تفاصيل الخبر

الكابتن رولا حطيط: جلت العالم وعرفت أزمة منتصف العمر فعدت الى الجامعة!

18/10/2019
الكابتن رولا حطيط: جلت العالم وعرفت أزمة منتصف العمر فعدت الى الجامعة!

الكابتن رولا حطيط: جلت العالم وعرفت أزمة منتصف العمر فعدت الى الجامعة!

بقلم كوزيت كرم الأندري

عقّدتني هذه المرأة. عقّدتني. عقّدتني (لا ليس هذا خطأً مطبعياً، بل إصرار مني على حجم <العقدة> التي سبّبتها لي!). خلطة غريبة وسحريّة تجعلكِ تشعرين، بعد مجالستها والتحدث إليها، أنك ستخرجين من باب المقهى (حيث اللقاء) لتحلّقي في السماء! خارقة الذكاء بلا ادّعاء، صلبة وقويّة بلا <تِفحيل>، متفوّقة بلا تشاوف وطموحة بلا جشع. إكتشفَت العالم برمّته، ولا تزال تعشق لبنانَها. ذهبت إلى أقاصي الأرض، ولا تزال تحلم بدفء بيتها وعائلتها. تطهو، تُدرّس، تَدرُس... وتقود طائرة! هي أنثى من نوعٍ آخر. من نوعٍ نادر، أو ربما بات نادراً (أعرف أنها ستعترض على وصفي هذا). حلّقوا معي في حوارٍ عفوي وعميق - كشخصيّتها - مع الكابتن في شركة <الميدل إيست> رولا حطيط، قائدة الطائرة الأولى في لبنان.

ــ رولا، هناك سؤال يحيّرني لكثرة ما قرأت عنك، وبات أكثر إلحاحاً بعدما تحادثنا على الـ<واتساب> وشعرت بقوة شخصيتك. كيف وجدت رجلا يحتويك يا امرأة؟

- <هيدا أهم سؤال!> (نضحك)

ــ ليس بالأمر السهل العثور على رجل لا يتضعضع من امرأة لامعة وناجحة ومتميّزة ومثقفة وتتمتع بإرادة قوية وبحضور طاغٍ...؟

- <لا ولو أكيد فيه!> (نضحك)، عليكِ أن تطرحي هذا السؤال على زوجي، لكنني حتما لا أضعضعه، ليس فقط لأن ثقته بنفسه عالية (زوجها الكابتن فادي خليل)، بل لأنني لا أنفك أردد له <أنا ما بِسوى شي بلاك!> لا أستطيع أن أتخيّل للحظة واحدة حياتي من دونه. هو سندي في كل شي وقد لعب، في الكثير من الأحيان، دور الأب والأم كما لعبت أنا دور الأم والأب في غيابه.

ــ غريب أن تقول امرأة سبّاقة وطليعيّة مثلك لرجل <أنا ما بسوى شي بلاك>. كلام جميل...

- إنها الحقيقة! هناك أمران لا أستطيع أن أعيش من دونهما: فنجان القهوة صباحاً والغمرة مساءً! فنجان القهوة، الذي أحتسيه عند كل صباح، يعني لي أن الشمس شرقت من جديد وأنا لا أزال على قيد الحياة. والغمرة في ختام اليوم تعني أنني لست وحيدة. <كل شي عملتو، كلو كلو ما بكفّي. لمهم ما حس حالي وحيدة!>. أنا امرأة لست رجلاً، و<المرا بنعومِتا مش بتِشليفا>. أعيش حياتي بهدوء وما قمت به إنما قمت به لنفسي، لأُشبع ذاتي من الداخل وليس لأتباهى به أمام الناس. لا أبحث عن الظهور ولا عن الشهرة، وفي كل مرة ألبّي فيها طلباً لحوار صحفي أو إعلامي، أقوم بذلك من منطلق أنه لربما هناك فتاة ما، ولو واحدة، جالسة في مكان ما قد يكون في أبعد ضيعة، تسمع ما نقول وتعرف أن باستطاعتها، هي أيضاً، أن تصبح قائدة طائرة أو أي أمر آخر. المهم أن يتّسع أفقها وتسعى وراء أحلامها لتحقيقها.

