تفاصيل الخبر

الفنان طوني مخول عن ”Le Grand Spectacle“: صورة حضارية عن لبنان في رسالة حب الى العالم أجمع!

25/10/2019
الفنان طوني مخول عن ”Le Grand Spectacle“:  صورة حضارية عن لبنان في رسالة حب الى العالم أجمع!

الفنان طوني مخول عن ”Le Grand Spectacle“: صورة حضارية عن لبنان في رسالة حب الى العالم أجمع!

 

بقلم عبير انطون

 

في عرض أول وفريد على خشبة <كازينو لبنان> ينطلق <الحفل الكبير> <لو غران سبيكتاكل> الى العالم. بالـ<اكسترافاغانزا> يمكن وصفه، وهو يضم أكثر من تسعين مشاركا على المسرح في أداء غير مسبوق، من كتابة، تلحين، توزيع وإنتاج طوني مخّول. يجمع العرض الى التأليف الموسيقي، أوركسترا فلهارمونية، كورسا، مغنين، راقصين، وعروض فيديو فنيّة، انصهرت جميعها في قالب مصقول يديره مخول عازفا على غيتاره، عله يكون <الفجر الجديد> لاعمال فنية عالية المستوى.

فما الذي دفع بطوني الى هذه المغامرة، كيف تم التصور لها ومن المشاركون فيها؟

<الأفكار> التقت بالفنان المهندس طوني مخول بعد استعادة موجزة معه لظروف دخوله عالم الموسيقى وارتباطه الوثيق به، منذ كان يتسلل شرعيا او خلسة الى الغرفة الموسيقية في مدرسته <المعهد الأنطوني في بعبدا> لحضور التمارين أو العزف على الآلات الموسيقية، فأتقن العزف على مختلفها ونشرها الحانا ومؤلفات موسيقية في زوايا العالم الاربع، من دون توقع مسبق للنجاح الذي حصدته في لبنان وخارجه.

<لقد آمنت بالموسيقى ووجدت فيها الطريقة الإنسانيّة لجعل الحياة أكثر إحتمالاً> يقول الفنان المجبول احساسا، وآمنت بالفنون طريقا الى الارتقاء. الهامه، يستمده طوني من اي شيء يتأثر به او يلمس قلبه <سواء كان ذلك أمرًا حزينًا أو سعيدًا، أي امر يجعلني أشعر بالحزن عميقًا بداخلي أو أعيش جمال الحياة. كما ان لي، مصدر إلهام خاصاً بي يجعلني أتحدث بطلاقة في خلق الألحان الجميلة وتوليد الموسيقى الجيدة>.

 الموسيقى الجيدة هذه، ترجمتها البوماته الاربعة حتى الآن المفعمة بالأساليب الموسيقية والتأثيرات الثقافية المتنوعة كالوطن الذي نشأ فيه وينتمي اليه، فحصدت الاعجاب الذي يأمل ان يكون ايضا لعمله الضخم الجديد: <الحفل الكبير>.

 وسألناه أولاً:

 ــ كيف دخلت المغامرة الفنيّة بإنتاج ضخم في ظروف مماثلة في لبنان؟

- معك حق. لكننا في لبنان ان انتظرنا الظروف والأوضاع نبقى مسمرين في مكاننا، وتخبو أحلامنا بعيدة من ان تبصر النور. المخاطرة تدخل في قلب الحياة، وعلينا ان نُقدم، خاصة ان كان القائم بالـ<مغامرة> مؤمناً بعمله، يضع كامل قلبه وعقله فيها. برأيي من هو قادر عليه ان ينتج وألا ينتظر. لقد اقدمت وانا متفائل، وبالنسبة لي ما من امكانية للعودة الى الوراء..

ــ كم استغرق التحضير للعمل من وقت؟

- من بعد اصدار البومي الاخير <الفجر الجديد>، وانا احضّر له. رأيت هذا الاستعراض في رأسي وكأنه رؤيا لكل ما يمكن ان يضمّه الاستعراض وجسدته في هذا العمل. ولا أخفي بأن نجاح الالبوم سرّع في ولادة <الحفل الكبير>. منذ سنة تقريبا بدأ سيل الافكار، اما العمل الفعلي فبدأ منذ حوالى السبعة أشهر.

