تفاصيل الخبر

الهوة تزداد اتساعاً بين ”المستقبل“ و”القوات“ ووحده لقاء يجمع الحريري وجعجع يمكن أن يرممها!

01/12/2017
الهوة تزداد اتساعاً بين ”المستقبل“ و”القوات“  ووحده لقاء يجمع الحريري وجعجع يمكن أن يرممها!

الهوة تزداد اتساعاً بين ”المستقبل“ و”القوات“ ووحده لقاء يجمع الحريري وجعجع يمكن أن يرممها!

حريري جعجعلم تكن المصافحة <البارزة> التي تمت بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الإعلام ملحم رياشي في قصر بعبدا يوم الاحتفال بالذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، إلا صورة مصغرة عن <الجليد> الذي يخيّم على العلاقات بين الرئيس الحريري وقيادة تيار <المستقبل> من جهة، ورئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع وقيادة حزبه من جهة ثانية، على خلفية المواقف التي صدرت عن <الحكيم> في أعقاب اعلان الرئيس الحريري استقالته من الرياض في ظروف أثبتت الوقائع انها كانت ملتبسة وغامضة وغير طبيعية بدليل ما حصل خلال الأيام الماضية من تطورات انتهت بمغادرة رئيس الحكومة الرياض الى باريس ومنها الى القاهرة وقبرص فبيروت. وإذا كانت هذه المواقف أحدثت <ندوباً> ــ على حد تعبير وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ــ في العلاقة بين معراب وبيت الوسط، فإن الواضح من خلال تسلسل الأحداث انه لن يكون من السهل رأب الصدع الذي أصاب العلاقات بين حليفي الأمس، ما لم يلتقِ الرئيس الحريري والدكتور جعجع لـ<غسل القلوب> وإعادة المياه الى مجاريها.

غير ان ثمة من يعتقد بأن ما صدر عن رئيس <القوات> خلال فترة وجود الرئيس الحريري في ظروف ملتبسة في الرياض، والطريقة التي تعاطى معها جعجع حيال استقالة الحريري، لاسيما قوله إنه كان عليه أن يستقيل قبل التاريخ الذي أعلن فيه استقالته في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وما قيل عن دور لعبه جعجع مباشرة أو مداورة مع القيادة السعودية ولم يكن لمصلحة الرئيس الحريري>... كل ذلك لن يجعل من السهل إعادة ترميم <الجرة> التي تحطمت بين الرجلين وإن كان في السياسة لا يوجد خصم دائم أو حليف دائم!

 

<رهانات خاطئة>؟!

 

وفي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر تيار <المستقبل> عن <رهانات سياسية خاطئة> راهن عليها جعجع بعد إعلان الحريري استقالته من الرياض وما رافقها من غموض، تقول مصادر في <القوات اللبنانية> ان ثمة حملة منسقة برزت خلال الأزمة الحكومية لزرع الشقاق بين الحليفين القويين <المستقبل> و<القوات> عموماً، وبين الرئيس الحريري والدكتور جعجع خصوصاً، وبالتالي فإن لا صحة لكل ما قيل عن دور لعبه <الحكيم> في <اضعاف> الرئيس الحريري أمام المسؤولين السعوديين من جهة، وفي تعطيل عمل الحكومة من جهة أخرى، بدليل المواقف السياسية التي صدرت بعيد الاستقالة عن مسؤولين في <القوات> والتي كان من الأفضل ألا تصدر لأنها أتت كمن يصب الزيت على النار. ولعل ما زاد في <انزعاج> المسؤولين <المستقبليين> ما كان صدر في عز الأزمة عن مسؤولين <قواتيين> من انه لو لم يستقل الرئيس الحريري لكان وزراء <القوات> سبقوه الى الاستقالة وعند ذاك لن تبقى الحكومة قائمة أو هي قادرة على الاستمرار من دون تمثيل قواتي.

