تفاصيل الخبر

الحمل في زمن "كورونا"... لا خطر اشد على المرأة الحامل ولكن ملازمتها البيت تبقى أفضل طرق الوقاية!

30/04/2020
الحمل في زمن "كورونا"... لا خطر اشد على المرأة الحامل ولكن ملازمتها البيت تبقى أفضل طرق الوقاية!

الحمل في زمن "كورونا"... لا خطر اشد على المرأة الحامل ولكن ملازمتها البيت تبقى أفضل طرق الوقاية!

 

بقلم وردية بطرس

 

 

الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور أنطوان ابو موسى: تظهر الدراسات لغاية اليوم عدم انتقال فيروس "كورونا" من المرأة الحامل الى الجنين

[caption id="attachment_77408" align="alignleft" width="262"] الدكتور أنطوان ابو موسى: ننصح المرأة الصغيرة السن بأن تؤجل الحمل الى حين انتهاء وباء كورونا[/caption]

هل ينتقل فيروس "كورونا المستجد" من المرأة الحامل الى الجنين؟  لا شك انه كلما طالت هذه الجائحة بدون ايجاد علاج لها او لقاح يزداد القلق عما يمكن ان يسببه هذا الفيروس للنساء الحوامل، رغم ما يؤكده خبراء الرعاية الصحية والعلماء بأن الدراسات والبحوث الحالية تشير إلى انه لا يوجد دليل على ان النساء الحوامل في خطر أكثر من الآخرين، كما لا يوجد دليل أيضاً على ان عدوى "كورونا" تنتقل الى الجنين، فوفقاً للدراسات، قد لا تكون النساء الحوامل في خطر أكبر للاصابة بأعراض حادة من "كورونا" بين عامة الناس، وأيضاً وفقاً لأحدث البيانات لم يتم الابلاغ عن وفيات من النساء الحوامل بسبب الفيروس، وبحسب "مركز مكافحة الأمراض" فانه في العدد المحدود من الحالات الحديثة التي وُلد فيها مواليد جدد لأمهات مصابات بـ"كورونا" لم تثبت اصابة أي من الأطفال بالفيروس، كما أنه فحصت دراسة حديثة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" صحة تسعة أطفال لأمهات مصابات بالفيروس، وحصل جميع الأطفال على درجات جيدة، ولم يحتج أي من التسعة الى عناية مركزة نظراً لعدم ظهور أعراض حادة على الاطلاق. ولكن طبعاً اكد الباحثون ضرورة اتباع الاجراءات الوقائية تجاه "كورونا" استباقياً من جانب كل من المهنيين الصحيين والحوامل.

الدكتور أنطوان أبو موسى وعوامل الخطورة لدى المرأة الحامل

فهل تؤثر اصابة المرأة الحامل بالفيروس على جنينها؟ وكيف يمكن ان تحمي نفسها من الفيروس؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في أمراض العقم والتقنيات المساعدة للحمل وأستاذ الجراحة النسائية والتوليد الدكتور أنطوان ابو موسى، ونسأله:

 

* هل المرأة الحامل معرضة أكثر من غيرها لمشاكل اذا أصيبت بفيروس "كورونا المستجد"؟

- نعتبر أن المرأة الحامل معرضة دائماً لبعض المشاكل الصحية أكثر من غيرها خصوصاً اذا كانت بسبب فيروس او بكتيريا، وذلك نتيجة التغيرات التي تحصل خلال الحمل في جهاز المناعة لدى المرأة الحامل اذ انها تكون معرضة لعوامل خطورة أكثر من الآخرين كما انها معرضة لان تحدث معها مشاكل على اثر أي التهاب ممكن ان تُصاب به. بالنسبة لفيروس "كورونا المستجد"، فلغاية الآن تبيّن كل الدراسات والتقارير التي صدرت بالنسبة للنساء الحوامل انه ليست هناك عوامل خطورة لديهن أكثر من الاخرين بمعنى أن تحدث معهن مشكلة أكبر او ان يُصبن باعراض الفيروس بصورة اشد من غيرهن وهذا أمر جيد، ومرد ذلك ربما لطبيعة الفيروس اذ بالرغم من سرعة انتشاره ولكن الحمد لله ان النساء الحوامل لا يتأذين أكثر من الآخرين، ما يعني ان عامل الخطورة لدى المرأة الحامل هو كمثل اي شخص عادي سواءً كان رجلاً او امرأة من ناحية الاصابة بهذا الفيروس، ولكن طبعاً هذا لا يعني انها غير معرضة للاصابة به، فطبعاً المرأة الحامل يجب ان تنتبه وان تكون هناك متابعة أدق لها من غيرها في هذه الفترة في ظل انتشار الفيروس.

