تفاصيل الخبر

الجسم الفني منقسم بين التزام الحجر أو استكمال التصوير...

16/04/2020
الجسم الفني منقسم بين التزام الحجر أو استكمال التصوير...

الجسم الفني منقسم بين التزام الحجر أو استكمال التصوير...

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_76965" align="alignleft" width="413"] تيم حسن... الهيبة 4[/caption]

 

نقيب الفنانين المحترفين جهاد الأطرش: البيان الذي أصدرناه بوقف التصوير لا يحمل صفة الالزام لاننا نقابة... وشخصيا لو كنت في أي دور تمثيلي لكنت انكفأت!

 

"الهيبة 4"، "2020" ،"النحات" ،"الساحر"، "أسود فاتح"، "دانتيل"، "اولاد آدم"، "من الآخر" "عشيق امي"، "رصيف الغرباء"،"دفعة بيروت"، كلها اسماء لمسلسلات كانت مرشحة ان تكون فاكهة شاشتنا اللذيذة على المائدة الرمضانية او بعدها، الى ان تفاجأنا جميعا بمسلسل واحد يتنقّل من بلد الى آخر تحت عنوان " كوفيد 19"، فأطاح بها الى حين، متوجا نفسه بطلا وحيدا على الساحة وعلى الشاشة.

فهل سيغيّر الخارطة الرمضانية كلها؟ ماذا عن مواقف الفنانين وشركات الانتاج؟ الى اي مدى اثّر قرار التعبئة الحكومي في لبنان على وقف عجلة التصوير؟ وهل سيتم "خرقه" بالتعاون مع الجهات المعنية في اطار استثناءات ستكون الرقابة عليها مشددة؟ ما موقف نقيب الفنانين المحترفين من الأمر؟ هل ستكون الهمسة واللمسة والحضن الدافئ والمشاهد الخارجية  مسموحة مع "الكورونا" القهار، وهل بعد ما يمكن استلحاقه؟

لم ترخ ازمة "كورونا" بظلالها على الانتاج التلفزيوني والسينمائي فحسب، بل طاولت الاعمال في كل مكان، وشكلت حاجز الصدم في وجه الفترة الذهبية من كل سنة، شهر رمضان المبارك حيث يكون السباق على اشده، اذ يبدأ التحضير للموسم اللاحق مذ اسدال الستارة على تصوير العمل الرمضاني السابق او على اجزاء جديدة من مسلسلات دخل المشاهدون اجواءها ويتحيّنون من عام الى آخر اللقاء بأبطالها من جديد، فمَن من المشاهدات والمشاهدين لا ينتظر تيم حسن لابسا ثوب "الهيبة" للمرة الرابعة؟ (يقال ان العمل قد يخرج من السباق الرمضاني لاسباب عدة أولها وجود النجمتين منى واصف وروزينا لاذقاني في دمشق وعدم إمكان عودتهما إلى بيروت حالياً في ظل اغلاق الحدود)، او ايضا من لا ينتظر نادين نجيم وقصي خولي في عمل يحمل اسم" 2020"؟ وهو الرقم الذي تحمله هذه السنة "المنحوسة" التي تجتمع الايادي للصلاة على انتهائها على خير، او ايضا مسلسل "من الاخر" الذي يجمع معتصم النهار وسينتيا صاموئيل وريتا حايك؟... الى وغيرها وغيرها من العناوين والاسماء؟

المنتجون مربكون وهم في حيرة من أمرهم مع قرار الحكومة بالتعبئة العامة، وهم مع  الممثلين وكل الطاقم الفني العامل لا حول لهم ولا قوة، والخسائر فادحة، فهم التزموا مع المحطات، وتكاليف اعمالهم بينها ما يتخطى النصف مليون دولار لإنتاجه، كذلك فان معيشة الممثلين والفنيين والتقنيين في خطر داهم، وحتى النجوم استشعروا خطر التأخير هذا.

[caption id="attachment_76966" align="alignleft" width="318"] سيرين عبد النور... دانتيل[/caption]

 سيرين وعابد...

