تفاصيل الخبر

الـجـيـــــش اللـبـنـانــــــي وحـيــــــداً عـلــــى الحـــــدود فــي مـواجـهـــــة إرهــــــاب الـجــــــرود!  

11/08/2016
الـجـيـــــش اللـبـنـانــــــي وحـيــــــداً عـلــــى الحـــــدود  فــي مـواجـهـــــة إرهــــــاب الـجــــــرود!   

الـجـيـــــش اللـبـنـانــــــي وحـيــــــداً عـلــــى الحـــــدود فــي مـواجـهـــــة إرهــــــاب الـجــــــرود!  

 

بقلم علي الحسيني

الجيش-داخل-عرسال-----6  

مرة جديدة يكون الحدث في عرسال، ومرة جديدة يكون الجيش اللبناني هو العنوان الابرز للاحداث التي تحصل هناك، وذلك من خلال كمين او تفجير، أو من خلال عملية مداهمة يقوم بها لاوكار الارهابيين الذين ينبعون من كل حدب وصوب ويستغلون الجرود وطبيعتها للاختباء داخل المغاور وفي الكهوف. لكن اصحاب البزات المرقطة، يبقون العين الساهرة على امن الوطن وحدوده، ولا هم أن سقط منهم شهداء أو جرحى، كما ان الهدف هو اقتلاع شوكة الارهاب من خاصرة الوطن.

عرسال الى الواجهة ولائحة اغتيالات

 

عادت بلدة عرسال البقاعية إلى واجهة الاحداث بعد المعلومات عن لائحة اغتيالات تبلغها عدد من وجهاء عرسال غير المقرّبين من رئيس البلدية السابق علي الحجيري المعروف بـأبي عجينة مع العلم ان لائحة الاغتيالات هذه ليست بجديدة وتعود لأكثر من شهر، لكن الجديد هو أن رئيس البلدية باسل الحجيري تلقى اتصالاً منذ فترة فيه تهديد علني بقتله وذلك اثر اعلان البلدية نيتها باتخاذ بعض الاجراءات في البلدة ًمنها حظر تجول السوريين ليلاً حماية لسلامتهم وسلامة البلدة.

باسل الحجيري الذي أكد لـ<الافكار> تلقيه الاتصال، لم يكشف عن الجهة التي تقف خلف التهديد، ولم يتهم اي تنظيم، لكنه استنكر في الوقت عينه تعرض المختار محمد عالولي لمحاولة اغتيال على الرغم من انه شخص محبوب في عرسال، وحاز  اكبر نسبة اصوات خلال الانتخابات الاخيرة التي جرت في 8 أيار/ مايو الفائت.

ويبدو أن التدابير التي اتخذتها بلدية عرسال ومناشدة فعالياتها تدخل الجيش اللبناني، يشي بوجود رابط ما بين التهديدات بالاغتيال وتلك الاجراءات خصوصاً وان الجماعات الارهابية المسلحة التي استباحت البلدة منذ مطلع آب/ أغسطس عام 2014 فقدت مناطق نفوذها في الجرود وباتت شبه محاصرة، ما يعني وفق مصدر امني، انها تبحث عن بديل آمن ولم تجد افضل من عرسال التي لطالما ناصرت الثورة السورية ولكن ليس الارهابيين. وفي ما خص لائحة الاغتيالات، تشير مصادر عرسالية الى وجود لائحة اغتيالات فعلية في عرسال وان <داعش> والنصرة سيباشران بتنفيذها، وهي تضم الى الحجيري عدداً من المخاتير والشخصيات التي دأبت في الفترة الاخيرة على اصدار بيانات تناشد الجيش التدخل لوضع حد لتجاوزات المسلحين في البلدة .

