تفاصيل الخبر

  الحريري "كسر الجرة" مع العهد وباسيل وأولوياته البيت الداخلي والعلاقة مع الشيعة!

01/07/2020
   الحريري "كسر الجرة" مع العهد وباسيل  وأولوياته البيت الداخلي والعلاقة مع الشيعة!

  الحريري "كسر الجرة" مع العهد وباسيل وأولوياته البيت الداخلي والعلاقة مع الشيعة!

[caption id="attachment_79195" align="alignleft" width="516"] الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل[/caption]

 يتابع المراقبون بكثير من العناية المواقف التي يتخذها رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري منذ ان "انكسرت" الجرة بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وامتداد هذا "الكسر" الى علاقته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقد تجلى كل ذلك من خلال التصريحات التي اطلقها الرئيس الحريري خلال الاسبوعين الماضيين، اضافة الى قرار تغيبه عن "اللقاء الوطني" الذي انعقد في قصر بعبدا للبحث في الوضع الامني في البلاد وضرورة تحصين الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية. وبدا من خلال مواقف الرئيس الحريري انه غير حريص على عودة العلاقات بينه وبين الرئيس عون على الاقل طالما انه لم يعد بينه وبين باسيل اي "حيط عمار" بدليل الانتقادات القاسية التي يوجهها الى رئيس "تكتل لبنان القوي" الذي كان، لاشهر خلت، شريكاً في الحكومتين اللتين شكلهما في عهد الرئيس عون.

 وينقل زوار الرئيس الحريري عنه قوله ان لا تواصل ممكناً في المستقبل بينه وبين باسيل الذي يبادله على ما يبدو، الموقف نفسه. وقد سعى عدد من "المحبين" الى الفصل بين الرئيس عون وباسيل في التواصل مع الحريري، الا ان الاخير اعتذر عن قبول مثل هذه المساعي لانه لا يريد ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء ويجدد وصل ما انقطع بين "بيت الوسط" وقصر بعبدا وإن كان يحرص على الاعراب عن تقديره للرئيس عون على الصعيد الشخصي، من دون ان يدمج هذا التقدير بالشق السياسي لأنه يعتبر أن ما من شيء يربطه بالرئيس عون سياسياً، وإن كان يتمسك على الصعيد الشخصي بتقديره للرئيس وقد عبّر عنها خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه رئيس الجمهورية في صبيحة عيد الفطر المبارك لتهنئته بالعيد. وفي هذا السياق، يقول الحريري ان الحديث كان حديث مجاملة ولم يتطرق الى اي شأن عام. واوضح انه في الاستراتيجية الجديدة التي يعتمدها الحريري، لا تمييز في السياسة بين عون وصهره باسيل لأن الاخير يتصرف وكأنه هو رئيس الجمهورية "ويحشر انفه" في كل المواضيع الى درجة ان جدول اعمال مجلس الوزراء يطلع عليه كما كان يفعل وهو وزير، ويوافق على إدراج هذا البند ويعارض ذاك ومشيئته تنفذ بالحرف!.

  

تنظيم البيت الداخلي

[caption id="attachment_79196" align="alignleft" width="375"] الرئيس الحريري وسمير جعجع[/caption]

