تفاصيل الخبر

الحساسية الجلدية تظهر في الصيف أكثر من بقية الفصول

09/09/2020
الحساسية الجلدية تظهر في الصيف أكثر من بقية الفصول

الحساسية الجلدية تظهر في الصيف أكثر من بقية الفصول

بقلم وردية بطرس

الإختصاصية في أمراض الحساسية والربو والمناعة الدكتورة كارلا عيراني: فصل الصيف بيئة مناسبة لحساسية الجلد بسبب مرض الشري أو الأكزيما والعلاج موجود

  [caption id="attachment_80968" align="alignleft" width="369"] الحساسية الجلدية تزداد في الصيف[/caption]

 مشاكل الجلد في الصيف والحرارة الشديدة أمر طبيعي نتيجة قلة ترطيب الجسم والذي يؤثر بشكل مباشر على البشرة التي تحتاج الى الترطيب كما أن التعرض للشمس والحرارة الشديدة يؤذيان الجلد.

 ويعد الصيف من أكثر المواسم التي تؤدي الى جميع أنواع حساسية الجلد من احمرار وتورم وحب الشباب. ومع هذه الأعراض تكثر الحكة وهي من أكثر المسببات التي تدعو هذه الأعراض الى الانتشار على باقي الجسم، ولذلك يجب تجنب الإكثار من الحكة حتى لو كانت تدعو الى الراحة واستخدام الماء البارد لمعالجة الأمر او استشارة الطبيب. اذاً حساسية الجلد من أكثر أمراض الصيف تفشياً خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة وتظهر أنواع عديدة من الحساسية في فصل الصيف منها ما يرتبط بالجلد ومنها ما يتعلق بالجهاز التنفسي، ويعتقد الكثير ان الحساسية ونزلات البرد تقتصر فقط على فصل الشتاء والربيع ولكن المؤكد ان فصل الصيف بيئة مناسبة أيضاً لهذه الأنواع من الأمراض.

الدكتورة عيراني وأسباب حدوث حساسية الجلد

 فلماذا تحدث حساسية الجلد في الصيف بشكل أكبر؟ ومن هم الأكثر عرضة للاصابة بحساسية الجلد؟ وما هي العلاجات؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها "الأفكار" على الاختصاصية في أمراض الحساسية والربو والمناعة الدكتورة كارلا عيراني وسألناها:

* نلاحظ أن نسبة الاصابة بحساسية الجلد تزداد في الصيف أكثر، فهل هناك مسببات او عوامل طرأت على حياة الانسان جعلته عرضة للاصابة بهذه المشكلة؟

- في فصل الصيف نجد الكثير من حالات الاصابة بحساسية الجلد، فحساسية الجلد قد تكون بسبب مرض الشري أو كما يعرف بالانكليزية "Urticaria" ، وأيضاً نرى حالات الاصابة بالاكزيما. اذاً تزداد هذه الأمور خلال فصل الصيف أكثر من بقية الفصول، ففي فصل الصيف تخف حساسية الأنف وأحياناً تزداد حساسية الربو بسبب الرطوبة. وفي الصيف قد يزداد مرض الشري بسبب الطقس الحار اذ هناك ما يُعرف بـ"Solar Urticaria" ويزداد بسبب الحرارة الشديدة. بالنسبة للتوتر فهو عامل يزيد من الحساسية ولكنه ليس مسبباً للحساسية. على سبيل المثال بما يتعلق بمرض الشري، فاذا كان الشخص مصاباً بالشري المزمن اي أنه يعاني منذ سنوات من هذه المشكلة وتعرّض لصدمة نفسية ممكن ان تظهر من جديد، والأمر نفسه بالنسبة للأكزيما، فاذا كان قد أصيب بها الشخص نتيجة التوتر من الممكن ان يزداد طفح الجلد أكثر، ولكن ليس التوتر هو الذي يسبب الاكزيما.