  

مداهمات وصيد ثمين

 

من الطبيعي القول، جرود بلدة عرسال البقاعية المتاخمة لجرود القلمون السورية، ما زالت حتى اليوم أرض نزاع ملتهبة بين الجيش اللبناني وبين الجماعات الارهابية مثل تنظيمي <داعش> والنصرة وهو الامر الذي يتحول بين الحين والاخر الى اشتباك مدفعي يتمكن خلاله الجيش في غالب الاحيان من قتل عناصر للتنظيمين وجرح افراد منهما بالاضافة الى اسر بعضهم في احيان متفاوتة، وهو ما حصل يوم الاسبوع الماضي حيث قامت وحدات من الجيش عصر يوم الخميس ما قبل الماضي بعملية نوعية في عرسال، بعد توقيف عدد من الارهابيين وذلك بعد اشتباكات اندلعت بين الوحدات الخاصة من الجيش وعناصر تنظيم <داعش> في محلة وادي عطا في عرسال. وقد استطاع الجيش توقيف أخطر الارهابيين  طارق الفليطي وسامح البريدي المعروف بـسامح السلطان، وهو يُعتبر من اكبر الرؤوس التي كانت من اهداف الجيش وهو المدبر الرئيسي لمعظم داعش-ولعنة-الحصار-في-الجرود------3احداث عرسال من تفجيرات واغتيالات ومحاربة الجيش وعمليات خطف والمسؤول عن السيارات المفخخة التي كانت تدخل لبنان.

وفي وقت لاحق توفي البريدي متأثراً بجروحه وتم نقل الموقوف طارق محمد الفليطي من أحد مستشفيات البقاع الى مستشفى في بيروت. واعتبرت مصادر في الجيش ان المرحلة ما بعد سامح البريدي ليست كما قبلها فالرؤوس الكبرى أصبحت في قبضة الجيش. وهنا تكشف معلومات لـ<الافكار>، ان هناك عدداً من الارهابيين وقعوا في قبضة الجيش اثناء المداهمات بينهم مسؤولون امنيون كبار في <داعش> ومتورطون بتفخيخ سيارات وادخالها للبنان واغتيال الرائد بيار بشعلاني والرقيب خالد زهرمان وقتال الجيش. وأشارت المعلومات الى ان البريدي الذي توفي بعد اصابته بطلق ناري في الرأس اثر مهاجمة وحدات من الجيش مركزاً لـ<داعش> في وادي عطا - محيط عرسال، متهم باعتقال عناصر قوى الامن المخطوفين وتسليمهم لـ<داعش> وتفخيخ سيارات، أما الفليطي فهو من أعطى الأمر بإعدام علي البزال وهو المسؤول عن التصفيات.

خطة الجيش المقبلة

المطلعون على الاوضاع في عرسال وجرودها وطبيعتها المتداخلة بين الاراضي اللبنانية والسورية، يدركون جيدا التعقيدات التي تحول دون منع الارهابيين من التسلل الى داخل الاراضي اللبنانية خصوصاً في ظل وجود بعض الاشخاص الذين يتعاملون معهم ويؤمنون لهم غطاء كاملاً من مأوى ومأكل ومدهم بالأموال عن طريق التشبيح والأتاوات وطرق اخرى غير شرعية، بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من النازحين السوريين لهم داخل المخيمات وهؤلاء يعدون بيئة حاضنة للإرهاب، وكثيراً ما تُنتج مداهمات مخابرات الجيش لهم، عن مصادرة اسلحة مختلفة وتوقيف متعاملين معهم وفي غالب الاحيان يكون هؤلاء من اهل عرسال على غرار الفليطي والبريدي، لكن هذا الامر لا يمنع القول إن عرسال وأهلها يؤكدون على الدوام بأنهم داعمون للجيش وللمواقف التي يتخذها للحد من انتشار الارهاب في البلدة وعند الحدود، وفي الكثير من الاحيان يُقيم شبان وشابات من البلدة حواجز محبة على طريق عرسال، يُعبرون من خلالها عن تضامنهم ومحبتهم لجيش وطنهم وذلك من خلال توزيعهم الحلويات على المارة.

وفي السياق نفسه، تؤكد المعلومات ان الجيش بدأ فعلاً بوضع خطط عسكرية لمنع تسلل المسلحين الى عرسال وباستحداث مواقع جديدة بعضها غير منظور هدفها تطبيق كمائن ضد العناصر المتسللة. كما وضع الجيش في نطاق عمله العسكري، مجموعة اسلحة جديدة منها مدفعيات تعمل تحت الاشعة الحمراء بالاضافة الى استلامه اعتدة لوجستية مثل رادارات ومناظير ليلية وقام بزرع الغام في عدد من المعابر التي يمكن ان يدخل منها الارهابيون الى داخل الحدود اللبنانية.

