تفاصيل الخبر

الجمـيــل يستعـيـــن بـ”نـــــازو“ مــن ”الـحـــرس القـديـــــم“ لإطلاق ورشة تنظيمية تعيد ”رفاق البشير“ الى الحزب!

22/06/2018
الجمـيــل يستعـيـــن بـ”نـــــازو“ مــن ”الـحـــرس القـديـــــم“  لإطلاق ورشة تنظيمية تعيد ”رفاق البشير“ الى الحزب!

الجمـيــل يستعـيـــن بـ”نـــــازو“ مــن ”الـحـــرس القـديـــــم“ لإطلاق ورشة تنظيمية تعيد ”رفاق البشير“ الى الحزب!

نزار نجاريان

ليس من السهل على حزب الكتائب اللبنانية ومناصريه أن يتقبلوا تراجع الكتلة الكتائبية من خمسة نواب في مجلس 2009 الممدد له حتى أيار/ مايو 2018، الى ثلاثة نواب في المجلس الجديد الذي بدأ ولايته في 21 أيار/ مايو 2018. والأصعب من كل ذلك هو تراجع حضور الكتائب نيابياً وحصره في المتن من خلال رئيس الحزب النائب سامي الجميل ورئيس اقليم المتن الكتائبي النائب الياس حنكش، وفي الاشرفية من خلال النائب نديم الجميل، بعدما كان امتداد الحزب نيابياً، يبدأ من بيروت الاولى مروراً بقضاء عاليه وصولاً الى زحلة ثم طرابلس. وباستثناء ما حققه النائب سامي الجميل في المتن من رقم عال في الاصوات جعله يتقدم على النواب الفائزين في المتن، فإن ما ناله النائب حنكش من اصوات كان اقل من المرشح سركيس سركيس بألفي صوت تقريباً، إلا أن اكتمال حصة لائحة <المتن القوي> جعل المرشح سركيس خاسراً والمرشح حنكش فائزاً... أما في دائرة بيروت الاولى فإن الفارق كان قليلاً بين النائب نديم الجميل الذي فاز، ومنافسه الأقوى مسعود الاشقر الذي لم يحالفه الحظ إذ لم يزد الفارق عن مئتي صوت تقريباً. وخارج إطار المتن وبيروت الاولى لم يفز أي من المرشحين الكتائبيين في الدوائر الانتخابية كلها.

هذا الواقع، طرح سلسلة اسئلة حول الاسباب التي ادت الى تراجع التمثيل الكتائبي في مجلس 2018، لاسيما مع تزايد الملاحظات التي صدرت من كتائبيين مخضرمين عن <ادارة غير مؤهلة> للمعركة الانتخابية، الى <خطأ في التحالفات>، الى ضعف الحضور الكتائبي في المناطق المسيحية وتقدم حضور القوات اللبنانية التي أدارت العملية الانتخابية بحرفية لافتة في الدوائر التي كان لها فيها من ترشح على اسم <القوات> أو تحالف معها ما حقق لها فوزاً بـ15 نائباً بين ملتزم وحليف. وثمة من رأى ايضاً أن الماكينة الانتخابية الكتائبية التي كانت في الماضي من أقوى الماكينات وأكثر دقة وحضوراً، أصيبت بالهوان ما جعل القاعدة الكتائبية تستنكف عن الاندفاع التقليدي في العمل فيها بحماسة.

 

ما هي الأسباب؟

فهل هذه الأسئلة والتساؤلات محقة، وأي منها هو السبب المباشر للخسارة الكتائبية في الانتخابات؟

مصادر متابعة قالت ان كل الأسباب مجتمعة أدت الى هذه النتيجة التي كان يمكن أن تكون أفضل لو كان الجهد الحزبي المبذول موجهاً بطريقة صحيحة، ولو ان القاعدة شعرت اكثر بقربها من القيادة، لاسيما وان <تململاً> متدرجاً حصل خلال الاشهر التي تلت التبدل في القيادة الكتائبية الذي أخرج الحزب من حكومة الرئيس تمام سلام حيث كان تمثيله بثلاثة وزراء يحصل للمرة الاولى في تاريخ حزب الكتائب حتى خلال ايام مؤسسه الراحل بيار الجميل، ذلك أن حصة الكتائب في حكومات ما قبل <اتفاق الطائف> انحصرت دائماً بوزير أو بإثنين، في حين كانت في آخر حكومة في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، مكونة من ثلاثة وزراء بينهم حزبيان اثنان (سجعان قزي قبل أن يُطرد من الحزب وآلان حكيم) وحليف (رمزي جريج).

وتضيف المصادر نفسها ان قيادة الحزب لم تقدر على نحو صحيح حجم القوات اللبنانية التي تمددت في عقر دار الكتائب سواء في بيروت أو زحلة والمتن وكسروان وبعبدا والبترون، بعدما كان الوجود الكتائبي أكبر بكثير من وجود <القوات>. وعندما اقترب موعد الانتخابات النيابية وبدأت المداولات عن التحالفات لم يحصل أي تقارب بين الصيفي ومعراب، فأتت اللوائح <القواتية> خالية من أي مرشح كتائبي باستثناء بيروت الأولى حيث ان رصيد النائب نديم الجميل يشكل امتداداً لرصيد والده الرئيس الشهيد بشير الجميل من دون أي جهد اضافي يمكن ان يُنسب الى القيادة الكتائبية، خصوصاً أن تباعداً كان يسجل من حين الى آخر بين النائب نديم وابن عمه رئيس الحزب النائب سامي في مواضيع عدة اختلفت فيها مقاربات <ولاد العم>. وما يقال عن بيروت الأولى والمتن، يقال عن قضاء البترون الذي كان خزاناً كتائبياً كبيراً، فاتضح بعد الانتخابات ان ثمة كتائبيين انتقلوا من ضفة حزب <الله والوطن والعائلة> الى ضفتين: واحدة مرتبطة بمعراب والثانية بـ<التيار البرتقالي>. أما في زحلة التي قدمت شهداء كتائبيين بالمئات عبر التاريخ الحديث، فإن الخلافات الحزبية ساهمت في إضعاف الحضور الكتائبي فخسر النائب السابق ايلي ماروني مقعده ليحل محله النائب <البرتقالي> سليم عون الذي كان أُقصي عن مجلس 2009 الممدد له.