* ولماذا يتأثر الجلد بهذه الأمور أكثر في فصل الصيف؟

- كما ذكرت فإن الجلد يتأذى بسبب التعرض لأشعة الشمس كثيراً. طبعاً أشعة الشمس مفيدة انما يجب التنبه من التعرض لها بكثرة خصوصاً ما بين الثانية عشرة ظهراً والرابعة بعد الظهر. طبعاً التلوث يزداد أكثر في الصيف بسبب كثرة استخدام المكفيات، وأيضاً هناك الكثير من المازوت المنتشر في الجو، مع العلم ان الاكزيما قد تحدث في فصل الشتاء. كما أنه في فصل الصيف هناك أمر نجده مشتركاً عند الناس وهو لدغة البعوض الذي يزداد في فصل الصيف لأن الناس يرتدون ثياباً مكشوفة اليدين والقدمين مما يسهل التعرض للدغتها، ونجد هذه المشكلة عند الأولاد كثيراً، وأيضاً عند الكبار في السن، اذ تؤدي لدغة البعوض الى تورم واحمرار وحكة في الجلد وبالتالي تزداد هذه الحالات في الصيف أكثر من بقية الفصول، وبالتالي لدغة البعوض أمر يحصل بشكل مشترك بين الناس. وهناك أشخاص تسبب لهم لدغة البعوضة او الدبور او النحلة صدمة حساسية اذ قد يُصابون بضيق في التنفس أو تورّم في الحلق مع هبوط في الضغط.

* كما ذكرت ان حساسية الجلد تزداد في الصيف، فكيف الحال في هذا الطقس الحار جداً الذي يسيطر على لبنان منذ أيام فالى اي مدى يتأثر الجلد بهكذا طقس؟

- عندما يكون الطقس حاراً جداً هناك أناس يتعرقون أكثر من غيرهم وهناك أناس يصابون بحساسية بسبب التعرق. وهناك أشخاص لا يسمح لهم وقتهم او ظروفهم ان يستحموا أكثر من مرة خلال اليوم فهذا قد يسبب "Contact Allergy"  وهو مثل اي التهاب جلدي بالتلامس اذ أنه مثل نوع الاكزيما ولكنه موضعي، يعني يحدث فقط بسبب الطقس الحار. وطبعاً الطقس الحار جداً يغيّر في نوعية الجلد والرطوبة أيضاً تؤدي الى زيادة الحساسية. وهناك بعض الأشخاص تخف لديهم الحساسية أي الذين لديهم أكزيما شتوية، ولكن نلاحظ أن الحساسية تزداد كثيراً في العالم، ونحن في لبنان نتبع الدول المتقدمة في هذا الاطار، حيث تزداد الحساسية عندنا. وقد يقول البعض إن الحساسية ليست بمرض يثير القلق وما شابه، ولكن يجب التنبه لأمر وهو أن الحساسية تؤثر كثيراً على نوعية حياة الشخص لدرجة أنه يقول إنه يريد ان يتخلص من الحكة ومن هذه الحساسية لأنه يشعر بانزعاج كبير.

التلوث عامل أساسي لزيادة نسبة الاصابة بحساسية الجلد

[caption id="attachment_80970" align="alignleft" width="429"] ترطيب الجلد ضروري للحفاظ على نضارته[/caption]

* ذكرت ان الحساسية تزداد كثيراً في العالم وطبعاً في لبنان، فهل من عوامل جديدة أدت الى زيادة الاصابة بالحساسية؟

- العامل الأول هو: التلوث وهو عامل أساسي. العامل الثاني: نمط الحياة اذ اصبح الناس يعيشون في أماكن مغلقة في المدينة أكثر مما كانوا يفعلون في الماضي، ولا يقصدون الجبل كثيراً كما في الماضي أي لا يتنشقون هواءً نظيفاً وليست هناك أيضاً بيئة نظيفة لأن نمط الحياة العصرية يؤدي الى ارتفاع نسبة الاصابة بالحساسية في العالم.