وتقول مصادر متابعة، ان كلام المسؤولين <القواتيين>، إضافة الى الطريقة التي اعتمدتها وسائل الإعلام القريبة من <القوات> أو المملوكة منها، حيال استقالة الحريري، جعلت <الفأر يلعب في عب> تيار <المستقبل> ورئيسه حول الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تدفع حليف الأمس الى لعب دور خارج السياق الطبيعي، وهو الوقوف الى جانب رئيس الحكومة اللبنانية، كما فعل <التيار الوطني الحر> وقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قاد أوسع تحرك سياسي وديبلوماسي ونقابي من أجل <الإفراج> عن الرئيس الحريري وضمان عودته الى بيروت مع أفراد عائلته. ولعل ما زاد الطين بلّة الوصف الذي أطلقه الوزير السعودي ثامر السبهان على جعجع بأنه <حارس الدولة> في عزّ أزمة غياب الرئيس الحريري عن لبنان وما رافق ذلك من روايات حول ظروف اقامته في الرياض، والذي أتى ليؤكد ــ حسب تيار <المستقبل> ــ صحة المعلومات التي كانت سُربت بعد زيارة السبهان لمعراب في 24 آب (أغسطس) الماضي ومفادها ان الوزير السعودي <شجع> جعجع على الاستقالة من الحكومة والبحث في حكومة جديدة تكون أقرب الى مفاهيم وخيارات <14 آذار> منها الى خيارات فريق <8 آذار>، الأمر الذي اعتبرته مصادر <التيار الأزرق> بمنزلة <تحريض> قواتي ضد الرئيس الحريري لا يأتلف مع طبيعة العلاقة المتينة التي جمعت الزعيمين <المستقبلي> و<القواتي> في ما مضى.

 

<كتبة التقارير>

 

وتؤكد المصادر المتابعة انه لم يعد سراً ان الكلام الذي قيل في محيط <المستقبل> ضد الدكتور جعجع وحزبه تجاوز الضوء الأحمر وعوضاً عن أن يخف بريقه مع مرور الأيام وعودة الرئيس الحريري الى بيروت، فإنه استمر على تصاعد، ما اضطر قيادات في <المستقبل> الى تناول مواقف <القوات> ورئيسها على قاعدة <كما تراني يا جميل أراك>. وتبعاً لذلك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات القاسية المتبادلة والتي استمرت وأطاحت المحظور. وفيما آثرت قيادة <المستقبل> عدم الرد على ما كان يصدر من معراب أو بعلم وتنسيق معها، فإن مصادر <القوات> تحدثت عن <استغلال رخيص> لأزمة الرئيس الحريري وعن <استهداف> واضح لـ<القوات> ورئيسها وتصفية لحسابات باتت مكشوفة على الجميع. وحذرت المصادر نفسها من <ضرب العلاقة الاستراتيجية> بين حليفي الأمس و<خدمة الأعداء قبل الأصدقاء عبر استهداف مفهوم الخط السيادي في لبنان>، رافضة خصوصاً توصيف <كتبة التقارير> الذي أطلق على عدد من مسؤولي <القوات>.

وتضيف المصادر المتابعة ان الجفاء الذي ساد العلاقات بين <القوات> و<المستقبل> ليس <حديث صالونات> كما يروّج البعض، بل هو حقيقة واضحة، وسيزداد هذا الجفاء إذا لم يجلس الرئيس الحريري والدكتور جعجع حول طاولة واحدة في <لقاء مصارحة> في العمق، لاسيما وان ما صدر عن الوزير المشنوق ليس سوى <غيض من فيض> ولدى وزير الداخلية الكثير من الكلام عن معطيات وأدلة تدعم الواقع الذي يثبت دوراً ما لعبه الدكتور جعجع مع المسؤولين السعوديين لا يخدم الرئيس الحريري خصوصاً في زمن المحنة التي عاشها من 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الى 18 منه!