تفاصيل الخبر

الحريري التزم ما وعد به القاعدة قبل 8 أشهر: تعيينات جديدة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لـ”المستقبل“!

01/02/2019
الحريري التزم ما وعد به القاعدة قبل 8 أشهر:  تعيينات جديدة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لـ”المستقبل“!

الحريري التزم ما وعد به القاعدة قبل 8 أشهر: تعيينات جديدة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لـ”المستقبل“!

بعد ثمانية أشهر على الانتخابات النيابية التي جرت في شهر أيار (مايو) من العام الماضي، نفذ رئيس تيار <المستقبل> الرئيس سعد الحريري ما وعد القاعدة الزرقاء به وهو إعادة تنظيم <التيار الأزرق> في ضوء ما شهدته الانتخابات من ثغرات لم تؤثر على النتائج فحسب بل كذلك على حضور التيار وجمهوره، فضلاً عن تراجع عدد نواب <المستقبل> وغياب التنوع الذي تميز به هذا التيار خلال الأعوام الماضية. ولا شك ان القرارات التنظيمية التي صدرت الأسبوع الماضي والتي قضت بإعادة تشكيل هيئات <تيار المستقبل> لفتت الأوساط السياسية والشعبية التي كان بعضها ينتظر تبدلات جذرية، فيما اكتفى البعض الآخر بتوقع تغييرات جزئية لأن امكان احداث التغيير الجذري لم يحن أوانه بعد لاعتبارات عدة تتصل بالواقع الراهن داخل <المستقبل>، إضافة الى عدم وضوح الرؤية حيال المستقبل السياسي للتيار الذي فقد بعضاً من قواعده في عدد من المناطق وإن كان عوّض عنها جزئياً بقواعد في مناطق أخرى.

الانطباع الأول الذي تكوّن لدى الأوساط السياسية من خلال بعض الأسماء التي برزت في الهيكلية الحزبية، هو إعادة <التوهج> الى شخصيات برزت خلال <ثورة الأرز> في استعادة لحقبة كادت أن تصبح من التاريخ في الحياة السياسية اللبنانية. ويأتي في مقدمة هذه الشخصيات النائب السابق الدكتور عمار حوري الذي عُين مستشاراً في مكتب الرئيس سعد الحريري بعدما كان قد أُبعد عن الترشح في الانتخابات النيابية عن دائرة بيروت الثانية، كما أعيد الاعتبار الى النائب السابق عقاب صقر من خلال تعيينه مساعداً للأمين العام للشؤون السياسية والتثقيفية بعدما كانت كل المعطيات توحي بأن صقر لن يعود الى <المستقبل> للاعتبارات التي حصلت في فترات سابقة ولارتباط اسمه بأحداث معينة حصلت على هامش الحرب السورية. وعودة صقر تزامنت مع تثبيت تعيين أحمد الحريري أميناً عاماً ما ينفي، ولو في الشكل، ما قيل عن تباين في وجهات النظر اتسم ببعض الحدة في وقت من الأوقات بين صقر وأحمد الحريري وجهد الرئيس الحريري على إزالته في أكثر من مناسبة. ومع أحمد الحريري وصقر وحوري، ضم مكتب الأمانة العامة أسماء لها حضورها في القاعدة <المستقبلية> مثل وسام شبلي (مساعد الأمين العام للشؤون التنظيمية) وجلال كبريت (مساعد الأمين العام لشؤون الفعاليات التمثيلية) وفادي تميم (مساعد الأمين العام لشؤون العلاقات العامة) وعبد السلام موسى (المنسق الجديد لشؤون الاعلام) وأحمد رشواني (منسقاً لشؤون العلاقات الخارجية) ومحمود الجمل (عضواً في مكتب الأمانة العامة) وغيرهم.