وبين ما كتبته الاسبوع الماضي الفنانة سيرين عبد النور عبر حسابها على "تويتر" قائلة: "شو بيمنع نرجع عالتصوير طالما شركات الإنتاج اللبنانية نفذت كل الشروط الصحية لتحمينا وتحمي فريق العمل بإشراف فريق طبي متخصص.. وحجرت كل الفريق بفندق والكل أجرى فحص الكورونا.. لازم نرجع نصور مع اتباع أدق الشروط الصحية"، وما طالب به الفنان عابد فهد الذي يلعب بطولة "الساحر" مع ستيفاني صليبا بالتأهب والحذر مع عدو مخفي نحن في معركة حياة أو موت معه وبان قراره سيكون بوقف العمل طبعاً موضحا في برنامج نيشان "باننا لسنا في معادلة الربح والخسارة وهناك كوكب بأكمله مشلول ولا نستطيع أن نواجه هذا الفيروس"..

[caption id="attachment_76967" align="alignleft" width="277"] عابد فهد وستيفاني صليبا... الساحر[/caption]

تقع المسألة برمتها.

النقابات الفنية في لبنان اطلقت مع قرار التعبئة العامة الاول بيانا تدعو فيه الى ايقاف التصوير حفاظاً على سلامة العاملين في المشاريع الدرامية، وتوجهت به إلى المنتجين والفنانين بضرورة التوقف عن العمل وأخذ إجراءات احترازية لمنع تفشي "كورونا" بينهم.

لكن ومع تمديد التعبئة لاسبوعين جديدين بقرار حكومي ملزم حتى السادس والعشرين من الجاري، بدأت الامور تتخذ منحىً اكثر صعوبة، والفنانون الذين كانوا قد شاركوا بحملات التوعية ضد مخاطر الفيروس اللئيم داعين "جمهورهم الى التزام بيوتهم" ومشاركتهم صورهم في المطبخ وبالبيجاما، رفعوا الصوت اليوم علّ الحجر يُفكّ وأسر الاعمال يُطلق والخسائر على اختلاف مستوياتها يجري الحد منها... فهل تعود عجلة التصوير الى المسلسلات التي اوقفها "كورونا" قسرا؟ وهل يعاد النظر بقرار وزير الداخلية ليعود العاملون في هذا القطاع  الى ادوارهم ومواقعهم من جديد وسط اجرءات مشددة؟

[caption id="attachment_76968" align="alignleft" width="172"] ماغي بو غصن... اولاد آدم[/caption]

 ماغي: "لازم نكمل"..

الممثلة المحبوبة ماغي ابو غصن زوجة المنتج جمال سنان التي تلعب لهذا العام بطولة "أولاد آدم" من انتاج "ايغل فيلمز" مع دانييلا رحمة وماكسيم خليل ضمن دراما رومانسية بعيداً عن تلك الكوميدية التي شاهدناها فيها في سنوات ماضية، ويغني شارة مسلسلها  الفنان ملحم زين  تحت عنوان "ضعف نظر"، عبّرت عن املها بالعودة الى اسئناف التصوير بصراحة تامة شارحة: "شركات الإنتاج خفضت عدد فريق العمل وعملت فحوصات وحجرت الفريق بفندق كل فترة التصوير بإشراف فريق طبي للتعقيم ومتابعة الحرارة .. شو بيمنع إنو نرجع نصور متل ما صار بالإمارات ومصر؟ آلاف العائلات عم تعيش من ورا هالقطاع"..

 موقف ماغي لاقاه العديد من النجوم الذين توحدوا معلنين على صفحات الـ"سوشال ميديا" عن هاشتاغ #لازم_نكمل_تصوير متوجهين بكلامهم إلى وزير الداخلية محمد فهمي، وقرروا الخروج علناً للكشف عن أمنياتهم بالعودة وفق الشروط الصحية والاجراءات المتعلقة بالوقاية من "كورونا"، إسوة ببعض المشاريع العربية والخليجية التي تجهّزت لرمضان. هكذا، اجتمعت أصوات كل من باسم مغنية وستيفاني صليبا وعبده شاهين وكارمن لبس مع ماغي وسيرين، ولفتت مختلف التغريدات إلى ضرورة استئناف التصوير منعاً للخسائر المالية المترتبة على الممثلين وشركات الانتاج أيضاً.