 وحسب مصادر "المستقبل" فإن الحريري يولي مسألة تنظيم البيت الداخلي عناية خاصة هذه الايام وهو يسهر على الورشة التنظيمية التي قرر اطلاقها داخل "التيار الازرق" من دون ضجة والهدف تحصين بيته الحزبي لمواجهة الازمات المتراكمة، مستفيدا من التجارب السابقة وما اعتراها من خلل برز بوضوح خلال الانتخابات النيابية الاخيرة ما جعل عدد افراد كتلته النيابية يتراجع قياساً الى العدد الذي سجله خلال الانتخابات النيابية ما قبل الاخيرة. ويقول القريبون من الحريري انه تعلم الكثير من هذه التجارب وينوي "تصحيح الرماية" بعد الانتهاء من المراجعة الشاملة التي يجريها لمسيرته حتى يتمكن من تحديد اين اصاب واين اخفق على المستويين الداخلي والخارجي. ويضيف القريبون ان ثمة دروساً طبعت تفكيره وهي تلازمه في كل خطوة سيقدم عليها مستقبلاً لتكون خياراته صائبة لأن الخطأ ممنوع هذه المرة بعد موجة من الاخفاقات التي تعرض لها تياره. وثمة محطات وأحداث لا تغيب عن باله، في مقدمها ما تلقاه في الرياض عندما اعلن منها استقالة حكومته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 وما خلفته في شخصيته من عبر تبقى ملكه. وهو درج في الاسابيع الاخيرة على استقبال مجموعة من "الحرس القديم" من مستشارين ومؤثرين في الطائفة السنية وعلى مستوى البلد. وكان بعضهم على علاقة وثيقة بوالده الرئيس الراحل  رفيق الحريري. ويتعامل مع هذه المجموعة التي يستمع اليها من دون قفازات ويطلب منها مناقشته في مختلف الامور حيث يجري تشريح احوال فريقه النيابي والاستشاري ومن رشحهم للتوزير ولم يكونوا على مستوى الطموحات، مع تشديده على اظهار مكامن الضعف التي تسيطر على عدد لا بأس به من النواب. وثمة وجوه كانت هجرت "بيت الوسط" بعد اقامة دائمة في قصر قريطم على ايام والده عاود الاتصال بها للاستماع الى أرائها والاصغاء الى ملاحظاتها، مع قناعة راسخة لديه انه لا بد من التغيير ان يلفح تياره ليجدده ويضخ فيه دماً جديداً ستكون له نصيبه في الانتخابات النيابية المقبلة سواء تم تعديل قانون الانتخاب او لم يتم مع اقراره بان القانون الذي تمت الانتخابات النيابية على اساسه العام 2018 لم يصب في مصلحته في اكثر من دائرة، لكن مع ذلك استمر الرقم الاول في طائفته مهما تبدلت الظروف وحصلت تطورات سياسية وغير سياسية جديدة.

 

العلاقات السنية- الشيعية

 صحيح ان الحريري لا يريد أن " يسمع باسم جبران باسيل" في بيت الوسط، الا انه لا يخفي في الوقت نفسه عتباً يصل الى حد الانتقاد على رئيس " القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، لكنه مصمم في المقابل الا "يكسر الجرة" معه نهائياً لاسباب عدة منها عدم "إسعاد" باسيل بمثل هذه الخطوة لأن رئيس "التيار الوطني الحر" سيكون سعيداً اذا ما استمرت العلاقات "سيئة" بينه وبين "الحكيم" حتى الانتخابات النيابية المقبلة حيث ستشهد التحالفات خيارات جديدة لا يمكن مقارنتها مع تلك التي ميزت انتخابات 2016.

 أما الملف الأبــــرز الذي يسهر الحريري على الاهتمام به شخصياً، فيتعلق بالعلاقات السنية – الشيعية التي يريد ان تبقى متينة وبعيدة عن اي صدامات بدت خلال الاسبوعين الماضيين امراً واقعاً من خلال ما حصل في بيروت والطريق الجديدة تحديداً، وهو اكد لزواره ولجميع المحيطين به، انه سيستمر في الدفع في اتجاه التلاقي مع الشيعة مع المحافظة على موقفه من حزب الله، وهو يرى ان العلاقات بين ابناء المكونين وقيادتيهما السياسية والدينية، يجب ان تبقى على هذا المنوال رغم بعض الخلافات السياسية، ويضعها في برنامجه في موقع متقدم ولا يجوز التساهل بها. وعلى عادته يخص الرئيس نبيه بري بكلام ومودة لافتة بعدما تأكد له بالمشهود والممارسة ان رئيس المجلس يضمر له كل الخير، ولا يريد في الوقت نفسه فتح اشتباكات مع "حزب الله" ولكن من دون السكوت عن مواقف السيد حسن نصر الله من سوريا الى الخليج.

 ويبقى من المسائل التي لا تغيب عن اجندة الحريري تشديده ايضاً على السلم الاهلي وضرورة الحفاظ عليه مهما تراجعت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما يردده امام زواره من البيئة السنية وخارجها في الداخل، وقد عكس ايمانه بهذه المسلمات امام السفراء العرب والاجانب، ونقل المضمون نفسه الى الديبلوماسيين والمنظمات الدولية عبر مستشاره الديبلوماسي النائب السابق باسم الشاب. وثمة نقطة اخرى يركز عليها هي ان الفيدرالية التي يطرحها البعض كلما ساءت الاوضاع الاقتصادية في البلد، لا تساهم في تحصين لبنان، وأن مثل هذه الدعوات تخرب اكثر مما تعمر، وأن من الاسلم التمسك بالطائف، وان استغلال الظروف المعيشية القاسية يجب الا يؤدي الى السير بالدعوة الى المناطقية او الغوص في الصراعات المذهبية.

 ويتحدث الحريري عن خطين احمرين سيستمر في الذود عنهما: السلم الاهلي والتلاقي مع الشيعة اذ يضعهما في مرتبة المقدسات!.