تفاصيل الخبر

”الحــرارة“ تعـود تدريجـاً بين ”المـردة“ والكتـائب والقاسـم  المشتــرك رفضهمــا ”الثـنائـيــة المسيحيــة“ ومفاعيلهــا!

28/09/2018
”الحــرارة“ تعـود تدريجـاً بين ”المـردة“ والكتـائب والقاسـم   المشتــرك رفضهمــا ”الثـنائـيــة المسيحيــة“ ومفاعيلهــا!

”الحــرارة“ تعـود تدريجـاً بين ”المـردة“ والكتـائب والقاسـم  المشتــرك رفضهمــا ”الثـنائـيــة المسيحيــة“ ومفاعيلهــا!

تؤكد مصادر كتائبية رفيعة المستوى لـ<الأفكار> أن العلاقة بين حزب الكتائب وتيار <المردة> شهدت خلال الأسابيع الماضية <حرارة> لم تشهدها في السابق، على رغم أن ما جمع الطرفين انطلق من واجب تقديم العزاء لرئيس <المردة> النائب والوزير السابق سليمان فرنجية بعمه المرحوم روبير سليمان فرنجية الذي انتقل الى رحمته تعالى قبل أسبوعين. وتشير المصادر الى أن زيارة التعزية التي قام بها رئيس الحزب النائب سامي الجميل لم تكن للقيام بواجب العزاء فحسب، بدليل أن البيان الذي صدر في أعقابها تحدث عن <البحث في التطورات والأوضاع الراهنة>، الأمر الذي أوحى بأن التواصل بين الطرفين الذي كان في الماضي محدوداً، بدأ يأخذ طابعاً مختلفاً خصوصاً أن الحراك بين الحزبين لم يقتصر على زيارة النائب سامي الجميل، بل تلته زيارة للنائب نديم بشير الجميل لبنشعي كشف بعدها أن العلاقة بين الكتائب و<المردة> متجددة بعد الانتخابات النيابية، متحدثاً عن ضرورة <الوحدة والتضامن من أجل مواكبة ومواجهة كل الصعوبات مع بعضنا البعض من أجل مصلحة كل لبناني ومصلحة لبنان>.

المصادر نفسها لا تتوسع في الحديث عن مستقبل العلاقة بين الكتائب و<المردة>، إلا أنها تشير الى <تطورات إيجابية> مكمّلة لما كان حصل بين الطرفين من انفتاح في وقت سابق بقي من دون أفق، لكنه لم ينقطع خصوصاً أن مسائل عدة التقى فيها نواب الحزبين في مقاربة ملفات طُرحت سواء في الحكومة المعتبرة مستقيلة، أو في مجلس النواب واللجان النيابية، غير أن هذا التقارب لم يترجم سوى من خلال بعض المواقف المشتركة. إلا أن مراجع سياسية متابعة أشارت لـ<الأفكار> بأن النظرة الاستراتيجية للملفات السياسية التي تفرق بين الطرفين منذ الأحداث الدامية التي وقعت في اهدن عام 1978 ومن ثم من خلال التموضع السياسي المتناقض بين فريقي 14 و8 آذار، بدأت تشهد تبدلاً وإن جزئياً من شأنه أن يجمع <المردة> والكتائب حول بعض المسائل من دون أن يعني ذلك إمكانية اقناع أي طرف منهما بتغيير الخيارات المتعلقة خصوصاً بالعلاقة مع سوريا وبسلاح حزب الله، وهي خيارات تظلل العلاقة الثنائية وتحول - وفق المراجع نفسها - دون تطورها في اتجاه تحالف سياسي.

بنود <تفاهم معراب> جمعتهما!

