تفاصيل الخبر

الجراثيم لا تتكاثر مع تساقط الثلوج وخلال الطقس البارد!

01/02/2019
الجراثيم لا تتكاثر مع تساقط  الثلوج وخلال الطقس البارد!

الجراثيم لا تتكاثر مع تساقط الثلوج وخلال الطقس البارد!

 

بقلم وردية بطرس

يتمتع جسم الانسان بآليات حماية متعددة في محاولة لزيادة درجة حرارتنا الأساسية عند تعرضنا للبرودة حيث تأخذ العضلات في الارتجاف، والأسنان في الرعشة، وتبدأ أجسادنا في القشعريرة... وتجدر الاشارة الى ان غدة <الهايبوتلاموس> تعمل في الدماغ كمنظم لحرارة الجسم حيث تحفز للحفاظ على درجة حرارة الأعضاء الحيوية بالجسم معتدلة حتى يتمكن الجسم من ايجاد نوع من الدفء. وتكمن مهمة <الهايبوتلاموس> في الحفاظ على درجة الحرارة الأساسية بأي شكل من الأشكال وذلك بالتضحية القصوى اذا لزم الأمر، ولهذا نشعر بوخزات في الأنامل عند البرد القارس حيث يعمل الجسم على ابقاء الدم الدافىء في القلب ويمنع تدفقه الى الأطراف الخارجية لأنه في البرد القارس، وخصوصاً اذا كان الجلد مكشوفاً للبرودة، قد ينتهي المطاف بالدم الى الصقيع ومن ثم يقل تدفقه ويؤدي ذلك بدوره الى تجميد الأنسجة وتمزقها. وعندما يتعرض الجسم للبرد الشديد يستخدم آليات معينة ومذهلة للحفاظ على دفئه، ومن الضروري دراسة كيفية تفاعل الجسم في الطقس البارد لاتخاذ التدابير اللازمة، اذ ان جسم الانسان يحاول دائماً الحفاظ على درجة حرارة ثابتة بحدود 37 درجة، ولكن عندما تنخفض درجة حرارة البيئة المحيطة، تشرع المستقبلات الحسية في الجلد في ارسال اشارات الى منطقة الدماغ، ومن ثم تتقلص الأوعية الدموية في اليدين والساقين. وبناء على ذلك عندما ينخفض تدفق الدم، تنخفض الحرارة، وتعتبر الأطراف الأكثر عرضة للخطر عند البقاء في البرد لفترة طويلة والتعرض لدرجة حرارة منخفضة، كما ان تقلص الأوعية الدموية يؤدي الى تركز السوائل في الجسم، وبالتالي الرغبة في التخلص من السوائل. وفي ظل درجات حرارة منخفضة يحاول الدماغ والجهاز العصبي مواجهة ذلك من خلال ردود فعل طبيعية، ونتيجة لانخفاض درجات الحرارة يصبح الجسم عاجزاً عن تنفيذ بعض المهام بالطريقة المعتادة حيث يفقد المرء القدرة على القيام بالمهارات الحركية الدقيقة نتيجة الشعور بالبرد.

والجميع يدرك ان لتساقط الثلوج فوائد عديدة للانسان والبيئة والأرض ككل، اذ ان الثلوج تقضي على العديد من الميكروبات والجراثيم والفيروسات المنتشرة في الأجواء، كما تقوم الثلوج بتعقيم التربة والبيئة. ذلك ان الفيروسات والميكروبات لا تتكاثر في البلدان الأوروبية التي تشهد تساقطاً للثلوج لفترات طويلة على مدار السنة بينما نرى انها تتكاثر في البلدان الحارة او المعتدلة، وبالتالي هناك ارتباط وثيق بين الطقس البارد وعدم انتشار الجراثيم.

