تفاصيل الخبر

الـحريــــري يـــــــلـعـب دور الاطـفـائـــــي ويـسعــــى لـتـدويـــــر الـزوايـــــــا للـخــــــروج بـحـكـومـــــة واعــــــدة

15/12/2016
الـحريــــري يـــــــلـعـب دور الاطـفـائـــــي ويـسعــــى  لـتـدويـــــر الـزوايـــــــا للـخــــــروج بـحـكـومـــــة واعــــــدة

الـحريــــري يـــــــلـعـب دور الاطـفـائـــــي ويـسعــــى لـتـدويـــــر الـزوايـــــــا للـخــــــروج بـحـكـومـــــة واعــــــدة

 

بقلم علي الحسيني

الرؤساء-في-لحظة-ود-مع-البونبون----a النائب-انطوان-زهرا----a

مضى شهران تقريباً على زمن التكليف، لكن حتى الساعة لم يستحضر العاملون على خط الإنتقال التأليف والذهاب إلى جلسة الثقة، قوتهم وإندفاعاتهم الذاتية والإقليمية لإنهاء هذا الإستحقاق بأقل الأضرار المُمكنة على غرار ما حصل في عملية إنتخاب الرئيس ميشال عون بأكثرية نيابية. وعوامل التأخير المنصوبة على سرعة رياح التوزير، حصدت في طريقها وزارة التربية وأبعدتها عن دائرة الإهتمام، لينكشف على اثرها أن معظم الكتل النيابية ما عاد همّها في التربية علماً اننا البلد الأكثر حاجة في المنطقة لإعادة التأهيل إنطلاقاً من قول الشاعر احمد شوقي <إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا>.

 

لبنان بأولوية عربية؟

على الرغم من بعض المعوقات أو ما يسمى بالعقبات التي تواجه عملية تأليف الحكومة، إلا ان أصحاب النيات الايجابية والتفاؤلية، ما زالوا مصرين على تذليل كل ما من شأنه أن يمنع الخروج بحكومة توافقية في أقرب فرصة ممكنة. ومن المنتظر أن تتبلور نتائج المباحثات والمشاورات بين الأقطاب السياسيين، بشكل أوضح في المرحلة القريبة خصوصاً أن لبنان ينتظره الكثير من الاستحقاقات الداخلية والخارجية، أهمها إنجاز قانون انتخاب جديد إلى جانب التعيينات في المراكز الشاغرة، ومن ثم استعادة علاقات سابقة بدول قريبة وبعيدة، وهو ما بدأ يظهر خلال الأيام الماضية من خلال زيارات الوفود التي حفل فيها لبنان خلال الشهر الماضي والتي أظهرت أن لبنان ما زال يحتل جزءاً من ضمير الامة العربية المتلهية بصراعاتها الداخلية والخارجية.

أما لجهة الرئيس المُكلف سعد الحريري فإنه لا يألو جهداً في سبيل التوصل إلى نتائج تعكس حجم تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وحجم التضحيات التي قام بها في سبيل الانتقال بالبلد إلى مرحلة أكثر استقراراً والخروج من شرنقة الفراغ التي كانت استمرت لفترة عامين ونصف العام. وفي الوقت عينه، يقوم الحريري بحصر مساحات الاختلافات بين الأفرقاء السياسيين ومنع تمددها، وهو ومن خلال لعبه دور الإطفائي، يسعى على الدوام إلى تدوير الزوايا بالحجم الذي تتطلبه المرحلة من أجل فك العقد للخروج بحكومة تكون على قدر التطلعات والآمال المبنية عليها وعلى الدور المُزمع القيام به في المرحلة الآنية.

