تفاصيل الخبر

الجميل ينتظر من جعجع انسحابه... ليعلن ترشحه ومن الحريري «موقفاً واضحاً » لا يهزم 14 آذار!

09/05/2014
الجميل ينتظر من جعجع انسحابه... ليعلن ترشحه ومن الحريري «موقفاً واضحاً » لا يهزم 14 آذار!

الجميل ينتظر من جعجع انسحابه... ليعلن ترشحه ومن الحريري «موقفاً واضحاً » لا يهزم 14 آذار!

نواب الكتائب أعطوا رئيس القوات اللبنانية أصواتهم أملا بمبادرة مماثلة ....

الجميل-جعجع

لم تدفع نتائج جلسة 23 نيسان/ أبريل الماضي رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل الى الإعلان رسمياً عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، وإن كان وزراء الحزب ونوابه يؤكدون ان الرئيس الجميل هو <مرشح طبيعي> للرئاسة الأولى، وقد أفسح في المجال أمام رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي ترشح رسمياً للموقع الأول في البلاد وقدم برنامجاً رئاسياً غطى فيه كل المواضيع المطروحة، وذلك لسببين: الأول للمحافظة على وحدة 14 آذار التي بدت مربكة في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي، والثاني لإدراكه أن حظوظه ستكون ضعيفة جداً إذا لم يتم التحضير جيداً لهذا الاستحقاق بعدما بدا أن قوى 14 آذار لم تقتنع بضرورة الاتفاق على مرشح واحد تتوافر فيه المواصفات المطلوبة ولا يحدث ترشحه <نقزة> عند الشركاء الآخرين في الوطن، وذلك كي يضمن الحصول على بعض أصواتهم لأن الحصول على كل الأصوات لدى الفريق الآخر يندرج في خانة التمنيات فحسب!

ولأن الرئيس الجميل يدرك أن الساعة لم تأتِ بعد، وأن المسألة تحتاج الى مزيد من الوقت، فقد جيّر أصوات نواب الحزب لـ<الحكيم>، على أمل أن يرد جعجع بالمثل بعدما يتيقن أن وصوله الى قصر بعبدا لن يكون سهلاً، فيفسح في المجال أمام الرئيس الجميل ليعود ثانية الى القصر الذي شغله ست سنوات وخرج منه دون أن يسلّم الرئاسة لخلف له.. بل لحكومة عسكرية رأسها العماد عون، فيما استمر الرئيس سليم الحص مترئساً الحكومة التي كان قد شكلها الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

استمرار جعجع و<بوانتاج> الكتائب

وإذا كان الكتائبيون قد انتظروا ان يُخلي الدكتور جعجع الساحة لرئيسهم بعدما جرّب حظّه ولم يحصل إلا على 48 صوتاً في الدورة الأولى، فإن ما أعلنه جعجع عن استمراره في الترشح أدى الى خلط الأوراق من جديد وأعاد التردد الى الملعب الكتائبي بين ان يعتبر الحزب ان جعجع استنفد فرصته الذهبية ولم يصل الى مبتغاه، وعليه بالتالي ان يدعم ترشيح الرئيس الجميل، وبين ان يستمر انتظار الكتائبيين حتى يحسم رئيسهم قراره.

وفي هذا السياق، تقول مصادر كتائبية ان الرئيس الجميل قادر على الحصول على الأصوات الـ 65 التي يحتاجها المرشح في دورة الاقتراع الثانية، وهو أمر غير ممكن بالنسبة الى جعجع. ووفقاً لعملية <البوانتاج> الكتائبية، فإن أصوات 14 آذار الـ 48 التي نالها جعجع، يمكن أن تصبح 52 صوتاً مع عودة الرئيس سعد الحريري (عندما يكون الأمر جدياً)، والنائب عقاب صقر والنائب خالد الضاهر و<الصوت النيابي> الذي <زمط> من 14 آذار الى المرشح النائب هنري حلو، على ان تضاف إليها أصوات <المستقلين> مثل النائب ميشال المر وحفيدته النائب نايلة تويني، وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي وأحمد كرامي، إضافة الى 3 أصوات من تلك التي اقترعت للنائب حلو كي لا تضع أوراقاً بيضاء، ويكتمل العدد بعد ذلك من النواب الأرمن من حزب <الطاشناق> وعدد من نواب كتلة الرئيس نبيه بري، مع نائب أو اثنين من كتلة النائب ميشال عون.

الجميل <الواقعي والحكيم والمنهجي>

غير أن مصادر كتائبية كشفت أن الجميل يريد فعلاً أن يكون انتخابه توافقياً وإذا تعذّر الإجماع حوله، فلا بد من ان <يخرق> التحالف الشيعي طوعاً كي يكون فعلاً رئيساً يمثل مكوّنات المجتمع اللبناني. ولأجل ذلك يبقي الجميل تحرّكه بعيداً عن الأضواء، علماً انه لم يستطع ان يحصل بعد من <المستقبليين> على التزام واضح بأن يكون الخيار الثاني بعد جعجع، وإن كان ثمة من يعتبر في تيار <المستقبل> أن الموقف من ترشيح جعجع يفترض ان <يرضي> رئيس القوات اللبنانية وأن يكون واقعياً ويقبل الانسحاب لصالح الرئيس الجميــــل كي يصبح في الإمكان إيجــــاد دعـــــم نيابي له. لكن رغبـــــة هــــــؤلاء <المســــتقبليين> لم تلـــــــقَ ضـــــوءاً أخضر كافياً مـــن الرئيس الحريري الذي لا يزال يقيّم مسار الاستحقاق الرئاسي.

وتقول مصادر متابعة ان الرئيس الجميل لن يتسرع في ترشحه إذا ما استمر الدكتور جعجع مرشحاً، وانسحاب الاخير ليس بالامر السهل، وقد يستهلك أكثر من دورتين انتخابيتين (أو على الاقل دعوتين لدورتين انتخابيتين إذا ما تعذر اكتمال النصاب)، لذلك فهو يدرك كل الاحتمالات مع الأخذ بالاعتبار ضرورة اقتناع <الحكيم> بأن الواقعية تفرض إعادة النظر في الأمور برؤية <واقعية وحكيمة ومنهجية> منعاً لهزيمة قوى 14 آذار ومشروعها الإنقاذي برمته، إضافة الى الضرر الذي يلحق بالموقع المسيحي الأول.

2

وينقل زوار بيت الكتائب في الصيفي ان ثمة من يراهن داخل الحزب على <موقف حاسم> للدكتور جعجع بعدما تكون الاتصالات قد حققت تقدماً بالتزامن مع اقتناع جعجع بأنه لن يستطيع أن يكون <الرافعة> التي تؤمّن وصول 14 آذار الى قصر بعبدا، وان المواصفات المتوافرة في الرئيس الجميل <القوي والمنفتح والحكيم والمعتدل> يمكن أن تجعله سيداً لقصر بعبدا مرة ثانية.

تجدر الإشارة الى أن الرئيس الجميل الذي يعتبره الكتائبيون <المرشح الطبيعي> ولو لم يعلن ذلك، يجد قبالته المرشح الجنبلاطي النائب هنري حلو... ولعل المفارقة ان الجميل كاد ان يعين والد النائب حلو الوزير الراحل بيار حلو رئيساً للحكومة الانتقالية في أيلول/ سبتمبر 1988، وكادت المراسيم ان تصدر لولا أن الراحل أعاد النظر في موقفه في اللحظة الأخيرة واعتذر عن قبول رئاسة الحكومة الانتقالية!