بقلم عبير انطون
لا تكشف وجعها أمام الناس ولا تقدم لهم الا الصورة الحلوة التي تشبهها قلبا وقالبا. بعد غيبة طويلة عن لبنان غناءً وتمثيلا تعود رولا سعد بمسلسل <مجنون فيكي> الذي يعرض حاليا على شاشة <المؤسسة اللبنانية للارسال>. الصبوحة أمسكت بيدها في بداياتها، وقد غنت لها رولا باقة من اجمل اغانيها وابرزها <يانا يانا>، تطل علينا اليوم بدور ناعم فيه الكثير من أبعاد شخصيتها الحقيقية، شخصية مجبولة بالكثير من الاحزان والافراح والخيبات والنجاحات.
فماذا عن الدور وما الجديد الذي تستعد له؟ اي فيلم غنائي استعراضي اختارت، وما الذي يجعلها ايجابية الى هذه الدرجة؟
<الأفكار> كان لها مع رولا هذا الحوار الذي بدأناه بسؤالها عن أصداء مسلسلها مع يوري مرقدي، وكانت هي من اعطت شرارة قصته بعد ان تأكدت ممن حولها ان الجمهور مل النكد والكآبة.
ــ لنذكر قليلا بالقصة وكيف تصفين تفاعل الناس مع <مجنون فيكي> الذي اخرجته رندلى قديح؟
- تدور أحداث المسلسل في إطار رومانسي حول قصة حب (كلارا) وهي سيدة لديها مجلة تعنى بالموضة، تقع في حب شريكها في المجلة، والصعوبات التي تواجه قصة حبهما، خاصة انه صدمها بتلقيها دعوة لحضور زفافه من صبية اخرى اختارتها له والدته من دون اية مقدمات. الأصداء جيدة وجميلة، وأنا سعيدة بما يحصده ومتفاجئة بالنجاح. كنت متوقعة أن يحتلّ حيّزا مهماً لكن ليس الى هذه الدرجة، فهو يحظى باهتمام المشاهدين واجد بعضا من الجمهور يعلّق حتى على تفاصيل صغيرة ما يدل على دقة المتابعة، خاصة وانني أمثل للمرة الاولى في لبنان بعد مصر وسوريا إذ كنت بانتظار أن يكون عملا متميّزا في بلدي حتى أشرع به، والحمد لله أن <مجنون فيكي> لم يخذلني.
ــ سمعنا الكثير من الانتقادات ومن بينها انتقاد الممثل جوليان فرحات الذي قرأته حتما ونصحك بالابتعاد كليا عن الفن والتمثيل لأنك فشلت بهما، قائلا <ترشحي للانتخابات الجمهورية سأنتخبك، وخذي معك يوري مرقدي ايضا>. ما تعليقك؟
- لم أقرأ الخبر، الا انني سمعت به. وبغض النظر عن مطلقه اكان ممثلا او مغنيا، من أهل المهنة أو من خارجها، فانني اعتبره رأيا اعطاه. لست بانتظار أن اعجب الدنيا كلها، فأهم الممثلين لا يحظون بإجماع على فنهم. بالنهاية انا قدّمت عملا، وسعيدة بنجاحه، ولن اقبل بأن يعكر صفوه اي تعليق.
ــ يبدو أن مزاج جوليان معكّر في هذه الأيام ويقصف على اكثر من جهة...
- ليس لي عليه..هو حرّ. لكن لما يأتي النقد من شخص مثقف تمثيليا، ويملك خبرته العظيمة، له اسمه على صعيد العالم العربي او غيره، فقد يؤخذ هذا النقد بعين الاعتبار اذا أُعطي باحترام. رأيه لا يقدم ولا يؤخر هو او غيره، مع احترامي طبعا.
ــ هل ظلمكم توقيت المسلسل لمساءي الجمعة والسبت فقط؟
- لا بالعكس. شخصيا، كنت أفضل ان يبث في اول ايام الاسبوع لتكون نسب المشاهدة مرتفعة لكنه يحظى بنسبة عالية، ويبدو ان هذه النسبة جعلتهم لا يبدّلون في توقيته.
ــ بماذا لا تشبهك <كلارا> الشخصية التي تقدمينها في المسلسل وهي شريكة في مجلة تعنى بالموضة وشغوفة بالازياء؟
- <كلارا> هي رولا تقريبا بخلاف بعض التفاصيل البسيطة... تشبه رولا كثيرا. لما كنت اتحدث مع الكاتب فراس جبران عن عمل أقدمه عرض علي مسلسلا مختلفا كليا عن <مجنون فيكي>، الا انني اصررت على ان اقدم عملا حول الموضة و<السوشيال ميديا> وكيفية عيش حياتنا الطبيعية اليومية قبل ان نتطرق الى مواضيع القتل والخيانة بمعنى الدراما.