* وهل عوامل الخطورة موجودة بكل مراحل الحمل وهل يشكل ذلك خطراً عليها بكل مراحل الحمل اذا أصيبت بالفيروس؟

- هناك خطورة عليها بكل مراحل الحمل، ولكن طبعاً كلما تقدّم الحمل زادت الخطورة، اذ يحدث ضغط على الرئتين أكثر وأيضاً على القلب مما يجعل المرأة عرضة للاصابة بالأعراض او المضاعفات اذا أصيبت بالفيروس.

* وهل سُجلت حالات في العالم حيث تمكنت المرأة الحامل من التغلب على الفيروس بعد الولادة؟

- صدرت تقارير بهذا الخصوص حول أكثر من 200 او 250 امرأة حاملاً التقطن هذا الفيروس وكما ذكرت ان غالبيتهن استطعن التغلب على الأمر بدون اي مشكلة. هناك بعض النساء الحوامل حدث معهن بعض المضاعفات أكثر من غيرهن وكانت هناك ضرورة لادخالهن الى العناية الفائقة، ولكن لغاية الآن المعلومات المتوافرة لدي تفيد بانه لم تحصل اي وفاة لامرأة حامل اثر اصابتها بالفيروس.

مناعة المرأة الحامل تحمي الجنين

[caption id="attachment_77409" align="alignleft" width="364"] لا خطر على الجنين لكن على المرأة الحامل الوقاية المشددة[/caption]

* نُشر اكثر من مرة ان نسبة الوفاة لدى الرجال هي أعلى من النساء عند الاصابة بفيروس "كورونا"، فهل المرأة حتى لو كانت حاملاً لديها مناعة أكثر بحال أُصيبت بالفيروس؟

- المناعة تتغير لدى المرأة الحامل بحيث أن المرأة الحامل تحمي جنينها لأن الجنين هو غريب عن جسمها وبالتالي تتغير المناعة لديها بطريقة تقدر ان تحميه، وممكن لهذه المناعة التي تكتسبها بهذه الطريقة ان تساعدها أيضاً اذا أُصيبت بالفيروس. وقد تبيّن ان "كورونا" يصيب الرجال أكثر من النساء، ونسبة الوفيات لديهم أعلى من النساء.

* لا شك ان المرأة الحامل تضطر لزيارة العيادة او المستشفى خلال الحمل مرات عدة مما يجعلها عرضة للالتقاط الفيروس، فكيف تحمي نفسها في ظل انتشار فيروس "كورونا"؟

- طبعاً الحماية والوقاية مشتركة في هذا الخصوص، وذلك تماماً كما يُطلب من كل الناس اتخاذ التدابير الوقائية والتي بات يعرفها الجميع مثل غسل اليدين والتعقيم والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط وملازمة البيت وما شابه... وكما ذكرت ان المرأة الحامل تضطر ان تقصد العيادة او المستشفى مرات عدة خلال مرحلة الحمل، ولكن ما نقوم به كأطباء أننا لم نعد نطلب من المرأة الحامل ان تقصد المستشفى شهرياً بل نطلب منها ان تقوم بذلك كل شهر ونصف الشهر او كل شهرين اذ نتواصل معها عبر الهاتف. كما أن غالبية النساء الحوامل تكون الأمور سهلة لديهن وغير صعبة بدون اي مشاكل صحية، ولكن بالنسبة للسيدات الحوامل اللواتي من الممكن ان يتعرّضن لأي مشكلة نضطر في هذه الحالة ان نطلب منهن ان يقصدن المستشفى، وأغلب المستشفيات قامت بفصل قسم معاينة السيدات الحوامل لحمايتهن من التعرّض للفيروس بحيث لا يكون هناك اختلاط مع أشخاص مصابين بهذا الفيروس. ولكن الوقاية تبقى هي نفسها والتي يتقيد بها كل الناس في هذه الفترة لئلا تنتقل العدوى اليهن، وبالتالي ليست هناك ضرورة بأن تأتي السيدة الحامل الى المستشفى كل شهر بل نقدر ان نقلل من عدد الزيارات او المعاينات في هذه الفترة.

