تفاصيل الخبر

الحريري قدم استقالته ولكن ماذا قدم اللبنانيون بالمقابل؟

10/11/2017
الحريري قدم استقالته ولكن ماذا قدم اللبنانيون بالمقابل؟

الحريري قدم استقالته ولكن ماذا قدم اللبنانيون بالمقابل؟

سعود-بن-عبد-العزيزمن حق الرئيس سعد الحريري أن يستقيل. فتلك آية الديموقراطية، ومن حقه أن يسحب استقالته، ويعلن مرحلة جديدة للبنان، خصوصاً وأنه يحمل الجنسية السعودية، واستقالته من الرياض زيادة في جعل لبنان شاغلاً استراتيجياً، وعندما يكون المحالون على التحقيق وكلهم سعوديون، فليس بمستغرب أن يكون الحريري جزءاً منهم مع الاحتفاظ بأكبر قدر من ضبط الأعصاب وشد أواصر الصبر. وليس في كل لبنان صديق للحكم السعودي مثل سعد الدين رفيق الحريري، وإذا كانت الاستقالة تأتي نتيجة لتلقي المعلومات بأن حياته في خطر فمن باب أولى أن يجنّد مساعيه لكشف المتآمرين، والمكيدين للسلطة اللبنانية.

وهنا لا يمكن استبعاد أثر حزب الله عن الحدث، ولا الخلايا النائمة لاسرائيل.

وصار الرئيس الحريري هدفاً لخصمين بارزين هما اسرائيل وإيران اللتان تعكران الأجواء في لبنان، وفي دول أخرى. ومعالجة الاستقالة تبدأ من معالجة دور حزب الله في اللعبة الاستراتيجية اللبنانية.

والمصادفة وحدها لا تفسر الحوادث الجنائية في المملكة مثل انفجار الطائرة المروحية بالأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز نائب أمير عسير، وابن ولي العهد السابق الأمير مقرن بن عبد العزيز. فقد يكون حادث الطائرة افتراضاً جزءاً من الجو العام لحرب الحوثيين في اليمن، وهناك مثل في عسير يقول: <ما أبهى من أبهى ولا عسير في عسير>.

والمملكة السعودية هي الآن صمام الأمان في منطقة الخليج، وجدار المساندة لكل من العراق وسوريا واليمن. وكل بلد أدرى بظروفه وأوعى لمستقبله، ولم تكن السلطة السعودية تتخذ اجراءات إقالة الأمراء وكبار الحريري-سلمان الموظفين، لولا ادراكها بأن البنية التحتية في خطر إذا لم يجر تدارك الخلل من فوق، ووضع كل مسؤول أمام قدره. فالمسؤول يعني كرامة الشعب، وعزة المواطن. وقد سمعت مرة وأنا في الرياض بأن شخصية سعودية مهمة سألت الملك عبد الله بن عبد العزيز، تغمده الله بواسع رحمته، عن وضع الملك خالد في الديوان، فكان جواب الملك أنه على أحسن ما يرام، ولكن ليس عندنا الملك خالد، بل الأستاذ خالد التويجري. وخالد التويجري شملته الاجراءات الاصلاحية، للتصويب على سلوكه وامعانه في الشطط.

وهذه لمحة بسيطة عن واحد من الذين تناولتهم الاجراءات الاصلاحية. وهنا ليس لنا نحن أن نحاكم المسؤول الواقع تحت سيف الاجراءات الادارية، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه. ولا يمكن الحكم على أي بلد خليجي من بيروت، كما ليس في الخليج من يستطيع أن يحكم على لبنان. كل ما يمكن فعله هو ايجاد السبل الكفيلة لانتاج لبنان أفضل، وواقع لبناني أشد صلابة، وهذا يقتضي تمويل المشاريع الانمائية في الجنوب والشمال، والبقاع، منبت التطرف والحرمان. وبمجرد القضاء على هذه الآفة الاجتماعية، أي التطرف والارهاب، يكون تنظيم <داعش> قد تلقى الضربة القاضية.

وفي لبنان مراكز وخلايا اجتماعية تحمل النكهة السعودية، وكان أولها الخلية الاجتماعية في معبر النويري الذي يربط المنطقة بمنطقة برج أبي حيدر، وهو مشروع سعى إليه الوزير السابق عبد الله المشنوق مع الملك سعود بن عبد العزيز لدى زيارته لبنان عام 1952.

وغداً يأتيك بالأخبار من لم تزود!