وفيما يرى الأطباء ان الطقس البارد قد يسبب بعض الأمراض التي يمكن معالجتها، فان الطقس القارس وتدني درجات الحرارة بشكل ملحوظ قد يؤديان الى حالات متقدمة من الأمراض وأحياناً الى الموت، فاذا ما تعرّض جسم الانسان لحرارة متدنية كثيراً ولفترات طويلة، يمكن عندئذ ان تنخفض درجة الحرارة في جسمه بنسبة مقلقة فيعاني من انخفاض واضح في حرارة الجسم التي اذا ما وصلت لأقل من 35 درجة مئوية تسبب خطراً على الصحة، فشرايين القلب حساسة واي تدن في الحرارة قد يؤدي الى قصور في عمل القلب. والحالة الثانية التي يمكن ان تصيب الانسان الذي يتعرض للسعات البرد القارس أن تنغلق الشرايين نهائياً خصوصاً في المناطق المغذاة بنسبة دم عالية مقارنة بمساحتها الصغيرة. وبعض الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم بأن يشعروا بالبرد وان يمرضوا بعد ذلك، فالمرضى الذين يعانون شتى أنواع الالتهابات والأمراض هم الأكثر عرضة ان تتدهور حالتهم الصحية خلال الطقس البارد جداً، كما ان الذين يعانون قصوراً في عمل الغدد وخصوصاً الغدة الدرقية يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم، كذلك فان الأطفال والمتقدمين في السن هم أكثر فئة تتأثر بتغيرات الطقس، فالأطفال يلتقطون عدوى الزكام والرشح التي يمكن ان تتأزم، والمتقدمون في السن قد يعانون أمراض القلب والشرايين والدماغ.

 

الدكتور جورج خليل والالتهابات الجلدية

 

فما هي فوائد تساقط الثلوج على صحة الانسان؟ ولماذا تقلّ الاصابة بالتهاب المصران خلال الطقس البارد ومع تساقط الثلوج؟ وكيف يحمي الانسان نفسه من الطقس البارد؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في الأمراض الداخلية والالتهابات الجرثومية الدكتور جورج خليل ونسأله:

ــ خلال البرد الشديد وتساقط الثلوج تقل الاصابة بالالتهابات الجلدية فما السبب؟

- بالفعل تقلّ الاصابة بالالتهابات الجلدية خلال الطقس البارد وتساقط الثلوج، لأن الجراثيم تتكاثر على جلد الانسان عندما يكون الطقس حاراً، بينما لا تتكاثر الجراثيم على الجلد أثناء الشتاء والبرد القارس، فالجراثيم تتكاثر في الحرارة والدفء، ذلك ان ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وزيادة معدلات نسبة الرطوبة يؤديان لانتشار الميكروبات وتسهيل انتقالها بين الناس خصوصاً في الأماكن المغلقة، وبالتالي كلما كان الطقس بارداً كلما قلّت الجراثيم وقلّ تكاثرها بعكس ما يحدث أثناء الطقس الحار اذ تتكاثر الجراثيم ويسهل انتقالها بين الناس. وهنا لا بد من التنويه انه بالرغم من فوائد الثلوج على صحة الانسان والبيئة، لكن من الضروري ان نذكّر بأن الرئة تصبح عرضة للاصابة بالأمراض خلال البرد القارس والعواصف الثلجية، اذ نرى مشاكل الرئة أكثر خلال الطقس البارد، والسبب ان الجهاز التنفسي يتأثر بالطقس البارد، الا انه يمكن حماية الرئة اذا أخذ الانسان اللقاح اذا كانت هناك حاجة وضرورة لذلك لتفادي الاصابة بمشاكل في الرئة.

ــ وهل صحيح ان تعرض الانسان للاصابة بالكريب تقلّ مع تساقط الثلوج؟

- هذا الأمر غير مثبت كلياً عما اذا تقل الاصابة بالكريب مع تساقط الثلوج ام لا، اذ ان العدوى ستنتقل بين الناس لا محالة لاسيما اذا كانوا موجودين في أماكن مغلقة سواء في البيت او المطاعم او مكان العمل او المقاهي او المراكز التجارية وغيرها... ويجب ان يعلم الناس انه عندما يكونون في مكان مغلق فان العدوى ستنتقل بينهم سواء اذا تساقطت الثلوج ام لا، ومن هنا لا يمكن ان نؤكد بأن الاصابة بالكريب تقل مع تساقط الثلوج.

قضاء الثلوج على الجراثيم والبكتيريا

ــ من فوائد الثلوج انها تقضي على البكتيريا والجراثيم...

- هذا صحيح إذ ان لتساقط الثلوج فوائد عديدة على البيئة ككل، اذ مع تساقط الثلوج واشتداد البرد يتم القضاء على الجراثيم والبكتيريا الموجودة في البيئة والهواء، فعندما تتساقط الثلوج يتم القضاء على الجراثيم التي تظهر في الطبيعة، اذاً هناك فوائد عديدة لتساقط الثلوج بما يتعلق بالطبيعة والبيئة، اما بالنسبة للانسان فيستفيد من تساقط الثلوج بأنها تؤدي الى منع تكاثر الجراثيم فتقلّ الاصابة بالتهاب المصران وهو مرض مزمن في الجهاز الهضمي يتميز بوجود التهاب في القولون، وهو واحد من أمراض الالتهابات التي تؤثر على الأنسجة التي توصل الجهاز الهضمي، ويصنف كواحد من أمراض التهاب الأمعاء، ويمكن ان ينتشر الالتهاب من الفم الى المصران دون التوقف في نقطة محددة، لكنه غالباً ما يُصيب القسم السفلي من المصران، ويمكن ان يسبب هذا الأمر: التهاب الأمعاء، انتشار تقرحات في الامعاء او انسداد الأمعاء...

