تفاصيل الخبر

الكاردينال الراعي ضد الريح!

13/04/2018
الكاردينال الراعي ضد الريح!

الكاردينال الراعي ضد الريح!

 

بقلم وليد عوض

الراعي

أهم ما تجلى به الإمام المغيب موسى الصدر انه جعل رجل الدين ضميراً للأمة، وسداً لتقصير رجال السياسة في فضح الفساد وردع التوتر والتطرف واستجلاب الهدوء. والآن عندما يعتلي البطريرك بشارة الراعي منبر الأعياد والمناسبات الدينية، يتطلع الناس الى فضح الفجوات السياسية المغلقة، وكشف الغطاء عن الالتباسات، أي الدعوة الى فضح الفساد، دون الإشارة الى واحد من المفسدين. وهذا تقصير سياسي ومدني.

وعندما يعتلي المتروبوليت الياس عودة منبر عيد الفصح للطائفة الأرثوذكسية ويهتف: <لا تنتخبوا من أنجزوا الصفقات>، و<ان على اللبنانيين إيصال نواب يتمتعون بالعلم والخبرة والصدق والنزاهة والأخلاق المساهمة في قيام دولة حديثة تقوم بواجباتها تجاه المواطنين> إنما يطلب من اللبنانيين انتخاب المستقبل الواعد.

إلا ان ضربة المعلم في الحياة السياسية جاءت من البطريرك الراعي في خطبة الفصح حين فتح ناره على المادة 50 التي أضيفت على موازنة 2018 واعتبرها صفعة للعائلات الفقيرة <إذ تمنح العربي والأجنبي الذي يشتري شقة في لبنان إقامة دائمة له ولزوجته وأولاده القاصرين>. واعتبر البطريرك الراعي ان المادة سجادة للتوطين الذي تسعى له في لبنان دول كبرى.

وهكذا تناول البطريرك الراعي الأوساط الدولية بالسعي لتوطين النازحين السوريين في لبنان، والاكتفاء بنشر عدد منهم في بلدان أخرى. وهذه هي المرة الأولى التي ينكشف فيها أمر هذه المادة، والتوعية لأبعادها.

وهكذا كان لسان رجل الدين هو لسان الناس الذين لا يملكون القدرة على أخذ القرار وتوجيه قرار الدولة أو التأثير فيه.

وقد جاء حين من الدهر على لبنان عام 1953 كان التوطين فيه سيد الموقف، إذ منح الرئيس كميل شمعون الجنسية اللبنانية لكل من يوسف بيدس وبدر الفاهوم واميل مسلم وأسعد نصر وأنيس البيبي، وغيرهم من أبناء فلسطين، وحجة الرئيس شمعون في هذا التجنيس ان يوسف بيدس ورفاقه كانوا يملكون أموالاً طائلة، وتجلى ذلك في المؤسسة الأم <بنك انترا> التي قامت أولاً في سوق سرسق، قبل أن تتمدد ممتلكاتها ويصبح <بنك انترا> صاحب بناية شاهقة في باب ادريس.

ولست هنا في مجال انتقاد تجنيس تلك الدفعة من الفلسطينيين، وما انعطفت عليه لدى الأقارب، حتى أصبحت سلسلة من الشركات والمحلات التجارية ذات طابع فلسطيني، ولا أقف في مجال الإشادة بهذا التدبير، بل أقف عند قرار الرئيس شمعون والعميد ريمون اده بفتح باب سرية المصارف، وهو الباب الذي فتح للاقتصاد اللبناني أوسع الفرص والمكتسبات التجارية، ولا يزال بند سرية المصارف هو الأساس الحالي في دعم الاقتصاد اللبناني.

وشكراً لرجل الدين الذي أوقظ الضمائر وفي مقدمهم الكاردينال بشارة الراعي والمتروبوليت الياس عودة!