بري والحريري..ظالماً ام مظلوماً

النائب-قاسم-هاشم----a

مما لا شك فيه، أن ثمة مرحلة مهمة تنتظر الحكومة المُقبلة مرحلة تفوق بأهميتها الأسباب التي تحول دون تشكيلها حتى اللحظة، إذ إن كل ما ينتظره المواطن، هو الإنتاج وأن العبرة بالنسبة اليه تكون في الإنجاز لا في التزاحم على المناصب. ومن هنا، فقد آثر الحريري معه سيل من الخيرين الساعين الى انجاز الحلول، منذ بداية تكليفه تشكيل الحكومة، والقيام بما يلزم وأكثر بهدف أن يشعر اللبناني أنه صار محمياً من دولة هي بالنسبة اليه، سند يُمكن ان يتكئ عليه في الصعاب وعند الشدائد، خصوصاً في الأمور المعيشية والأمنية. ومن باب حرصه هذا، ثمة اعتبارات عديدة وضعها الحريري ضمن أولوياته، أهمها الخروج بحكومة تنال ثقة الشعب قبل ثقة السياسيين، حكومة مُرضية لا مريضة يُمكن أن تكون فاتحة خير لعهود وحكومات مُقبلة.

الحريري يُدرك تماماً، أن تكليفه تشكيل الحكومة، انما عكس رغبة جزء كبير من اللبنانيين في الشعور بالاطمئنان والاستقرار والتوق إلى مرحلة جديدة من التعاطي السياسي في البلد، مرحلة تكون مبنية على أُسس ثابتة ومتوازية لا فئة مغبونة فيها، ولا تسلط لجهة على أخرى. وهو بدوره لم يتهرب لا من مسؤوليات فرضت نفسها عليه ولا من منصب من المؤكد أنه سيُحمله أعباء اضافية وسيضعه في مواجهة كل من يحاول الانتقاص من قيمة البلد أو وضعه في مكان لا يليق به. لكن في الوقت نفسه، يُصر على المضي بسياسته المعهودة، سياسة اليد الممدودة باتجاه الجميع متجاوزاً الخلافات والمحسوبيات، والحسابات الضيقة البعيدة كل البعد، عن الدور الذي اضطلع به منذ استشهاد والده، ويُلاقيه في الاتجاه عينه، الرئيس ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتبادل مع الحريري المواقف والهواجس نفسها وصولاً الى نصرة كل واحد فيهم للآخر على مبدأ معك ظالماً ام مظلوما.

زهرا: التعطيل تعويض عن الرئاسة

وفي ظل زحمة المبعوثين الى لبنان، والدعوات الى تشكيل الحكومة لإعادة الحياة السياسية في البلد الى طبيعتها، لا يزال الوضع على ما هو عليه بشأن بعض الحقائب فيما يسعى الرئيس المكلف الى تذليل العقبات. لكن ما هو الدور الذي يُمكن ان تلعبه بقية الاطراف في سبيل الخروج من معمعة التأليف؟

عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا يرى عبر <الافكار> أن تعطيل التأليف أقله حتى الساعة، هو تعويض لدى البعض عن عدم قدرته عن انتخاب الرئيس، فمن كان يدعي بأن مرشحه هو الجنرال ميشال عون لفترة تزيد عن السنتين ونصف السنة، أُسقط منه هذا الإدعاء وتبين أنه لم يكن مع الترشيح منذ البداية، وذلك بعدما حاز عون تأييد القوات وتيار المستقبل، وبالتالي فإن تمريقة الرئاسة لا تعني أنهم فصلوا موضوع الرئاسة عن موضوع الحلول في المنطقة لأنهم جزء من الصراع في المنطقة ويتطلعون الى حلول تناسبهم ويتوهمون أنهم سينتصرون.

ويلفت الى أنه مع تقدم النظام السوري وحلفائه نوعاً ما في حلب، يعمد هذا البعض الى عرقلة تشكيل الحكومة بهدف تحقيق مكتسبات سياسية. كما أن هناك محاولات لإرهاق العهد بانطلاقته كمقدمة لوضع شروط، لكن مع شخص مثل الرئيس ميشال عون المدعوم بتحالف من القوات والمستقبل، لن يستطيع هؤلاء الوصول الى هدفهم، مشدداً على أن الرئيس الحريري لم يستنفد حتى اليوم مهلة تشكيل الحكومة علماً أن بدايات تشكيل الحكومات عادة ما تكون على هذا النحو، ولكن إشكالية انتخاب الرئيس بالطريقة التي حصلت، جعلتهم يضعون العراقيل أمام تشكيل حكومة العهد الأولى.