ومن بين النقاط التي تشير الى أنها ستكون مشتركة بين الطرفين، الموقف من العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، خصوصاً بعد تسريب نص <اتفاق معراب> الذي وقع في العام 2016 بين <التيار> و<القوات> والذي لحظ عملية تقاسم المواقع المسيحية بين الحزبين من دون أن يشير الى أي حصة أو دور لباقي الأحزاب المسيحية، ولاسيما الكتائب و<المردة> الممثلين في مجلس النواب بكتل نيابية. وتقول المراجع المتابعة إن هذا الواقع جعل كلاً من تيار <المردة> وحزب الكتائب يعيدان الحسابات ويسعيان الى ترتيب أوراقهما للتصدي لمحاولات <تهميشهما> وإبعادهما عن المؤسسات الدستورية ولاسيما الحكومة. من هنا بدأ الحراك على خط بنشعي - بيت الكتائب يأخذ بُعداً جديداً لمواجهة ما وصفته مصادر <المردة> بسياسة <الإلغاء> التي اتهمت الوزير جبران باسيل بممارستها بحق الحزبين. إضافة الى ذلك فإن النظرة باتجاه عهد الرئيس ميشال عون تكاد تكون واحدة، وان اختلفت في حدتها، ذلك أن حزب الكتائب لا يشهر علناً معارضته للعهد استناداً الى سياسة كتائبية تقليدية بدعم رئاسة الجمهورية، في حين لا يتردد الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في إبراز خصومته مع العهد، على رغم أن تيار <المردة> ممثل في الحكومة، في حين أن الكتائب لم تمثل ولا توجد أي دلائل بإمكانية تمثيلها في الحكومة العتيدة لأن كل الصيغ التي طرحت لا تترك لحزب <الله والوطن والعائلة> أي حقيبة وزارية ولا حتى وزارة دولة!

وبدا من خلال مواقف الطرفين أن القاسم المشترك الذي يجمعهما، هو معارضة توجهات الوزير باسيل ومواقفه، لاسيما في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. ففي وقت يسعى رئيس <التيار> الى سحب وزارة الاشغال العامة والنقل من <المردة> وهو وضع <فيتو> على إعادة توزير يوسف فنيانوس، لم يوفر باسيل أي فرصة لتمثيل الكتائب في الحكومة على رغم أن هكذا خطوة تسقط حصرية تمثيل القوات اللبنانية للفريق المسيحي القوي في الجبل (إذا ما اعتبر تمثيل <المردة> يقتصر على الشمال). وهذا الواقع قرّب أكثر فأكثر المسافة بين بنشعي والصيفي (حيث مقر حزب الكتائب) خصوصاً أن النائب الجميل وجد في <المردة> يداً ممدودة للتواصل والحوار، في حين لم يجد مثيلاً لها لدى <التيار> الذي على رغم خلافه الآن مع القوات اللبنانية، وافق على إعطاء الأخيرة 4 وزراء في الحكومة الجديدة بعدما كان <التيار> تمسك بحصة من ثلاثة وزراء في البداية. وتوقعت مصادر معنية أن يتطور الحوار بين <المردة> والكتائب لاسيما مع وجود قواسم مشتركة تجمعهما ابرزها معارضة أداء الوزير باسيل وسياسته. وتدرك مصادر كتائبية أن الخلاف مع <المردة> حول الموقف من حزب الله لا يعني عدم قيام علاقة مبنية على الاحترام والصراحة بعيداً عن علاقات <المصلحة> التي كانت سبباً في انهيار العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، مع التأكيد أن أهم ما يلتقي عليه الطرفان هو رفض <الثنائيات> على الساحة المسيحية لئلا يحصل أي استئثار فيها، وهذا ما تؤكد عليه مصادر <المردة> في مقاربتها لملف التقارب مع حزب الكتائب.