اتهامات في لائحة الاغتيالات

 

البعض في عرسال يعتبر ان لائحة التصفيات تطال كل من تجرأ على الوقوف بوجه ابوعجينة اي رئيس البلدية السابق وكذلك شقيق ابو طاقية وسائر الذين تجرأوا على زيارة قائد الجيش والاعلان صراحة ان عرسال ترحب بالنازحين وترفض الإرهابيين. كما ويعتبر هذا البعض ان اللائحة هي معاقبة عرسال على اقتراعها للاعتدال في البلدية ومعاقبتها انتخابياً لمن صادروا قرارها وأوصلوها إلى الاختناق الذي تعاني منه. والبعض الاخر يؤكد ان ما يحصل عند حدود عرسال هو نتيجة طبيعية للارهاب الذي خسر ما يُقارب الخمسين في المئة من الأراضي التي احتلها في العراق، وضاقت عليه ساحته السورية الخلفية المتصلة بجرود عرسال من جرود القلمون إلى الرحيبة إثر سقوط القريتين ومهين وتدمر بيد الجيش السوري وحزب الله، وبعد فشل الهجمات الانتحارية في القاع في تحقيق اهدافها، ومع عدم القدرة على التحكّم بالقرى الشيعية المحيطة، وبذلك لم يبق سوى عرسال المحتلة والتي ما زال في جرودها جنود غائبون عن حضن الوطن واحضان عائلاتهم.

حاجز-محبة-في-عرسال-------4 

الحجيري لـ<الافكار>: نريد الأمن والإنماء

 

يقول رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري ان عرسال تريد من الجيش اللبناني الإمساك بأمن البلدة لما فيه مصلحة العراسلة وعموم السوريين الذين يريدون عرسال آمنة للجميع، وليختر الجيش الطريقة التي تناسبه، فالمهم بالنسبة لنا سيادته ومؤسسات الدولة على عرسال. ويؤكد الحجيري المعلومات عن وجود أشخاص مستهدفين في عرسال فيشدد على اننا سمعنا بلائحة جديدة غير القديمة، لكننا نريد من الدولة أن تحمي عرسال وأبناءها والنازحين الحريصين على البلدة فيها كما أهلها. وإلى الأمن تريد عرسال التفاتة أنمائية فليأتوا بمؤسسات الدولة إلى عرسال وليتعاملوا معها كما كل البلدات اللبنانية الأخرى، ليعوضوا على مزارعيها وأصحاب المقالع والمناشر وقطاع النقل كما كل القطاعات المتضررة، لتعود عجلة الاقتصاد بالفائدة على أهلها وضيوفهم.

وأوضح الحجيري ان الاجراءات الجديدة التي اتّخذتها البلدية منذ 25 تموز/ يوليو الفائت بخصوص النازحين السوريين كمنع التجوّل بعد العاشرة مساءً، تلاقي تجاوباً من النازحين، ونحن مستمرون في تطبيقها، كما ان عدد النازحين السوريين في عرسال يبلغ نحو 100 الف، ومؤكداً ان الوضع مضبوط ولا خوف من اي عمليات جديدة، ولا اعتراض من النازحين على الاجراءات التي نُنفّذها.

الحل بانتشار الجيش

وفي السياق نفسه تعتبر  مصادر امنية أن دخول الجيش وتموضعه داخل عرسال وإمساكه بالأمن فيها هو الحل الأول ولكنه يحتاج إلى قرار سياسي واضح وصادر عن مجلس الوزراء، وهو ما ليس متوافراً على ما يبدو حتى الآن برغم الذيول الكارثية على عرسال والمنطقة نتيجة عدم اتخاذه سابقاً. كما وانه مطلوب من الجيش تشديد الخناق على المسلحين في الجرود عبر إعادة النظر بوضع مخيمات النازحين الواقعة خارج سيطرة الجيش. أما في ما خص وضع المخيمات، ترى المصادر انه إما أن تنقل المخيمات في الجرود إلى ما قبل حواجز الجيش وبالتالي تتوقف الإمدادات التي تصل الجرود تحت شعار عدم تجويع النازحين وأطفالهم، مما يؤدي إلى وصولها للنازحين، وإما توسيع منطقة سيطرة الجيش إلى ما بعد مخيمات النازحين بعد حاجز وادي حميد وبالتالي اقتلاع ذريعة الامدادات من ناحية وضبط الوضع الأمني من ناحية ثانية.