* ذكرت أن نسبة الاصابة بالحساسية في الدول المتقدمة عالية، فهل نسبة الاصابة في الدول النامية قليلة؟

- إجمالاً كنا نقول إن نسبة الاصابة بالحساسية في الدول النامية أقل من الدول المتقدمة، صحيح ان لبنان من ضمن قائمة الدول النامية من حيث البنية ولكن طريقة حياتنا اللبنانية تشبه كثيراً الدول المتقدمة ولهذا نرى حالات الحساسية أكثر في لبنان.

* وهل تختلف الاصابة من حيث الأعمار او الفئات؟

- قبل سن السابعة فالحساسية الجلدية مثل الاكزيما تصيب الصبيان أكثر من البنات، وبعد سن السابعة تصيب البنات أكثر من الصبيان، بالنسبة لمرض الشري فهو أكثر شيوعاً لدى النساء لأن هناك عوامل هرمونية تلعب دورها في هذا الخصوص ولكن هذا الأمر معروف، اذ وفقاً لدراسة ان مرض الشري شائع في كل دول العالم، وهناك دراسة عن لبنان تبين انه يصيب النساء أكثر.

* لكل حالة علاج ولكن هل يختلف العلاج اذا ظهرت الحساسية الجلدية لدى الشخص منذ صغره أو ظهرت في سن أكبر؟

-  الشخص المصاب بالحساسية الجلدية منذ صغره ولكنها تزول عند سن البلوغ من ثم تعاوده عندما يكبر، ففي هذه الحالة يحتاج لعلاجات قوية لأنها لن تزول من تلقاء نفسها، بينما في الصغر تزول عند بلوغ سن السابعة او عند سن البلوغ، واذا تجاوز هذه المرحلة تصبح الحساسية أصعب وتحتاج للعلاج. والفكرة الثانية هي اذا لم يصب الشخص بالحساسية الجلدية مطلقاً وفجأة ظهرت لديه فيجب إيجاد السبب لأن الأمر لم يعد وراثياً، وفي كثير من الأحيان عندما نعالج السبب تزول الحساسية الجلدية. اذاً هذا هو الفرق بين الحالتين من حيث العلاج.

* ما أهمية إجراء الفحوصات عند ظهور حساسية الأكل؟

- هناك فحوصات عديدة تُجرى في هذا الخصوص، طبعاً الأكل يسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص، ولكن اجمالاً يكتشف المريض ذلك بسرعة لأن حساسية الأكل تظهر بسرعة بعدما يتناول طعاماً معيناً يسبب له الحساسية وليس بعد يوم او يومين.

الحساسية الجلدية والمياه

[caption id="attachment_80969" align="alignleft" width="444"] الدكتورة كارلا عيراني يجب أن لا نستعمل صابون مؤذ للجلد قدر المستطاع.[/caption]

* الجلد يتعرض للشمس كثيراً في الصيف، فكيف يتأثر بهذه العوامل مثل الشمس والمياه والتلوث؟

- طبعاً يجب الاشارة الى التلوث في هذا الخصوص، بالنسبة للمياه فأحياناً يلجأ الناس الى تعبئة المياه من السيترانات بسبب انقطاع المياه ولكن لا نعرف مصدر المياه في هذه الحالة، فالمياه في الحمام تسبب المشاكل عند استعمالها. ولكن أيضاً علينا ألا ننسى أنه لسوء الحظ في فصل الصيف يُصاب الناس بالجرب الذي تظهر عوارضه من خلال الحكة فيظن الناس أنه حساسية ولكن قد يكون الجرب، ولهذا من المهم التمييز بين هذين المرضين لأن العلاج يختلف نهائياً، فالجرب يعدي أفراد الأسرة وهذا المرض نراه في فصل الصيف.

* يشعر البعض بالحكة ويظن انه يسبب التوتر فالى اي مدى يؤثر التوتر في هذا الخصوص؟

- الحكة بحد ذاتها تجعل أول طبقة من الجلد حسّاسة جداً عند الأشخاص المصابين بالأكزيما ، فالحكة تؤدي الى الاحمرار وهذا الاحمرار يسبب الحكة. ولكن حتى لو لم تكن أكزيما فهذا يؤذي غشاء الجلد أو طبقة الجلد الأولى، وعندما يحصل ذلك فهذه الطبقة التي تشكل حماية ستخترقها الملوثات والمحسسات الى الداخل. فعلى سبيل المثال يدخل الغبار وغيره بشكل أكبر، وعندما تدخل تلك الملوثات تسبب الالتهاب بالجلد وعندها لا تتوقف الحساسية.