ــ رولا، عندما اكتشفت أنك أصبحت أول إمرأة طيار في لبنان لا عن سابق تصوّر وتصميم، إذ كنت تدرسين الرياضيات في الجامعة الأميركية قبل أن تتقدمي لامتحان الطيارين نتيجة تحدٍ قمت به مع زميل لك... تأكدت من أن الصدفة أهم من التخطيط في الكثير من الأحيان!

- صحيح، الصدفة تأخذكِ أحياناً إلى حيث لم تخطّطي أن تكوني، لكن لو لم أكن جاهزة لها لما اقتنصتها. <مين ما كان في يكون محلي، ساقب الحظ انو أنا كنت جاهزة بوقتا>.

ــ لكنك مجتهدة جدا وذكية جدا ومتميزة جدا!

- <إي وفي غيري كتير شاطرين وأحسن مني كمان>. الدنيا حظوظ: في حال كنتِ جاهزة تستقلين القطار وإن لستِ جاهزة لا تستقلّينه. <ساقبِت لمّا مرق التّران أنا كنت جاهزة>.

ثم أردفت:

- صحيح أنني لم أخطط لحياتي، لكنني أؤمن بأن كل شيء في الحياة هو مشروع في ذاته Projet، وأنا أصر على أن أنجح في كل مشروع آخذه على عاتقي، وإن شعرت أنني غير مستعدة للقيام به على أكمل وجه لا أبادر.

 

<قاعدة بالجو أكتر ما قاعدة عالأرض>

ــ أنت أمّ مثلنا رولا، لكن من أين تأتين بحسّك المنطقي والعملي هذا؟ نحن نتزعزع إن مرض طفلنا ونحن بجواره، وأنت قد تسافرين إلى أقاصي الأرض تاركةً طفلاً مريضاً في البيت؟ <كيف ما بتنهاري للفكرة>؟

- <مين قلّك ما بنهار؟>، لكن كما قلت لك زوجي لعب دور الأم في الكثير من الأحيان خلال غيابي عن المنزل، ثم إن هناك نعمة حقيقية في منطقتنا هذه ألا وهي العائلة والجيران والأصحاب الذين باستطاعتك الاتكال عليهم، وهو ما ليس متوافراً في معظم البلدان الغربية. وأنا أؤمن أنه لا بد <إنو تشِدّ الإمّ عحالا شوي> ليصبح الولد مستقلاً. أذكر، في هذا السياق، أنني صحوت ذات صباح على صوت ابني الصغير يقول لأخيه <إذا أنا حضّرتلك الترويقة بتُربُطلي شريط بوطي؟>. هذا يعني أنهما يحاولان تدبير أمورهما بنفسيهما وهذا أمر جيّد!

ــ هل كنت تجدين الوقت لمتابعة الفروض اليومية؟

- حين أكون في لبنان نعم (إبنها البكر كان طليع دورته في <الإنترناشونال كولدج> وقد انضمّ إلى جامعة ستانفورد، علماً أنه حصل على منحة من الجامعة الأميركية من بين عشرة تلاميذ من كل لبنان). إبني الصغير كان يردد أنه يتيم إلى أن استفزتني العبارة فسألته يوماً <لِمَ تقول إنك يتيم؟ ماذ تقصد بهذه الكلمة؟>، فأجابني: <اليتيم هو اللي أهلو ما بيعملولوا الـdictée> (الإملاء)، إذ كان يسجّل نص الإملاء بصوته ليتمّم فرضه. الاستقلالية وحس المسؤولية أمران مهمان، وهما لا يولدان مع الطفل بل يُربى ويتمرّن عليهما. إن جلس ابني في الصف بخلفية أن هناك من سيشرح له الدرس من جديد في البيت، فستكون النتيجة عدم تركيزه في الصف!

