعرفون ان هناك مشكلة لكن مَن من النواب سيحمل المشعل ويقول انا أريد <الكوتا>. بالمبدأ هناك 5 أحزاب على 7 أحزاب لديهم الاستعداد للتصويت على <الكوتا> ولكن من سيناضل من أجل <الكوتا>؟! لا اعتقد ان أحدهم سيناضل لانهم يقولون ان المشاكل في لبنان كبيرة وعديدة وأنهم لا يريدون اضافة مشكلة أخرى، اي ان الأمر مجرد قول لا أكثر. كما انه هناك بعض الأشخاص الذين يرفضون <الكوتا> ولا يريدون تطبيقها في لبنان، ولكن الجميع يعلم انه لا بد من اعتماد <الكوتا> بعد أن اعتمدتها كل دول العالم بما فيها دول عربية.

Afkar-Sakafiya-2000000016وتضيف قائلة:

- أعطيك هنا مثالاً عن تايوان اذ انه في مطلع عام 2016 انتُخبت سيدة لرئاسة تايوان (رئيسة الحزب الديموقراطي التقدمي) <تساي انغ - وين> لتصبح أول امرأة تتولى مقاليد هذا المنصب في البلاد، علماً ان تايوان بدأت بتطبيق <الكوتا> منذ العام 1958 وبعد مرور سنوات طويلة تمكنت المرأة من الوصول الى سدة الرئاسة وذلك من خلال <الكوتا>. وكذلك الأمر في تونس حيث تترشح المرأة للانتخابات النيابية وغيرها عبر <الكوتا> في المرة الأولى، ولكن في المرة الثانية تقدر ان تترشح بشكل عادي لأن <الكوتا> من التدابير المؤقتة. وسنكمل نشاطنا مع السيدات والعمل على التوعية، وسنعمل مع جيل الشباب لأنه سيكمل المسيرة ولن نتوقف، علماً أنه بدون <الكوتا> لن نحقق ما نصبو اليه.

ــ كيف تقيمين العملية الانتخابية البلدية التي جرت مؤخراً حيث رأينا سيدات وصبايا ترشحن وفزن في العديد من المناطق اللبنانية؟

- لقد واكب الاعلام كل العملية الانتخابية، وكان يطرح أسماء نساء ويسأل دائماً عما اذا كانت اللائحة تتضمن أسماء سيدات، وهذا ما لم نكن نشهده من قبل، وهو أمر جيد. ولكن عملياً التحسن لم يكن بقدر ما نريد اذ لا تصل النسبة لأكثر من 1 او 1,5 بالمئة واذا أكملنا بهذا الشكل فلن نصل الى أهدافنا. فنحن لا نريد أقوالاً بل أفعالاً، لهذا من الضروري العمل مع الأحزاب السياسية لأن هذا سيوصل النساء والشباب الى المجالس البلدية او النيابية اي نريد دماً جديداً ولن تتطور الأحزاب ما لم تضم النساء والشباب على حد سواء. صحيح ان هناك سيدات وصلن الى البلديات في الانتخابات التي جرت مؤخراً الا انه لا تزال هناك عقلية ذكورية في مجتمعنا، ولا تزال عائلات لا تقبل ان تمثلها النساء، وهناك أحزاب ليس لديها ثقة كافية بالنساء. فإذا ترشحت السيدة كمستقلة ولم يكن لديها دعم فلن تشعر بالثقة بنفسها ولكن اذا قام حزب بترشيح امرأة فانها لن ترفض ذلك لأنها تلقى الدعم. بالنسبة الي فلن أصوت لشخص لا تتناسب افكاره ورؤيته مع افكاري، فلن اصوت له سواء كان رجلاً او امرأة بمعنى ان الشخص الذي يزاول العمل السياسي والحزبي والمطلع والمتابع فإنه سيحظى بدعم الجميع بغض النظر عما اذا كان رجلاً او امرأة.

ــ وهل تتحضرون كجمعية للانتخابات النيابية اذا جرت؟

- طبعاً سنكمل العمل مع الاحزاب لاننا نؤمن ان الحياة السياسية السليمة تحتاج لأحزاب سليمة اي ديموقراطية. وطبعاً يهمنا العمل مع فئة الشابات لأن هناك صبايا جامعيات - نسبة التعليم الجامعي عند الصبايا هي أعلى من الشبان - لا يدركن ان هناك تمييزاً بين الرجل والمرأة في الحياة السياسية قبل التخرج والانخراط في سوق العمل، اذ أنهن لا يعرفن في مراحل الدراسة الجامعية ان هناك تمييزاً في هذا الخصوص لحين ينخرطن في الحياة العامة، اذ لاحقاً يدركن ان المرأة في المنصب نفسه الذي يتولاه الرجل تتقاضى راتباً أقل منه بالرغم من كفاءتها وخبرتها. كما ان خريجات الجامعات لا يدركن خلال مرحلة الدراسة وقبل الانطلاق الى سوق العمل ان هناك تمييزاً بين الرجل والمرأة بما يتعلق بموضوع الضمان الاجتماعي، ولهذا عندما تنطلق خريجات الجامعة الى الحياة العملية والسياسية الى ما هنالك يصطدمن بالواقع الصعب الذي تعيشه المرأة في مجتمع ذكوري بشكل عام.