 

إما الاستسلام وإما الموت

بشعلاني-وزهرمان

الطريق إلى الرقة لن تكون عبر عرسال. هكذا يقول الواقع على الأرض، فلا مناص لألف عنصر من <داعش> و<النصرة> محاصرين في الجرود إلا الاستسلام أو خلع الثياب العسكرية والانضمام إلى مخيمات النازحين كما فعل المئات من بينهم. ومع فرار مسلحين من الجرود، وانضمام آخرين إلى مخيمات النزوح ونجاح البعض في الخروج من عرسال والعودة تهريباً إلى سوريا، بالإضافة الى مقتل كثر في معاركهم مع الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله في الجرود المحاصرة بالكماشة الثلاثية، والمعلومات بالنسبة الى اعداد الإرهابيين في الجرود، تشير الى انه لم يبق في الجرود أكثر من الف عنصر <داعشي> ومن النصرة، وان مصير هؤلاء جميعهم الموت في الجرود في حال لم يستسلموا، وما العمليات التي يقومون بها بين الحين والاخر داخل الاراضي اللبنانية، سوى تعبير عن الازمة التي يعيشونها في ظل الحصار الخانق الذي يُمارسه الجيش وحزب الله عليهم في الجرود.

مقابل التأفف.. إرهابيون وأسلحة ومطلوبون

الدخول الى بلدة عرسال وغيرها من قرى الحدود يقودك تلقائياً الى مخيمات النزوح المخصصة للنازحين واللاجئين السوريين وهي الامكنة التي يكثر حولها الجدل بين من يرى فيها دعامة فعلية للارهاب بأشكاله والوانه المتعددة وصولاً الى حد اتهام العديد من شبان هذه المخيمات بالانتماء الى <جبهة النصرة> و<داعش> و<الجيش الحر> ووقوفهم خلف العمليات التي تستهدف الجيش اللبناني في بعض النقاط التي ينتشر عليها، وبين من يعتبرها آخر حصن يمكن ان يلجأ اليه المدنيون السوريون الهاربون من ريف دمشق الذي تحوّل الى كتلة نار مشتعلة يتم تقاذفها بين الجهات المتقاتلة.

والتأفف الدائم الذي يبديه سكان المخيمات في عرسال من عمليات الدهم المستمرة على يد القوى الامنية اللبنانية يزيد من شعورهم بالإهانة. هذا على حد وصف بعض المسؤولين عن المخيم. لكن من جهة اخرى تؤكد مصادر امنية ان عمليات الدهم تسفر في غالبيتها عن كشف اعتدة عسكرية ومناظير ليلية وايضاً عن مطلوبين للقضاء اللبناني لهم علاقات بإعتداءات على عناصر للجيش وعلى نقاط عسكرية، ومن بين هؤلاء سوريون وفلسطينيون ولبنانيون وهناك ايضاً عناصر مسلحة من الجرود تتسلل بين الحين والاخر الى داخل هذه المخيمات اما بهدف ايصال بعض الاسلحة واما بهدف زيارة عائلاتهم او اشخاص لهم ارتباط بهم. ويكشف مصدر امني آخر انه في احدى عمليات الدهم التي حصلت منذ فترة عثر على كمية من الاسلحة داخل خيمة تعود لسيدة عجوز في الثمانين من عمرها ولدى استجوابها داخل الخيمة انكرت معرفتها بها وبالجهة التي وضعتها داخل خيمتها، وهذا يؤكد ان هناك محاولات مستمرة للتمدد الى داخل خيم النازحين علماً ان هذا الامر ينعكس في الغالب بشكل سلبي على جميع النازحين وليس على جهة او شخص محدد.

 

والجيش يمسك

بمفاصل السلسلة

 

ومن خلال الوقائع الميدانية، يُمكن الجزم بأن الجيش اللبناني اصبح يُمسك بشكل كبير بكافة المفاصل عند السلسلة الشرقية وهو في حالة جهوزية دائمة وقادر على التصدي لأية مغامرة للإرهابيين الذين لن يترددوا بدورهم عن تكرار محاولاتهم للدخول الى مناطق في الداخل سواء عرسال او غيرها من اجل توفير منطقة امنة لهم. ورغم القدرة المحدودة التي يتمتع بها الجيش اللبناني والتي لا تمكنه في الكثير من الاحيان من تغطية كامل المساحة التي يُقاتل عليها، إلا ان مواقعه المتقدمة في الجرود لا تمنعه من أن يكون مالكاً لزمام المبادرة بالكامل في كل تلك المناطق خصوصاً في ظل المعلومات الواردة حول تعجيل تسليح المؤسسات العسكرية بالسلاح والأعتدة والذخائر التي يفتقر إليها الجيش تحديداً، وذلك على الرغم من غياب مبادرات تسليح الجيش.