ــ رولا، هل لديك فكرة كم ساعة عشت في مقصورة الطيّار cockpit؟

- أوووه... حتماً أكثر مما عشت في البيت. <قاعدة بالجو أكتر ما قاعدة عالأرض>.

ــ ألم تتعبي؟ ألم تملّي؟

- إطلاقاً! في مهنة الطيار تجدد يومي. حتى لو قصدتِ البلد نفسه لمدة ثلاثة أيام متتالية، لن يكون هناك تشابه ما بين الرحلات: مساعد الطيار يختلف، الفريق على متن الطائرة يختلف، الركاب يختلفون، حتى الطقس يتغيّر!

ــ ألا تزال لديك الطاقة، بعد عناء السفر لساعات وأيام، للخروج والسهر والتواصل مع الناس؟

- أكيد! <بتعيشي مرة، بتعيشي ميّة؟>.

ــ هل شعرتِ بأزمة منتصف العمر Midlife crisis؟

- حصل، وهو ما جعلني أعود إلى مقاعد الدراسة في الجامعة! وصلت إلى مرحلة شعرت فيها أنني لا أفعل شيئاً في حياتي: <كابتن وِعملت>، ثم كنت أصغر نائب للرئيس الاقليمي للإتحاد الدولي للطيران، ولداي كبُرا ولم يعودا يحتاجان إليّ... شعرت فجأة <إنو ما عاد إلي عازِة بهالحياة> (بإمكانكم أن تتصوروا حالتي وهي تتفوه بتلك الكلمات الأخيرة، <كنت رح إحلش شعري!>). أنجزت الكثير وحين وصلت إلى عمر الأربعين شعرت أن ما من جديد في حياتي، <بروح بشتغل وبقبض معاش آخر الشهر>، فعدت إلى الجامعة ودرست فلسفة الفيزياء وأنا الآن في صدد تحصيل شهادة الماجستير.

ــ عشتِ في بيئة تغيب عنها المرأة وكنتِ دوماً محاطة برجال، في حين أنه لو أرادت إحدانا الدخول إلى الحمام في المطعم لاصطحبت معها أنثى أخرى! (نضحك) كيف استطعت أن تتأقلمي في محيط من لونٍ واحد؟

- <ما بقى شوفن رجال!>. أعيش بين زملائي الطيّارين منذ سبعٍ وعشرين سنة، باتوا كإخوتي، يخبرونني قصصهم وأسرارهم ومشاكلهم. هم أيضاً <ما عادوا يُنظرولي كمَرا!>.

ــ من القواسم المشتركة بين كل النساء، على ما أظن، حب الثياب. ألا يزعجك أن تمضي معظم أوقاتك بالثياب نفسها والمظهر نفسه، عنيت لباس الكابتن؟

- أحب، ككل امرأة، أن أرتدي ثياباً جميلة وأن أبدو فاتنة، لكن أعترف أن تنسيق الثياب ليس من نقاط قوتي. قد يبدو الأمر مملاً كما تقولين، لكن من إيجابياته أنه يسهّل علي حياتي ويحول دون إضاعة الوقت إذ أعرف دائما ما سأرتدي حين أذهب إلى عملي في الغد. لكن رغم لباس الكابتن الذكوري بشكله لا سيما من حيث ربطة العنق (الكرافات)، إلا أنني أعمد إلى تصفيف شعري ووضع الماكياج على وجهي، بشكل دائم، كي لا أنسى أنني امرأة وكي لا ينسى زوجي ذلك!

 

أتمنى أن يكون الأكل ساخناً!

ــ تقولين إن الأمل يقوّي والخوف يقتل، لكن لا شك في أنك عرفتِ الخوف...

- طبعاً أخاف، لكن أعود وأفكر بمنطق، وأقول لنفسي لا داعي للخوف من الأمور التي لا يمكنني أن أبدّلها، كحتمية الموت مثلاً... أخاف على ولدَي وهو هاجسي الأكبر، ونعم يحصل أن أغرق في عتمة الأسئلة حين ألقي رأسي على الوسادة، فأروح أفكر: <ماذا لو حصل كذا وكذا وكذا>، لكن أعود وأنتبه إلى أنه في كل مرة كان أحدهما يقع <كنت كون قاعدة بلِزقو!>. هذا يعني <إنو مش أنا رح إحميهن ولا أنا رح رِدّ عنّن>...