وبرأي زهرا أن الحريري قادر مع رئيس الجمهورية على وضع التشكيلة المناسبة من دون أن يتجاهلا أي طرف، ومن لا تعجبه التشكيلة لاحقاً، يمكنه حجب الثقة داخل مجلس النواب، جازماً بأن الحلف مع القوات والمستقبل، هو حلف ثابت ضمن تفاهم على صعيد وطني خارج إطار المذاهب، وهذا ما يُزعج بعض الذين يحاولون تفرقة اللبنانيين على أساس مذهبي لكي يكونوا هم الأقوى.

النائب-عاصم-عراجي----a عون: انا متفائل

 

كما بات معلوماً، فإن زيارات الوفود العربية التي جاءت الى لبنان الشهر الماضي والمُستمرة حتى اليوم، زادت اللبنانيين يقيناً أن وجود دولة قوية وحكومة موثوقة تنال ثقتهم، تُعتبر من أهم الأسباب التي يمكن أن تعيد لبلدهم دوره الذي كان افتقده في مرحلة سابقة، وأن عامل الثقة بلبنان، يمكن أن يُستعاد بوجود شخصيات تبعث الثقة والأمل في النفوس والإقلاع بالعهد الجديد بشكل مريح بعيداً عن المطبات التي يمكن أن تواجهه. وفي انتظار تظهير صورتها المتوقع أن تكون جامعة، ينقل كل من يزور بيت الوسط في الفترة الحالية، مدى حرص الحريري على بذل أقصى ما يمكن من جهود لولادة طبيعية لحكومة متجانسة لا مكان للتعطيل فيها.

وفي السياق، يرى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون في حديث لـ<الافكار> أنه ما زال من المُبكر القول إن عرقلة تأليف الحكومة هي بمنزلة عرقلة للعهد الجديد، وما زال من المبكر الحديث عن توجه كهذا لدى البعض، باعتبار ان الأمور ما زالت في بدايتها وهي حتى الآن تقع ضمن المطالب والحسابات الانتخابية وغيرها من الأمور. وعندما تُطرح هذه المطالب التي تتضارب مع التأليف حتماً سيكون هناك تأخير. وعن رأيه في عملية التأليف يقول: من منطلق شخصي، أنا متفائل بتشكيل الحكومة، وعندما تنطوي صفحة التشكيل تُصبح كل الأمور الحاصلة اليوم من الماضي ولن تعود هناك تجاذبات حول حجم هذه الحقيبة أو تلك، كما سيكون التركيز على المرحلة المقبلة.

واشار الى ان الرئيس الحريري هو المخول تشكيل الحكومة ولديه القدرة على المبادرة في حل المواضيع العالقة، وسوف يستمر في إكمال المبادرة الى حين نجاحه في تسوية الحكومة وانضاجها والوصول الى مرحلة مهيئة لمتابعة العهد وانطلاقته بقوة.  وإذ اعتبر أن الحديث عن ملل للرئيس الحريري في عملية التشكيل، هو أمر من المبكر الحديث عنه اليوم، فالموضوع ما زال في بدايته، أكد أن العلاقة بيننا وبين المستقبل والقوات، هي أفضل وجيدة جداً، وهي في مكان إيجابي وتخضع لتجربة نوعية وصادقة خصوصاً في ظل الاستحقاق الحالي.

عراجي: أطراف تضع العقبات

وفي السياق نفسه يؤكد زوار بيت الوسط أن الحريري يذهب أكثر فأكثر، باتجاه الأخذ في الاعتبار المناطق الموصوفة بالفقر والحرمان ضمن التشكيلة الحكومية المرتقبة، وانه في هذا السياق لا يُركز على الأسماء بشكل خاص، بقدر ما يعنيه انماء هذه المناطق. وبما ان الحرمان في لبنان موزع بالتساوي بين المناطق والبلدات بحسب التقسيم المذهبي، فهو يسعى الى اعطاء الأولويات للعمل الإنمائي تماماً كما السياسي ومن دون تفرقة بين محافظة وأخرى. والجدير ذكره أن كل وقت يمر من عمر التكليف من دون تشكيل، إنما بمنزلة عرقلة لانطلاقة العهد الجديد بالزخم الذي يتمناه اللبنانيون.. كل اللبنانيين.

