تفاصيل الخبر

ألغاز في استقالة الحريري!

10/11/2017
ألغاز في استقالة الحريري!

ألغاز في استقالة الحريري!

 

بقلم وليد عوض

سعد-الحريري

وهل هناك نجم سياسي يستحق الحديث عنه أفضل من الرئيس سعد الحريري؟

بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط عام 2005، كان سعد الحريري ثاني أكبر أبناء الرئيس الشهيد يتلقى الأمانة التي تحرمه من حقوق الانسان العادي لتلقي بين يديه مسؤوليات المتابعة لا كزعيم اسلامي، بل كشخصية لبنانية تحتوي أشواق جميع المواطنين، وتستوحي أدوار الرؤساء الثلاثة رياض الصلح وصائب سلام وسليم الحص، على أساس ان الثلاثة كانوا لبنانيين بثياب مسلمين سنة، وذاع صيتهم بالجرأة في اتخاذ القرار، والتزام الموقف.

وكانت استقالة صائب سلام من الحكومة عام 1973 احتجاجاً على دخول المسؤول العسكري الاسرائيلي <ايهود باراك> مدينة بيروت في ليل رهيب، وقيامه بقتل ثلاثة زعماء فلسطينيين في شارع فردان هم: كمال ناصر، ومحمد يوسف النجار، وكمال عدوان ولأنه لم ينجح في اقناع رئيس الجمهورية سليمان فرنجية بإقالة قائد الجيش اللواء اسكندر غانم، وكانت حجة الرئيس فرنجية في عدم إقالة قائد الجيش، هي الخوف من أن تتحول المسألة الى حالة طائفية ويكون قائد الجيش الماروني تحت رحمة الطلب السني.

وكان فرنجية على خطأ. فقد طلب الرئيس كميل شمعون من اللواء فؤاد شهاب ربيع عام 1958 أن يقتحم منطقة البسطة والقضاء على الثورة التي بدأت تذر رياحها بعدما اشتعلت في طرابلس، وأجبرت الرئيس رشيد كرامي على الانكفاء في منطقة القلة.

وأكثر من ذلك. فإن الرئيس كرامي، وهو يتسلم رئاسة الوزارة، بعد تنصيب فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية لم يتردد في الموافقة على منح العميد أنور كرم، وسام الاستحقاق اللبناني تقديراً لانجازاته العسكرية في طرابلس، برغم جدار المعارضة الشعبية لتكريم هذا المسؤول العسكري.

وسعد الدين رفيق الحريري تعرض للقدر السياسي في المرة الأولى التي كان يتسلم فيها رئاسة الحكومة، وسقطت حكومته باستقالة واحد من وزرائها هو عدنان السيد حسين وعدم اعطائها شرعية المتابعة، وكانت في نظره أبرز عملية غدر على باب البيت الأبيض وموعده مع الرئيس <جورج دابليو بوش الابن>!

عاد سعد الحريري من واشنطن وهو على إيمان بأن أية حكومة تمسك بتلابيب السلطة لا تستطيع أن تتابع مشوار السلطة إذا كان حزب الله.. خارجها!

والآن نحن أمام استقالة سعد الحريري بكل ما فيها من ملابسات وغموض. وكان الرجل، بما يملك من معلومات، ومعطيات، يرى بأن الحكم ليس سهلاً مع الحضور الكبير لحزب الله، فكانت كل حكومة تضم اثنين من مرشحي الحزب هما الوزيران محمد فنيش وحسين الحاج حسن، وما تألفت أي حكومة بعد ذلك دون أن تكون للحزب حصة فيها.. ولم يكن مهماً ما تتسلمه من حقائب وزارية، بل المهم هو الحضور في السلطة.

واستقالة الرئيس الحريري تأتي في الوقت الذي تفرضه تصاريف الأحداث. فحزب الله متهم بتجميع الظروف لاغتيال الوزراء كما اغتيل والده سنة 2005، وإيران متهمة بتحضير هجوم عسكري على المملكة العربية السعودية، بعدما تمكنت من أوصال عدد من دول الخليج، مثل البحرين، ومدت يدها الى العراق، ثم الى اليمن.

كان في مقدور سعد الحريري أن يتكتم الأمر، وينام على ضيم، ولكن سياسة التوازن السعودي بصورة خاصة أملت عليه أن يكون صريحاً في تقديم الاستقالة وتركت للآخرين أن يقولوا ما يريدون..

استقال؟! لم يستقل؟!

كان شرعياً في استقالته أم لم يكن؟!

أهم ما في الجواب أنه لم ينس طائفته السنية ولذلك كانت دار الفتوى هي المنصة الأولى لشرح الموقف!

وفي المقبل من الأيام ندرك ما إذا كانت الاستقالة في محلها!