 

حال البشرة البيضاء وعلاج الحساسية الجلدية

* وهل يختلف الأمر من حيث لون البشرة اذ نلاحظ ان البشرة البيضاء حسّاسة أكثر في هذه الحالة؟

- طبعاً يختلف الأمر فالشخص ذات البشرة البيضاء لديه تحسّس أكثر بشكل عام، اذ تكون البشرة لديه حسّاسة جداً. كما هناك أنواع من الجلد في العائلة وما شابه، وهناك أشخاص يصابون بحب الشباب أكثر.

* وماذا عن العلاجات سواء اذا كانت الحساسية متوارثة او ظهرت في الكبر او خلال الصيف؟

- طبعاً يتم العلاج بحسب تشخيص كل حالة. هناك أمور معقدة جداً ولكن بالاجمال فإن علاج مرض الشري هو مضادات (الهيستامين) اذ لا ننصح بتناول حقن الكورتيزون او عقاقير الكورتيزون الا في الحالات القصوى، وطبعاً يجب ان تتم باشراف الطبيب المختص لأن الكورتيزون مضر على المدى الطويل خصوصاً اذا تم تناوله بالفم او الحقن. اذاً هذا يتعلق بمرض الشري. وكما ذكرت نحاول ان نعرف السبب ومعالجته من خلال تناول دواء او مسكن الى ما هنالك... بالنسبة الى الاكزيما فالعلاج هو اعادة الجلد الى وضعه الطبيعي قدر الامكان وهذا طبعاً من خلال استخدام صابون خصوصي غير مؤذي للجلد وأيضاً باستعمال مرطب خصوصي لاعادة طبقة الجلد الى وضعه الطبيعي. من ثم نقدر ان نستعمل الكريمات من الكورتيزون وطبعاً باشراف الطبيب، وهناك أيضاً كريمات أخرى وطبعاً بالحالتين سواءً كان مرض الشري او الاكزيما فهناك ما يُعرف بحقن ومضادات للمناعة لتخفيض مناعة الدم اذ يعمل فقط على الحساسية إذ إنها مضادات بالحقن لا تقلل المناعة. ونلجأ الى هذه المضادات في الحالات المتقدمة أكثر عندما نفشل بكل العلاجات السابقة.

استعمال صابون مرطب

* هل من نصائح؟

- النصيحة الأهم هو ان يتم تشخيص الحالة منذ البداية لكي لا يأخذ الشخص أدوية لا حاجة لها، وبهذه الحالة يساعد الشخص نفسه أكثر لأنه عندما يتم التشخيص بشكل مبكر يُعالج بشكل أفضل وأسهل. ثانياً يجب ان يحاول الشخص الا يستعمل صابوناً مؤذياً للجلد. وأيضاً التنبه لأمر وهو ان الأولاد أحياناً يُصابون بالتهابات في الجلد خلال اللعب خارج المنزل وبالتالي يجب المحافظة على النظافة قدر المستطاع خصوصاً في ظل جائحة "الكورونا" مع العلم انه خلال انتشار الفيروس رأينا حالات تحسّس بسبب استعمال المعقمات وما شابه... لذا من المهم غسل اليدين بصابون مرطب لأننا نغسل أيدينا كثيراً ، ويجب استعمال صابون يحتوي على مرطب وزيوت وأن نبتعد عن استعمال الصابون الذي يسبب جفاف الجلد. ولدينا مشكلة في هذا الخصوص بسبب ارتفاع  أسعار الكريمات في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الناس، ولكننا ننصح باستعمال صابون غير معطر منعاً للتحسس من جهة ولترطيب الجلد من جهة أخرى.