ــ اختيارك للفريق الذي تتعاون معه، كيف تم ونعرف انك كنت حريصا على وجودهم؟

- هناك علاقة تجمعني بمختلفهم. تعاونت مع بسام شلّيطا ومع الفرقة الاوركسترالية في بوخارست في رومانيا في عزف موسيقى البوم <الفجر الجديد> وهو من عرفني بالموسيقيين هناك اذ كان على معرفة سابقة بهم كما انه قاد المقطوعات، ما أثمر معهم اجواء رائعة، وهو أخرج من هؤلاء الموسيقيين احاسيس جميلة جدا، وهذا ما رسّخ في خاطري فكرة ان اي احتفال موسيقي كبير سأحييه سيكون بسام قائد الاوركسترا فيه، وهذا فعلا ما حصل في قيادته للأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية في <الحفل الكبير>. أما بالنسبة للرقص مع مصممَيه ساندرا عباس واسادور أوردجيان، فاننا في احتفال اطلاق الألبوم ايضا قدمنا <ميني شو> تخللته رقصات ثلاث أثارت اعجاب الجميع وكانت <اوتستاندينغ>، ما جعلها تجربة استثنائية شجعتني على معاودة الكرة معهما في احتفال الـ<موركس> أيضا، وهذا ايضا ما جعلني حريصا على التعاون معهما في العمل اليوم. واشير هنا الى ان تصميم الازياء كان لساندرا عباس أيضا. أما المخرج الياس عبسي، فانني قديم العلاقة به وسعيد طبعا بالعمل معه وقد أخرج عروض فيديو فنية رائعة للاحتفال لتناسب كل نغمة وأغنية تبثّ على الشاشة العملاقة على المسرح، ما سيزيد من ترفيه الحضور وعظمة الاحتفال.

ــ لم كنت حريصا لاطلاق <الحفل الكبير> من لبنان اولا؟

- بالنهاية هذا المنتج هو <صنع في لبنان> وبكل فخر، فالمؤلف والمنتج والعاملون فيه جميعهم لبنانيون، وكان لا بد من ان <يتعمّد> في لبنان اولا، الذي من خلاله نثبت بان أجمل الاعمال هي التي ينتجها هذا البلد فتنتشر منه الى المنطقة كلها والعالم اجمع.

ــ ولم هو لليلة واحدة فقط وبناء على دعوات محدّدة؟

- أردنا ان نبرز الاحتفال للناس المهتمة بأن تراه، ونقول لهم : تعالوا، وشاهدوا واحكموا بأنفسكم على هذا العرض الذي سنجوب به العالم وادعوا لنا بالتوفيق.

ــ وهل سيكون هذا العرض متاحاً للجمهور بعد ذلك من خلال مشاركته في مهرجانات او حفلات كبرى؟

- الأمر ممكن، وقد ننتجه عبر اسطوانات مدمجة معدة للبيع لاحقا ــ لكننا الآن، وللانتاج الكبير الذي تطلّبه لا نستطيع ان نبقي الفرقة والموسيقيين لاكثر من هذه الفترة، خاصة وان الهدف هو ابرازه فقط في هذه المرحلة وليس عرضه للجمهور، بمعنى انه كالـ<فيترينة اليوم>، ويهمني ان يستقبله أشخاص معينون كالفنانين والاعلاميين والقيّمين على المهرجانات، ليس لسبب سوى القدرة على التقييم ونشر الخبر والحديث حوله، بهدف التحفيز على انتاج اعمال مشابهة وربما افضل لفنانين آخرين، فيفتح بذلك الطريق الى اعمال حلوة وراقية..

بارومتر...!

ــ الى اي مدى ردة فعل المدعوين لليلة واحدة تشكّل الـ<باروميتر> أو المقياس الواقعي لنجاح <الحفل الكبير> قبل الجولة به في الخارج وهل يمكن أن يخضع لاية تعديلات؟

- ردة الفعل والتقييم مهمان طبعا وكنا بانتظارهما، لكننا نتوقع ايضا وبحسب ما سمعنا ووصلنا من أصداء فضلا عن ردة فعل الموسيقيين والمشاركين انفسهم انهم احبوا العمل جدا واثنوا عليه. بالنهاية نحن نتقبل حكم الجمهور، وان كان سلبيا لا سمح الله فان ذلك يدعونا الى إعادة النظر.