 

هل من جبهة مسيحية ضد <التيار>؟

في اي حال، ثمة من يرى في تجدد التواصل بين <المردة> وحزب الكتائب أحد وجوه الصراع السياسي الطويل بين القوى المسيحية التي تجد نفسها في دائرة <الاستهداف والإقصاء> من التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير باسيل. وإذا كانت <المصيبة> تمهد لتقارب كامل بين <المردة> والكتائب، فإن الخطوط ليست مقطوعة بين <المردة> والقوات اللبنانية وإن كان منسوب التواصل بينهما لم يبلغ بعد حيزاً عالياً، لكن لدى بعض المراقبين انطباعات تتكون تدريجاً عن إمكانية توسيع إطار التواصل بهدف إنشاء <جبهة سياسية> في مواجهة <التيار البرتقالي>، إلا أن مصادر متابعة لا ترى إمكانية في الوقت الحاضر لولادة مثل هذه الجبهة لأن كل فريق من الأفرقاء المسيحيين له تفسيره للمرحلة المقبلة من زاوية مختلفة. فالبعض يرى ضرورة <توحيد> المواقف لمواجهة سياسة الوزير باسيل، فيما البعض الآخر يراهن على تدخل مباشر من الرئيس عون لإعادة جمع الشمل والضغط على الوزير باسيل لعدم التمادي في <إقصاء> الحلفاء الذين ساهموا في انتخابه رئيساً للجمهورية، لاسيما القوات اللبنانية و<المردة>، وإن كانت هذه المساهمة ليست العامل الوحيد الذي مكّن العماد عون من الوصول الى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية بعدما كان حل فيه سابقاً رئيساً للحكومة. إلا أن الفريق الذي يراهن على دور مؤثر لرئيس الجمهورية يصطدم بإصرار الوزير باسيل على المضي في سياسته من دون مراعاة بعض الاعتبارات وأهمها ضرورة وحدة الصف المسيحي في مقابل وحدة متينة جداً في الصف الشيعي تحت عنوان <الثنائية>، والتفاف سني واسع حول الرئيس الحريري رغم بعض الأصوات المعترضة، وتضامن درزي واسع مع النائب السابق وليد جنبلاط.

في هذه الأثناء تؤكد مصادر <القوات> أنها ليست في وارد مواجهة رئيس الجمهورية، وانها تميز بين العهد وسيده، وبين الوزير باسيل وممارساته. وهو ما أكده الوزير ملحم رياشي الاسبوع الماضي للرئيس عون في جلسة <مصارحة في العمق> تناولت ما آل اليه <تفاهم معراب> بعد الهزة القوية التي حصلت نتيجة ملابسات تشكيل الحكومة الجديدة وما قوبلت به مطالب <القوات> بالحصول على حصة وازنة في الحكومة مع حقائب خدماتية. وتضيف المصادر أن المشكلة لم تكن يوماً مع الرئيس عون الذي يبقى خارج الاستهداف <القواتي>، في حين أن الموقف ليس كذلك بالنسبة للخصومة مع الوزير باسيل. إلا أن هذه المصادر لا ترى راهناً إمكانية تشكيل جبهة مواجهة مسيحية لأن الظروف لا تسمح بحصولها. لكن تلفت مصادر <القوات> الى أن مضي الوزير باسيل في سياسته <التهميشية> ستقود تياره الى عزلة وطنية، فيما سياسات <القوات> تقودها الى تفاهمات مع القوى المسيحية والوطنية، وتضيف ان الاتصالات مع <المردة> ورئيسها فرنجية <تتقدم بشكل كبير> لم يرتقِ بعد الى حدود التحالف أو تشكيل جبهة مواجهة. أما على جبهة <التيار> فثمة قرار بعدم الدخول بجدال مع <القوات> حول التهمة الموجهة اليه لإقصائها لأن الوزير باسيل يعتبر أن الدكتور جعجع خرق <تفاهم معراب> وعليه أن يتحمّل مسؤولية مواقفه، سواء تلك التي كان يعبّر عنها وزراؤه في داخل مجلس الوزراء، أو نواب كتلته خارج المجلس، وأن <القوات> هي التي بدأت <الحرب> ضد <التيار> والوزراء والنواب الذين ينتمون إليه، ولذلك فهو <غير متحمس> للقيام بأي خطوة يمكن أن تكون <تصالحية>، وهو ترك مهمة التواصل مع <القوات> لعرّاب <تفاهم معراب> رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، من دون أن يسهّل مهمته بل تركه <يقلّع شوكه بيده>!