ملازمة المرأة الحامل البيت أفضل وسيلة لحمايتها

* وكيف يجب ان تحمي المرأة الحامل نفسها في المنزل؟

- نعتبر ان المرأة الحامل في زمن "كورونا" عليها ان تتصرف مثل اي شخص عادي اي لا نريد ان يصبح لديها هوس او خوف ولكن طبعاً عليها ان تلتزم بكل الارشادات الوقائية، ولكن أهم ما في الأمر الا تخالط الناس وألا تلتقي بأحد من خارج منزلها. اذاً التزامها بالحجر المنزلي ضروري ومهم خلال فترة الحمل في ظل انتشار الفيروس، وعندما نطلب منها الا تقصد العيادة او المستشفى كل شهر فذلك يعني انه يجب الا تخرج من منزلها والا تخالط الناس الى ما هنالك اذ من المفروض ان تلتزم بالتعليمات، ولكن لا نريد ان يشكل ذلك قلقاً لديها مما يزيد توترها لأنه الحمد لله تبيّن ان هذا الفيروس ليس كما فيروس "السارس" الذي كان يصيب النساء الحوامل بشكل أكبر وكان يلحق الأذى بهن أكثر من الآخرين.

فحص PCR للمرأة الحامل عند الضرورة

* ولكن خلال الولادة قد تكون المرأة الحامل معرّضة لالتقاط الفيروس أثناء العملية داخل المستشفى، فهل يشكل ذلك خطورة أكبر عليها؟

- بالحالات المثالية نحن نفضّل ان تخضع كل سيدة حامل تقصد المستشفى للولادة لفحص PCR، ولكن عملياً لا يمكن اجراء الفحص بكل المستشفيات اذ انه قد لا يكون متوافراً بسهولة، ولكن ذلك قد يصبح ممكناً وأسهل مع مرور الوقت، ولكن مبدئياً اذا لم يكن الفحص متوافراً فاننا نتأكد من وضع كل امرأة حامل من خلال طرح أسئلة معينة عليها، مثلاً نسألها اذا التقت بشخص قادم من الخارج او اذا كانت تعاني من حرارة مرتفعة او سعال الى ما هنالك، وبحسب اجاباتها نخضعها لفحص PCR اي اننا نعاملها وكأن هناك احتمالاً بان تكون مصابة بفيروس "كورونا"، ولهذا يتم نقلها الى قسم ولادة خاصة لهذه الحالات، اما اذا لم تكن لديها عوارض او انها خضعت للفحص وجاءت النتيجة سلبية فعندها تُنقل الى قسم الولادة بشكل عادي. ولكن المشكلة الاساسية ان عملية الولادة تتطلب بعض الوقت، كما ان عدداً من الأطباء والممرضين يحتكون مع المرأة الحامل في تلك الأثناء اذ قد تبقى لساعات طويلة بانتظار موعد الولادة، وبهذه الحالة تكون قد تعرّضت للاختلاط مع حوالى 10 أشخاص ولهذا يجب اتخاذ التدابير الوقائية بشكل كبير والتأكد بأنها غير مصابة بهذا الفيروس، علماً انه تقريباً بحدود 20 بالمئة من السيدات الحوامل المصابات بهذا الفيروس لم تظهر لديهن اية أعراض، ولهذا يبقى الحل الأفضل هو اخضاع المرأة الحامل لفحص PCR قبل الدخول الى قسم الولادة.