ــ هل يأتي المسلسل كتمهيد لاطلاق خط أزياء خاص بك، وكانت لك تجربة في بداياتك مع <وكالة جورجيو للازياء>؟
- لا ابدا. ليس هناك فكرة من هذا القبيل.لا شك ان اسئلة كثيرة في هذه الفترة تدور حول ما أظهر به من أزياء في المسلسل وكثيرا ما أسمع: من اين تلبس رولا سعد ثيابها؟ من جهتي، يمكنني اعطاء الفكرة الحلوة للتصاميم وخطوط الموضة العريضة حتى انني معروفة باستشرافها لسنوات لاحقة، لكن فكرة مماثلة تتطلب الاهتمام بالتسويق وأنا لست خبيرة بشؤونه. ربما لاحقا، إن اتفقت مع جهة تتولى الأمر فمن الممكن أن تترجم هذه الى واقع.
ــ كثيرون يرون في تصاميم هذه الأزياء جرأة كبيرة...
- صحيح. لا تزال هناك شريحة من الناس تنتقد ما أرتديه في المسلسل، لكن نسبة المشاهدة تبقى الردّ الافضل على الأمر. فهناك من لا يحبون رولا ويشاهدون المسلسل فقط لأجل الأزياء التي فيه وهذا أمر يسعدني. انه أنجع وسيلة للاجابة عن اسئلة او تهجم البعض القليل. ويمكنكم ان تلاحظوا بموضوعية كيف ان الازياء التي سبق وارتديتها شكلت موضة الفترات اللاحقة وكانت غريبة في وقتها، ولهذا السبب فانني لا ارد على الانتقادات لمجرد الكلام، فبعض المنتقدين لا يعرفون مستقبل الموضة ويرون ما هو امام ناظرهم فقط، او يمكن لهذه أن تكون رائجة في الخارج ولم تصلهم بعد.
ــ لقد التقيت في المغرب بالمصمم العالمي <كافاللي>. صفي لنا اللقاء وعما دار الحديث بينكما؟
- <كافاللي> من المصممين الذين يلفتونني جدا. البعض يعتقد مخطئا بأنني قد أنزعج من فكرة تشبيه ما ارتديه بقطعة من اللحم مثلا او ورقة صحيفة الخ... أبدا لا انزعج لأن اهم المصممين في العالم يستوحون تصاميمهم من أمور بسيطة لا نوليها نحن اية أهمية. هذا هو الفنان الحقيقي، ذاك الذي ينظر بعين اخرى الى أشياء لا تخطر في بال الناس العاديين، يستوحي منها ويراها بطريقة مختلفة فيطوعها لمجموعة مبهرة من التصاميم. ما تعلمته من <كافاللي> انه يستوحي مجموعة عظيمة من أمور شديدة البساطة...
احتياجات خاصة...
ــ ماذا عن عرض الأزياء لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يظهر في مسلسل <مجنون فيكي>، كيف انطلقت فكرته ومن هم الذين شاركوا فيه؟
- لم تكن فكرة دعم اصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة وإبرازها مفاجئا لنا، وربما تعرفون ان اخي رحمه الله كان مصابا بالشلل.
ــ (اقاطعها): وهل صحيح ان جورج أخيك كان جميلا بقدر الممثل التركي الذي لعب دور <مهند>؟
ــ برأيي كان أحلى وليس لسبب سوى انه جزء من حياتي، واراه اجمل شاب في الكون لكنه لم يكن بدرجة الشقار ذاتها.
وتكمل رولا:
- بالعودة الى العرض الخاص بأصحاب الاحتياجات الخاصة فإنّ اختي زينة هي من طرحت الفكرة، ففي الغرب مثلا يولون اهتماما كبيرا في عروض الأزياء فيشركون ذوي الاحتياجات الخاصة او من يعانون من مشاكل صحية. اقترحت الامر على شركة الانتاج ووافقوا داعمين الفكرة وتم التعاون مع جمعيتين تعنى بهم بكل احترام، فقمت بزيارة لهم وأطلعتهم على ما نفكر به فأحبوها جدا، وأكثر منهم الاهالي والشباب انفسهم الذين تحمسوا اكثر من اي شخص آخر، وكانوا اذا اضطررنا لتأجيل التصوير يسألون عن السبب. اسعدني أن اقوم ولو بأمر بسيط مؤثر ليدخل قلوب الناس ويحثهم على التفكير بالطريقة الصحيحة تجاههم.
الشحرورة!