ويتابع:

- ان علامات وعوارض التهاب القولون العامة تشمل تشنجات في المعدة والأمعاء والقولون، ألماً مزمناً في البطن، وفقداناً سريعاً للوزن، وأوجاعاً وآلاماً في المفاصل، وفقداناً للشهية، ووهناً وتعباً، والحمى، ومن العوارض الأخرى الامساك او الاسهال، وبالتالي تقل نسبة الاصابة بالتهاب المصران لأن الجرثومة لا تقدر ان تتكاثر في جسم الانسان مع اشتداد البرد، كما ان الاصابة بالتهاب المصران أثناء البرد والثلوج هي أقل بكثير منها عندما يكون الطقس حاراً حيث تزداد حالات الاصابة بالتهاب المصران.

ــ ولماذا تنمو الجراثيم والبكتيريا وتتكاثر في البلدان ذات الطقس الحار أكثر من البلدان ذات الطقس القارس؟

- من المعروف ان الجراثيم والبكتيريا لا تنمو وتتكاثر في البلدان ذات الطقس البارد، فالثلوج التي تنهمر في بلدان باردة مثل الدول الأوروبية وتحديداً الدول الاسكندنافية تمنع الجراثيم من ان تتكاثر فيها كما في البلدان ذات الطقس المعتدل او الحار، لأن الجراثيم تتكاثر في الأماكن الدافئة والحارة، ولهذا نرى الجراثيم تتكاثر في البلدان ذات الطقس الحار وبالتالي يصبح الانسان فيها عرضة لالتقاط البكتيريا والأمراض المتعلقة بالجراثيم، أما في البلدان ذات الطقس البارد فلا يعاني الناس من مشاكل لها علاقة بالبكتيريا والجراثيم، اذاً الجراثيم تتكاثر في الأماكن الحارة. ولكن تجدر الاشارة الى انه عندما يصبح الطقس بارداً جداً وتصاحبه الثلوج فذلك من شأنه ان يعرّض الأطفال للوفاة خصوصاً اذا لم يتوافر لهم الدفء والمكان الدافىء وما شابه... فالطفل عندما يشعر بالبرد القارس تتوقف الدورة الدموية لديه، وعندئذ يصبح عرضة للوفاة خصوصاً اذا تعرّض للبرد لوقت طويل، وبالتالي يجب عدم التساهل مع البرد القارس خصوصاً بالنسبة للأطفال والمسنين لأنهم الأكثر عرضة للوفاة، وبالتالي يجب ان يتوافر الدفء للأطفال والمسنين أثناء اشتداد البرد والعواصف الثلجية حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.

 

نصائح لحماية الجسم من البرد القارس

 

ــ وهل من نصائح لحماية الانسان نفسه من البرد القارس لاسيما ان العواصف الثلجية ضربت لبنان في الأسابيع الأخيرة وهو على موعد مع عاصفة ثلجية في الأيام المقبلة؟

- عندما يصبح الطقس بارداً جداً ومع اشتداد العواصف الثلجية لا بد للانسان ان يقي نفسه بشكل جيد من البرد القارس وذلك من خلال ارتداء الثياب الدافئة التي تقيه من البرد، وأيضاً من الضروري ان يرتدي الشخص القفازات الى ما هنالك، وان يشرب السوائل لأنها تحميه من البرد ايضاً وهي مفيدة للجسم خلال الطقس البارد. صحيح ان الطقس البارد والعواصف الثلجية تسبب الازعاج لدى العديد من الناس ولكن يجب ان يدركوا ان للثلوج فوائد عديدة على صحة الانسان والبيئة، واذا لم تتساقط الثلوج فستتكاثر الجراثيم، وعندها يصبح الانسان عرضة للاصابة بالتهاب المصران والالتهابات الجلدية، وبالتالي يجب التقيد بالنصائح والارشادات تفادياً للاصابة بمشاكل صحية.