دفع الحوثيون خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة الى جنوب اليمن وصعدوا ضغوطهم على مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد الخطاب الذي ألقاه زعيم جماعة <أنصار الله> عبد الملك الحوثي ودعا فيه الى النفير العام على اثر سقوط أكثر من 145 قتيلاً و350 جريحاً في مجزرة جماعية في تفجير مسجدين في صنعاء الأسبوع الماضي، وحصلت مواجهات بينهم وبين قوات الجيش اليمني ومسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس منصور هادي حيث دارت اشتباكات في محيط مدينة تعز. وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في جنوب تعز، مما اضطرهم للتراجع، فيما اشتبك عناصر من اللجان الشعبية مع عشرات الحوثيين المتجهين نحو عدن وأحبطوا محاولة تسلل الى المدينة قامت بها قوافل مسلحة تقل مسلحين حوثيين في منطقة الصبيحة في محافظة لحج، حيث أصبح الحوثيون على بعد مئة كيلومتر فقط من شمال عدن وهم يتقدمون نحو مضيق باب المندب في جنوب غرب اليمن وجزر <حنيش> و<ميناء المخاء> على بعد 80 كلم غرب تعز التي تطل بشكل مباشر على باب المندب.
وإزاء هذه التطورات العسكرية، دعا الرئيس اليمني منصور هادي دول الخليج للمساعدة وطلب رسمياً منهم تدخل قوات <درع الجزيرة> لوقف تقدم الحوثيين وانقلابهم، في وقت قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك في الرياض مع وزير الخارجية البريطاني <فيليب هاموند> يوم الاثنين الماضي ان دول الخليج ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة ضد ما اسماه عدوان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إذا لم يمكن التوصل الى حل سلمي، مشدداً على ان أمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون هو جزء لا يتجزأ، مكرراً تأكيد ضرورة انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة. وقال: <الحل لا يمكن الوصول اليه إلا بالانصياع للإجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه>، مؤكداً الاستجابة العاجلة للدعوة التي أطلقها منصور هادي المعترف به دولياً ويتبناها مجلس التعاون لعقد مؤتمر يمني في الرياض يحضره جميع الاطراف الراغبة في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن.
من جانبه، قال <هاموند> ان بريطانيا ستبحث مع السعودية والولايات المتحدة كيفية تعزيز موقف هادي. وقال ان لا أحد يريد تحركاً عسكرياً.
ولم يتأخر الحوثيون في الرد، إذ اعتبر عضو المكتب السياسي في الجماعة محمد البختي، انها ستكون نهاية المهاجمين في حال دخول <درع الجزيرة> الى اليمن، معتبراً أن هذا التدخل سيضر فقط بالسعودية.
وكان المبعوث الأممي لدى اليمن جمال بن عمر قد أعلن عن نقل الحوار بين القوى السياسية الى خارج اليمن، حيث رجحت مصادر متابعة ان ينقل الى العاصمة القطرية الدوحة في البداية ثم يوقع اي اتفاق نهائي في الرياض.
في هذا الوقت، قال امين سر المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي ان قيادات في الحراك ونشطاء انضموا الى الجبهات للدفاع عن الجنوب الى جانب القوات المسلحة واللجان الشعبية في مناطق الحدود استعداداً للقتال تجاه أي تقدم عسكري لحليفي الحرب الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثي اللذين هددا عملياً من جديد بالقتال ضد الجنوب واجتياحه وببسط سيطرتهما العسكرية عليه.