ــ متى كانت المرة الاخيرة التي تذكرت بها الشحرورة صباح؟
- بالأمس.
ــ بم تذكّرتيها؟ وما هي النصيحة التي أسدتها لك ولا تنسيها؟
- كانت الصبوحة تنصح دائما احباءها بالعفوية وتدعو الى أن يكون الانسان صريحا غير مخادع وان يواجه متاعبه مهما بلغت درجة صعوباتها. وهذا الأمر ينطبق عليّ، حتى أنني أصبحت متمسكة به أكثر لان النصيحة أتتني من شخص يعني لي الكثير.
ــ يمكن لأحداث حياتك والظروف الصعبة التي مررت بها من وفاة والدك، الى هجران امك لك ولأخوتك وانت بعمر السنتين، الى نشأتك في دير للراهبات حتى عمر الست سنوات، وظروف أخيك المريض... ان تشكل مادة دسمة لمسلسل او فيلم سينمائي. هل فكرت بالأمر؟
- مرت في شريط حياتي أحداث يصعب على الانسان ان يصدق حدوثها فعلا وسوف يعتقد المشاهد ان تناولناها أننا نبالغ بها. منذ يومين كنت اتكلم مع صديقتي الكاتبة داليا حداد، وقد شهدت على امر ما يجري معي راهنا فقالت لي:لا أجرؤ حتى في نص أكتبه الذهاب الى ما يمر بك الآن، لأن الظلم الموجود في ما يجري لا يحتمل. الحمد لله أن للانسان طاقة على تحويل أصعب الأمور وأبشعها الى ايجابية بطريقة لا تدمره، وأقصد بانه ليس أصعب من ان يقوم اي شخص، قريبا كان منك او بعيدا، بأذيتك لذنب ليس لك علاقة به.
ــ هل يمكنك ان توضحي لنا أكثر ما يجري معك؟
- افضل ان لا اتوسع بالموضوع...
ــ هل تتحملين جراحا بعد؟
- كبشر، هذا يفوق قدرة الاحتمال لكن عناية الله موجودة. عندي نعمة ربي عز وجل وهو يضع يده في يدي. بالنهاية هو يريد قلبنا بغض النظر عن اخطائنا وزلاتنا. هناك أمور يظلم بها الانسان لكنها تمر والوقت كفيل بالمداواة.
ــ هل ستكونين عروس الـ2019؟
- لست أدري..على الأرجح.
ــ غبت لفترة استقريت فيها في مصر. كيف استقبلت فيها انت واعمالك في التمثيل او التقديم؟
- استقبالهم جميل جدا. أنا أحب الشعب المصري محبة عظيمة لانه جمهور مخلص، يحب من قلبه وهو وفيّ للفنان الذي يحبه، لا ينساه حتى وان غاب. اخلاصه لفنانه غير محدود، وقد تعرف علي في العديد من الأعمال بينها <البحر والعطشانة> وفي تقديم البرامج من خلال <رولا شو> الذي فتح لي المجال للدخول الى قلوب الناس. هذا الشعب المميز يحبني بطريقة مميزة.
ــ ماذا عن قصة <البحر والعطشانة> مع أحمد فهمي؟
- لعبت دور <ياسمين> من أب لبناني وأم مصرية، وتظل تبحث عن والدتها (رجاء الجداوي) في مصر إلى أن تجدها في منطقة ريفية، فتنتقل للعيش في القرية ومن هناك تنطلق الأحداث.
وأضافت:
- بخطوطه العريضة يتناول المسلسل زواج السلطة ورأس المال الذي أفسد الحياة على مختلف الأصعدة، كما يتناول تزوير الانتخابات وما تلاه من أزمات وصولاً إلى <ثورة 25 يناير> في مصر.
ــ هل سنراك على الشاشة في اي عمل درامي لرمضان المبارك؟
- لا. انما نحن بصدد الاطلاع على مسلسل لداليا حداد، وان تم الاتفاق فسيكون تنفيذه قريباً وهو عبارة عن <سيتكوم> مسل وهادف في آن معا.
ــ ما أسباب ابتعادك عن الغناء ولم يصدر لك جديد منذ مدة؟
- انشغلت بالمسلسل وقد استغرق التصوير وقتا واضطررت ان اكون حاضرة بشكل دائم لكنني بصدد البحث عن أغنية ترضيني.
ــ لو تسنى لك استعادة فيلم غنائي استعراضي ايه تختارين واي نجم تدعين لمشاركتك بطولته؟
- أختار فيلم الدراما الموسيقية <فلاش دانس> للمخرج <ادريان لين> وادعو لمشاركتي فيه النجم أحمد عزّ.