 

من أين أتى اسم <عرسال>؟

هي بلدة معزولة نسبياً إذ تبعد عن بعلبك مركز القضاء حوالي 38 كيلومتراً وعن مركز محافظة البقاع، زحلة، 75 كيلومتراً. كما تبعد عن بيروت 122 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 1400 الى 2000 م ومساحتها 316،94 كيلومتراً مربعاً. وتقع عرسال على سلسلة جبال لبنان الشرقية حيث تشترك مع سوريا بخطّ حدودي طوله50 كم. يغلب التصحر ويسيطر الجفاف عليها، وتختصر ألوانها السائدة فقط بلونين: الترابي المائل إلى البياض والبني الذي يحمله الغلاف الخارجي للصخور.

اسم <عرسال> مؤلف من كلمتين آراميتين هما: <عرس> (أي عرش) و<إل> و(تعني الرب> فتصبح بالعربية (عرش الله) وذلك لموقعها المرتفع نسبياً. ويصل عدد سكانها إلى 45,000 نسمة غالبيتهم من المسلمين السنة ومعروف عنها صناعة السجاد المحلي ومصانع ومقالع الحجر، كما تنقسم عرسال إلى أحياء، ويخص كل حي عائلة من عائلاتها الكبرى. ويبلغ عدد العائلات حوالى أربعين وأبرزها: حجيري، فليطي، كرنبي، بريدي، رايد، أطرش، عودة، زعرور وأمون.

يتهيأون-للمعركة-في-الجرود-----1

عرسال والثورة السورية

وقفت بلدة عرسال إلى جانب الثوار السوريين وقدمت لهم المأوى والمساعدة والدعم. وأصبحت محطة لجوء للسوريين الذين تدفق معظمهم من منطقة القلمون على وقع شدة المعارك بعد تهجيرهم الأول من بلداتهم في حمص. وفي نهاية عام 2011، قدم المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار يحفوري وثيقة إلى مجلس الأمن تضمنت اتهام لبنان بالسماح بتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا، وتحدثت الوثيقة عن انتشار لمقاتلي القاعدة في بلدة عرسال. وبعد شهر من هذا الاتهام فاجأ وزير الدفاع اللبناني فايز غصن الأوساط السياسية والإعلامية بتصريح أشار فيه إلى وجود للقاعدة في عرسال ونفى ذلك في حينه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الداخلية مروان شربل. ونتيجة لموقف البلدة المؤيد للثورة السورية، تكرر قصف قوات النظام السوري لها بالصواريخ، الأمر الذي أدى أكثر من مرة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

وحيداً وواحداً موحداً

على الرغم التناتش السياسي في البلد ومعارك توزيع الحصص التي يخوضها السياسيون فيه، فهناك جيش يخوض حروب من نوع آخر، حروب تتكلل بالشرف والتضحية والوفاء والإباء، حروب لا تعرف المهادنة ولا المسايرة، أبطالها يُشبهون بلونهم تراب الوطن وبأشكالهم أشجار الأرز. جباه مرفوعة لا تُقسم فراغاً ولا تمُّلقاً، إنما تُقسم على افتداء وطنها بالنفس مهما عظمت او كبرت التضحيات، ولذلك تراهم لا يعودون إلا وهم يرفعون أقواس النصر، وإما شُهداء او جرحى. ومما لا شك فيه أن مقتل البريدي وتوقيف الفليطي سينعكسان سلباً على حركة المسلحين في البلدة، لكونهم خسروا على مدى الأيام الماضية الحرية في الحركة، وفي التواصل، أمام الضربات المتتالية، سواء داخل البلدة أو في الجرود. وهذا اول الغيث بالنسبة الى ضرب الارهاب في عرسال وجرودها على يد الجيش.