ــ كابتن رولا، هل فكرت مرة، قبل الرحلة، بأنك قد تُقلعين عن الأرض من دون أن تهبطي لا قدّر الله؟

- لا لا لا (تكرّرها بإصرار)، لا تعبرني تلك الأفكار السوداء...

ــ وهل صحيح أنك تتمنين أمنية قبل كل رحلة؟

- صحيح! وقد تتفاوت هذه من أبسط الأمور وأتفهها، كأن أعود إلى المنزل، مثلا، و<يكون الأكل بعدو سخن> (نضحك) إلى أمور أكثر جدية وعمقاً، ويحصل أن أكرر الأمنية نفسها مرات متتالية...

ــ سؤال عرضي: لمَ تحبّين فيلم <برايفهارت> Braveheart؟

- لِما ينطوي عليه من حِسّ وطني. أنا وطنية جدا، متعلقة ببلدي وأحزن وأشعر بالقهر على حاله، ومستعدة لأن أقوم بأي شيء، بأي شيء (تكررها بإصرار)، لتحسين وضعه...

ــ ولمَ تحبين حيوان البَطريق Pinguin؟

- لأنه متعدد القدرات والمواهب، لديه جناحان ويمشي ويسبح.

ــ غريب خيارك هذا... أنا أحب الفيل، أشعر أنه حزين، وأنه مترفّعٌ عن الإفشاء عن حزنه...

- (تفكّر قليلاً) إي بس <دِبّ>!

ــ إنو البطريق أنعَم؟!> (ننفجر بالضحك)

ــ (أنهيت عنوةً أسئلتي العرضيّة اللامتناهية) رولا، هل من قانون من قوانين منظمة الطيران المدني الدولي كنت تودّين لو تستطيعين تعديله أو إلغاءه؟

- كنت أودّ لو تستطيع الكابتن الحامل، في لبنان، أن تستمر في قيادة الطائرة كما هي الحال بالنسبة للكابتن المرأة في الولايات المتحدة مثلاً. هناك، يمكنها أن تطير حتى في مرحلة متقدمة من حملها، أما نحن فنُضطر إلى التوقف عن ممارسة مهنتنا هذه ما أن نعلم بحملنا. هذا يعني أننا نتوقف عن قيادة الطائرة لمدة سنة كاملة تقريبا، إذا ما حسبنا فترة الحمل مع فرصة الأمومة.

ــ وهل تعودين وتقودين الطائرة كأن شيئاً لم يكن؟ <ما بِتجَنزري بعد هالقعدة؟!>

- بل أخضع إلى التدريب <من أوّل وجديد!>. الكابتن يخضع إلى تدريب كل ثلاثين يوما في حال لم يقم بأي رحلة خلال هذه الأيام، فما بالك بسنة كاملة؟

ــ هل من كلمة سر بين طاقم الطائرة؟

- نعم، هناك <كود> code لباب قُمرة الطيار بحيث يتعذّر على أحد الدخول إليها، حتى أنه بإمكان الطيار أن يُقفله من الداخل فلا يعود يفتح نهائياً.

ــ ما الذي تغيّر بعد أحداث 11 سبتمبر؟

- هذا الـ<كود>. كلمة السر هذه لم تكن موجودة من قبل. <كانوا يدقّوا الباب ويفوتوا> (إلى مقصورة الطيّار).

ــ هل يخوّل نظام الطيار الأوتوماتيكي أياً كان بإدارة الطائرة في حال الأزمات؟ أعني هل يسهل الأمر؟

- مع نظام الطيار الأوتوماتيكي كل ما عليك معرفته هو زرّ معيّن تكبسين عليه وتحملين الميكروفون. هذه الحركة البسيطة تجعل الطاقم المعنيّ يسمعك على الأرض، وهو بإمكانه أن يقودك، خطوة بخطوة، لإنزال الطائرة.