هنا يأمل عضو كتلة <المستقبل> النائب عاصم عراجي اأن ينجح الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب  في تذليل العقبات المتبقية لأن الوضع في البلد لم يعد يحتمل تعطيلاً، فالناس بدأت تئن تحت وطأة الأوضاع الإقتصادية الصعبة وبالتالي هي بحاجة الى جزء من الإطمئنان والراحة وتحريك عجلة الإقتصاد في البلد وهذا لن يتحقق الا في ظل وجود حكومة جامعة. وبحسب عراجي فإن القضية ليست حقائب ووزارة بل أكبر من هذا بكثير، وثمة من يسعى الى فرملة اندفاعية العهد كي يحقق ما يريد. واشار الى أن ثمة بعض الأطراف تعتبر ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدأ يحيد عن صالحها وبالتالي هي تريد من وراء وضع العقبات ضبط إندفاعية الرئيس اتجاه بعض الدول وتحديداً العربية منها خصوصاً وأنه بدأ يتردد في الأروقة أن أول زيارة للرئيس ستكون إلى المملكة العربية السعودية وليس الى أي دولة أخرى النائب-الان-عون----a فيما المعرقل يريد أن تكون الى مكان آخر.

أما بشأن قانون الإنتخاب، أوضح عراجي أن وزير الداخلية نهاد المشنوق قال إنه لم يعد هناك متسع من الوقت للعمل على قانون جديد وبالتالي سيدعو الهيئات الناخبة وفقاً للقانون الموجود أي قانون الستين. والحكومة يجب ان تتشكل في أسرع وقت ممكن لأنه لم يعد هناك متسع كبير من الوقت للتحضير للإنتخابات، وبالتالي في حال الفشل في التوافق على قانون جديد سيكون لا مفر من القانون الحالي أي قانون الستين وهذا ما يرفضه الرئيس نبيه بري، مشدداً على أننا مع التوافق على قانون جديد للإنتخابات ولكن هذا الأمر يحتاج الى تشكيل الحكومة ولم يعد هناك متسع من وقت حتى الإنتخابات. وآمل في الإسراع في تشكيل الحكومة والبناء على الوضع الإيجابي الداخلي الذي ساد بعد انتخاب رئيس من اجل الإسراع في هذا التشكيل وعدم وضع العراقيل أمام الرئيس المكلف من أجل إنطلاقة جيدة للعهد نتمناها نحن كما الجميع.

وكان الوزير المشنوق قد أعلن خلال  مؤتمر الإطار القانوني للانتخابات البرلمانية، الذي نظمه مجلس النواب عن أن الوزارة جاهزة الآن للقيام بالانتخابات حسب قانون الستين واي قانون آخر هو بحاجة لوقت، كاشفاً ان أي قانون جديد يستلزم أشهراً لوضع ترتيبات ادارية لتنفيذه وتثقيف الناخبين وتدريب الموظفين والاداريين حوله، ما سيتطلب تأجيلاً تقنياً للانتخابات.

هاشم: المسار ما زال ضمن

المهل الطبيعية

في اللقاء الاخير بينهما في قصر بعبدا منذ اسبوعين تقريباً، حمل الرئيس الحريري الى الرئيس مسودة تشكيلة حكومية قال ان الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري عملا عليها. لكن عون استمهل الاجابة ومناقشتها الى ما بعد عودة وزير الخارجية من سفره.

يشير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن مسار تأليف الحكومة ما زال ضمن المهل الطبيعية مقارنة مع مهل تأليف الحكومات الاخيرة، والاهم اليوم هو التروي في هذا المسار لتأتي الحكومة العتيدة منسجمة مع العنوان الذي وضع لها، وهو حكومة الوحدة الوطنية، اي الحكومة الجامعة الوفاقية بشكل حقيقي وواقعي بعيداً عن أي ذرائع أو مبررات لإلغاء أو اقصاء أي مكون او فريق سياسي. وهذا ما يحتاج اليه العهد والمصلحة الوطنية، لان النهوض بالوطن يحتاج إلى تكافل وتضامن كل المكونات السياسية وهذه مسؤولية الأقربين قبل الأبعدين.