 

تفعيل المنسقيات

أما الانطباع الثاني فهو بروز رغبة لدى الرئيس الحريري بإعادة تفعيل المنسقيات العامة في التيار بعدما كان أصدر بعيد الانتخابات قراره بحلها وتعليق العمل فيها، وهو اختار سامر سوبره منسقاً لبيروت، وسعيد ياسين للبقاع الأوسط، وعلي صفية للبقاع الغربي وراشيا. وكان لافتاً توحيد النطاق الجغرافي للمنسقيات الثلاث: في الكورة، وزغرتا، والبترون وجبيل وتكليف الأمانة العامة اتخاذ اجراءات التوحيد بين الهيئات التنظيمية للمنسقيات الثلاث خلال فترة شهرين، علماً ان خللاً بارزاً ظهر خلال الانتخابات في عمل هذه المنسقيات. وبذلك يكون الرئيس الحريري قد التزم ما وعد به القاعدة لجهة إعادة النظر كلياً في دور بعض المنسقيات لجهة تفعيل أدائها لتفادي تكرار ما حصل خلال الفترة الانتخابية.

والانطباع الثالث ان الرئيس الحريري الذي أخذ وقته لدراسة المقترحات التي تلقاها من المناطق كافة، أراد من خلال الاجراءات التنظيمية التي اتخذها ــ وفق مصادر <مستقبلية> ــ ترشيق التيار واعطاءه دفعاً جديداً واستخلاص العبر من التجارب السابقة. أما الغاية الأبرز التي سعى إليها فهي إنشاء فريق عمل موحد يكون على قدر الآمال التي يتطلع الرئيس الحريري الى تحقيقها تجاوباً مع رغبات القاعدة التي تململت بعد حصيلة الانتخابات النيابية. وفي هذا السياق تؤكد مصادر في <التيار الأزرق> ان هذه الخطوة ستستكمل بتعيينات تفصيلية داخل المنسقيات من شأنها أن تضاعف مسؤوليات الأعضاء، لاسيما وان ما أعلن من اجراءات اعتُبر عناوين عريضة تحتاج الى تفصيل واستكمال لتكون الهيكلية الجديدة قادرة على منع حصول خلل نتيجة الثغرات التي سُجلت. وتلتقي مصادر عدة في <المستقبل> على وصف الترتيبات التي اعتمدت بأنها <إعادة ترتيب البيت الداخلي> ليكون التيار قادراً على مواجهة المرحلة المقبلة من الحياة السياسية اللبنانية، لاسيما مع استمرار الرئيس

الحريري في رئاسة الحكومة، ما يفرض وجود فريق عمل قادر على النهوض بالتيار من جديد ومواكبة عمل الأحزاب اللبنانية الأخرى، لاسيما تلك التي تجددت أيضاً من خلال <تصحيح> الأداء من جهة والاستفادة من الأخطاء من جهة ثانية.

ولأن كل تغيير له من يؤيده ومن يعترض عليه أو يتحفظ، فإن التعيينات الجديدة لم تنزل برداً وسلاماً على جميع المعنيين بها إذ سجلت ملاحظات من هنا واعتراضات من هناك. وسجل المعترضون وجود أسماء <مستغربة> في بعض المواقع لاسيما لجهة نقل الرئيس الحريري ادارة <التيار> من الجيل الأول المؤسس الى الجيل الثالث الشاب الذي يرى المعترضون انه لا يملك بعد الخبرة الكافية للنهوض بالمنسقيات، إضافة الى عودة بعض الذين تحملهم القاعدة مسؤولية الاخفاقات التي سُجلت خلال المعركة الانتخابية والذين كان يفترض ألا يعودوا الى دائرة الضوء والمسؤولية. إلا ان المصادر <المستقبلية> تتحدث عن <قدرة> الرئيس الحريري على امتصاص ردود الفعل والحد من تأثيراتها السلبية، خصوصاً ان التركيبة الجديدة ــ القديمة تواعدت على العمل يداً واحدة للنهوض بالتيار من جديد. وأول الغيث سيكون في إعادة تنظيم المؤسسات الاعلامية لـ<المستقبل> من خلال إحداث تغييرات في وجوه المسؤولين في هذه المؤسسات.