ــ <ما هون الصعوبة يا رولا! افترضي نزّلتا بالهيشة؟>

- لا لا، تكون مُبرمجة، <كِلّو مبرمج>.

ــ هل يمكن لقائدة الطائرة أن تفلح في قيادة طائرة، وأن تكون <سواقتا عالأرض كارثة مثلاً>؟

- <بركي الطيارة أسهل لأن ما بترجع لَوَرا> (نضحك). لا مجال للمقارنة، وكأنك تقارنين قيادة السيارة بقيادة الدرّاجة، لا علاقة بينهما. لكن لا شك في أن من لديه <ريفليكس> (ردّ فعل أوتوماتيكي سريع) على سرعة طائرة، لديه حتما <ريفليكس> على سرعة السيارة وهي أدنى بأشواط...

ــ لا تسخري مني، لكن صدّقيني حين تلامس دواليب الطائرة أرض المدرج هبوطاً، أشعر أحيانا برغبة لاإرادية في التصفيق كَون المهمة أُنجزت على خير. بالنسبة للكابتن هي <شِربة مَي>، لكن بالنسبة إلينا نحن الركاب، فإن اجتياز كل تلك المسافات جواً، والانتقال من قارة إلى قارة، أمر أشبه بالأعجوبة!

- أفهمك تماما، وهي مسألة نفسية. تخيّلي أن أضعك في كرتونة على الأرض، مقفلة مع ثقب صغير، و<صير جِرّك> لوقت معيّن، ما ستكون ردة فعلك حين سأفتح لك للخروج منها؟ ستتنفسين الصعداء! فما بالك في الجو، حيث تستغرق الرحلة ساعات، وحيث تشعرين أنك غير مسيطرة على الوضع لأنك لا تدرين ما الذي يحصل، إذ لست إنتِ من يقود الطائرة؟

ــ طيب لست أكيدة، شخصياً، من أن مُنقذ السباحة maitre-nageur يرغب في قضاء عطلته على البحر...

- (تقاطعني قبل أن أكمل سؤالي) <مبلا مبلا نحنا منسافر> (وتضحك)، أعشق السفر لا سيما مع ولدَيّ!

ــ يُقال إن العالم كتاب، وإن من لا يسافر يكون كمن قرأ من الكتاب صفحة واحدة فقط. لكن يقال أيضا إنه مع العمر، يصبح المرء ميّالاً أكثر إلى أسفار الداخل. أين أنتِ من المقولتَين؟

- اختبرت الاثنتَين وفي ذلك حلاوة عملنا كطيّارين! عملي هذا يجعلني أجلس مع نفسي في غرفة صغيرة معزولة قُبالة السماء والأرض والشروق والغروب والطبيعة... نحن نتمتّع بمشاهدة كل ما لم يتدخّل فيه الإنسان و<ما نَزَعو>. نعيش لحظات، لا بل ساعات، من الصفاء الذهني والتأمل، وهي أسفار الداخل التي تتحدثين عنها!

ــ كم بلد زرتِ حتى الآن؟ أعرف أنه يصعب إحصاؤها...

- كتير (مدّت الياء لثوانٍ وهي تقولها) <بعد في كم بلد بس مش زايرتن>...

ــ أتخيل لو كبُر الطيّار وأُصيب بالألزهايمر مثلاً، أتعتقدين أنه يظل يتذكر، من بين كل الأشياء التي نسيها، صوت هدير الطائرة؟ أتتخيّلين أن هذا الصوت يوقظ شيئاً ما في داخله؟

- (تبدو على وجهها علامات التأثر والحنين، من قبل أن يأتي الحنين) <أووووف>. صوت هدير الطائرة... أعشقه... لا سيما عند الإقلاع.

ــ رولا، ما هي أجمل نصيحة أُعطيت لك؟

- تلك التي أعطاني إياها أبي حين قال لي: <مظبوط صاروا جوانحك بالسّما بس خَلّي إجريكي عالأرض>.