ويعتبر ان الحل المطلوب اليوم هو الإسراع بتأليف الحكومة المنتظرة لان أمامها قضايا أساسية ومفصلية لمقاربتها واقرارها، واهمها اعداد مشروع قانون للانتخابات يحمل امال وتطلعات شباب لبنان الذين يعولون على لحظة الوصول الى قانون عصري الى وطن العدالة والمواطنية الحقيقية. والمهمة الثانية والتي لا تقل اهمية وتنتظر الحكومة، هي اقرار الموازنة العامة بعد طول غياب. والمؤشر السلبي للسياسات المتبعة منذ عام 2005 رغم كل المحاولات لوزير المال علي حسن خليل، الذي حمل رؤية كتلة التنمية والتحرير في تقديم هندسة مالية واضحة تعبر عن الواقع الاقتصادي والمالي وتحفظ التوازن الوطني المطلوب لحماية مصلحة الدولة والناس، إضافة الى قضايا الناس الحياتية والتي أصبحت من الضرورات الوطنية مقاربتها بروحية وطنية لحفظ كرامة الانسان اللبناني>.

ويلفت الى انه أمام كل هذا، فإن الحكومة العتيدة ومهما كان عمرها، المطلوب منها ان تعبر عن الإرادة الجامعة لتضم كل الفرقاء، ونأمل في ان تستكمل المناخات الإيجابية التي بدت خلال اليومين الماضيين بتسريع قنوات الاتصالات والمشاورات لتذليل كل العقد، اياً كان نوعها وحجمها، وفي ذلك مصلحة وطنية بعيداً من حسابات الربح والخسارة والمكاسب السياسية الضيقة، وبذلك نستطيع تجاوز كل العراقيل من أمام حكومة وفاقية.

 

من هنا تبدأ المشكلة

 

ثمة سياسي يقول ان الاكثر غموضاً في العملية كلها، وإن كانت الأكثر قوة وتأثيراً في عملية تأليف الحكومة تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي المقبل ومن سيكون الرئيس المُقبل ومن هو صاحب الحظ الاوفر ليجلس على كرسي الرئاسة الذي يبدو ان الحصول عليه، ما عاد بالأمر الهين والمتاح على غرار سنوات خلت. ويقول: من المصادفات أن المتحاربين الثلاثة الأساسيين حول من يكون الرئيس في العهد المقبل، هم جميعهم من منطقة الشمال ولذلك ستكون لهذه الانتخابات نكهة خاصة من شأنها ان تُشعل حماوة بينهم خصوصاً وان الثلاثة هو رؤساء احزاب وتيارات.

ويتابع النائب الزغرتاوي: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي انسحب من المعركة الرئاسية شاهراً أوراقه البِيض في وجه عون، يُمني نفسَه بخوض المعركة الرئاسية المقبلة تحت فيء وعد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله له بأن يكون مرشح الحزب المقبل. وهو وعد قابله الحريري وان على حدة، بودّ وقبول في أكثر من تصريح واطلالة اعلامية وتحديداً عندما قال ان الايام كثيرة وان هناك الكثير من الامور التي باتت تجمعنا بالوزير فرنجية. ولذلك يبدو ان الوزير جبران باسيل قد وضع حُرم الحقيبة الأساسية، ليس من اجل ان يمنعه من تحقيق بعض المكتسبات وتحديداً الشق المتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة في الشمال فقط، بل هي مقدمة لمعركة يعتبرها كبيرة ومصيرية قد يقف فيها حزب الله في وجهه ووجه رئيس حزب القوات سمير جعجع في يوم الترشح لرئاسة الجمهورية خصوصاً وان الود اليوم شبه مفقود بين الثنائي الشيعي امل وحزب الله مع الوزير باسيل، وما زاد في الازمة، دعوته مؤخراً الى السير بتشكيل الحكومة بمن حضر.