واستطردت قائلة:

- وفي كل البلدان العربية تسود عقلية ذكورية، وهي سائدة في لبنان أيضاً، ولهذا تشعر المرأة بعدم الثقة وبأنها لا تقدر ان تبرز في السياسة وهذا ما يجعل النساء ربما غير مهتمات بالسياسة، ولهذا هناك احباط ولكن هذا لا يعني اننا سنقف مكتوفي الأيدي بل علينا ان نعمل جاهدين لايصال المرأة الى مراكز القرار. ونحن منذ البداية أدركنا أن المجتمع المدني لن يقدر ان يحقق أهدافه بدون التعاطي مع أهل السياسة لأن المجتمع المدني يعمل على مشاريع القوانين وهذه القوانين يشرعها السياسيون، وبذلك نقوم بعمل يجب ان تقوم به الدولة والمعنيون بالشأن العام. وبالنسبة لجمعية <نساء رائدات> فإننا ننظم ورش عمل تشارك فيها السيدات، ونحن نشارك في مؤتمرات ونستفيد من المشاركة فيها على الصعيد الشخصي وعلى صعيد تبادل الخبرات الى ما هنالك.

ــ هناك العديد من الجمعيات النسائية ولكن جمعية <نساء رائدات> استطاعت ان تؤسس لها خطاً مختلفاً لأنها ركزت على دور المرأة في العمل السياسي...

- هذا صحيح، وهذا ما يميز جمعية <نساء رائدات> عن غيرها لأنه منذ البداية ركزنا على هدف ايصال المرأة الى البلديات والبرلمان وأن يكون لها دور فعال في العمل السياسي. فمثلاً كان يُلقى الضوء على وضع المرأة من ضمن الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات وما شابه، اما في جمعية <نساء رائدات> فقد تخصصنا بموضوع المرأة في السياسة وسعينا لإيصالها الى البلديات والبرلمان، كما انه من خلال ورش العمل والأنشطة التي نقوم بها على مدار السنة رصدنا النساء اللواتي يردن العمل في المجال السياسي فاستعنا بخبراء ومتخصصين في هذا الشأن لتدريبهن وايصالهن الى البلديات والبرلمان.

ــ هل من مشاريع مقبلة بعد الانتخابات البلدية؟

- سنعمل أكثر لايصال المرأة الى مناصب القرار وفي اللجان المحلية، وهدفنا ان تصل المرأة الى النقابات والأحزاب لأنها قادرة ان تحقق الكثير اذا وصلت الى هذه المناصب.

 

جويل-بو-فرحات---ندى-صالح-عنيد---باولا-مجدلاني---1كـتـــــاب <حياة وتحديات> عن السيرة الذاتيــــة للدكتور سمير جعجع

 

ــ هلا حدثتنا قليلاً عن كتابك الصادر باللغة الفرنسية <سمير جعجع: حياة وتحديات> ولماذا أردت ان تتناولي السيرة الذاتية للدكتور سمير جعجع؟

- الكتابة هوايتي وقد كان لدي دار نشر وسبق ان عملت على نشر سلسلة كتب باللغة الفرنسية للأطفال، ومن ثم بدأت أكتب، وقد تناولت في المرة الأولى حياة انطوان نوفل مؤسس مكتبة أنطوان وتاريخ المكتبة في لبنان. بالنسبة الي أحب ان أكتب السير الذاتية وأحببت ان أتناول السيرة الذاتية للدكتور سمير جعجع حيث أروي في كتابي المؤلف من 400 صفحة تقريباً والمقسم الى 16 فصلاً وقائع حياة متقلبة وصاخبة بالأحداث، جمعتها بين دفتي كتاب يختصر مرحلة مهمة وملتبسة من تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية، والى جانب البعد التوثيقي يتضمن الكتاب تفاصيل غير شائعة عن حياة سمير جعجع وتجربته. لم اكن اعرف الدكتور سمير جعجع على الصعيد الشخصي ولكنني وجدت ان حياته مثيرة للجدل لأنه عايش الحرب والاعتقال الى ما هنالك، واستطعت ان اكتب هذا الكتاب بعد 22 ساعة من الحديث مع الدكتور جعجع، وبعد اجرائي بعض الأبحاث لمواكبة قصته الشخصية وتحديد الاطار السياسي والتاريخي الذي دارت فيه.

وأضافت قائلة:

- وعندما بدأت بالكتابة لم يكن الدكتور سمير جعجع قد طرح نفسه بعد كمرشح لرئاسة الجمهورية ولم تكن الأضواء مسلطة عليه كما في الفترة التي طرح نفسه كمرشح. طبعاً كنت قد حددت المواضيع التي سأتحدث عنها في كتابي ولكن الدكتور جعجع لم يطلب ولا مرة ان يقرأ ما كتبته وعندما صدر الكتاب قدمت له نسخة، ولقد لفتت نظره صورة غلاف الكتاب لأنني وضعت صورة له بعد خروجه من السجن حيث كان لا يزال مرهقاً. لقد تناولت سيرته الذاتية بموضوعية ولم أنتقد أحداً في هذا الكتاب، وأكثر ما لفتني خلال الساعات التي تحدثت فيها مع الدكتور سمير جعجع أنه بالرغم من ان لديه خصوماً الا انه لا يحمل الحقد في قلبه تجاه اي شخص حتى لو كان خصماً له، فهو متصالح مع نفسه كثيراً ولديه تجرد وربما هو السياسي الوحيد في لبنان الذي اعترف بأخطائه.

ــ هل تفكرين بكتابة السيرة الذاتية لشخصية ما أخرى سواء في المجال السياسي او الثقافي او الاجتماعي او اي مجال آخر؟

- ممكن ان اتناول السيرة الذاتية لشخصية ما ولكنني لم أفكر باسم معين، كنت أحب ان اتناول السيرة الذاتية لسيدة أنجزت عملاً او مهمة مميزة في لبنان ولكن للأسف لم أجد حتى الآن. لا أدري ربما في الأيام المقبلة قد أفكر باصدار السيرة الذاتية لشخصية ما.