احذروا!..

في المقابل، ارتفعت اصوات تمسك العصا من الوسط، فمنهم من دعا الى تقليص عدد الحلقات   او الى تنازل عدد من النجوم والكتاب عن نسبة معينة يقتطعونها من اجورهم لصالح بعض الفنيين والتقنيين في المجال حتى يبقوا على حجرهم فلا يعرّضون انفسهم او عائلاتهم لاي خطر، فيما فضل آخرون مواصلة الحجر وخسارة موسم او تأجيله انقاذا لارواحهم وعائلاتهم من اي "عدوى" متسللة... وقد سُمع ايضا أن مجموعة من شركات الانتاج والقنوات اللبنانية بدأت بالتفكير بإقتراح بناء استديوهات جديدة تضم أماكن للنوم أشبه بفنادق يبيت فيها الفريق التقني والممثلون خاصة وان الأزمة قد تتجاوز الشهر الرمضاني الكريم، لكن المشروع دونه صعوبات عدة.

وبعيدا عن مختلف هذه الاقتراحات، هل يمكن التوصل، ونحن على ابواب رمضان، الى الاستحصال على تسهيلات للتصوير ضمن الالتزام بشروط معينة قد يتم التوصل اليها بعد نقاشات بين الجسم الفني والمسؤولين عن تطبيق خطة التعبئة العامة في الحكومة اللبنانية؟ من ضمن آلية عمل تفرض مثلا خضوع العاملين في المسلسلات لفحوص "الكورونا"، ومن ثم الالتزام بالحجر لأسابيع ضمن أماكن محددة يتم فيها التصوير، مع التخفيف من عدد فريق التصوير، والاستغناء عن أكثرية المشاهد الخارجية او التي تتطلب ازدحاما وكومبارس؟

[caption id="attachment_76964" align="alignleft" width="364"] النقيب نعمة بدوي[/caption]

 النقيب والمسؤولية..

نقيب الفنانين المحترفين القدير جهاد الاطرش شرح لـ"الأفكار" ان البيان الموحد الذي اصدرته النقابة لا يكتسب صفة الالزام "لأننا نقابة ولسنا اوردر"، وهذا ايضا ما ذكره نقيب الممثلين زميلي نعمة بدوي، فنحن لا سلطة لنا لفرض امر واقع بالتصوير او عدمه بعكس مختلف النقابات في العالم العربي، ولقد اطلعنا على الأنظمة الداخلية في مصر وسوريا والاردن وتونس وغيرها ووجدنا انها جميعها مراسيم يمكن تطبيقها، الا ان العائق الوحيد امامنا لنكون "اوردر" ان ليس لجميعنا شهادات جامعية .. شوشو رحمه الله، ابو سليم، ومثل هؤلاء الاشخاص الذين ابدعوا لسنوات واكتسبوا خبرة هائلة في مجالهم جميعهم لا يحوزون شهادات جامعية.

كذلك لفتنا ونحن نطلع على نظام كل من النقابات الفنية في الدول العربية انه في مصر مثلا كان رئيس الجمهورية يقوم في كل مرة بإصدار مرسوم يمد من خلاله النقابة بالقوة والسلطة، ما يجعل لها دورا فاعلا مع الفنان والمنتج والاستوديو... في لبنان جل ما يمكننا فعله هو التمني على المنتجين والشركات بوقف التصوير، وهذا ما اصدرناه من ضمن بيان موحد، بعد ان وردتنا شكاوى كنقباء مجموعة اتصالات من فنانين وعمال اضاءة وديكور وتقنيين يخشون على أنفسهم وعلى عائلاتهم من العدوى، وكانت هذه الجائحة فرصة لنا لنوحد كلمتنا في مختلف النقابات الفنية.