* وهل بامكان المرأة ان ترى طفلها بعد الولادة؟

- طبعاً اذا لم تكن المرأة مصابة بالفيروس فهي تقدر ان ترى طفلها بعد الولادة، وحتى السيدات المصابات بالفيروس، فهناك أمر مهم بالنسبة لـ"كورونا" اذ تبين لغاية الآن انه لا يحصل انتقال للفيروس الى الجنين خلال فترة الحمل عبر الخلاص حتى لو كانت السيدة الحامل مصابة به وهذا أمر جيد. طبعاً على الأم ان تتقيد بكل التعليمات والاحتياطات اللازمة من حيث التنظيف والتعقيم. وبالنسبة للسيدة الحامل المصابة بالفيروس، فما يحدث هو انه يتم عزل الطفل عن الأم لئلا يلتقط هذا الفيروس، وهذا أمر صعب ولكنه ضروري واضطراري بهذه الحالة، مع العلم ان البعض يقول انه لا مشكلة بتعرض الطفل لأمه المصابة لأنه ليست هناك خطورة على الطفل اذ من الممكن ان يلتقط العدوى منها ولكن لا تحدث مشكلة، ولكن برأيي من الأفضل ان يتم العزل والا يحدث اختلاط ما بين الأم المصابة بالفيروس والطفل.

وأضاف:

- المواجهة الأساسية ضد هذا الفيروس هي بالوقاية، فربما يكون لدى المرأة الحامل استعداد أكبر لان تحدث معها مشاكل صحية لذا يجب الا تخاطر وعليها ان تتقيد بالارشادات الوقائية، ومنها ملازمة البيت الامر الذي يُعتبر ضرورياً جداً، كما عليها ان تستعمل الكمامة اذا اضطرت ان تخرج من منزلها.

* كاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد، هل تنصح بتأجيل  الحمل الآن أقله لحين انتهاء الوباء؟

- بالنسبة للسيدات اللواتي يضطررن ان يحملن بواسطة طفل الأنبوب فاننا لا نقوم بتلك العملية الآن في ظل هذا الوباء. طبعاً لا نقدر ان نعمم ذلك ونطلب من السيدات الا يحملن الآن فالسيطرة على ذلك صعبة، ولكن ما يطمئن بما يتعلق بهذا الفيروس انه تبين لغاية الآن ان السيدات الحوامل في العالم لا يتعرضن مع بداية الحمل للاجهاض، وبالتالي يبدو حتى الآن ان هناك حماية بالنسبة للمرأة الحامل في ظل انتشار الفيروس، ورغم ذلك اذا كان بامكان المرأة تأجيل الحمل في هذه الفترة فيكون أفضل.

الحمل وسن المرأة

* وهل يختلف الوضع نسبة إلى عمر المرأة الحامل؟

- طبعاً تبين حتى اليوم ان العمر يلعب دوراً أساسياً بما يتعلق بمشاكل "كورونا"، وبالتالي كلما تقدمّت المرأة في السن تزداد عوامل الخطورة لديها، وهنا يجب الاشارة الى أمر مهم فالسيدة التي تبلغ 39 او 40 سنة وتود ان تصبح أماً وليس لديها الوقت الكافي لا تقدر ان تؤجل الحمل وبدورنا لا نطلب منها ذلك، انما المرأة الأصغر سناً تقدر ان تؤجل الحمل في هذه الفترة وبهذه الحالة يمكن ان ننصحها بتأجيل الحمل لحين انتهاء وباء "كورونا" لأن ذلك أفضل.

* وهل ممكن ان تواجه المرأة المصابة بالفيروس مشكلة صحية بعد الولادة؟

- نعم، اذ نشرت دراسة أميركية منذ حوالى أسبوعين او ثلاثة أسابيع انه كانت هناك سيدات حوامل لم تظهر لديهن أعراض ولكن بعد الولادة بأيام ظهرت لديهن أعراض شديدة ما استدعى ادخالهن الى العناية الفائقة، وبالتالي نعم يمكن ان تحدث مشكلة لدى المرأة  الحامل المصابة بفيروس "كورونا" بعد الولادة.