<ورشة تنظيمية> أم تصحيحية؟!

المكتب السياسي الكتائبي

هذه الحقائق وغيرها أدركها رئيس الكتائب الذي لم يأخذ بملاحظات والده الرئيس أمين الجميل الخبير المحنّك بالسياسة اللبنانية وبالتحالفات سواء كانت موسمية أو دائمة، لكن هذا الإدراك أتى متأخراً لكنه شكّل <عبرة> كانت من ثمارها انطلاقة <ورشة تنظيمية> داخل الكتائب يصفها بعض الحزبيين بأنها <تصحيحية> لكن النائب الجميل لا يحب هذا التوصيف ويفضّل <التنظيمية> على <التصحيحية>، وهي بدأت من خلال <انتخاب> أمين عام جديد للحزب من <الحرس القديم> هو السيد نزار نجاريان المعروف في أوساط الكتائبيين و<القواتيين> باسم <نازو>، وهو أحد رفاق الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي حل مكان الأمين العام السابق للحزب رفيق غانم، الذي يبدو انه حُمّل مسؤولية أخطاء وقعت في أداء الأقاليم الكتائبية خلال المعركة الانتخابية ولكنه حاز في المقابل على <ترضية> جعلته نائباً ثالثاً لرئيس الحزب الى جانب الوزير السابق سليم الصايغ و<المعلم> جوزف أبو خليل الذي يوصف بـ<حكيم> الحزب نظراً لخبرته وتعلّق القاعدة الكتائبية به.

ويرى متابعون لمسار التغيير الحاصل في المكتب السياسي الكتائبي أن الاستعانة بنجاريان للأمانة العامة للحزب أصابت ثلاثة عصافير بضربة واحدة، لأن نجاريان الذي كان رئيساً سابقاً للوحدات الخاصة في القوات اللبنانية وقائداً سابقاً لثكنة أدونيس المشهورة قواتياً <عاد> الى حزب الكتائب بعدما سبقه في العودة القائد السابق لـ<القوات> الدكتور فؤاد أبو ناضر والذي كان وراء اقتراحه أميناً عاماً مع ما يعني ذلك من <استيعاب> الذين تركوا في وقت من الاوقات الكتائب واتجهوا الى <القوات>، ثم تركوا الاخيرة وهاجروا أو استنكفوا عن العمل السياسي. أما <العصفور> الثاني فهو قدرة نجاريان على التواصل مجدداً مع <القواتيين> القدامى الذين يثقون به وبأدائه وخياراته ما يعني إمكانية جذبهم الى الحزب الأم الذي وُلدت <القوات> من رحمه، خصوصاً ان ثمة <قواتيين> - كانوا قبلاً كتائبيين - تركوا <القوات> لأسباب مختلفة وآثروا الانتظار، ولعل وجود نجاريان يساعد على إعادتهم الى الحياة الحزبية. ويضيف المتابعون ان الهدف الثالث لضم <نازو> الى صفوف المسؤولين الكتائبيين الاساسيين فهو تشكيل فريق عمل الى جانب النائب الجميل مختلف عن الذي أحاطه في السابق والذي لم يظهر كفاءة في قيادة الحزب انتخابياً، لا بل سرّع حصول <اخفاقات> لم يكن في الامكان تفاديها في الربع الساعة الاخير. من هنا، فإن وجود أبو ناضر على رأس لجنة العلاقات السياسية الخارجية الى جانب نجاريان، سوف يضخ دماً جديداً في الفكر القيادي الكتائبي يعطي للاستراتيجية الحزبية نمطاً جديداً يعادل بين <حماسة> الجيل الكتائبي الشاب و<دهاء> الجيل المخضرم الذي ينتمي اليه ابو ناضر ونجاريان ومن يمكن أن ينضم اليهما من <العسكر القديم> الذي عايش الفترة الذهبية من عمر الحزب على أيام الرئيس الشهيد بشير والرئيس السابق امين، وأول الغيث كان اعتماد هيكلية متجددة من مؤشراتها استحداث 12 لجنة سوف تتوزع الاهتمامات الثقافيــــة والدينيــــة والاجتماعيـــــة وغيرهـــــا، اضافـــــــة الى تفعيــــل عمــــل الاقاليــــم مــع امكانيـــــة تعيـــــين رئيس جديد لهـــــا إذا لـــزم الأمــــر مــن دون ان يــــؤدي ذلك الى تضـــارب بين صلاحيات الامين العام وتلك المعطاة لرئيس الاقاليم، علماً أن ثمة من يعتبر أنه لن يكون من السهل <تجاوز> نجاريان أو التقليل من صلاحياته لانه <ليس سهلاً> في هذا المجال.

ويتحدث مطلعون أن <الورشة التنظيمية> الجديدة سوف تحدث تغييرات أساسية في مؤسسات الحزب وأجهزته، ومن بينها الجهاز الإعلامي الذي <يتكل> عليه النائب الجميل كثيراً!