ويضيف:

ليس القرار بهذه السهولة، والتمثيل مثلا لا يقتصر على الممثلين اللذين تريهما على الشاشة، اذ يقف خلفهما فريق كامل من العاملين قد يصل الى عشرين شخصا، وهذا ما دار في حديث لي مع معالي وزير الصحة حمد حسن حين وضعته في الصورة، هذا فضلا عن المشاهد التي تحتاج الى جموع وكومبارس او مشاهد ازدحام... ومن هذا المنطلق أصررت على عبارة انه مَن يريد استكمال التصوير فان المسؤولية تكون على عاتقه تماما.

ونسأل النقيب:

لو كنت شخصيا في احد الادوار التمثيلية في واحد او اكثر من الاعمال التي تصور لرمضان المبارك وترزح تحت ضغط الوقت والعقد، هل كنت تستكمل التصوير وبشروط معينة؟

ابدا يجيبنا النقيب، لما كنت صورت حتى انني وقبل اعلان التعبئة العامة حجرت على نفسي في المنزل منذ شهر ونصف الشهر، فالانسان  يسمع ويرى، وعليه مسؤولية الوعي تجاه نفسه وتجاه غيره. حتى انني أضيف على ذلك، انني اليوم (السبت 11 نيسان (ابريل) الجاري) نزلت الى النقابة لخمس دقائق ومن ثم انسحبت، شكرت فيها "تلفزيون الجديد" والسيدة كرمى خياط على مئتين وخمسين حصة غذائية تم توضيبها على افضل ما يكون وتم تسليمها الى النقابة، وذلك بعد نداء ومبادرة لاعانة الجسم الفني الذي قضّت مضجعه الظروف القاسية، فليس كل العاملين في المجال نجوماً، والبعض اجورهم متواضعة ويحتاج الى المساعدة، بشكل خاص مع توقف مختلف الاعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون وحتى في استدوديوهات الدوبلاج. وهنا المفارقة! ذلك ان مَن يعملون في الدوبلاج يعيشون في خطر اقل بكثير من الممثلين الآخرين، وهم لا يحتاجون في استوديو التسجيل سوى لعدد محدود من الاشخاص، ورغم ذلك جرى اقفال الاستدويوهات، كما انهم يتساءلون، وانا اتفهمهم، كيف يمكنهم ان يعطوا وان يقدموا على العمل الذي يتطلب دخولهم في الدور ويمدوه بالاحاسيس المطلوبة في حين ان بالهم مشغول في اماكن اخرى؟ والامر عينه اطرحه على نفسي: كيف يمكن لاي فنان او نجم ان يعطي من ذاته ومن احاسيسه اذا كان باله مشغولا بامر آخر؟

ويضيف النقيب:

اسمحوا لي مجددا بشكر "تلفزيون الجديد" والأيادي العظيمة والخيرة، اذ مذ اطلقنا على مواقع التواصل النداء تمت التلبية، كما ونشكر النائبة بولا يعقوبيان التي اعلنت وقوفها الى جانبنا  قائلة: "اضع امكاناتي تحت تصرفكم".

البيان الموحد الصادر عن النقابات الفنية اذاً غير ملزم، وكما النقيب جهاد الاطرش كذلك يترك  نقيب ممثلي الإذاعة والسينما والتلفزيون والمسرح نعمة بدوي الخيار للممثلين وشركات الإنتاج كي يختاروا الأنسب لهم، مشيرا بالنسبة الى الخسائر ان "هناك حالة كارثية عالمية، والخسائر ستطاول الجميع في كلّ القطاعات"، وبرأيه إن "أي تعهّد أو عقد يبطل مفعوله في حال حصول كوارث طبيعية أو حروب أو انتشار الأوبئة"، ما يعني أنّ عدم عرض الأعمال الدرامية في رمضان المقبل لا يعني خسارة العمل بشكل نهائي بل يمكن استئناف التصوير وجدولة العرض في توقيت آخر.