ــ أين المميز بالعمل من وجهة نظرك؟

- أولها أنني اشتغل بالحان هي بكاملها من تأليفي، وهي الحان وموسيقى جديدة، بما يتناسب مع شعاري الدائم في الموسيقى بانه من دون لحن جميل لا توجد موسيقى جميلة.

ويضيف طوني شارحا:

- أحيانا تفشل بعض الاعمال فيما يكون انتاجها ضخما وتستحضر لها أوركسترات وسيمفونيات ولا يكون ذلك سوى تغليف جميل من دون معنى كبير للمضمون. أنا اشبّه اللحن بالوردة، فان كانت هذه ذابلة حتى ولو وضعتها في اجمل الفازات، فان مظهرها الاجمالي سيتحسن لكنها تبقى وردة ذابلة، لا حياة فيها. واعتقد انه في هذا الاستعراض الكبير غالبية الالحان حتى لا اقول جميعها ورود بأبهى حللها. وعلى سبيل الشرح وليس المقارنة فنانون كبار من حول العالم يقدّمون العروض الضخمة بالحان ليست لهم كأندريه فيو مثلا الذي يتعاون مع اوركسترا كبيرة وهو مدعوم من الحكومة لكنه يعمل بالحان ليست له، وما يميزني انني أعمل بالحاني..

 ويضيف طوني:

- الى ذلك، فاننا اشتغلنا على خلطة جميلة، فمع الاوركسترا والستين موسيقيا، هناك اربعة وثلاثون راقصا واستعراضيا وثلاثة مغنّين وكورال يجتمعون في هذا الميوزيكال الجميل.

ــ لم اخترت عنوانه باللغة الفرنسية؟

- كنا نفكر بأن نطلق عليه عنوان <طوني مخول شو> لكننا خشينا من أن يؤخذ بمعنى الـ<وان مان شو>، وكان الاسم بالفرنسية لانه جامع لفنون مختلفة وهو عرض كبير <اكسترافاغانزا> فيه الكثير من الروعة وينم فعلا عن حقيقة المضمون. لقد اردنا بهذا الانتاج ان نبرهن للعالم عن القدرات الفنية الجيدة والعالية المستوى لعمل <صنع في لبنان> حتى انه ينافس الاعمال الفنية الكبرى من حول العالم في خلطة تجعل محبي الموسيقى يستمتعون بمضمون مميز واطار مدروس في سهرة فنية حلوة، دخلها الفن البصري <فيزيوال آرت> مع شاشة عملاقة ترافق مختلف أنواع العرض وكوريغرافيا مميزة في الرقص. باختصار أردت خلق عرض يتضمّن أكبر عدد ممكن من أنواع الفنون والأداء، عرضاً فريداً، صنع في لبنان، سيجول العالم معرّفاً الشعوب بفن متنوّع وجميل، ويعطي صورة حضارية عن بلدنا باعثاً رسالة حب إلى العالم أجمع.

ــ يتضمن العمل مختلف انواع الرقص. شخصيا اي نوع من الرقص يستهويك وانت صاحب البوم وكليب <القلوب الراقصة> (ثالث البوماته)؟

- فعلا يحتل الرقص حيّزا اساسيا في <الحفل الكبير> اذ يمكن الاستمتاع بمشاهدة ثلاثين راقصا يؤدون أساليب وانواعاً مختلفة مثل التانغو، الفالس، الديسكو، السالسا، الباليه، السامبا، والرقص الإسباني اما شخصيا فاتفاعل مع جميعها.

ــ في الأسابيع المنصرمة اثارت احدى العازفات الغربيات المرموقات الجدل في احد دور الاوبرا الكبيرة بسبب تصوير الحاضرين لها عبر هواتفهم وبثها الى خارج القاعة.. هل تجد ذلك مبررا ام انك على العكس تجد في الامر انتشارا لعملك ومشاركته بشكل أكبر؟

- أعتقد بان الموسيقى والحفلات الفنية هي للاستمتاع بها ومشاركتها. شخصيا لا ضير عندي في التصوير ومشاركة الحضور ممن هم في خارج الصالة بما يشاهدونه، الا في ما يتعلق بمسألة الحقوق والتصوير او ما يمنع ذلك قانونا. في احتفالي يسألونني مثلا عن هوية الملابس الواجب ارتداؤها (دريس كود) واجيب بانني أطلب من الجمهور الحضور الى العرض بما يرتاحون به حتى يعيشوا لحظات الاحتفال بفرح كبير وللسفر في متعة كاملة.